اخر الاخبار

أعلن جيش الاحتلال الصهيوني أمس، أوامر إخلاء جديدة في خانيونس جنوب قطاع غزة، مؤكداً أنه سيشن هجوماً واسعاً هناك، وطلب من المواطنين التوجه إلى منطقة المواصي المدمرة، على اعتبار أنها آمنة نسبياً، يأتي ذلك مع تأكيد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، أنه سوف تجري السيطرة على كامل مساحة غزة مع توسيع الغارات الجوية والعمليات البرية. في حين قال وزير ماليته اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش إن "الجيش سيدمر كل ما تبقى من غزة ولن يبقي حجرا على حجر فيها".

ويوم أمس فقط، استشهد ما يزيد على 35 فلسطينياً بينهم أطفال وأصيب آخرون، بقصف متفرق على قطاع غزة، بالتزامن مع تصعيد جيش الاحتلال جرائم إبادته الجماعية المتواصلة منذ 19 شهراً، فيما هاجم مستشفى الإندونيسي واستهدف صباح أمس، مستودع المحاليل والمهمات الطبية داخل مجمع ناصر الطبي، وأدت العملية العسكرية الموسعة إلى استشهاد أكثر من 500 فلسطيني في ثلاثة أيام فقط!

 

آثار الحصائر الصهيوني

وبعد أكثر من شهرين على فرض الحصار وسياسية التجويع، قررت حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلي إدخال المساعدات بشكل محدود، وذلك بعد ضغوط دولية واسعة، فيما انتقد ذلك وزير خارجية هولندا، وقال إن "إعلان نتنياهو السماح بإدخال حد أدنى من المساعدات إلى غزة معيب وغير كاف".

وتشير الأرقام الصادرة عن المؤسسات المعنية برصد هذا الحصار ومنها ما ذكره المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، أن أكثر من 65 ألف طفل مهددون بالموت بسبب سوء التغذية وانعدام الغذاء الكافي، فيما أعلنت منظمة الصحة العالمية، أن لديها من الإمدادات ما يكفي لمعالجة 500 طفل فقط من سوء التغذية.

ووفقا للأمم المتحدة، إن لم تصل مساعدات جديدة فإن نحو 71 ألف طفل دون سن الخامسة مهددون بسوء التغذية الحاد خلال الأشهر 11 المقبلة. وتوفى 57 طفلا بسبب سوء التغذية، وذلك بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

وبحسب دراسة أجرتها منظمة "نيوتريشن كلَستر"، فإن ما بين 10 إلى 20 في المائة من الحوامل والمرضعات (عددهن 4500 امرأة شملتهن الدراسة) يعانين من سوء التغذية.

فيما أفادت المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، أن كمية تلك الوجبات اليومية التي تقدمها المطابخ المجتمعية قد انخفضت من مليون إلى 249 ألف وجبة فقط.

وفي السياق، جدد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، أمس، تحذيره من خطر المجاعة حيث يوجد "مليونا شخص يتضورون جوعًا" هناك.

 

دمار لا يُصدق

أعلنت وكالة الأمم المتحدة "أونروا"، تدمير أو تضرر 92 في المائة من منازل غزة، في وقت تواجه فيه العائلات "دمارا لا يصدق" جراء حرب الإبادة الإسرائيلية.

فيما كشف المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني عن "مقتل أكثر من 300 من موظفي الوكالة خلال الحرب". مشيراً إلى أن "الغالبية العظمى من الموظفين قتلوا على يد الجيش الإسرائيلي مع أطفالهم وأحبائهم، بينما قُتل العديد منهم أثناء تأدية واجبهم في خدمة مجتمعاتهم".

وأوضح أن معظم القتلى كانوا من العاملين الصحيين والمعلمين التابعين للأمم المتحدة، الذين يدعمون مجتمعاتهم.

وشدد المفوض العام للأونروا أنه "لا شيء يبرر الجرائم في غزة والإفلات من العقاب سيؤدي إلى مزيد من القتل".

 

رفض إدخال المساعدات

ومع أن قرار إدخال المساعدات الذي اتخذ سيكون بصورة مؤقتة، بعد توصية من جيش الاحتلال، من أجل توسيع نطاق العملية العسكرية، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مكتب وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير أن " نتنياهو يرتكب خطأ جسيما بقرار إدخال المساعدات إلى غزة"، مشيرا إلى أن "كل مساعدة إنسانية تدخل قطاع غزة تغذي حماس" على حد زعمه.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن قرار استئناف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة اتُخذ دون تصويت، رغم معارضة وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش ووزراء آخرين.