اخر الاخبار

بدأت روسيا والولايات المتحدة، أمس الأول الثلاثاء، محادثاتهما مباشرة الأولى، وتهدف المحادثات، بين أمور أخرى الى إنهاء الحرب في أوكرانيا. اشترك في المحادثات، التي جرت في العاصمة السعودية الرياض وزيرا خارجية البلدين، سيرجي لافروف وماركو روبيو، وكان برفقة روبيو مستشار الأمن القومي مايكل والتز وستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للشرق الأوسط. ورافق ر لافروف مستشار الرئيس الروسي للسياسة الخارجية يوري أوشاكوف. ولم تكن أوكرانيا، التي كان من المتوقع أن يصل رئيسها فولوديمير زيلينسكي في نفس اليوم إلى تركيا، ممثلة في الاجتماع. وأكد زيلينسكي مجددا أنه لا يعترف بأي نتائج تتمخض عن المحادثات الروسية الأميركية في الرياض.

وأعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف في وقت سابق، إن المحادثات ركزت جزئيا على الحرب في أوكرانيا، وأهتمت بـ "استعادة العلاقات الأميركية الروسية ". وبحسب كيريل دميترييف، رئيس صندوق الثروة السيادية الروسي، فإن هذا يشير أيضًا إلى التوسع المتجدد في التعاون الاقتصادي. ومن المتوقع أيضًا أن يحضر دميترييف المحادثات في الرياض. وفي مقابلة مع الصحافيين، أشار في وقت سابق إلى أن شركات النفط الأميركية كانت لها في السابق "أعمال ناجحة للغاية مع روسيا"؛ ويعتقد اعتقادا راسخا أن بعضها ستعود "في الوقت المناسب".

تكهنات متفائلة

وتكهن خبراء السياسة الخارجية الأميركية بشأن إمكانية واشنطن في خلق حالة من الافتراق بين موسكو وبكين، في حالة التقارب بين الولايات المتحدة وروسيا، متحدثين عن "كيسنجر في اتجاه معاكس"، في إشارة الى نجاح الأخير في خلق تقارب بين الولايات المتحدة والصين في سبعينيات القرن العشرين، لكن تكهنا كهذا يبدو متسرعا جدا. من جانبه ناضل الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء من أجل الحصول على مكان في محادثات أوكرانيا. وفي الوقت الذي أكد فيه بوتن استعداده للقاء زيلينسكي، فإن مشاركة الاتحاد الأوروبي في المفاوضات ما تزال غير واردة. عند استقبال رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين المبعوث الأمريكي الخاص إلى أوكرانيا كيث كيلوج الثلاثاء، أكدت أن الاتحاد الأوروبي يريد "العمل مع الولايات المتحدة لتحقيق سلام عادل ودائم في أوكرانيا". وأشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء قدموا مبلغا إجماليا بلغ 135 مليار يورو لكييف، وأن بروكسل ستزيد تمويلها لأوكرانيا بشكل كبير.

ويتوقع أن فون دير لاين كانت تشير إلى الحزمة المالية التي ذكرتها وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك في حوار مع وكالة الأنباء الأمريكية بلومبرغ على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن؛ وسوف تخدم الحزمة إعادة التسلح بشكل عام، ولا تنحصر في إعادة تسليح أوكرانيا فقط. ومن المتوقع ان تصل قيمة الحزمة الى مئات المليارات من اليورو.

تطوير العلاقات الثنائية

وقال أوشاكوف عقب الاجتماع إن موسكو وواشنطن مهتمتان بتطوير العلاقات الثنائية. من المقرر أن تبدأ الاستعدادات لعقد قمة بين الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين. لكن هذا لن يحدث الأسبوع المقبل، كما ذكرت وكالة أنباء بلومبرج. وأضاف أوشاكوف أن العمل التحضيري المكثف من جانب الوفود ما يزال ضروريا.

وفيما يتعلق بأوكرانيا، تم تبادل المواقف وتم الاتفاق على أن فرق التفاوض الفردية ستتوصل إلى اتفاق بشأن هذه القضية في الوقت المناسب. ولم يتسن بعد تقييم ما إذا كانت المواقف الروسية والأميركية تقترب من بعضها البعض. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في المؤتمر الصحفي الذي تلا ذلك، إن حل الصراع في أوكرانيا يتطلب عقد أكثر من اجتماع. وتحدث نظيره الأميركي ماركو روبيو عن "خطوة مهمة إلى الأمام"، لكنه أضاف، مثل الجانب الروسي، أن اجتماعا واحدا لن يكون كافيا. وفي تقييم أولي، قال مستشار الرئيس الروسي للشؤون الخارجية يوري أوشاكوف إن المحادثات كانت "جيدة للغاية". وجرى الحديث عن ضرورة الحوار بين موسكو وواشنطن، فبعد كل شيء "لا يمكن لدولتين كبيرتين إلا أن تتواصلا مع بعضهما البعض".

كانت التوقعات عالية بشأن أول اجتماع ثنائي روسي أميركي منذ غزو موسكو لأوكرانيا قبل ثلاث سنوات، ولكن المخاوف كانت كذلك أيضا. يمكن لموسكو وواشنطن التخطيط لمستقبل أوكرانيا وفقا لأفكارهما. وبناء على ذلك، أثار عدم توجيه الدعوة لهم غضب الاتحاد الأوروبي.

تهميش الرئيس الأوكراني

ومن حيث المبدأ، أصبح واضحا أن روسيا والولايات المتحدة ترغبان في العمل معا بشكل أوثق مرة أخرى في المستقبل. وبحسب واشنطن، فإن المحادثات أسفرت عن الاتفاق على اتخاذ خطوات لإعادة عمل البعثات الدبلوماسية المعنية إلى وضعها الطبيعي. فمع تدهور العلاقات، تم طرد الدبلوماسيين عدة مرات.

تشير منتديات التواصل الاجتماعي الأوكرانية إلى وجود حالة من الذعر المتزايد في الإدارة الرئاسية الأوكرانية في ضوء التقارب الروسي الأمريكي. ويقال إن النخبة في البلاد اعترفت بالفعل بأن الرئيس زيلينسكي أصبح مهمشًا على المستوى الدولي.

ويواصل زيلينسكي البحث عن حلول تساعده على المشاركة في المحادثة. ولتحقيق هذه الغاية، يتجه حتى إلى الصين، التي هاجمها مراراً وتكراراً بشدة، والتي أهان خطتها للسلام وشوَّه سمعتها على المستوى الدولي. ورفضت بكين التقدم المفاجئ والمطالبات بضمانات أمنية. وقالت وزارة الخارجية الصينية إن الصين تظل محايدة.