تصدر وسم "غزة تموت جوعاً" منصات التواصل الاجتماعي" العالم، حيث تداول ناشطون ومدونون عرب وأجانب مقاطع وصور تدمي القلوب، تظهر الأطفال والنساء والشيوخ يتزاحمون من أجل الحصول على أي طعام يسد جوعهم، وذلك بعد 60 يوما على إغلاق الاحتلال الصهيوني معابر قطاع غزة ومنع إدخال المساعدات.
ولم تعد الجرائم التي ترتكب على الهواء مباشرة مجرد أرقام او تقارير، بل تحولت إلى مشاهد متداولة تبين صرخات الأطفال الجوعى التي تخترق الصمت العالمي المخزي. وقد وصف مدير مكتب المفوضية الأممية لحقوق الإنسان بالأراضي الفلسطينية أجيت سونغاي ما يجري في قطاع غزة بأنه غير مسبوق، وأكد أن "وضع غزة هو الأسوأ منذ 18 شهرا حيث لا مياه نظيفة ولا أغذية يتم توزيعها"، وقال "منذ 60 يوما لم تدخل حبة قمح أو أي من المساعدات الإنسانية والطبية ولوازم السكن".
وفي وقت تتواصل فيه جرائم حكومة الاحتلال الفاشية حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني، وصل عدد الشهداء في غزة يوم أمس إلى أكثر من 40 شهيدا مع عدد آخر من المصابين.
وواصلت محكمة العدل الدولية جلسات الاستماع بشأن تقييم مسؤولية إسرائيل والتزاماتها بعمل منظمات الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية، ووجودها ميدانيا على الأراضي الفلسطينية.
حل الدولتين بعيد المنال!
حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في حديث اثناء جلسة لمجلس الأمن الدولي، من أن "الشرق الأوسط في مفترق طرق حرج" وقال: "الوعد بحل الدولتين معرض لخطر التلاشي تماماً.. الإرادة السياسية لتحقيق هذا الهدف تبدو بعيدة المنال أكثر من أي وقت مضى".
وحث غوتيريش الدول على تجاوز التصريحات وتحديد خطوات محددة لإحياء حل الدولتين. وقال إن "الوقت يمر، الوقت ينفد". وأعرب عن قلق عميق إزاء تدهور الوضع في قطاع غزة. وأدان استمرار الحصار.
وتحدث غوتيريش عن "شعوره بالقلق من تصريحات المسؤولين الإسرائيليين التي تشير إلى أن المساعدات تستخدم كوسيلة ضغط لتحقيق مكاسب عسكرية.. وقال: المساعدات ليست ورقة مساومة. إنها غير قابلة للتفاوض".
على الهواء مباشرة
ندّدت منظمة العفو الدولية، في تقرير بـ "إبادة جماعية" ترتكبها إسرائيل "على الهواء مباشرة".
وكتبت الأمينة العامة للمنظمة أنييس كالامار، في توطئة التقرير السنوي في مجال حقوق الإنسان، الذي صدر أمس، أنه "منذ 18 شهرا يتفرّج العالم على شاشاته على إبادة جماعية على الهواء مباشرة". وأضافت "لقد تفرّجت الدول، كما لو أنّها عاجزة تماما، على إسرائيل وهي تقتل آلاف الفلسطينيات والفلسطينيين، وترتكب مجازر بحقّ عائلات بأكملها من عدة أجيال، وتدمّر المنازل وسبل العيش والمستشفيات والمؤسسات التعليمية". وجدّدت أمنستي اتهام إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" بحقّ الفلسطينيين في غزة، في الشقّ المخصّص للشرق الأوسط من تقريرها الشامل. وسبق أن وجّهت نهاية 2024 الاتّهام نفسه لإسرائيل التي نفته بشكل قاطع وقتها.
توسيع العمليات العسكرية!
وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، عن تعليمات جديدة في الجيش الإسرائيلي تتضمن حشد القوات الاحتياطية، تمهيدا لتوسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة، وذكر موقع "ويللا" أن "ألوية الاحتياط الإضافية في الجيش الإسرائيلي ستتولى الحفاظ على المناطق العازلة في غزة، وتأمين الحدود والطرق"، مشيرا إلى أن هذه الألوية تلقت خلال الأيام الأخيرة إخطارات للتعبئة من أجل القتال في قطاع غزة.
وأكد الموقع أن الجيش الإسرائيلي يتحدث أن هذه الخطوة هي مجرة خطوة من بين خطوات عملياتية كثيرة، للقيام بمهمة "عسكرية ضخمة" مخطط لها في قطاع غزة.