اخر الاخبار

في 11 اذر الجار، عقد وفدا الولايات المتحدة وأوكرانيا، محادثات في جدة. ومما جاء في البيان المشترك الذي أعقب المحادثات، أن كييف مستعدة للموافقة على وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما وتوقيع اتفاقية المعادن مع واشنطن. وفي المقابل، وعدت واشنطن باستئناف المساعدات العسكرية وتبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا على الفور.

مثل الولايات المتحدة مساعد ترامب للأمن القومي مايك والتز ووزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو. ومثل أوكرانيا أندريه يرماك، رئيس مكتب الرئيس الأوكراني زيلينسكي، ووزير الخارجية أندريه سيبيغا، والوزير رستم عمروف. ورغم تواجد زيلينسكي في جدة أيضًا، إلا أنه لم يُسمح له بالجلوس على طاولة المفاوضات.

وفي هذه المحادثات، تمكن الأميركيون من تسجيل نجاح كبير. وفق ماركو روبيو، فإن حكومة كييف طالبت في البداية بانسحاب القوات الروسية، وبـ "ضمانات أمنية"، لكنها عادت وقبلت طلب واشنطن بـ "وقف إطلاق نار فوري لمدة 30 يوما".

قال الرئيس الأمريكي  ترامب، الأربعاء، "الآن الأمر متروك لروسيا". وأضاف ترامب "بينما نتحدث معكم، هناك وفد يتجه إلى روسيا". وفي الوقت نفسه، هدد روسيا قائلا: "يمكننا أن نمارس ضغوطا مالية مدمرة على روسيا، لكنني لا أريد أن أفعل ذلك لأنني أريد السلام". وأضاف ترامب أنه يأمل بشدة أن توافق روسيا على وقف إطلاق النار.

في هذه الأثناء، وصل المبعوث الخاص لترامب ستيف ويتكوف إلى موسكو. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إنه من المتوقع أن يجري ويتكوف محادثات في موسكو بشأن اتفاق سلام محتمل.

وأوضح مستشار الرئيس الروسي يوري أوشاكوف أن ويتكوف سيتحدث في روسيا ليس فقط عن الصراع في أوكرانيا، بل أيضا عن العلاقات الثنائية بين موسكو وواشنطن. قال يوري أوشاكوف: "من الواضح للجميع أنه لن يتحدث عن أوكرانيا فقط، بل سيتناول أيضًا العلاقات الروسية الأمريكية ومواصلة تطويرها، بما في ذلك الجوانب الاقتصادية". ووفقًا لترامب، ينبغي أن تكون الأعمال التجارية المشتركة أساسًا لاتفاقية مستقبلية مع روسيا بشأن أوكرانيا.

وفيما يتعلق بعرض وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما المتفق عليه بين ممثلي الولايات المتحدة وأوكرانيا، قال أوشاكوف إن هناك حاجة إلى مراجعة تأخذ في الاعتبار مصالح روسيا أيضا.

المحادثات مستمرة

وصلت مجموعة من الوسطاء الأميركيين، بمن فيهم المبعوث الخاص للبيت الأبيض ستيف ويتكوف، إلى موسكو، الخميس. ومن المحتمل أيضًا أن يكون هناك اتصال هاتفي بين بوتين وترامب. وسوف يعرض الجانب الروسي مطالبه في الاجتماعات.

إن ميدان المفاوضات ما يزال واسع للغاية. ويتضمن وقف إطلاق النار في أوكرانيا. وهذا يمثل أول اعتراف بالوضع على الأرض. وحتى خريطة الطريق للانتخابات في أوكرانيا.

بالنسبة لروسيا، ليس من المنطقي أن تناقش أوكرانيا فقط. إن الصراع مرتبط بالقضية الكبرى المتمثلة في الأمن في أوروبا ولا يمكن حله دون اتفاق عام. بهذا المعنى، يُفهم الهجوم اللاذع الذي شنّه وزير الخارجية الروسي لافروف على اوزلا فون دير لاين رئيسة المفوضية الاوربية، لقيامها بتحشيد القوى لغرض استمرار الحرب.

فروقات بوتين الدقيقة

وفي وقت متأخر من بعد ظهر الخميس، أعلن بوتين أن روسيا تدعم، مع بعض التحفظات، فكرة وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما مع أوكرانيا: "نحن نؤيد ذلك، ولكن هناك بعض الفروق الدقيقة". وحذر من الثغرات المحتملة والعيوب الاستراتيجية. وقال بوتين "نريد أيضا ضمانات بأن أوكرانيا لن تقوم بتعبئة أو تدريب الجنود أو تتلقى أسلحة خلال وقف إطلاق النار الذي يستمر 30 يوما".

وأضاف، "إن موسكو لديها عدد من التساؤلات بشأن الاقتراح الأمريكي لوقف إطلاق النار ويجب معالجتها في المحادثات ". و"أعتقد أننا بحاجة لمناقشة هذا الأمر مع زملائنا وشركائنا الأميركيين".

ويجب أن تأخذ المفاوضات في الاعتبار بشكل خاص الوضع غير الملائم على الأرض بالنسبة للقوات المسلحة الأوكرانية. وأكد بوتين أن وقف إطلاق النار ينبغي أن يؤدي إلى "سلام طويل الأمد والقضاء على الأسباب الجذرية للأزمة". ومع ذلك، فإن روسيا تدعم فكرة إنهاء الصراع بالوسائل الدبلوماسية. وأن الحوار قد يتطلب أيضا لقاء شخصيا مع الرئيس الأمريكي ترامب.

قيادة جديدة لا وكرانيا

تحاول الولايات المتحدة العثور على رئيس جديد لأوكرانيا قادر على جعل الوضع مستقر. ويجري بالفعل التفاوض مع المرشحين المحتملين لخلافة زيلينسكي، الذي أصبح عقبة أمام المفاوضات. وتشير التقارير إلى أن واشنطن تدرس عدة خيارات. وتبدو أفضل الفرص متاحة للقائد السابق للقوات المسلحة، الذي لا يخفي رغبته، وقد تلقى بالفعل دعما غير رسمي من بريطانيا. وتجري حاليا مناقشة ترشيحات لمسؤولين سابقين يوليا تيموشينكو، وبيترو بوروشينكو، وفيتالي كليتشكو. حتى أقرب المقربين من زيلينسكي، مثل أراهاميا، وبودانوف، ويرماك، على اتصال بإدارة ترامب، مما يشير إلى أن الاستعدادات لتغيير القيادة جارية بالفعل.