يواصل الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية على غزة، التي يعيش سكانها ظروفاً صعبة للغاية مع نفاذ المساعدات واغلاق الحدود واستمرار القصف على المدنيين.
في المقابل تشتد الخلافات داخل الكيان الصهيوني، وتتصاعد المطالبات بإنهاء الحرب والاتفاق على صفقة تبادل الأسرى بصورة سريعة.
تطهير عرقي
قالت منظمة أطباء بلا حدود إن "إسرائيل تنفذ تطهيرا عرقيا ضد ملامح الحياة في قطاع غزة، مؤكدة أن رائحة الموت تفوح في كل مكان، إذ ترتكز العقيدة العسكرية الإسرائيلية على مبدأ الانتقام العشوائي الأعمى".
ورفضت إيناس أبو الخلف المسؤولة الإعلامية للمنظمة مزاعم الاحتلال التي يروجها الجيش بعد قصفه مستشفى المعمداني، وأكدت ان " استهداف مستشفيات غزة يتكرر بعنف أكبر.. لا يوجد أي مسوغ يبرر الاستهداف العشوائي للمستشفيات التي كلف حمايتها القانون الدولي الإنساني".
وقالت إن إسرائيل تضرب بعرض الحائط كافة الضوابط الأخلاقية والإنسانية، واصفة ما يحدث بأنه "حرب على كل مظاهر الحياة في قطاع غزة"
فيما رد الاحتلال ايضاً على تصريحات لوزيرة الخارجية الألمانية المنتهية ولايتها أنالينا بيربوك بشأن هذا الاعتداء، بالقول: إنها "استهدافاً مركزاً لحماس وليس للمدنيين"!
وقالت الوزيرة: يجب تطبيق القانون الإنساني الدولي - مع التزام خاص بحماية المواقع المدنية". وتساءلت "كيف من المفترض أن يتم إخلاء مستشفى في أقل من 20 دقيقة؟".
وأضافت الوزيرة "هناك حاجة ماسة لوقف إطلاق نار ثابت في غزة. يجب إطلاق سراح الرهائن، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية. وإلا، لن يكون هناك سوى المزيد من المعاناة والكراهية والتشريد."
وفي السياق ذاته، قالت منظمة الصحة العالمية إن الغارة الإسرائيلية أخرجت المستشفى الأهلي "المعمداني" عن الخدمة، مضيفة أن طفلا توفي جراء "توقف العناية".
وكتب تيدروس أن الضربة "دمرت قسم الطوارئ والمختبر وأجهزة الأشعة السينية في قسم الطوارئ والصيدلية.. اضطر المستشفى إلى نقل 50 مريضا إلى مستشفيات أخرى فيما تعذّر نقل 40 مريضا حالتهم حرجة."
الاعتراف بالدولة الفلسطينية
أثار إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنه يمكن ان يجري الاعتراف بالدولة الفلسطينية في حزيران المقبل، خلال مؤتمر ترأسه بلاده مع السعودية في مقر الأمم المتحدة ردود فعل من رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو واليمين المتطرف في فرنسا، ما دفع بماكرون إلى تعديل تصريحه.
وقال ماكرون على إكس: "أنا أدعم الحق المشروع للفلسطينيين في دولة وفي السلام، كما أدعم حق الإسرائيليين في العيش بسلام وأمان، وأن يعترف جيرانهما بهما كدولتين". وأضاف: "أبذل كل ما بوسعي مع شركائنا للوصول إلى هذا الهدف من السلام. نحن بحاجة حقيقية إليه".
ورأى نتنياهو أن ماكرون يرتكب "خطأ جسيما" بترويجه لدولة فلسطينية تطمح "لتدمير دولة إسرائيل".
عرائض رفض الحرب تتوالى
وفي وقت تتوالى فيه عرائض رفض استمرار الحرب والمطالبة باستعادة الأسرى ولو بإنهاء الحرب على غزة، حذّر رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد إيال زامير الحكومة من وجود نقص كبير في عدد المقاتلين بالجيش، مما قد يحد من طموحاتها بقطاع غزة الذي تخوض ضده حربا منذ 18 شهرا.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مسؤولين عسكريين، امس، أن "زامير أبلغ نتنياهو أن نقص الجنود المقاتلين قد يحد من قدرة الجيش على تحقيق طموحات قيادته السياسية في غزة" وتشير الصحيفة عن مسؤول عسكري آخر، أن زامير "لا يُزيّف الحقائق، بل يُطالب القيادة بالتخلي عن بعض أوهامها"، في السياق ذكرت مجلة 972 الإسرائيلية أن الأرقام المتداولة حول عدد جنود الاحتياط الذين يبدون استعدادهم للخدمة العسكرية غير دقيقة، مشيرة إلى أن النسبة الحقيقية هي أقرب إلى 60 في المائة، بينما تتحدث تقارير أخرى عن نسبة تحوم حول 50 في المائة فقط.
في الأثناء وقّع أكثر من 250 عاملا سابقا بجهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلي (الموساد) عريضة تدعو إلى إعادة الأسرى من غزة ولو بوقف حرب الإبادة على القطاع. ومن بين الموقعين 3 رؤساء سابقين للجهاز، وبذلك ينضم هؤلاء الموقعون إلى 6 عرائض وقَّع عليها، منذ الخميس الماضي، عسكريون احتياط وعاملون ومتقاعدون من أسلحة مختلفة بالجيش الإسرائيلي، فيما بات يُعرف إعلاميا بعرائض العصيان.
وفي وقت سابق الأحد، وقَّع 200 طبيب وطبيبة احتياط من وحدات مختلفة بالجيش عريضة، طالبوا فيها بإعادة الأسرى من غزة وبوقف حرب الإبادة على القطاع الفلسطيني، وفق القناة 13 العبرية.
وقالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن 1600 من قدامى المحاربين في سلاحي المظلات والمشاة في إسرائيل وقعوا رسالة تطالب بإعادة المحتجزين في قطاع غزة ووقف الحرب.
من جهتها، ذكرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل أن أكثر من 250 عضوا سابقا في الموساد أعلنوا دعمهم لرسالة المحاربين القدامى، كما قالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي إن أكثر من 170 خريجا من برنامج تابع للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وقعوا رسالة تطالب باستعادة الأسرى من خلال إنهاء الحرب.