توالت ردود الفعل والمواقف من خطة إعمار قطاع غزة التي تبنتها القمة العربية التي عقدت في القاهرة.
وكشف وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، عن اتصالات مصرية مع الولايات المتحدة وأوروبا بشأن الخطة إعمار قطاع غزة.
وأضاف: "نعمل على حشد الدعم لتنفيذ الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة"، مشددا على "ضرورة توفير ضمانات أمنية لتنفيذ خطة إعادة إعمار غزة".
واشنطن تعارض!
من جهتها، أعلنت حركة حماس ترحيبها بالخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، ودعت إلى توفير جميع مقومات نجاحها.
بدوره، أعلن البيت الأبيض أنه يعارض الخطة العربية بشأن قطاع غزة، ويدعم رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "لإعادة إعمار غزة خالية من حماس".
في المقابل، هاجمت إسرائيل البيان الختامي للقمة، زاعمة أنه "فشل في معالجة حقائق الوضع بعد 7 أكتوبر".
رفض التهجير تحت أي ظرف
وأكد البيان الختامي الصادر عن القمة العربية الطارئة في القمة، الثلاثاء، على رفض تهجير الفلسطينيين من أرضهم تحت أي مسمى أو ظروف، واعتماد الخطة المصرية لإعمار قطاع غزة، مشددا على اعتبارها خطة عربية جامعة، والعمل على تقديم أنواع الدعم المالي والمادي والسياسي كافة لتنفيذها، وكذلك حث المجتمع الدولي ومؤسسات التمويل الدولية والإقليمية على سرعة تقديم الدعم اللازم للخطة.
وتتضمن الخطة، تشكيل لجنة "إدارة غزة" لتتولى تسيير شؤون القطاع في مرحلة انتقالية لمدة 6 أشهر، على أن تكون اللجنة مستقلة ومكونة من شخصيات غير فصائلية "تكنوقراط" تعمل تحت مظلة الحكومة الفلسطينية.
وشددت الخطة على أن لجنة إدارة غزة يجري تشكيلها خلال المرحلة الحالية تمهيدا لتمكينها من العودة بشكل كامل للقطاع وإدارة المرحلة المقبلة بقرار فلسطيني، مشيرة إلى أن "مصر والأردن يعملان على تدريب عناصر الشرطة الفلسطينية تمهيدا لنشرها في القطاع".
حزب الشعب يدعو لخطوات ملموسة
في الأثناء، قال حزب الشعب الفلسطيني، إن قرارات القمة العربية التي أكدت على التمسك بحقوق شعبنا المشروعة في الدولة والعودة وفي رفض مخططات تهجيره، وتبني خطة عربية موحدة لإعمار قطاع غزة، هي خطوة هامة وضرورية من أجل مواجهة المشروع الاسرائيلي - الأمريكي لتصفية القضية الفلسطينية.
وأضاف حزب الشعب في بيانه له، أن قرارات القمة العربية ضرورية، ولكنها تتطلب متابعة تنفيذية فورية على كل المستويات كافة، وفي مقدمتها رفض التنصل الاسرائيلي من اتفاق غزة ومنع إدخال المساعدات له والتحضير لمواصلة العدوان على قطاع غزة بهدف تنفيذ مخطط التهجير.
وقال حزب الشعب، إن رفض "اسرائيل" لمقررات القمة العربية الطارئة وخطة إعمار غزة، وما صدر أيضاَ عن الإدارة الأمريكية من رفض لها، يؤكد الحاجة لمواجهة هذا الرفض بخطوات سياسية ملموسة على الصعيدين الرسمي والشعبي، عربياَ ودولياَ، في هذه المعركة المفتوحة التي يواصلها الاحتلال الاسرائيلي والإدارة الامريكية ضد شعبنا الفلسطيني وحقوقه المشروعة، وضد مصالح الدول العربية الشقيقة، وفي مقدمتها مصر والأردن ولبنان وسوريا.
تفاعل واسع
مع صدور بيان القمة، تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع، حيث بدأوا بتحليل ما ورد في البيان.
وأشار محللون إلى أن الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة ليست موجهة ضد حركة "حماس"، خاصة أنها لم تتطرق بشكل مباشر إلى قضية سلاح الحركة، بل ركزت على تشكيل لجنة مستقلة لإدارة الوضع لمدة 6 أشهر.
وتابعوا بالقول إن القمة تحدثت عن لجنة غير فصائلية تدير الوضع لمدة 6 أشهر، لا ترفضها "حماس"، تليها ترتيبات جديدة توحّد القطاع مع الضفة الغربية، وهو ما لا ترفضه الحركة أيضا، ما دامت النتيجة هي الانسحاب الكامل وإعادة الإعمار.
واعتبر المحللون أن "حماس" لن تحتاج إلى اتخاذ موقف رافض، إذ أن المواجهة الحقيقية في هذه الخطة ليست مع الحركة، بل مع "الكيان" الإسرائيلي وحلفائه الدوليين، وتحديدا الولايات المتحدة الأميركية.
ولاحظ عدة مدونين أن دولة الاحتلال الإسرائيلي أظهرت مستوى عاليًا من الازدراء تجاه الموقف العربي الرسمي منذ عقود، وهو أمر بات واضحًا في تعاملها مع دول المنطقة.
وأكدوا أن القمة الطارئة جاءت لتثبيت حق الفلسطينيين في أرضهم ورفض التهجير، لكنها في الوقت نفسه فشلت في تقديم دفاع حقيقي عن الفلسطينيين ضد التصعيد الإسرائيلي الذي أدى إلى تجويع وحصار الشعب الفلسطيني.
وأضاف ناشطون أن العودة إلى طرح حل الدولتين يجب أن يكون مشروطًا بضمان حقيقي لحقوق الفلسطينيين واستقلالهم الكامل، بما في ذلك وقف العدوان المستمر الذي دام أكثر من 75 عامًا.