هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دول مجموعة بريكس بفرض رسوم جمركية بنسبة 100 في المائة إذا تخلت عن الدولار الأمريكي كوسيلة تعامل مالي دولي. وكرر ترامب يوم الخميس (بالتوقيت المحلي) على منصته: "سنطالب هذه الدول المعادية على ما يبدو بالالتزام بعدم إنشاء عملة جديدة لمجموعة البريكس أو دعم عملة أخرى لتحل محل الدولار الأمريكي القوي". وهو تصريح سبق ان طرحه 30 تشرين الأول، أي قبل شهرين من توليه مهام منصبه، ردا على أفكار الرئيس الروسي بوتن بشأن إنشاء نظام مستقل للتعاملات المالية داخل إطار دول المجموعة.
ولقد طرحت هذه الفكرة منذ بدايات تشكيل المجموعة، وكان آخره، ما قاله بوتن في نهاية شهر تشرين الأول خلال قمة مجموعة بريكس في مدينة قازان الروسية: "نحن لسنا من يرفض استخدام الدولار". "ولكن إذا لم يسمحوا لنا بالعمل، فماذا يمكننا أن نفعل؟ "نحن مضطرون للبحث عن بدائل". ودعت روسيا، التي تتولى الرئاسة الدورية السنوية للمجموعة بريكس، التي تضم الآن عشر دول أعضاء وثماني دول شريكة، إلى مزيد من التعاون، وخاصة في القطاع المالي. كما تمت مناقشة اقتراح إدخال عملة مشتركة خلال القمة السابقة للمنظمة في جوهانسبرج عام 2023. وسبق لترامب ان أكد على أن فكرة أن دول بريكس تحاول الانفصال عن الدولار بينما نقف نحن متفرجين أصبحت فكرة ميتة، والآن حول ترامب تأكيده السابق الى تهديد: "ليس هناك أي أمل في أن تحل عملة محل الدولار الأميركي في التجارة الدولية أو في أي مكان آخر. وأضاف ترامب: "أي دولة تحاول القيام بذلك يجب أن تقول مرحبا للرسوم الكمركية ووداعاً للولايات المتحدة"، معلنا عن إجراءات من شأنها أن تشل التجارة مع الولايات المتحدة وتتسبب في أضرار اقتصادية شديدة للدول المعنية.
وردت موسكو على الفور، بواسطة نائب وزير خارجيتها سيرجي ريابكوف، المسؤول عن العلاقات مع دول بريكس، إن دول المجموعة سعيدة بشرح وجهة نظرها لترامب، "أن الأمر لا يتعلق بالتخلي عن الدولار، بل باستخلاص استنتاجات من سياسة واشنطن الخاطئة". وعلق المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف على تهديدات الرئيس الأمريكي بالقول: "يبدو أن الخبراء بحاجة إلى شرح أجندة البريكس للسيد ترامب بمزيد من التفصيل". الحقيقة هي أن مجموعة بريكس لا تناقش حاليا إنشاء عملة مشتركة. وأكد أنه لم يكن هناك أي نقاش حول هذا الموضوع. وبدلاً من ذلك، سيتم إجراء مناقشات حول "إنشاء منصات استثمارية مشتركة جديدة من شأنها تمكين الاستثمارات المشتركة في بلدان ثالثة والمشاركة المتبادلة". ووفق وكالة تاس، أكد وزير الخارجية الهندي سوبراهمانيام جايشانكار أيضًا أن بلاده "لم تكن أبدًا داعمة لإلغاء الدولرة".
وردت البرازيل، التي استلمت رئاسة مجموعة بريكس من روسيا في وقت سابق من العام الجديد، وأعلن الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الخميس الفائت، أنه سيرد بإجراءات مماثلة إذا أمر ترامب بفرض رسوم جمركية على المنتجات البرازيلية. "إنها بسيطة جدًا". وقال لولا في مؤتمر صحفي في برازيليا "إذا فرض ضرائب على المنتجات البرازيلية، فسيكون هناك معاملة بالمثل من قبل البرازيل عندما يتعلق الأمر بفرض الضرائب على المنتجات المستوردة من الولايات المتحدة". وأضاف أن ترامب انتخب لحكم الولايات المتحدة وانه انتخب لحكم البرازيل، وبهذا المعنى فهو يطالب ترامب باحترام البرازيل. وقال إنه ليس قلقا كثيرا بشأن تعليقاته بشأن غرينلاند أو خليج المكسيك أو بنما، لكن "يجب عليه احترام سيادة الدول الأخرى". وأضاف "من ناحيتي أريد تصدير المزيد واستيراد المزيد والحفاظ على العلاقة وتحسينها".