اخر الاخبار

مر شهران على حملة الإبادة التي ينفذها جيش الاحتلال الصهيوني شمال قطاع غزة، حيث يواصل ارتكاب المجازر المروعة وعمليات التطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني، مجبرا الآلاف على النزوح بالقصف والتجويع.

ماذا حصل؟

منذ شهرين يفرض الاحتلال حصارا مشددا على محافظة الشمال، مانعا دخول المساعدات الإغاثية والطبية والغذائية والمياه ما تسبب بمجاعة شديدة فيها. وسط مشاركة لافتة للطائرات المسيرة بكثافة التي ساهمت في حصار المحافظة وملاحقة المواطنين ومنع خروجهم من منازلهم عبر استهدافهم بالرصاص والقنابل.

وتسببت هذه الحملة، بإخراج المنظومة الصحية عن الخدمة، وأوقفت خدمات جهاز الدفاع المدني والإسعاف ودمرت أحياء سكنية كاملة ومنشآت وبنى تحتية، عبر القصف المستمر والنسف والتدمير والصواريخ والمتفجرات، "الروبوتات المفخخة" في حملة تدمير ممنهجة.

ويرغب الصهاينة في احتلال شمال القطاع وتحويله إلى منطقة عازلة بعد تهجير سكانه، وسط دعوات يطلقها يمينيون إسرائيليون لإعادة احتلال القطاع والاستيطان فيه ودفع الفلسطينيين للهجرة.

الأرقام تتحدث!

استشهد 3 آلاف و700 فلسطيني شمال غزة خلال الشهرين الماضيين، دفن منهم فقط ألفان و400، وأصيب نحو 10 آلاف آخرين، وذلك حسب الإعلام الحكومي، الذي أكد أنه لا يعرف مصير الكثيرين من الذين جرى اعتقالهم ويقدر عددهم بألف و750 فلسطينيا.

وأفاد البيان بوجود نحو 500 إلى 650 جثمانا من الشهداء الفلسطينيين في الشوارع والطرقات، اذ تنهش الكلاب الضالة جثامين هؤلاء غير معروفي الأسماء.

ونزح 130 ألف شخص بحسب وكالة الأونروا من أصل 200 ألف نازح أصلاً كانوا يسكنون في الشمال، فيما جرى منع دخول أكثر من 8 آلاف شاحنة مساعدات وبضائع إليها، وفق البيان الحكومي.

السلام لن يتحقق بالاحتلال

قال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، الكاميروني فيلمون يانغ، إن "حل الدولتين هو السبيل الوحيد للتوصل إلى سلام دائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين". وأضاف بعد أن ألقى كلمته أمام الجمعية العامة حول الشرق الاوسط: "لا يزال حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام الدائم". مؤكداً، أن "السلام والأمن لن يتحققا أبدا بالقوة أو الاحتلال".

وليلة أمس الاربعاء، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، قرارين بشأن فلسطين، يتعلقان بـ"تسوية القضية الفلسطينية بالوسائل السلمية"، و"شعبة حقوق الفلسطينيين في الأمانة العامة".

وحصل القراران على أغلبية كبيرة مقابل اعتراض وامتناع الأقلية، وشملت نصوص القرارات في هذا الاجتماع بعض الإضافات المتعلقة بمؤتمر دولي من المفترض عقده في نيويورك حزيران 2025 لنقاش حلول عملية لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة وحل الدولتين.

واشنطن تعارض؟!

أعلن مسؤولون أميركيون، عن معارضة واشنطن بناء قاعدة دائمة للاحتلال في قطاع غزة، وذلك غداة تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز مفاده أن جيش الاحتلال ينوي تسريع أعمال بناء منشآت عسكرية في القطاع.

التقرير استند إلى صور التقطت بواسطة الأقمار الاصطناعية، أظهرت هدم أكثر من 600 مبنى لهذا الغرض، وتعليقاً على ذلك، قال فيدانت باتيل، نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، إن الولايات المتحدة لا تستطيع تأكيد هذه المعلومات، وأشار إلى معارضة وزير الخارجية منذ بدء الحرب لأي وجود إسرائيلي دائم في غزة.

وتابع، إذا صحت هذه المعلومات فمن المؤكد أن هذا الأمر يتعارض مع عدد من المبادئ التي حددها الوزير بلينكن".

وأضاف "لا يمكن أن يحصل تقليص للأراضي في غزة. وفوق ذلك، لا يمكن أن يكون هناك تهجير قسري للفلسطينيين من منازلهم".

اعتراف بالإبادة

اعترف موشيه يعالون وزير الحرب الأسبق، السبت، بان جيش الاحتلال يقود حرب إبادة جماعية في شمال قطاع غزة، فيما أكد ذلك في وقت سابق، بالقول: إننا "ننفذ تطهيرا عرقيا في شمال قطاع غزة، فلم تعد هناك بيت لاهيا، أو بيت حانون"، وفقا لما نقلته عنه هيئة البث الإسرائيلية.

 وأكد في تصريحاته أن "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يقود إسرائيل إلى الخراب ويجر الاحتلال للضم والتطهير العرقي في شمال غزة"، مضيفا، "انظروا إلى شمال القطاع- والتهجير، والاستيطان اليهودي".

وقال يعالون، الذي شغل منصب وزير الدفاع بين عامي 2013-2016 وقاد حرب 2014 ضد قطاع غزة، "لم تعد بيت لاهيا موجودة، ولم تعد بيت حانون موجودة، والآن يعملون في جباليا، إنهم (جيش الاحتلال الإسرائيلي) يطهرون المنطقة من العرب".

وتعرض يعالون إلى انتقادات واسعة وأثيرت تساؤلات عن أسباب ودوافع هذا الاتهام، إذ دعا وزير خارجية الاحتلال جدعون ساعر إلى التراجع عن هذه التصريحات معتبرها غير صحيحة وقال إنها تشوه سمع إسرائيل، فيما انتقد الوزير المتطرف إيتمار بن غفير ذلك بالقول: "ليس سرا بأنني أريد احتلال قطاع غزة، وكذلك تشجيع الهجرة من هناك، في نهاية المطاف وفي اليوم التالي للحرب علينا أن نجد حلا".

ويقول مراقبون، إن تصريحات يعالون ليست صحوة ضمير بل هي صراعات داخلية.