اخر الاخبار

في اليوم الـ 23 من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موجة من الغضب والاستنكار بعد تجديده التأكيد على خطته لتهجير سكان قطاع غزة، وادعائه التزامه بشراء القطاع وامتلاكه. جاءت تصريحات ترامب في وقت تعمل فيه إسرائيل، بقيادة رئيس الوزراء المتطرف بنيامين نتنياهو، على حشد الدعم الدولي لهذه الخطة التي وصفها بأنها "إبداعية".

تفاصيل الخطة المثيرة للجدل

وفقًا لتقارير صحفية إسرائيلية، تعمل إدارة نتنياهو بنشاط على كسب تأييد الكتاب الناطقين باللغة الإنجليزية لتشجيعهم على كتابة مقالات رأي تدعم خطة ترامب، والتي تتضمن نقل جميع الفلسطينيين الذين يعيشون في قطاع غزة إلى دول أخرى. وتقترح الخطة بناء معسكرات أو مساكن لاستيعاب الفلسطينيين المهجرين، مع إعادة إعمار قطاع غزة. وقد التقى نتنياهو خلال زيارته الأخيرة لواشنطن بأعضاء من الكونغرس الأمريكي في محاولة لحشد الدعم لهذه الخطة.

ردود الفعل الفلسطينية

تصدرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ردود الفعل الفلسطينية، حيث وصفت عروض ترامب بأنها "تخرصات وهلوسات تعبر عن وعي استعماري".  وأكدت الجبهة في بيان لها أن شعب غزة لا يبحث عن مكان للسكن خارج وطنه، وأن القطاع هو جزء لا يتجزأ من فلسطين، أرض الأجداد والآباء. ودعت الجبهة ترامب إلى التوقف عن استخدام قضية غزة كأداة للإثارة والتشويش على الجهود الدولية لإعادة إعمار القطاع.

من جانبها، جددت حركة حماس تنديدها بتصريحات ترامب، ووصفتها بأنها "عبثية وتعكس جهلاً عميقًا بفلسطين والمنطقة". وأكد خليل الحية، رئيس حركة حماس في قطاع غزة، أن الشعب الفلسطيني لن يغادر أرضه، وأن مشاريع التهجير ستفشل كما فشلت سابقاتها.

الاستنكار الدولي

على الصعيد الدولي، أثارت خطة ترامب استنكارًا واسعًا. نافي بيلاي، رئيسة لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وصفت الخطة بأنها "غير قانونية بموجب القانون الدولي وترقى إلى مستوى التطهير العرقي".

وأكدت بيلاي دعمها لاتهام المحكمة الجنائية الدولية لإسرائيل بارتكاب جرائم فصل عنصري، داعية دول العالم إلى فرض عقوبات على إسرائيل.

تأثيرات اقتصادية وأمنية

أشارت تقارير صحفية إلى أن تصريحات ترامب قد تعيد إشعال التوترات في المنطقة، خاصة مع تجدد المخاوف من استئناف جماعة الحوثيين هجماتها على السفن التجارية في البحر الأحمر. وقد أثارت هذه التصريحات قلقًا في أوساط قطاع الشحن الدولي، حيث يُخشى من تأثيرها على استقرار حركة التجارة العالمية.

مخاوف من انهيار وقف إطلاق النار

في الوقت نفسه، حذرت مصادر إسرائيلية من أن سلوك نتنياهو قد يؤدي إلى انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مصادر قولها إن نتنياهو يعتزم إفشال الاتفاق، مما قد يؤدي إلى عودة العنف إلى المنطقة. وأشارت الصحيفة إلى أن صور الأسرى الإسرائيليين المحررين أضرت بسمعة نتنياهو في استطلاعات الرأي.

شهادات من غزة

نشرت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية شهادات لسكان غزة الذين عاشوا تحت الحصار والدمار الإسرائيلي لأكثر من 15 شهرًا. وقال سالم، أحد الناجين من نكبة 1948، "لن نكرر خطأنا بهجرة قرانا مرة أخرى"، بينما أكدت خالدة، التي فقدت منزلها، أن "لا ترامب ولا أي شخص آخر قادر على محونا".

تصريحات ترامب وخطة تهجير سكان غزة تظل موضع استنكار واسع من قبل الفلسطينيين والمجتمع الدولي، بينما تهدد بتقويض الجهود الإقليمية والدولية لإعادة إعمار القطاع وتحقيق الاستقرار في المنطقة. في ظل هذه التطورات، يبدو أن مستقبل غزة والقضية الفلسطينية سيظلان في قلب الصراعات السياسية والأخلاقية الدولية.