اخر الاخبار

باتت المجاعة في قطاع غزة واقعاً ينهش أجساد الأطفال، وشهادة حية على عجز العالم الذي يتابع ذلك بصمت، إذ لم يعد الموت في القطاع المحاصر، خياراً بين القصف او القنص، حيث دخل الجوع وهو الأسلوب جديد، ضمن قائمة القتل العمد الذي يستخدمه الصهاينة ضد الفلسطينيين.

الخبز محكوم باعتبارات سياسية

قال حزب الشعب الفلسطيني، إن "طريقة توزيع الغذاء على سكان غزة، يتعارض مع المعاهدات المتعلقة بتوزيع المساعدات اثناء الحرب، وهي محكومة باعتبارات سياسية وأمنية، وتتضمن المزيد من الإذلال للمواطنين.

وطالب الحزب بضرورة ممارسة أقصى الضغوط من قبل جميع دول العالم والمؤسسات الدولية، من أجل الإسراع في اعتماد آلية الأمم المتحدة والوكالات التابعة لها من أجل ادخال المساعدات وتوزيعها بصورة عاجلة.

حزب الشعب: يجب ممارسة كل الضغوط لاعتماد الآليات الأممية لضمان إيصال وتوزيع المساعدات لقطاع غزة، وضمان ايصالها إلى أماكن السكن، وشدد على ضرورة تكثيف الجعود من أجل وقف العدوان وحرب الإبادة وفتح جميع المعابر والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية كافة والمكدسة على المعابر الحدودية.

يهدر الموارد ويلهي عن الفظائع

وأثارت مشاهد توزيع المساعدات المعتمدة من قبل الاحتلال الإسرائيلي بدعم أمريكي، موجة غضب واسعة، حيث شهدت منطقة التوزيع تدفق آلاف الفلسطينيين دفعة واحدة، مما أدى إلى حالة من الفوضى العارمة.

وقال المفوض العام لوكالة الاونروا فيليب لازاريني، أمس، إن "نظام توزيع المساعدات المدعوم أميركيا في غزة (هدر للموارد والهاء عن الفظائع)".

وأضاف: "رأينا أمس (الثلاثاء) صورا صادمة لأشخاص جياع يتدافعون على الأسوار في حاجة ماسة للغذاء. كان الوضع فوضويا ومهينا وغير آمن". وتابع، لدينا في الأساس نظام لتوزيع المساعدات مناسب لهذا الغرض... الوقت يداهم من أجل تجنب المجاعة، لذا يجب السماح (للمنظمات) الإنسانية القيام بعملها المنقذ للحياة". ولفت ان "الالية المعتمدة تجبر السكان على النزوح نحو الجنوب".

الصفعات تتوالى

ويزداد الضغط الدولي على الكيان الصهيوني، من أجل وقف الحرب والبدء بتوزيع المساعدات، اذ حضّ وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني، الاحتلال الإسرائيلي، على وقف ضرباته على غزة، وحذر من أن طرد الفلسطينيين من القطاع لم يكن ولن يكون خيارا مقبولا.

كذلك، أدان تاياني خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لسيطرة الولايات المتحدة على غزة وإجبار الفلسطينيين الذين يعيشون في القطاع على المغادرة.

وفي ذات الشأن، أقرّت الحكومة الإيرلندية مشروع قانون يحظر استيراد منتجات المستوطنات الإسرائيلية التي تُعتبر جميعها كيانات غير قانونية في نظر المجتمع الدولي، في خطوة غير مسبوقة بالنسبة لدولة عضو في الاتحاد الأوروبي.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الإيرلندية لوكالة فرانس برس إنّ "الحكومة تعتبر هذا التزاما بموجب القانون الدولي".

فيما أكد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أنهم سيرفعون أصواتهم بقوة أكبر من أي وقت مضى ضد الوضع في قطاع غزة، جاء ذلك في بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاعتراف إسبانيا رسميًا بدولة فلسطين.

داخليا، انتقدت صحيفة هآرتس الإسرائيلية المعارضة، التظاهرة التي نظمها المستوطنون في القدس، حيث مجد هؤلاء بالإبادة الجماعية والقتل، وقالت في افتتاحيتها: دولة تحتفل بالإبادة الجماعية فقدت عقلها كلياً.

يأتي ذلك، في وقت أقر رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية - باعتقال آلاف الفلسطينيين من قطاع غزة وتصويرهم عراة بزعم التحقق من عدم حيازتهم متفجرات، نافيا في الوقت ذاته وجود سياسة إسرائيلية ممنهجة لتجويع السكان، رغم تقارير أممية تؤكد وصول سكان القطاع إلى مستويات "غير مسبوقة من المجاعة".