اخر الاخبار

غيّر الافغان وجهتم في الهروب من سيطرة طالبان على البلاد، حيث بدأوا يتجهون نحو الحدود البرية مع باكستان وايران، فيما دعت الدوحة ـ ‏التي تلعب دورا رئيسيا في تسهيل عمليات الإجلاء ـ الحركة إلى توفير «ممر آمن» للراغبين في المغادرة بعد الانسحاب الأمريكي.

وعدت طالبان بتقديم عفو الى جميع الأفغان الذين عملوا مع القوات الأجنبية، أثناء الحرب التي أطاحت بحكمها عام 2001.

هروب بري

وتركزت الجهود الخاصة لمساعدة الأفغان الخائفين من انتقام «طالبان» على ترتيب ممرات آمنة عبر الحدود البرية مع إيران وباكستان ودول آسيا الوسطى، بعد أن توقف عمل مطار كابل.

وقال مسؤول باكستاني عند معبر تورخام الرئيسي مع باكستان الواقع إلى الشرق من ممر خيبر، أمس الأربعاء، إن «عددا كبيرا من الناس ينتظرون فتح البوابة على الجانب الأفغاني».

وذكر شهود أن الآلاف تجمعوا أيضا عند معبر إسلام قلعة على الحدود مع إيران.

وقال أفغاني ضمن مجموعة من ثمانية أفراد تمكنت من عبور الحدود إلى إيران «شعرت أن الوجود بين أفراد قوات الأمن الإيرانية أصبح يبعث قدرا أكبر من الارتياح في نفوس الأفغان لدى دخولهم إيران بالمقارنة بما كان يحدث في الماضي». وتم إجلاء أكثر من 123 ألف أفغاني من كابل عبر جسر جوي قادته الولايات المتحدة بعد سيطرة «طالبان» على العاصمة في منتصف آب، لكن ما زال عشرات الآلاف من الأفغان المعرضين للخطر داخل البلاد. وتقدر ألمانيا وحدها أن هناك ما بين عشرة آلاف و40 ألفا من الأفغان العاملين لدى منظمات تنموية في أفغانستان لهم الحق في الإجلاء إلى ألمانيا إذا شعروا بالخطر.

ممر آمن‏

وفي السياق، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان إن «طالبان» تجري محادثات مع قطر وتركيا بشأن إدارة المطار في العاصمة، لكن الأمر قد يستغرق أياما أو أسابيع للانتهاء من تلك المفاوضات.

وحث مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في قرار يوم الاثنين طالبان على فتح ممر آمن للراغبين في مغادرة البلاد، لكنه لم يشر إلى إنشاء منطقة آمنة وهي خطوة تدعمها فرنسا ودول أخرى.

من جانبها، دعت قطر التي تستضيف قادة من طالبان وتلعب دورا رئيسيا في تسهيل ‏عمليات الإجلاء للدول الغربية من أفغانستان، الحركة إلى ضمان «ممر آمن» للراغبين ‏بالخروج من هذا البلد بعد الانسحاب الأمريكي.‏

وقال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مؤتمر ‏صحفي في الدوحة، أمس الأربعاء، «نحث طالبان على مسألة حرية التنقل وأن يكون هناك ‏ممر آمن للخروج وأيضا لدخول الناس إذا رغبوا في ذلك».‏

وتابع «نتمنى أن نرى أن هذه الالتزامات يتم الإيفاء بها في المستقبل القريب عندما ‏يعود المطار إلى التشغيل مرة أخرى وأن تكون بطريقة سلسة وألا يكون هناك أية ‏تحديات لأي أحد يريد الخروج من أفغانستان أو القدوم إليها».‏

وعدوا بالعفو

 وأعلنت طالبان عفوا عن جميع الأفغان الذين عملوا مع القوات الأجنبية أثناء الحرب التي أطاحت بحكمها عام 2001 لرفضها تسليم أسامة بن لادن بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول على الولايات المتحدة.

ودعا زعماء طالبان، الأفغان للعودة الى بلادهم والمساعدة في إعادة إعمارها ووعدوا باحترام حقوق الإنسان.

وكانت الحركة قد قطعت عهودا مماثلة عندما تولت السلطة عام 1996 لكنها أعدمت علنا رئيسا سابقا، وحرمت النساء من التعليم والعمل وفرضت عليهن قواعد متشددة.

وفي ظل غياب حكومة في كابل أجرت بريطانيا والهند محادثات منفصلة مع ممثلين عن طالبان في الدوحة، وسط مخاوف من فرار ما يصل إلى نصف مليون أفغاني من بلادهم بحلول نهاية العام.

وقالت واشنطن إنها ستستخدم نفوذها الكبير، بما في ذلك قدرتها على دخول الأسواق العالمية، للضغط على طالبان في إطار سعيها لإخراج الأمريكيين وحلفائهم المتبقين في أفغانستان، بعد انسحاب قوات الجيش الأمريكي