اخر الاخبار

لم تكن مشاهد العودة إلى شمال قطاع غزة مجرد خطوات على الأرض، بل إعلانًا صريحًا بأن إرادة الشعب الفلسطيني لا تُكسر مهما عظمت التحديات. تلك اللحظات التي تجلت فيها عظمة الإنسان الفلسطيني وهو يحمل أغطية ووسائده وذكرياته، ليعود إلى أنقاض منزله المدمّر، تُجسد قوة الصمود التي أفشلت كل مخططات التهجير وتصفية القضية الفلسطينية.

مشاهد تجسد الصمود

بدأ سكان قطاع غزة، الذين هجّروا قسرًا جراء العدوان الإسرائيلي الذي استمر أكثر من 15 شهرًا، بالعودة إلى محافظتي غزة والشمال.

عكست هذه العودة صورة صمود نادرة في تاريخ الشعوب، حيث عاد آلاف الفلسطينيين سيرًا على الأقدام عبر شارع الرشيد، رغم الدمار الشامل الذي حوله إلى أكوام من الحجارة والإسمنت.

ومع بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، سُمح بمرور المركبات عبر شارع صلاح الدين، لكن الفلسطينيين أثبتوا مرة أخرى أن الإصرار على العودة يتجاوز كل المعوقات. هذه العودة، التي وصفتها حركة "حماس" بأنها "انتصار لشعبنا وهزيمة لمخططات الاحتلال"، تحمل رسالة واضحة بأن الفلسطينيين باقون في أرضهم رغم كل محاولات الاقتلاع والتشريد.

مشاهد العائلات التي انفصلت لأكثر من 15 شهرًا وهي تعود إلى ديارها، كانت أشبه بملحمة إنسانية تختلط فيها دموع الفرح والشوق. العائدون، الذين حملوا معهم أساسيات الحياة مثل المياه وأنابيب الغاز والخيام، أعلنوا أن البقاء على هذه الأرض هو خيارهم الوحيد، مهما كانت الظروف.

الاحتلال ومخططات التهجير

على مدار 15 شهرًا من العدوان، هجّر الكيان الصهيوني أكثر من 85 في المائة من سكان القطاع، فيما غادر نحو 100 ألف شخص خارجه. ومع ذلك، أثبت الفلسطينيون أن مشاريع التهجير والتصفية ستتحطم أمام إرادتهم.

وفي حين تريد الإدارة الأميركية، بقيادة دونالد ترامب، إلى تسويق ما يسمى بـ "صفقة القرن" لفرض واقع سياسي جديد ينهي حق العودة ويفرض وطنًا بديلًا، جاء الرد الفلسطيني بالعودة الجماعية التي أسقطت كل هذه المشاريع.

أكدت الأردن رفضها القاطع لفكرة التهجير، مشددة على أن حل القضية الفلسطينية لا يكون إلا على التراب الفلسطيني. تصريحات وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، التي رفض فيها الحديث عن وطن بديل، جاءت لتؤكد أن حقوق الفلسطينيين ليست محل تفاوض أو مساومة.

جرائم الاحتلال تستمر

وعلى الصعيد الميداني، استشهد فلسطينيان اثنان بقصف إسرائيلي استهدف مركبة في شارع نابلس قرب مخيم نور شمس شرق طولكرم شمالي الضفة الغربية المحتلة أعقبه اقتحام جيش الاحتلال المدينة ومحاصرة مستشفى ثابت ثابت، في ظل أنباء عن قصف ثانٍ لم تتضح تفاصيله.

وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة 3 بقصف مسيّرة إسرائيلية لسيارة في طولكرم.

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إن المسيّرة الإسرائيلية قصفت مركبة أثناء مرورها عبر شارع نابلس عند مدخل مخيم نور شمس، مما أدى إلى اشتعال النيران فيها واستشهاد رامز ضميري وإيهاب أبو عطيوي من مخيم طولكرم.

من جانب آخر، مثل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مجددا أمام المحكمة المركزية في تل أبيب، للرد على تهم فساد موجهة إليه، وذلك للمرة السابعة منذ 10 كانون الأول 2024.

ونشرت محطات تلفزة إسرائيلية، مقطع فيديو يظهر لحظة دخول نتنياهو قاعة المحكمة المركزية، برفقة طبيبه الخاص تسفي بيركوفيتش.

والجمعة الماضية، طلب نتنياهو مجددا تأجيل مثوله أمام المحكمة بسبب وضعه الصحي، لكن المحكمة رفضت طلبه.

وقالت القناة 12 الإسرائيلية "استؤنفت الشهادة بعد أن رفض قضاة اللجنة طلب محامي الدفاع عن رئيس الوزراء بعقد جلسة واحدة في الأسبوع بدلا من 3 جلسات".