اخر الاخبار

أدى القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، إلى استشهاد عشرات الفلسطينيين، يوم أمس، وسط كارثة أزمة غذاء وماء ونقص حاد في الأدوية، فيما أشار جيش الاحتلال إلى أنه يواصل عمليته البرية، وأنه أغار على أكثر من 45 هدفًا في القطاع خلال 24 ساعة الماضية.

الأمم المتحدة تنتقد

انتقد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الاحتلال الإسرائيلي، بسبب منع دخول المساعدات بدلًا من احترام "التزاماتها الصريحة" بتلبية احتياجات السكان، وقال إن غزة أصبحت "ساحة قتل".

وقال غوتيريش لصحفيين، أمس الأول: "مرّ أكثر من شهر كامل بدون وصول ذرّة مساعدات إلى غزة. لا طعام، لا وقود، لا أدوية، ولا سلع تجارية. ومع نضوب المساعدات، فتحت مجددًا أبواب الرعب". وأضاف: "غزة أصبحت ساحة قتل والمدنيون محاصرون في دوامة موت لا تنتهي".

في المقابل، نفى الاحتلال وجود "نقص في المساعدات في قطاع غزة"! وجاء في منشور للمتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية أورين مارمورستين على منصة إكس: "أكثر من 25 ألف شاحنة دخلت قطاع غزة خلال (...) وقف إطلاق النار" و"استخدمت حماس هذه المساعدات لإعادة بناء آلتها الحربية"، متهمًا غوتيريش بـ "نشر افتراءات ضد إسرائيل".

قوة احتلال

وقال غوتيريش إن "إسرائيل، باعتبارها قوة احتلال، تتحمل التزامات صريحة بموجب القانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان".

وفي إشارته إلى اتفاقيات جنيف، شدد خصوصًا على مسؤولية "قوة الاحتلال" في ضمان توفير الغذاء والمعدات الطبية للسكان.

وقال غوتيريش: "لا شيء من هذا يحدث اليوم"، كما رفض أيضًا مقترحات إسرائيلية جديدة بشأن المساعدات.

وأكد أن "آليات الموافقة الجديدة التي اقترحتها إسرائيل لتسليم المساعدات تهدد بفرض سيطرة شديدة على المساعدات وتقييدها، حتى آخر سعرة حرارية وحبة طحين".

وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة: "يجب أن أكون واضحًا: لن نشارك في أي نظام لا يحترم بشكل كامل المبادئ الإنسانية: الإنسانية والنزاهة والاستقلال والحياد"، مطالبًا بضمان وصول المساعدات "بدون عوائق".

وأعرب أنطونيو غوتيريش أيضًا عن قلقه إزاء الوضع في الضفة الغربية المحتلة.

وشدد على أن "الطريق الحالي مسدود، وغير مقبول بتاتًا في نظر القانون الدولي والتاريخ. وخطر تحول الضفة الغربية إلى غزة أخرى يزيد الوضع سوءًا".

تحذير من كارثة إنسانية

حذر المتحدث باسم بلدية غزة حسني مهنا، أمس، بأن مدينة غزة تعاني أزمة عطش بعد توقف خط مياه ميكروت الذي يغذي 70 في المائة من احتياجات المدينة. واتهم الاحتلال الإسرائيلي بالتسبب في ذلك خلال عملية عسكرية نفذها الخميس الفائت.

وتحدث مهنا عن محاولات تشغيل بعض الآبار الخاصة بالتعاون مع السكان لتخفيف الأزمة في المناطق المتضررة، ورهن ذلك بالوضع الأمني، لافتًا إلى تدمير 64 بئر مياه من أصل 86 خلال الحرب. وشدد على أن نقص المياه ينذر بانتشار سريع للأمراض المعدية والجلدية والمعوية.

وقال مهنا إن نسبة دمار البنية التحتية في غزة تجاوزت 75 في المائة، مشيرًا إلى أن حجم الركام في المدينة يتجاوز 15 إلى 20 مليون طن.

وأضاف أن 175 ألف طن من النفايات متراكمة في شوارع غزة، كما أن تحلل جثامين القتلى تحت الأنقاض أدى إلى انتشار القوارض والحشرات والأمراض.