اخر الاخبار

طرح الحزب الشيوعي السوداني في مؤتمر صحفي عقد في لندن يوم 22 شباط، مبادرة (لوقف الحرب واسترداد الثورة)، اشترك فيه الرفيقان فتحي الفضل وصدقي كبلو عضوا المكتب السياسي للحزب.

وقالت سكرتارية اللجنة المركزية للحزب، في بيان، إن هذه المبادرة تأتي في ظل الحرب الطاحنة الدائرة بين أطرافها والتي أدت إلى نزوح ما يزيد عن 11 مليون سوداني، وهجرة ما يقارب المليونين من السودانيين بحثا عن السلامة والحياة الآمنة. وإن ما حدث من جرائم حرب يعد أكبر كارثة إنسانية عالمية في السنوات الأخيرة.

وأوضحت السكرتارية أن مبادرة الحزب تدعو إلى مواجهة التدخلات الخارجية، وتحقيق العدالة الانتقالية، وإعادة بناء الدولة السودانية وإدارتها، واستعادة القرار الوطني المستقل، موكدة على ان الحل يكمن في توحيد القوى الوطنية والديمقراطية على أساس تقويم شامل للتجربة السابقة. وترى أن حل الأزمة يكون نابعا من إرادة الجماهير ونهوضها في الداخل، وليس مفروضا من قوى خارجية.

وأضافت سكرتارية اللجنة المركزية أن استمرار الحرب أكثر من عامين لم يكن ممكنا لولا التدخلات الخارجية، وتلقي الطرفين قدرا ضخما من الدعم العسكري والدبلوماسي، الأمر الذي أدى إلى تمدد حرب الوكالة وتواصلها في البلاد، بتأييد حكومات مصر وإيران وروسيا لسلطة الأمر الواقع في بورتسودان، بينما تقف دول الأمارات وكينيا وتشاد إلى جانب مليشيا الدعم السريع.

وفي حديثه أكد الرفيق صدقي كبلو، عضو المكتب السياسي للحزب، أن الحرب المتصاعدة خلقت وضعا غير آمن للشعب وسط أزمة معاشية وندرة الغذاء والدواء. واعتبر أن مواجهة التشرذم وانبثاق جبهة قاعدية عريضة هو الطريق الوحيد لمجابهة الحرب ودعم المدنيين.

واوضح الرفيق فتحي الفضل، عضو المكتب السياسي، أن الرغبة في استمرار الحرب ليست قرارا سودانيا، وتقف وراء ذلك قوى إقليمية (كما أوضح البيان)، "ولهذا نعمل على استعادة القرار الوطني المستقل، ووقف الحرب، لأن ذلك يرسّخ الركن المدني الديمقراطي. ونحن نعمل على الاعتماد الجماهير والقواعد وليس على التحالفات أو اللقاءات الفوقية التي سرعان ما تنهار".

وحول الأسئلة المطروحة من قبل مندوب "طريق الشعب"، وغيره من المتداخلين، أوضح الرفيقان أن هنالك العديد من منظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية التي لديها موقف واضح من الحرب، "ونحن نعمل على إدارة الحوار معها لبورة جبهة عريضة مرتبطة بالقواعد. وهناك وعي جديد متزايد وخصوصا في الأقاليم بأهمية هذا الأمر. ونحن لا نستهين بدور الجماهير والقوى المدنية من أجل تحقيق الركن الاساسي لتحقيق السلم وإيقاف الحرب".

وأشار المتحدثان إلى رفض الحزب الشيوعي السوداني إجراء أي حوار مع قوى الدعم السريع، باعتبارها ميليشيات مجرمة، ارتكبت الكثير من الجرائم بحق الشعب. كما أن اتفاقيات الأطراف المتحاربة، ومنها اتفاقية (جوبا)، لم تأت بسلام ولم تحل القضايا الأساسية.

وأكدا أن الحزب يرفض أي انقلاب عسكري، "ونحن نعتمد على الجماهير في أي تغيير مرتقب، لتحقيق السلم واسترداد ثورة سبتمبر والوصول إلى أهدافها".

في السياق، ذكرت افتتاحية صحيفة الميدان الناطقة باسم الحزب الشيوعي السوداني، ان "السودان يقف على حافة الهاوية، فمع استمرار الحرب بين القوات المسلحة السودانية والمليشيات المتحالفة معها من جهة، ومليشيات الدعم السريع من جهة أخرى، يجد المدنيون أنفسهم عالقين في واقع مرير، حيث أصبحت الاعتقالات التعسفية، والاختفاء القسري، والإعدامات الميدانية ممارسات يومية".

وأشار إلى انه "لكن ما يزيد الوضع مأساوية هو تصاعد أعمال القتل الانتقامي، حيث يستهدف الأفراد بناءً على انتماءاتهم القبلية، مواقفهم السياسية، أو حتى مجرد الاشتباه في علاقتهم بأطراف النزاع"، مبينة أن "هذه الممارسات غير القانونية، سواء ارتُكبت على يد القوات النظامية أو الميليشيات المتحالفة معها أو مليشيا الدعم السريع، لا تؤدي إلا إلى تعميق الانقسامات وإطالة أمد الحرب، فلا يمكن للسودان أن يخرج من أزمته عبر دوامة العنف المتبادل، بل من خلال تحقيق العدالة وجبر الضرر في ظل دولة مدنية ديمقراطية.".

وقالت إن "التقارير الواردة من المناطق التي تستعيدها القوات المسلحة من سيطرة الدعم السريع ترسم صورة قاتمة: نشطاء وصحفيون ومواطنون عاديون يُعتقلون دون تهم، يُعذَّبون، يُخفَون قسريًا، بل ويُعدَم بعضهم خارج نطاق القانون، هذه ليست مجرد انتهاكات لحقوق الإنسان، بل هي جرائم حرب مكتملة الأركان، ولا يمكن لأي ذريعة أمنية أن تبرر إزهاق أرواح الأبرياء دون محاكمات عادلة".