تستمر تداعيات العدوان الصهيوني على قطاع غزة، حيث أعلنت وزارة الصحة في القطاع عن ارتفاع كبير في أعداد الشهداء والمصابين جراء المجازر التي ارتكبها الاحتلال، وسط استمرار معاناة السكان بسبب تدمير البنية التحتية.
في وقتٍ تتواصل فيه المفاوضات بشأن صفقة التبادل في قطر، حيث تشير التقارير إلى إحراز تقدم في هذا الملف.
صفقة تبادل الأسرى
ونقل موقع "أكسيوس" عن مسؤول إسرائيلي كبير تأكيده على إحراز تقدم ملحوظ في المفاوضات الجارية في قطر بشأن صفقة التبادل، التي تعد من القضايا الحساسة بين الأطراف المتنازعة.
وأكد المسؤول أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يدرس إمكانية إرسال رئيس الموساد ديفيد برنيع إلى الدوحة لمتابعة تطورات المفاوضات. في السياق نفسه، أكد المصدر أن ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي المنتخب، سيتوجه إلى إسرائيل بعد محادثات في قطر لدعم جهود التوصل إلى اتفاق.
مجازر صهيونية ضد المدنيين
وفي الوقت الذي تتزايد فيه معاناة المدنيين في غزة، أعلنت وزارة الصحة في القطاع عن ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي خمس مجازر جديدة ضد العائلات الفلسطينية، ما أسفر عن استشهاد 32 شخصًا وإصابة 193 آخرين. ووفقًا للبيانات الرسمية، ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة منذ بداية الشهر الماضي إلى أكثر من 46 ألف شهيد وأكثر من 109 آلاف مصاب.
استهداف فرق الدفاع المدني
وفي تطور آخر، أطلقت قوات الاحتلال النار على سيارة الدفاع المدني الوحيدة في منطقة جباليا شمالي قطاع غزة، مما أدى إلى توقف عدد من مركبات الإطفاء والإنقاذ في عدة محافظات بسبب نقص المعدات وقطع الغيار اللازمة للإصلاح.
وحذر جهاز الدفاع المدني من أن الوضع الحالي قد يزيد من تعقيد الأزمة ويقلل قدرة الطواقم على الاستجابة لنداءات المواطنين في ظل تزايد الحاجة إلى عمليات الإنقاذ.
الوضع الإنساني وتحديات الأونروا
من جانبه، أكد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليبي لازاريني، أن الوكالة قامت بنقل آلاف من ملفات اللاجئين الأرشيفية من غزة والضفة الغربية إلى مكان آمن. وأشار لازاريني إلى أن الأونروا تواصل عملها كوصي على هوية اللاجئين الفلسطينيين وتاريخهم رغم الظروف الصعبة التي يمر بها القطاع، فيما تزداد المعاناة بسبب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل.
الصحفيون في مرمى الاستهداف
فيما يتواصل العدوان، طالب الصحفيون في غزة المجتمع الدولي بتوفير الحماية لهم من الاستهداف الإسرائيلي أثناء تغطيتهم للأحداث.
وكان آخر ضحايا الاستهدافات الإسرائيلية الصحفي سائد نبهان، الذي استشهد خلال تغطيته للأحداث في مخيم النصيرات وسط غزة. وارتفع عدد الصحفيين الشهداء إلى 203 منذ بداية العدوان.
وأصدرت منظمة الصحة العالمية بيانًا دعت فيه إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتيسير وصول طواقمها إلى مستشفى "العودة" في شمال غزة. يعاني المستشفى من نقص حاد في الوقود والإمدادات الطبية، بينما تتعرض العديد من المنشآت الصحية في غزة للتدمير بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل.
حصيلة الشهداء
تتجاوز الأرقام الرسمية
وفي دراسة طبية نشرتها مجلة "لانسيت" البريطانية أظهرت أن حصيلة الشهداء في غزة خلال الأشهر التسعة الأولى من العدوان تتجاوز بنسبة 41 في المائة الأرقام الرسمية التي نشرتها وزارة الصحة في القطاع. وأكدت الدراسة أن العدد الحقيقي للشهداء قد يتجاوز 70 ألفًا إذا استمر المستوى الحالي من عدم الإبلاغ.
إلى ذلك، أعلنت منظمة "اليونيسف" أن 74 طفلًا استُشهدوا في غزة خلال الأيام السبعة الأولى من عام 2025، فيما حذرت من المخاطر التي تهدد حياة الأطفال بسبب الظروف الصحية السيئة والطقس الشتوي القارس. يعيش أكثر من مليون طفل في غزة في خيام لا توفر حماية من البرد، ما يعرض حياتهم للخطر.
فيما أكدت بلدية غزة أن 75 في المائة من آبار المياه في القطاع قد تعرضت للتدمير، بالإضافة إلى تدمير شبكات المياه والصرف الصحي. تعاني بلدية غزة من صعوبة في إيصال المياه للمناطق المتضررة نتيجة الدمار الكبير الذي لحق بالبنية التحتية.