اخر الاخبار

تتواصل الفعاليات الاحتجاجية في السودان للتنديد في الانقلاب العسكري الذي قام به قائد القوات المسلحة السودانية الفريق أول عبد الفتاح البرهان، فيما تتواصل ردود فعل المجتمع الدولي حول الموضوع. في المقابل اعلنت الاحزاب الشيوعية والتقدمية العربية والعالمية تضامنها مع الشعب السوداني.

ودعا الحزب الشيوعي السوادني واحزاب وتجمعات اخرى، الشعب السوداني إلى الخروج للشوارع وإغلاقها بالمتاريس ونشر المقاومة السلمية والإضراب السياسي والعصيان المدني الشامل.

حملات اعتقال

وكثفت القوى الامنية، أمس الأربعاء، حملة التوقيفات التي تستهدف ناشطين ومتظاهرين محتجين على الانقلاب، وانتشرت في كل أنحاء الخرطوم في محاولة لوضع حد للتحركات الرافضة لقرارات عبد الفتاح البرهان الذي أعلن حالة الطوارئ وحل مجلس السيادة والحكومة.

وفي الخارج تتصاعد الضغوط؛ إذ أعلن الاتحاد الإفريقي تعليق عضوية السودان فيه، بينما جمّد البنك الدولي مساعداته للسودان.

وفي بيان مشترك صدر، أكدت بعثة الاتحاد الأوروبي في الخرطوم ومجموعة دول الترويكا في السودان، “التمسك بالاعتراف برئيس الوزراء وحكومته كقادة دستوريين للحكومة الانتقالية”.وطالبوا “الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين السياسيين”.

وفي الوقت الذي تتواصل فيه محاولة إسكات المعارضة، فقد تمّ توقيف مساعد رئيس حزب الأمة صديق المهدي، وأحد قياديي ائتلاف قوى الحرية والتغيير المطالب بتسلم المدنيين السلطة، وفق ما أفادت أسرته.

وشهدت شوارع العاصمة السودانية انتشارا أمنيا مكثفا من الجيش وقوات الدعم السريع، لا سيما في شارع المطار.

ودعا ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي الى “تظاهرة مليونية” السبت ضد الانقلاب.

ويوم الاثنين، اعتقل الانقلابيون رئيس الوزراء عبدالله حمدوك هو وزوجته، ليطلقوا سراحهما في اليوم التالي، لكن الانباء تؤكد ان العديد من الوزراء والسياسيين لا يزالون قيد الاعتقال في اماكن مجهولة.

قتلى وجرحى في الاحتجاجات

ويواصل السودانيون احتجاجاتهم لليوم الرابع (امس) على التوالي،وتناقلت وكالات الانباء عن مسؤول في وزارة الصحة، قوله إن سبعة قتلوا، فيما أصيب أكثر من  140 آخرين اثناء الاحتجاجات على الانقلاب العسكري في السودان.

وافادت ىوكالة “سبوتنيك” بأن القوات المسلحة أطلقت النار في الهواء لتفريق مئات المتظاهرين على مدخل جسر شمباط الرابط بين مدينتي أمدرمان والخرطوم بحري، موضحة أن اشتباكات مستمرة بين الطرفين يستخدم فيها المتظاهرون الحجارة.

إطلاق سراح حمدوك

وأعلن مكتب رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، أن الاخير أعيد إلى منزله، بعد يوم من الضغوط الدولية المكثفة التي أعقبت اعتقاله، يوم الاثنين. وقال المكتب، إن حمدوك موجود “تحت حراسة مشددة”، مضيفا أن “عددا من الوزراء والقادة السياسيين لا يزالون قيد الاعتقال في أماكن مجهولة”، بعد اعتقال الجيش جميع القيادات المدنية في السودان وحل المؤسسات. وتأتي عودة حمدوك إلى مقر إقامته بعد ساعات من إعلان قائد الجيش عبد الفتاح البرهان أن حمدوك موجود معه في منزله.

وسبق وان دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى “الإفراج الفوري” عنه، معربا عن أسفه “لتعدد الانقلابات” و”الإقصاء الكامل” الذي ينتهجه العسكريون.

