أقر وزير مالية الاحتلال بتسلئيل سموتريتش، بأنهم يستخدمون سلاح التجويع ضد الشعب الفلسطيني بالقول: "لن يدخل إلى قطاع غزة حتى حبة قمح واحدة". وجاء ذلك في تعليقه على تقرير نشر في تقرير لصحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، قالت فيه: إن "الجيش يستعد لاستئناف دخول المساعدات إلى غزة حتى دون اتفاق حول تبادل الأسرى".
وتستمر آلية الحرب الإسرائيلية بوتيرة متصاعدة قتل الفلسطينيين كبارا وصغارا في قطاع غزة، بالتوازي مع حرب تجويع هي الأشد من نوعها في ظل استمرار إغلاق سلطات الاحتلال معابر غزة منذ مطلع الشهر الماضي.
إضراب شامل
عمّ إضراب شامل، أمس، جميع مدن الضفة الغربية، تنديدا بحرب الإبادة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والعدوان المتواصل على المدن والبلدات الفلسطينية.
وشمل الإضراب كافة جوانب الحياة، من المؤسسات الرسمية والأهلية إلى القطاعات التجارية والتعليمية ووسائل النقل، وسط تحضير للمشاركة في مسيرات غضب. يأتي ذلك مع مواصلة الاحتلال دهم مدن الضفة الغربية وبلداتها، بالتزامن مع حملات الاعتقال اليومية.
إيقاف جميع المخابز
أغلق برنامج الأغذية العالمي، جميع المخابز التي يدعمها في غزة بسبب نقص الوقود والدقيق، مع دخول الحصار أمام إدخال المساعدات الإنسانية شهره الأول. وأشار البرنامج في منشور على منصة اكس، أن المتوفر من الوجبات الغذائية يمكن ان تكفي لمدة اقل من أسبوعين فقط!، مؤكداً أنها توفر 25 في المائة او اوقل من الاحتياج الفعلي اليومي للشخص الواحد.
ومع توقف المخابز، يتخوف فلسطينيو غزة الذين دخلوا أولى مراحل المجاعة الشهر الماضي، من عدم توفير الخبز لأطفالهم في ظل انعدام وصول المساعدات الغذائية إليهم.
فيما رجحت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إمكانية ارتفاع معدلات سوء التغذية والأمراض في قطاع غزة نتيجة عدم سماح الاحتلال بدخول المساعدات إلى القطاع وبالتالي نقص الغذاء والمياه الصالحة للشرب والمأوى والإمدادات الطبية، الأمر الذي توقعت أن يؤدي إلى زيادة في عدد وفيات أطفال غزة.
البضائع تتكدس في الحدود
نشرت وسائل اعلام، تكدس آلاف الشاحنات من المساعدات في الجانب المصري لمعبر رفح، التي كان يفترض أن تواصل دخول القطاع لإنقاذ أرواح نحو مليوني شخص من شح الغذاء وافتقاد المواد الحيوية.
ومع استئناف الاحتلال الحرب بكثافة أكبر، أبقى آلاف الأطنان من المساعدات الغذائية والحياتية الملحة، والمستلزمات الطبية الضرورية والوقود، حبيسة عند المعبر، ولم تأبه إسرائيل بالمناشدات الدولية لوقف الحرب وفتح المعابر وإعادة إدخال شاحنات المساعدات، التي يعتمد أهالي القطاع عليها لإبعاد شبح المجاعة عنهم وعن أطفالهم، وتوفير مواد العلاج الطبي للمستشفيات المنهكة.
بدوره قال مفوض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازريني: "هذه أطول فترة تمنع فيها المساعدات عن القطاع منذ بدء الحرب" وأكد أن "الإنسانية في أحلك لحظاتها".
وأشارت مصادر صحفية ان الاحتلال قتل 490 طفلاً خلال 20 يوما الماضية، فيما تقول "يونيسيف" إن الجوع وسوء التغذية يهددان حياة مليون طفل فلسطيني في قطاع غزة.
وفي ذات السياق، قالت مسؤولة منظمة أنقذوا الأطفال بغزة جورجيا تيسي: لا مكان آمنا للأطفال والمدنيين والطواقم الصحية في قطاع غزة. مشددة على ضرورة حماية الأطفال والمدنيين عموما وفقا للقانون الدولي.
وأكدت تيسي في حديث صحفي، أن "أطفال غزة يتأثرون بالحرب بشكل يومي وقتل منهم 15 ألفا، في حين نزح 1.9 مليون غزي من أماكن سكنهم".
سوء تغذية حاد
قالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، مارغريت هاريس، إن " 90 في المائة من النساء الحوامل والمرضعات في قطاع غزة يعانين من سوء تغذية حاد، وإن نقص المعدات الطبية يحول دون حصولهن على العلاج اللازم".
واستعرضت هاريس في حديث صحفي في مناسبة أسبوع الصحة العالمي، الوضع الصحي المتدهور في قطاع غزة، الذي يتعرض منذ نحو عام ونصف لحرب إبادة جماعية إسرائيلية. مشيرة إلى أن "صحة الأمهات والأطفال في غزة شهدت تدهورًا حادًا".
وأوضحت أن 90 بالمئة من النساء الحوامل والمرضعات وآلاف الأطفال يعانون من سوء تغذية حاد.