كثف جيش الاحتلال الصهيوني قصفه المدفعي على مناطق متفرقة في القطاع، مواصلاً تدمير المباني السكنية في محافظة الشمال، في ظل تصعيد حملات التطهير العرقي في اليوم الـ 451 للعدوان المستمر على غزة،
في هذه الأثناء، يواصل النازحون الفلسطينيون في أنحاء قطاع غزة قضاء ليال عصيبة، إذ غمرت مياه الأمطار خيامهم، في حين تسببت الرياح العاتية في تمزق أجزاء منها أو تطايرها بالكامل. ويأتي هذا في وقتٍ تعرضت فيه هذه الخيام للاهتراء نتيجة أكثر من 15 شهراً من الإبادة المتواصلة.
التطورات الأمنية والسياسية
وفي المقابل، اعترف جيش الاحتلال بمقتل أحد جنوده وإصابة اثنين آخرين بجروح في شمال القطاع، مشيرًا إلى أن أحد المصابين هو ضابط حالته خطرة. وبهذا يرتفع عدد قتلى جيش الاحتلال إلى 40 جندياً خلال العملية الأخيرة في منطقة جباليا.
على الصعيد السياسي، قال القيادي في حركة حماس أسامة حمدان إن الحركة أظهرت أقصى درجات المرونة في مفاوضات تبادل الأسرى، إلا أنه أشار إلى أن إسرائيل تستمر في نقض اتفاقاتها في كل محطة من محطات التفاوض، رافضةً الانسحاب الكامل من القطاع.
وأعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، أمس الاثنين، استشهاد 4 معتقلين من قطاع غزة بالسجون الإسرائيلية، ليرتفع بذلك عدد الشهداء إلى 5 خلال الـ 24 ساعة الأخيرة.
الغاية من استهداف المستشفيات
من جانبها، ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن إغلاق مستشفى "كمال عدوان" يعد جزءا من إستراتيجية إسرائيلية تهدف إلى إخلاء منطقة شمال قطاع غزة بالكامل من المدنيين.
ونقلت الصحيفة عن الجيش الإسرائيلي تأكيده أنه لن يسمح بإعادة تشغيل مستشفى كمال عدوان. كما أشارت إلى أن الجيش قام -خلال عملياته في جباليا– بقطع الاتصال بين مدينة غزة ومنطقة شمال القطاع.
وقالت الصحيفة إنه على الرغم من نفي الجيش ارتباطه بما يُعرف بـ "خطة الجنرالات"، فإن الواقع يظهر تنفيذ أجزاء منها بالفعل.
طالب مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، بوقف الهجمات على المستشفيات في قطاع غزة بعد أن قصفت "إسرائيل" مستشفى الأهلي العربي "المعمداني" ومستشفى الوفاء، وداهمت مستشفى كمال عدوان واعتقلت مديره حسام أبو صفية خلال الأيام الماضية.
وقال غيبريسوس، في منشور على منصة "إكس" "لقد أصبحت المستشفيات في غزة مرة أخرى ساحات للمعركة، والمنظومة الصحية تحت تهديد خطير".
وأضاف "نكرر: أوقفوا الهجمات على المستشفيات. الناس في غزة يحتاجون إلى الوصول إلى الرعاية الصحية. العاملون في الخدمات الإنسانية يحتاجون إلى إتاحة المجال لهم لتقديم المساعدات الصحية. أوقفوا إطلاق النار!".
وأوضح أن المنظمة وبالتعاون مع شركائها قامت بتسليم الإمدادات الطبية الأساسية والغذاء والماء إلى المستشفى الإندونيسي، مشيرا إلى أنه تم نقل 10 مرضى في حالة حرجة إلى مستشفى الشفاء، لكن قوات الاحتلال قامت باحتجاز 4 مرضى أثناء نقلهم، داعيا سلطات الاحتلال إلى ضمان احترام احتياجاتهم الصحية، وحقوقهم.
كما طالب بضرورة الإفراج عن مدير مستشفى كمال عدوان الدكتور حسام أبو صفية الذي لا يعرف مكان وجوده.
الأطفال يموتون برداً
وبشأن معاناة الأطفال، توفي أمس الاثنين سادس طفل في غزة جراء البرد القارس الذي يعاني منه النازحون في الخيام، وهو توأم الطفل الذي فارق الحياة أمس الأول الأحد.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بأن الرضيع علي البطران، البالغ من العمر شهراً واحداً، توفي بعد ان سبقه توأمه جمعة الذي توفي أمس الأول الأحد بسبب البرد في خيمة بمنطقة "دير البلح" وسط قطاع غزة.
وفي الأيام الماضية، تم توثيق وفاة أربعة أطفال حديثي الولادة نتيجة انخفاض درجات الحرارة الشديد، في ظل الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة من قبل الكيان الصهيوني.
وبحسب المصادر المحلية، فإن انعدام الأمن الغذائي بين الأمهات أدى إلى ظهور حالات مرضية جديدة بين الأطفال، مما يزيد من تفاقم الوضع الصحي في ظل الظروف المأساوية التي تمر بها المنطقة.
فيما تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي لليوم الـ 451 على التوالي شن مئات الغارات برا وبحرا وجوا، وتنفيذ جرائم ضد المدنيين في مختلف أنحاء قطاع غزة، وارتكاب مجازر دامية، في وقت يعاني فيه القطاع من حصار خانق ونزوح أكثر من 90 في المائة من السكان.
وقتل الاحتلال الصهيوني أكثر من 45 ألفًا و514 شهيدًا، أغلبهم من النساء والأطفال، فيما أصيب أكثر من 108 آلاف و189 آخرين، ولا تزال الحصيلة غير نهائية، إذ لا يزال العديد من الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، في وقت تعجز فيه طواقم الإسعاف والإنقاذ عن الوصول إليهم بسبب استمرار القصف، وقيود مشددة على دخول الوقود والمساعدات الإنسانية الحيوية التي من شأنها تخفيف الوضع الإنساني الكارثي في القطاع.