خرج آلاف المحتجين في شوارع الولايات المتحدة والدول الأوروبية وبعض عواصم الدول العربية، للتنديد بعودة حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة المحاصر، وطالبوا بوقف الحرب وعدم دعم الاحتلال الإسرائيلي بالأسلحة. كما نددت دول عربية وأوروبية ومنظمات بعودة الحرب على القطاع.
وأدت هجمات طائرات الاحتلال إلى استشهاد أكثر من 450 فلسطيناً كان حصة الأطفال والنساء الأكبر، فيما وجه الجيش الصهيوني أوامر أخلاء في شمال قطاع غزة وجنوبه، يأتي ذلك بعد تأكيدات إسرائيلية عن ان هذه الضربات تمت بالتنسيق مع الولايات المتحدة.
جحيم على الأرض
طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، باحترام الوقف الكامل لإطلاق النار وبدخول المساعدات الإنسانية من دون عوائق، ودان المستوى غير المحتمل من معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة المنكوب.
فيما قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين فيليب لازاريني إن "استئناف الحرب سيؤجج جحيما على الأرض". وأضاف: استئناف الحرب لن يؤدي إلا إلى مفاقمة اليأس والمعاناة. يجب العودة إلى وقف إطلاق النار".
كذلك، أعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك عن صدمته حيال الضربات الإسرائيلية، داعيا إلى "إنهاء هذا الكابوس فورا".
وقال إنّ "السبيل الوحيد للمضي قدما هو التوصل إلى تسوية سياسية وفقا للقانون الدولي"، مضيفا أنّ "استخدام إسرائيل مزيدا من القوة العسكرية لن يؤدي إلا إلى مفاقمة مأساة الشعب الفلسطيني الذي يعاني من ظروف كارثية".
هذه مجرد بداية!؟
ويبدو أن رئيس وزراء الاحتلال، يفكر إلى بالمزيد من القتل والدمار، فقد قال في تصريح متلفز إن" الهجوم مجرد بداية، وشدد على أن الضغط العسكري لا غنى عنه"!
وأضاف: ان " المفاوضات حول الافراج عن الرهائن لن تجري من الآن فصاعداً الا تحت النار".
ومن أجل تلافي الضغوطات التي تواجه الحكومة اليمينية المتطرفة وائتلافها، وافقت على تعيين المتشدد بين غفير مرة أخرى كوزير للأمن الوطني، يأتي ذلك قبل أسبوع من التصويت الحاسم على الميزانية، في ظل صعوبات يواجهها الائتلاف الحكومي لضمان الأغلبية.
وكان بن غفير قد وضع ثلاثة شروط لعودته، أولها تنفيذ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتهجير سكان غزة، ووقف جميع المساعدات الإنسانية للقطاع، وتصعيد العمليات العسكرية.
وفي تطورات العدوان، قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية نقلا عن محللين أمنيين مطلعين على خطط جيش الاحتلال الإسرائيلي إن قوات الاحتلال تخطط لعملية برية واسعة النطاق بقطاع غزة.
سيستمر نفوذها
نقلت مجلة فورين بوليسي عن المفاوض السابق في الخارجية الأميركية آرون ديفيد ميلر أن الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة لم تفاجئهم، وهي ترتبط بما يواجهه رئيس الوزراء الاحتلال من محن سياسية، مشيراً إلى ان "احتمالات تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة كانت دائما ضئيلة جدا" موضحاً، أن "حركة حماس لم تكن لتفرج عن الأسرى ما لم تحصل على ضمانات قوية، لكن لا الأمم المتحدة ولا واشنطن كانتا لتقدما تلك الضمانات لحماس". مؤكداً انها لن تُدمر وسيظل نفوذ الحركة ملموسا وكبيرا في غزة.
جريمة حرب
أكد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، سياسة الاستيطان التي تمارسها دول الاحتلال، قد ترقى إلى "جريمة حرب" ودعا إلى إجلاء جميع المستوطنين من الضفة الغربية وتقديم تعويضات عن الاستيطان غير الشرعي المستمر منذ عقود.
وقال تورك: "يرقى نقل إسرائيل لأعداد من سكانها المدنيين إلى الأرض التي تحتلها، إلى مستوى جريمة الحرب". وأضاف "على إسرائيل أن توقف فوراً وبشكل كامل جميع الأنشطة الاستيطانية، وأن تخلي جميع المستوطنين، وأن توقف الترحيل القسري للسكان الفلسطينيين، وأن تمنع وتعاقب الاعتداءات التي يشنها كل من قوات الأمن والمستوطنين".
وقال تورك إن " سياسة إسرائيل الاستيطانية، وأعمال الضم التي تنفذها والتشريعات والتدابير التمييزية ذات الصلة، تنتهك القانون الدولي، تماماً كما أكدته محكمة العدل الدولية، وتنتهك أيضاً حق الفلسطينيين في تقرير المصير".