اخر الاخبار

انتقد عدد من الدول الأوروبية بشكل غير مسبوق، الاحتلال الصهيوني الذي يواصل حرب الإبادة الجماعية على الفلسطينيين، وفرضه حصارا خانقا فاقم أعداد الضحايا. وجاءت هذه الانتقادات بعد تصاعد نبرة الانتقادات الغربية لحكومة نتنياهو المتطرفة، اذ أعلنت بريطانيا فرض عقوبات ضد مستوطنين، وتعليق بيع أسلحة ومفاوضات للتجارة الحرة. كما استدعت سفيرة الاحتلال وأبلغتها رفض توسيع العمليات في غزة.

ويبدو أن ترامب هو الآخر يريد إنهاء لحرب، وفق ما أكده مسؤولان في البيض الأبيض، وأكدا شعوره بالإحباط والانزعاج بعد مشاهدة صور معاناة الأطفال الفلسطينيين، وعلى إثر ذلك طلب من مساعديه ابلاغ نتنياهو بإنهاء الأمر وإعادة الرهائن وإدخال المساعدات والبدء بإعادة إعمار القطاع.

تصريحات تندد!

وفي تطور لافت، أدلى عدد من المسؤولين الأوروبيين خلال اليومين الماضية، بتصريحات ضد الاحتلال الصهيوني في غزة، ويأتي ذلك بعد صمت مطبق إزاء الفظائع التي ترتكب بشكل يومي، فقد طالب وزير خارجية إيطاليا أنطونيو تاياني بوقف العمليات ضد المدنيين في غزة وفتح المعابر فورا لإدخال المساعدات الإنسانية.

من جهته قال رئيس وزراء النرويج يوناس غار ستوره إن بلاده ستواصل اتصالاتها الدولية بهدف الاتفاق على تدابير فعالة يمكنها مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي، بما في ذلك العقوبات الاقتصادية.

بدورها، أكدت وزيرة خارجية السويد ماريا مالمر ستينرغارد أنه إذا كانت إسرائيل تنوي السيطرة على غزة فهذا يعني ضمها وهو أمر يتعارض مع القانون الدولي. وأضافت أن السويد متمسكة بإيمانها الراسخ أنه لا يجوز تغيير أو تقليص مساحة أراضي غزة.

السلام بحل الدولتين

وفي لندن، قال وزير البيئة البريطاني ستيف ريد إن الوضع في غزة لا يطاق متهما حكومة بنيامين نتنياهو باتخاذ قرارات تزيد الأمر تعقيدا. مؤكداً أن السلام لن يتحقق إلا بحل الدولتين، وأشار إلى أن بلاده تعمل مع الحلفاء للضغط على حكومة نتنياهو "للبدء في تحسين الأمور ومنع تدهور الوضع، ستفعل حكومتنا ما يلزم لوقف الأعمال العدائية".

فيما طالبت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ إسرائيل بالسماح بالعودة الكاملة والعاجلة لدخول المساعدات لقطاع غزة، ودانت ما وصفتها بالتصريحات البغيضة والفظيعة لأعضاء من حكومة نتنياهو بشأن أهل غزة الذين يعيشون هذه الكارثة.

مراجعة اتفاقية الشراكة

وفي التطورات، أعلنت منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، أنها طلبت مراجعة اتفاقية الشراكة مع الاحتلال، مؤكدة وجود أغلبية مع ذلك واصفة الوضع في غزة بالكارثي ومشددة على أن الضغط مطلوب لتغييره.

وقالت مصادر صحفية، إن 17 دولة أوروبية وافقت على مراجعة الاتفاقية، مقابل رفض 9 دول، حيث تنص الاتفاقية التي دخلت حيز التنفيذ عام 2000 على استناد العلاقة بين التكتل وإسرائيل "على احترام حقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية، التي توجه سياستهما الداخلية والدولية".

وأضافت المصادر أن "المراجعة ستزيد فرص فرض عقوبات تجارية على إسرائيل".

الاعتراف بدولة فلسطين

ويوم الثلاثاء، أكد رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو أن "التحرك للاعتراف بدولة فلسطينية لن يتوقف" مؤكداً في حديثه امام الجمعية الوطنية أن "بريطانيا وكندا وفرنسا ستتحرك معاً وكذلك ستعترض على ما يحدث في غزة".

وجاء ذلك في رده على زعيمة كتلة حزب "فرنسا الأبية" ماتيلد بانو التي سألته عما إذا كان ينوي "الاعتراف بدولة فلسطين بعدما لم يبق هناك من فلسطينيين".

وكان قادة فرنسا والمملكة المتحدة وكندا حذروا، الاثنين، من أنهم "لن يقفوا مكتوفي الأيدي" في مواجهة "الأفعال الشائنة" في غزة، وهددوا باتخاذ إجراءات ملموسة إذا لم يتوقف الاحتلال هجومه العسكري ولم يسمح بدخول المساعدات الإنسانية.

حظر تجارة الأسلحة

وفي خطوة جديدة، صدّق البرلمان الإسباني على النظر في مقترح حظر تجارة الأسلحة مع إسرائيل، وهو مقترح قدمته أحزاب يسارية وقومية يدعو إلى حظر بيع الأسلحة إلى الدول المتورطة في ارتكاب إبادة جماعية، بما في ذلك إسرائيل.

وسبق ذلك دعوة رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى استبعاد إسرائيل من الفعاليات الثقافية الدولية مثل مسابقة الأغنية الأوروبية "يوروفيغن"، قائلاً: "لا يمكننا أن نسمح بازدواج المعايير، حتى في الثقافة". ويقصد بذلك إبعاد روسيا من هذه المسابقة بعد الحرب مع أوكرانيا.

جريمة ضد الإنسانية

وفي آسيا، قال مدير العلاقات العامة بالقوات المسلحة الباكستانية الجنرال أحمد شريف شودري إن ما "يحدث في قطاع غزة أقل ما يمكن وصفه أنه جريمة ضد الإنسانية" وطالب "إسرائيل بالتوقف عن العنجهية وقتل الأطفال والنساء والأبرياء، فهذا لن يكون إلا سببا في تراجعها ونفور العالم منها، وخلق أعداء لها".

كما وصف رئيس الوزراء الاحتلال الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت ما تفعله إسرائيل الآن في قطاع غزة بأنه "يقارب جريمة حرب".

وقال إن "مشهد الحرب الواضح هو مقتل آلاف المدنيين الفلسطينيين الأبرياء وعديد من الجنود". مضيفاً "هذه حرب بلا هدف وبلا فرصة لتحقيق أي شيء يمكن أن ينقذ حياة الرهائن".