اخر الاخبار

كشفت إحصائية فلسطينية عن وفاة 40 في المائة من مرضى الكلى خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي تسبب بنقص هائل في العلاج. وجاء ذلك في الوقت الذي ارتكبت فيه قوات الاحتلال مجزرة جديدة ضد المدنيين بعدما شنت غارات جوية أودت بحياة 28 فلسطينيًا، بينهم أطفال في شمال وجنوب القطاع، ونفذت قصفًا آخر ضد مستشفى الدرة للأطفال، في حين أصدر وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا بيانًا مشتركًا دعا إسرائيل إلى إنهاء الحظر الذي تفرضه على دخول المساعدات الإنسانية.

مرضى الكلى يتعرضون للإبادة

نقلت وكالة أسوشيتد برس الأميركية عن مسؤولين في وزارة الصحة في قطاع غزة قولهم إن أكثر من 400 مواطن يمثلون 40 في المائة من مرضى الكلى توفوا خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بسبب نقص العلاج.

وأشارت وزارة الصحة ضمن تحديثاتها الخبرية اليومية إلى وفاة 11 مريضًا منذ بداية آذار الماضي في القطاع كانوا بحاجة إلى غسيل كلى، مبينة أن غزة تواجه كارثة صحية متفاقمة نتيجة استمرار حصار الاحتلال المشدد وإغلاق المعابر بشكل كامل، ليتوقف بذلك دخول المساعدات الغذائية والطبية والوقود.

ووفق معطيات جهاز الإحصاء الفلسطيني، هناك نحو 350 ألف مريض بالأمراض المزمنة في قطاع غزة، من بينهم 71 ألف مصاب بالسكري، و225 ألفًا يعانون من ارتفاع ضغط الدم، و45 ألف مريض بأمراض القلب والأوعية الدموية.

بالإضافة إلى آلاف المرضى المصابين بالسرطان وأمراض الكلى وأمراض خطيرة أخرى، هؤلاء جميعًا محرومون اليوم من تلقي الرعاية الصحية الأساسية في ظل انهيار القطاع الصحي.

من جانبها، حذّرت منظمة الصحة العالمية من تفاقم أزمة "غسيل الكلى" في غزة، مؤكدة أن المخزون من أدوية الكلى بات معدومًا، ما يعرض حياة المزيد من المرضى للخطر.

كما استنكرت وزارة الصحة في غزة قصف الاحتلال الإسرائيلي لمستشفى الدرة للأطفال شرق مدينة غزة، والذي ألحق أضرارًا جسيمة بقسم العناية المركزة ومنظومة الطاقة البديلة فيه.

وقالت الوزارة في بيان لها إن استهداف منشأة طبية مخصصة لعلاج الأطفال يندرج ضمن سياسة ممنهجة لمعاقبة المدنيين وحرمانهم من أبسط حقوقهم، إذ لم يكتف الاحتلال بمنع الدواء والغذاء، بل أمعن في سلب حقهم في الحياة.

مجزرة جديدة ضد المدنيين

إلى ذلك، أفادت مصادر طبية باستشهاد 10 فلسطينيين في قصف استهدف خيامًا للنازحين داخل مدرسة يافا في حي التفاح شرقي مدينة غزة.

وأوضح الدفاع المدني في بيان له أن فرق الإنقاذ تمكنت من انتشال جثامين الشهداء من موقع القصف، حيث نقلوا إلى مستشفى الشفاء ومستشفى الهلال الأحمر الميداني.

كما أفادت المصادر الطبية في شمال القطاع باستشهاد طفل وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي استهدف منزلًا في جباليا، إضافة إلى قصف مماثل في جنوب القطاع أودى بحياة طفل وإصابة خمسة بعد استهداف خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي شمال غربي خانيونس.

وفي غضون ذلك، كشفت صحيفة "هآرتس" عن تفاصيل جديدة حول مجزرة المسعفين التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في رفح جنوبي قطاع غزة.

وأظهر تحقيق الصحيفة الإسرائيلية أن الجنود أطلقوا النار على سيارات إسعاف في رفح رغم علمهم المسبق بتحركها، في هجوم دام 3 دقائق ونصف الدقيقة. وأشار التحقيق إلى أن إطلاق النار تم من مسافة صفر، كما تبين أن الجنود استبدلوا العديد من المخازن أثناء إطلاق النار على المسعفين بشكل مباشر رغم محاولاتهم التعريف بأنفسهم كعاملين في المجال الإنساني.

دعوات أوروبية لإدخال المساعدات

وفي الأثناء، طالبت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا إسرائيل بـ "إنهاء" الحظر الذي تفرضه على دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، محذرة من تزايد الوفيات بفعل "المجاعة وانتشار الأوبئة".

وقال وزراء خارجية الدول الثلاث في بيان مشترك "يجب أن ينتهي ذلك، ندعو إسرائيل إلى استئناف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة فورًا وبسرعة ودون عوائق، لتلبية حاجات جميع المدنيين التزامًا بالقانون الدولي". وقال الوزراء "يجب ألا تُستخدم المساعدات الإنسانية مطلقًا أداةً سياسية، ويجب ألا تُقلَص مساحة الأراضي الفلسطينية أو تخضع لأي تغيير ديموغرافي".