اخر الاخبار

قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أمس، أن "إسرائيل تحول المياه إلى أداة إبادة جماعية وسلاح قتل بطيء لأكثر من 2.4 مليون فلسطيني في القطاع". وأشار إلى تعمد الاحتلال بحرمان السكان من الحد الأدنى للمياه اللازمة على قيد الحياة، عبر استهداف ممنهج للبنى التحتية ووقف خطوط الإمداد، وتدمير محطات وآبار المياه، وقطع الكهرباء والوقود اللازم لتشغيل مرافق المياه والصرف الصحي.

كيف يحصلون على الماء

ويصطف الفلسطينيون يومياً في طوابير طولية، أملاً في الحصول على غالون من الماء الصالح للشرب، على وقع أزمة جوع غير مسبوقة أيضا.

ونقلت وكالة عربي 21 عن الفتى حسن البالغ 14 عام، أنه يقضي ساعات غير محدودة من أجل الحصول على مياه الشرب، الا أن ذلك غير مضمون بالنظر إلى حجم الاحتياج الهائل للمياه النظيفة في المخيم المكتظ بأهله وبالنازحين إليه.

 ويقول إنه "يراقب يوميا مجيء سيارة المياه المفلترة من الشارع عله يراها قادمة من بعيد، لكن الأمل يتبدد مع حلول ساعات المساء، حيث تقل الحركة، ويلتزم الجميع بيته أو خيمته، خشية تعرضه للقصف أو الاستهداف من قبل قوات الاحتلال التي لا تغادر الأجواء.

ويضيف: أنه كان يحصل على 20 لتر ماء صالح للشرب بسهولة، بدون طوابير أو أزمة، ولكن منذ استئناف العدوان، ووقف عمل المعابر، أصبح الحصول على شربة ماء نظيفة أمرا صعبا".

ويتابع: "تأتي سيارات المياه كل يومين أو ثلاثة إلى منطقتنا، لكن ما تحمله قليل جدا بالنسبة لاحتياجات الناس من الماء، أصطف في طابور طويل، أعطي الأولوية للنساء والعجائز في التعبئة، وفي كثير من الأحياء أعود بخفي حنين، ولهذا تضطر عائلتي أحيانا لشرب مياه غير نظيفة، قد تتسبب لنا في مشاكل صحة، كونها تحتوي على نسب عالية جدا من الأملاح والشوائب".

خمسة أضعاف سعره

الحال ليس بالسهل أيضاً في مخيم جبالياً كما يتحدث امير للوكالة ذاتها، فالحصول هناك على المياه النظيفة أيضا، درب من الرفاهية الزائدة في الكثير من الأحيان. ويقول: إنه "يضطر لقطع مسافات طويلة يوميا للحصول على عبوة من المياه النظيفة، إذ لا تتمكن سيارات توزيع المياه من الدخول إلى منطقتهم المدمرة كليا، بسبب الركام والدمار الذي يملأ المنطقة، والشوارع، ويحول دون تحرك أي مركبات أو عربات". ويتحدث عن أنه لا يحصل في مرات أخرى على المياه بدون مقابل، إذ أنه يضطر لشراء الماء بـ 5 شيكل ما يعادل 3.6 دولار، وهذا مبلغ يزيد 5 أضعاف عن سعره قبل الحرب".

الخطر داهم

دقت وكالة أونروا، مجددا ناقوس الخطر بخصوص المجاعة الحاصلة في قطاع غزة، وقالت: إن "جميع الإمدادات الأساسية تنفد وهذا يعني أن الرضع والأطفال ينامون جائعين".

وأضافت أنه بعد 6 أسابيع من الحصار أوشك مخزون الغذاء على النفاد وأغلقت المخابز والجوع ينتشر، مؤكدة أن " الاحتلال يحارب أنشطتها في وقت تضيق الولايات المتحدة عليها" وقالت: أنه "لا بد من اتخاذ إجراءات فورية لمنع تفاقم الأزمة الإنسانية".

إلى ذلك، اعتبرت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان رافينا شامدساني أن "أوامر الإخلاء الإسرائيلية في قطاع غزة قرارات تهجير، وأشارت إلى أن عشرات الآلاف محاصرون في رفح بسبب أوامر الإخلاء بهدف إنشاء منطقة عازلة". وقالت ان ذلك "يثير مخاوف جدية من أنها تعتزم إجلاء السكان المدنيين من هذه المناطق بشكل دائم بهدف إنشاء منطقة عازلة".