فاز، أول أمس الأحد، ياماندو أورسي، مرشح تحالف "جبهة أمبليو" اليساري في الجولة الثانية والحاسمة للانتخابات الرئاسية في أوروغواي. وحصل مرشح اليسار بعد فرز 99 في المائة من مراكز الاقتراع على 49.8 في المائة من أصوات الناخبين، وحصل منافسه ألفارو ديلجادو مرشح التحالف الجمهوري اليميني على 45,9 في المائة.
وبهذا يعود اليسار إلى حكم البلاد بعد انقطاع دام خمس سنوات اتسمت بسيادة سياسات "التقشف" المتطرفة في عهد حكومة الرئيس اليميني لويس لاكال بو.
بلغت نسبة المشاركة بالتصويت 97 في المائة، ويعود ذلك إلى الزامية المشاركة في التصويت في الأورغواي.
وهنأ الرئيس المنتهية ولايته، معترفا بهزيمته، خصمه ونائبة الرئيس المنتخبة كارولينا كوس: " "بحزن ولكن دون عقدة الذنب"، و "بإخلاص ومن القلب، وبكرم وبروح جمهورية للغاية".
في خطاب النصر تحدث أورسي إلى الآلاف من مواطني أوروغواي، بطريقة تصالحية، عن "مجتمع أكثر تكاملاً" يشمل أيضًا أنصار التحالف المهزوم. و"اليوم يبدأ بناء أوروغواي للجميع". وأشاد بالديمقراطية القائمة في أوروغواي منذ 40 عاما. وقال أورسي إنه من المهم الدفاع عن أنفسنا ضد احتمال قيام نظام "يقيد الحريات ويعلق الديمقراطية"، في إشارة إلى سنوات الدكتاتورية (1973-1985). وانه ما تزال هناك في الأوروغواي قوى يمينية متطرفة مرتبطة بالديكتاتورية السابقة.
أمريكا اللاتينية ترحب
ورحب الرؤساء اليساريون والتقدميون في أمريكا اللاتينية مثل كلوديا شينباوم (المكسيك)، وغابرييل بوريتش (تشيلي)، ولويس آرسي (بوليفيا) بانتصار أورسي وأعربوا عن استعدادهم لتعزيز التعاون. كما هنأ الرئيسان السابقان للأرجنتين وبوليفيا، كريستينا كيرشنر وإيفو موراليس، رئيس أوروغواي المنتخب. وقال موراليس في إشارة إلى أمريكا اللاتينية: “إن الرياح التقدمية تهب مرة أخرى في وطننا العظيم". وأيضا هنأ رئيس اورغواي اليساري الأسبق بيبي موخيكا من جبهة أمبليو، الذي قام بحملة من أجل فوز أورسي في الانتخابات.
أرسل الرئيس البرازيلي لولا برقية تهنئة: "هذا انتصار لكل أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي. وستواصل البرازيل والأوروغواي العمل معًا في ميركوسور والمنتديات الأخرى من أجل التنمية العادلة والمستدامة والسلام والتكامل الإقليمي.". وهنأ رئيس باراغواي المحافظ سانتياجو بينيا والرئيس الأرجنتيني اليميني المتطرف خافيير مالي الرئيس المنتخب أورسي. وكان مرشح اليسار قد فاز بجولة الانتخابات الأولى، التي جرت في 27 تشرين الأول الفائت، وحصل مرشح جبهة "امبيلو" (الجبهة العريضة) اليسارية ياماندو أورسي على 43,44 في المائة، مقابل 28 في المائة لمنافسه الرئيسي ألفارو ديلغادو مرشح الحزب القومي (يمين وسط).
مرشح اليسار
أورسي هو المرشح المفضل لرئيس الجمهورية الأسبق، والشخصية اليسارية المعروفة عالميا خوسيه "بيبي" موخيكا، الذي حكم البلاد في سنوات 2010 -2015.
كان اورسي، البالغ من العمر 57 عاما، والعمدة السابق لمدينة كانيلونيسو، قد فاز في الانتخابات الحزبية الداخلية على عمدة العاصمة كارولينا كوس ثم رشحها لمنصب نائب الرئيس.
الجبهة
تأسست الجبهة العريضة عام 1971 وتضم، بين قوى أخرى، حركة المشاركة الشعبية والحزب الاشتراكي والحزب الشيوعي وأحزاب يسارية أصغر. وأبرز شخصياتها، الرئيس السابق خوسيه موخيكا، الذي سُجن لمدة 13 عامًا بسبب مشاركته في الكفاح المسلح. لقد لجأت الجبهة العريضة إلى العمل السري في سنوات حكم الدكتاتورية العسكرية (1973 – 1985).
وتُعرِّف الجبهة نفسها بأنها "تقدمية شعبية ديمقراطية ومناهضة للأوليغارشية ومعادية للإمبريالية ومناهضة للعنصرية ومناهضة للنظام الأبوي".
وتثير الجبهة الاهتمام ليس فقط بسبب وحدتها المستمرة منذ أكثر من 50 عامًا، ولكن أيضًا بسبب نشاطها المستمر في جميع أنحاء البلاد بواسطة لجانها الشعبية، التي تضم نشطاء من جميع الأحزاب الأعضاء في الأحياء الحضرية والمناطق الريفية.
ووفقاً لمركز الدراسات الاقتصادية والسياسية ذي الميول اليسارية، واجهت أوروغواي الاختيار بين الانحدار الاجتماعي والتقدم الاجتماعي. لقد نجح تحالف اليسار في تحقيق التقدم الاجتماعي في سنوات حكومته الأولى (2005 -2019) ارتفع الإنفاق الاجتماعي من 18.5 إلى 25.8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي. وعندما فاز اتحالف اليسار برئاسة البلاد عام 2005، كان قرابة 40 في المائة من سكان أوروغواي يعيشون تحت خط الفقر. وخلال سنوات حكم اليسار انخفض معدل الفقر في البلاد إلى 8.8 في المائة، ولكنه عاد ليرتفع. وفي ظل حكومة اليمين مرة أخرى إلى 10.1 في المائة بحلول عام 2023.
وتعاني أوروغواي من مشاكل اجتماعية قليلة نسبيًا. ووفقا لتقارير وسائل الإعلام، فإن الفئات الوسطى فيها الأكبر في أمريكا الجنوبية، حيث تبلغ قرابة 60 في المائة من السكان؛ ووفقا لأرقام البنك الدولي، يعيش قرابة 6 في المائة من السكان في فقر. ومع ذلك، هناك أصوات تحذر من ارتفاع معدلات الفقر أيضا.