قالت النائبة الإيطالية ستيفانيا أسكاري، ان "ما يحصل في غزة هو إبادة ممنهجة تستهدف القضاء على الشعب الفلسطيني بالكامل" ورفعت خلال جلسة برلمانية صوراً لأطفال فلسطينيين استشهدوا جراء القصف الإسرائيلي ووصفته بدولة الإرهاب.
وتساءلت أسكاري: "هل هؤلاء الأطفال إرهابيون أم أبرياء وقعوا ضحية إبادة متعمدة؟!".
ويوم أمس الأول الجمعة، أكد ممثل فرنسا في مجلس الأمن وجود مساعي مع دول عربية للتوصل إلى آلية لوقف إطلاق النار ودعا إلى توفير المساعدات الإنسانية ووقف القصف، وأدان العمليات العسكرية في القطاع.
في الأثناء، دعا وزراء خارجية حكومات ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة في بيان مشترك، إلى العودة فورا إلى وقف إطلاق النار في غزة، وطالبوا إسرائيل بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر. وقال الوزراء إن "استئناف الغارات الإسرائيلية في غزة يمثل خطوة مأساوية إلى الوراء لأهالي غزة. إننا نشعر بالفزع إزاء الخسائر في صفوف المدنيين وندعو بشكل عاجل إلى العودة الفورية لوقف إطلاق النار".
مجدداً تحت وطأة القنابل
يواجه نحو مليون طفل فلسطيني صدمة نفسية هائلة مع استئناف حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، وفي ظل النقص الحاد في المساعدات، وحذرت وكالة الأمم المتحدة الأونروا من ذلك إذ سلط سام روز نائب المدير الميداني الأول للوكالة الضوء على ما يقاسيه الأطفال من صدمة نفسية، إذ وجدوا أنفسهم مجدداً تحت وطأة القنابل.
وقال روز متحداً لصحفيين من غزة: إنها "صدمة هائلة، هائلة، لمليون طفل" موضحاً "الوضع أسوأ هذه المرة لأن الناس منهكون بالفعل، وتدهورت أجهزتهم المناعية وصحتهم النفسية، والسكان على شفا المجاعة".
وشرح المسؤول كيف عاد الأطفال إلى المدارس بعد 18 شهرا من الانقطاع، لكنهم عادوا الآن إلى الخيام وقال: "إنه خوف فوق خوف وقسوة فوق قسوة ومأساة فوق مأساة".
كابوس حقيقي
كما قال جيمس إلدر المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) إن "الأطفال الذين تعرضوا لصدمات نفسية لا يبدأون عادة بمعالجة صدماتهم إلا عندما يباشرون بالعودة إلى حياتهم الطبيعية".
وشرح لصحافيين "كان علماء النفس يقولون إن كابوسنا الحقيقي هو أن يعودوا إلى ديارهم ثم تبدأ (الحرب) من جديد". وتابع "هذه هي المرحلة التي وصلنا إليها الآن"، محذرا من أن غزة هي "المثال الوحيد في التاريخ الحديث على احتياج جميع الأطفال إلى دعم الصحة النفسية".
الثلاثاء الدامي!
قالت منظمة اليونيسيف الأممية إن جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل أكبر عدد من الأطفال في يوم واحد خلال عام، وأحصت المنظمة استشهاد ما لا يقل عن 130 طفلاً في يوم واحد بضربات يوم الثلاثاء الدامي الماضي، إلا أن عدد الأطفال من الضحايا تجاوز 200 طفلاُ من بين أكثر من 500 شهيداً خلال ثلاثة أيام.
أما منظمة العفو الدولية فقد اعتمدت الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية، وأحصت 174 طفلاً استشهدوا في يوم واحد. من جهتها، قالت المتحدثة باسم اليونيسف في قطاع غزة روزالينا بولين هذا "رقم صادم".
فيما وصفت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل المشاهد بأنها "دامية تظهر مدى فظاعة الوضع"، وأضافت في بيان بأن "أطفال غزة الذين عانوا آلام الحرب دًفعوا الليلة إلى عالم يسوده الخوف والموت".
المجتمع الدولي يتحمل المسؤولية
دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات فورية لوقف التهجير القسري ورفع الحصار عن قطاع غزة، مؤكدًا ضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم وفرض عقوبات على إسرائيل. كما طالب بتسريع التحقيقات في الجرائم المرتكبة في غزة، مؤكدًا أن المحاسبة الدولية هي السبيل الوحيد لوقف هذه الانتهاكات وحماية الفلسطينيين من المزيد من المعاناة.