تتسارع الأحداث في سوريا بعد إعلان اسقاط نظام بشار الأسد إثر المعارك التي خاضتها المعارضة المدعومة من عدة دول إقليمية ودولية، فيما تبحث مختلف الدول ومجلس الأمن الدولي في هذه التطورات.
فرصة هائلة
قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، أمس، إن هناك "فرصة هائلة لإجراء حوار يشمل كافة الأطراف بشأن الانتقال السياسي في العهد الجديد". مضيفاً في حديث صحفي "آمل أن يكون هناك حوار يشمل الجميع في ظل الأوضاع الحالية". وتابع "هناك فرصة هائلة لحدوث ذلك. وما رأيناه في البداية هو تعاون حقيقي".
ودعا تورك إلى محاسبة مرتكبي الجرائم السابقة والحفاظ على الأدلة.
الاحتلال يستغل الفرصة
شن الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 100 هجمة بالتزامن مع التغيرات السياسية والعسكرية في سوريا، واستهدف مواقع إستراتيجية، منها أنظمة صواريخ متقدمة، ومستودعات أسلحة، ومنشآت لتصنيع الذخائر.
يأتي ذلك بالتزامن مع قرار لمجلس وزراء الاحتلال لاحتلال منطقة جبل الشيخ الحدودية السورية المحاذية لهضبة الجولان وإنشاء منطقة عازلة، وأكدت إذاعة الجيش الاسرائيلي أن "الجيش سيكون قوة تنفيذية بالمنطقة". كما احتل الجيش الصهيوني الشريط العازل الممتد داخل الجانب السوري شرق خط وقف إطلاق النار في الجولان. وأصدر تحذيراً لسكان 5 بلدات حدودية بعدم التحرك والخروج من منازلهم حتى إشعار آخر.
كما أمر وزير الدفاع يسرائيل كاتس بإنشاء مجال أمني خال من الأسلحة الإستراتيجية الثقيلة والبنى التحتية التي تهدد إسرائيل، حسب الصحيفة الإسرائيلية.
مستقبل القواعد الروسية
أفاد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف بأنه يخطط للبحث في مستقبل وجود القواعد الروسية في سوريا مع السلطات الجديدة، بعد استقرار الأوضاع. موضحاً أن الرئيس الروسي هو من اتخذ قرار منح الرئيس السوري السابق بشار الأسد اللجوء في روسيا.
واكد في تصريح صحفي وجود اتصال دائم مع أنقرة واللاعبين الإقليميين الآخرين بشأن الأوضاع في سوريا.
ردود الفعل
أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، ضرورة الحفاظ على وحدة وسيادة سوريا، وأوضح أن "شعب سوريا هو من يقرر مستقبل البلاد ونظامها السياسي"، وأعرب عن أمله أن "يتمكن الشعب من تقرير مستقبله، بعيدا عن العنف والتدخلات الخارجية المدمرة"، حسب قوله.
من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن "الفشل في سوريا كان بسبب الجيش السوري الذي لم يصمد"، مشيرا إلى أن "المقاومة أدت دورها هناك".
وأعرب عن مخاوف إيران من اندلاع حرب طائفية جديدة او تقسيم سوريا وتحولها إلى مركز للإرهاب.
من جانبها قالت الخارجية السعودية، انها تقف مع الشعب السوري وخياراته في هذه المرحلة، وطالبت من المجتمع الدولي بالوقوف إلى جانب السوريين وعدم التدخل في شؤونهم السياسية.
وحثّت الخارجية المصرية جميع الأطراف في سوريا على "توحيد أهدافها والأولويات وبدء عملية سياسية متكاملة وشاملة تؤسس لمرحلة جديدة من التوافق والسلام الداخلي".
وفي ذات الشأن قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن "الشعب السوري سيعيد رسم مستقبل بلده، وينبغي على المجتمع الدولي دعمه، وأكد ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة، ووحدة أراضي سوريا".
ظروف جديدة
أكدت إدارة الشؤون السياسية، أنها "ستعمل على تهيئة الظروف وضمان بيئة آمنة لاستقبال السوريين العائدين". ودعت السوريين الذين أجبروا على المغادرة للعودة والمساهمة في بناء سوريا، مؤكدة أن المرحلة القادمة تتطلب مصالحة مجتمعية شاملة مبنية على العدالة والمساواة.
وأضافت أن قيادة سوريا الجديدة تتطلع لتعزيز علاقتها مع كل الدول على أساس الاحترام، وقالت إن ستسعى إلى دور بناء في المنطقة والعالم بما يحقق الأمن والاستقرار.
كذلك أكدت أنها ستعمل على بناء دولة قانون تضمن الكرامة والعدالة ومؤسسات تلبي طموحات الشعب، ومعالجة آثار الماضي عبر آليات شفافة تهدف لتحقيق السلام الدائم.