وعلى المستوى الدولي، عقد مجلس الأمن جلسة طارئة مغلقة بناء على طلب المملكة المتحدة وإيرلندا والنروج والولايات المتحدة وإستونيا وفرنسا، لكن المجلس لم يتمكن من الخروج بموقف موحد.

وقال أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في مؤتمر صحفي، إن الانقسامات الجيوسياسية الكبيرة، التي تمنع “مجلس الأمن من اتخاذ تدابير قوية” والوباء والصعوبات الاقتصادية والاجتماعية تجعل “القادة العسكريين يعتبرون أن لديهم حصانة كاملة، وأن بإمكانهم فعل ما يريدون لأنه لن يمسهم شيء”.

تبريرات الانقلابيين

ويسعى عبدالفتاح البرهان بعدما انقلب على السلطة المدنية تبرير افعاله بادعائه ان الانقلاب جاء للمحافظة على الثورة السودانية. 

وقال البرهان في مؤتمر صحفي، أن الجيش السوداني يسعى إلى إعادة البريق للثورة الشعبية، بعد رفض قوى الحرية والتغيير كل اقتراحات الحل، مما اضطر الجيش لاتخاذ إجراءات عاجلة.

وقال مكتب حمدوك في بيان، رداً على حديث البرهان: “على الانقلابيين أن يطلقوا سراح رئيس الوزراء وجميع من معه فوراً وعليهم أن يعلموا أن رئيس الوزراء يحميه شعبه الذي قاد ثورة سلمية طويلة الأجل دون أن تراق قطرة دم واحدة”. 

وأضاف: “لن تنطلي على الشعب السوداني وعلى العالم دعاوى رأس الانقلاب بأن ما يقوم به هو حماية للثورة ولرئيس وزرائها، فالكل يعلم أن التحالف الذي يتشكل الآن للإجهاز على البلاد والثورة السودانية هو تحالف ظاهره قيادة الجيش، وباطنه مليشيات متنوعة، وكتائب الظل، وقادة سياسيين محدودي القدرات”.

اضرابات وعصيان مدني

وفي السياق، أعلن أطباء السودان، الإضراب السياسي العام في جميع مستشفيات البلاد، ما عدا الحالات الطارئة، احتجاجا على قرارات القائد العام للقوات المسلحة عبد الفتاح البرهان.

كما أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية في بيان لها “الانسحاب الكامل من كل المستشفيات العسكرية”.

وفي الاثناء، أعلنت الهيئة النقابية لأساتذة جامعة الخرطوم “العصيان المدني”، ودعت السودانيين إلى “إعلان العصيان المدني الشامل في كل المؤسسات المهنية والخدمية. وفي وقت سابق، أعلنت اللجنة التسييرية لاتحاد الطيارين السودانيين الإضراب العام والعصيان المدني.

ودعت اللجنة، جميع الطيارين والعاملين في قطاع الطيران للخروج الى الشوارع و”حماية ثورة الشعب السوداني”.

الى ذلك، قال عمال في شركة النفط السودانية الوطنية “سودابت”، إنهم سينضمون إلى حركة العصيان المدني على مستوى البلاد، التي دعت إليها نقابات العمال، ردا على إطاحة الجيش بالحكومة.

وقالت شركة النفط في بيان نقله تجمع المهنيين السودانيين: “نعلن الانضمام إلى العصيان المدني تأييدا لقرار الشعب الداعم للتحول الديمقراطي المدني، وحتى يتحقق هذا المطلب”.

دعوات الى تضامن عالمي

وفي المقابل، وجه الحزب الشيوعي السوداني دعوات الى الاحزاب الشيوعية واليسارية، وكل القوى العالمية، الى اقامة حملة تضامن عالمي عاجلة، في اعقاب الانقلاب.

الحزب ناشد في دعواته، كل القوى الحية وكل القوى التي تقف ‏مع السلطة المدنية كاملة اعلان الاضراب السياسي والعصيان المدني حتى هزيمة هذا ‏الانقلاب.‏