عبرت عدة دول في المنطقة العربية عن إدانتها الشديدة، لتصريحات للوزير الصهيوني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الذي قال انه أصدر تعليماته لإدارة الاستيطان والإدارة المدنية (تتبعان وزارة الدفاع) لبدء "عمل أساسي مهني وشامل لإعداد البنية التحتية اللازمة لتطبيق السيادة" ويقصد بذلك ضم الضفة الغربية المحتلة. وهذه ليست المرة الأولى التي يثير فيها سموتريتش قضية فرض السيادة على الضفة الغربية.
ويتساءل مراقبون عن معنى تجديد إدانة دول المنطقة العربية لتصريحات وجرائم الاحتلال الصهيوني، دون اتخاذ موقف حازم من حرب الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني.
استشهاد 17 ألف طفل في الضفة
تحدثت المقررة الأممية للوضع في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيزي عن حرب الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة التي خلفت 150 ألف شهيد وجريح ومعاق ومدفونين تحت الأنقاض، وذلك خلال محاضرة لها في جامعة لندن.
وذكرت ألبانيزي أن عدد الشهداء الذين سقطوا في الضفة الغربية يزداد عددهم على 10 أضعاف المتوسط في العشرين سنة الماضية، مؤكدة وقوع 150 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح بينهم معاقون ومدفونون تحت الأرض.
وأشارت إلى أن" 70 في المائة من الشهداء نساء وأطفال ويوجد أيضا من بينهم 17 ألف طفل، 700 منهم لم يبلغوا عامهم الأول. كما تيتم عشرات الآلاف وبترت أطراف أعداد كبيرة من الناس".
وقالت المقررة الأممية أيضاً أن الحرب دمرت البيئة في قاطع غزة، كما تظهر الصور في الأقمار الصناعية مشيرة إلى أن غزة صارت خالية من الأشجار والأراضي الزراعية".
وحشية يومية
وفي مداخلة رئيسة مكتب تنسيق وكالة الشؤون الإنسانية (أوتشا) جويس مسويا في مجلس الامن الدولي، نددت بـ "وحشية يومية" تواجه سكان قطاع غزة المحاصر والذي يقصفه الاحتلال.
وأكدت مسويا، إن "مدنيين طردوا من منازلهم واضطروا لمشاهدة أفراد أسرهم يقتلون ويحرقون ويدفنون أحياء" في غزة التي وصفتها بأنها "أرض أنقاض قاحلة". وتساءلت "ما هي الاحتياطات التي تم اتخاذها، إذا كان أكثر من 70 في المائة من مساكن المدنيين إما متضررة أو مدمرة؟". وتابعت "نحن نشهد أعمالا تذكرنا بأخطر الجرائم الدولية". وشدّدت على أن "الوحشية اليومية التي نشهدها في غزة لا حدود لها".
وانصب التركيز في الاجتماع الذي تحدثت فيه مسويا على تقرير أعد بدعم من الأمم المتحدة صدر مؤخرا وحذر من أن "احتمال حدوث المجاعة وشيك وكبير، بسبب التدهور السريع للوضع في قطاع غزة".
تطورات الحرب على غزة ولبنان
شن الاحتلال الإسرائيلي، أمس، سلسلة غارات على مناطق عدة من لبنان، في حين رد حزب الله بإطلاق مزيد من الصواريخ والمسيرات نحو شمال المدن الفلسطينية المحتلة، وسمع دوي انفجارات واعتراض صواريخ في الجليل الغربي جراء ذلك.
وأدت إحدى الغارات الإسرائيلية التي استهدفت شقة سكنية بمحافظة جبل لبنان، إلى استشهاد 8 أشخاص، وإصابة آخرين واندلاع النيران في المبنى المستهدف.
وفي وقت متأخر من الثلاثاء، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، استشهاد أكثر من 2000 مدني فلسطيني في شمال القطاع خلال 38 يوما من المجازر المروعة وحرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة. وبحسب وزارة الصحة فأن الاحتلال ارتكب 7 مجازر خلال الساعات الـ 24 الماضية، وصل جراؤها إلى المستشفيات 47 شهيدا و182 مصاباً.
احتفاء بالعنف ضد غزة!
وعن الأحداث التي حصلت في أمستردام من أعمال شغب وعنف من قبل مشجعي فريق مكابي الإسرائيلي، حملت عضو مجلس إدارة منظمة "إرف راف" اليهودية الهولندية المناهضة للصهيونية، آنا جوزيف، مشجعي الفريق مسؤولية أعمال الشغب والعنف التي اندلعت في العاصمة الهولندية أمستردام قبل وبعد مباراته أمام أياكس أمستردام في الدوري الأوروبي لكرة القدم.
وبينت أن "أحداث الشغب جاءت على خلفية هتافات عنصرية واستفزازات مباشرة ضد الفلسطينيين والعرب، إضافة إلى تمزيق العلم الفلسطيني وتخريب الممتلكات العامة، ومن ذلك عبارات تحتفي بالعنف ضد الفلسطينيين، منها "لا توجد مدرسة في غزة لأنه لم يعد هناك أطفال"، مشيرة إلى أن مثل هذه العبارات تشجع على العنف وتزيد من حدة التوتر.
وفي ردود الفعل الرسمية، أعربت السلطات الهولندية عن قلقها من تصاعد وتيرة العنف والشغب، لكنها وجهت اتهامات بالاعتداء والشغب إلى مشجعين عرب وفلسطينيين فقط، واعتقلت 57 شخصا منهم، في حين لم يُعتقل أي من المشجعين الإسرائيليين، بحسب ما أكدت جوزيف.
هل ستقيّم الوضع فعلاً؟
وبعد أكثر من شهر على الحصار الجائر الذي تستمر به حكومة الاحتلال الصهيوني على قطاع شمال غزة المحاصر، بدأت الولايات المتحدة بمراجعة التعهد الذي وضعته على نفسها لحض الصهاينة على تخفيف الحصار والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية والغذائية والطبية، في حين قالت منظمات إغاثية إن إسرائيل "فشلت في الوفاء بالتزاماتها القانونية" بتيسير الإغاثة الكافية للمدنيين في القطاع.
وذكرت الخارجية الامريكية بعد لقاء وزيرها مع وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي، أنه جرى الاطلاع على التغييرات العملياتية والقرارات السياسية التي اتخذتها إسرائيل بناء على رسالة الولايات المتحدة.
وبحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية فإن الوزير "شدد على أهمية ضمان أن تؤدي هذه التغييرات إلى تحسن فعلي في الوضع الإنساني المتدهور بغزة، وأن تشمل توصيل مساعدات إضافية للمدنيين في جميع أنحاء القطاع ".
في الأثناء، ركزت صحف عالمية على عدم وفاء الكيان الصهيوني بالأمور التي طلبتها الولايات المتحدة منها قبل شهر بشأن تسهيل إدخال المساعدات لشمال قطاع غزة، وقالت إن الإدارة الأميركية التي يمكنها التأكد من ذلك لن تفرض أي قيود عليها.
وشددت الصحف على أن الولايات المتحدة لن تقيّم الوضع أصلاً ولن تفرض قيودا على تصدير الأسلحة إلى الصهيوني الكيان في المرحلة الحالية.