قال سفير سوريا لدى الأمم المتحدة قصي الضحاك، إنه وجه رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، طالب فيها بإجبار الكيان الصهيوني على الوقف الفوري للهجمات على الأراضي السورية، والانسحاب من المناطق التي توغلت فيها، وانتهكت اتفاق فض الاشتباك المبرم 1974.
يأتي ذلك في وقت، زار فيه وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس برفقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مرتفعات الجولان المحتلة، وأمر الجيش بالاستعداد للبقاء في قمة جبل الشيخ السورية المطلة على دمشق، ووصف فيه هذه اللحظة بالتاريخية.
من جانبه أيد وزير خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن هذه التصرفات، لأن إسرائيل كانت قلقة من سيطرة مجموعات متطرفة عليها، على حسب وصفه، فيما وصف مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان توغل الاحتلال بالمنطقي والمتوافق مع حق الدفاع عن النفس.
نتائج اجتماع العقبة
من جهته، دعا البيان الختامي لاجتماع لجنة الاتصال العربية الوزارية بشأن سوريا، المنعقد في العقبة الأردنية، أمس السبت، إلى "تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا لدعم العملية الانتقالية"، مديناً "توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ".
كما دعا إلى البدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار.
وأكد البيان أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، ومطالبة مجلس الأمن اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.
كما عبر البيان الختامي عن دعمه "دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده كل الإمكانات اللازمة وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254".
وقال البيان إن "هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات".
كما دعا إلى ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية، واحترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين.
ذرائع غير منطقية
وصفت الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط آسال راد تحركات الاحتلال الصهيوني بغير الموجودة في القانون الدولي، وان سياسة الاحتلال بمواصلة الضربات الجوية تشكل انتهاكاً واضحاً للقانون، وهي تمثل استمرار نفس السياسة في فلسطين ولبنان.
وقالت راد إن الكيان، بدأ سياسة احتلال جديدة في المنطقة، مستغلاً الفترة الانتقالية التي تمر فيها سوريا، لافتة إلى أن هذه السياسة توازي الممارسات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وارجعت ذلك إلى دعم واشنطن المستمر حيث لا يواجه الاحتلال أي عقوبات دولية.
وفي ذات الشأن زار قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا الكيان الصهيوني من الأربعاء إلى الجمعة وناقش مع المسؤولين مختلف المواضيع المتعلقة في المنطقة.
مواقف قسد
أعرب قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مظلوم عبدي عن قلقه من زيارة رئيس المخابرات التركي إلى دمشق، وتحدث عن مساعي الأتراك إلى توظيف السلطة الجديدة في سوريا لخدمة مصالحهم التي تستهدف الأكراد بشكل مباشرة.
واعتبر عبدي الحوار المباشر مع الحكومة هو السبيل لضمان حقوق الشعب الكردي وبقية المكونات في إطار وطني جامع، محذراً من التداعيات الأمنية والتهديدات الإقليمية التي تواجه المنطقة في ظل التحولات الجارية.
وطرح في حوار مع "وول ستريت جورنال" الأميركية رؤية تشمل تكريس حقوق الأقليات السورية في الدستور الجديد، معتبرا أن ذلك يعد شرطا أساسيا لبناء دولة سورية شاملة وديمقراطية.
ودعا إلى دمج قوات سوريا الديمقراطي ضمن القوات المسلحة السورية، وقال اننا نسعى إلى نظام إداري لا مركزي، وطالب بتمثيل في الحكومة السورية المؤقتة للمشاركة في صنع القرار الوطني.
الحفاظ على الأرشيف
دعا الصليب الأحمر جميع الأطراف في سوريا إلى الحفاظ على قوائم المعتقلين والمتوفين، مؤكدا تسجيل 35 ألف حالة اختفاء قسري خلال 13 عام الماضية، وفتح اللجنة الدولية خطوطاً ساخنة للتواصل مع عائلات السجناء والمختفين والمعتقلين، وتحدثت عن حاجتها إلى وقت طويل لإكمال هذا الملف.
وقال ستيفان ساكاليان رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا، إننا نبحث عن 3 من موظفينا الذين اختطفوا في عام 2013. وأضاف ساكاليان "مثل الجميع، نريد أن يكون لدينا أمل وأن نبحث عن أي إشارة أو أي أخبار قد تجلب بعض الراحة لأسرهم، ولكن في الوقت الحالي، ليس لدينا أي أخبار".
في السياق، كشفت المفوضية الأوروبية عن إقامة جسر جوي إنساني لنقل المساعدات إلى سوريا عبر تركيا، وذلك لتقديم أول دفعة من المساعدات الأوروبية.