اخر الاخبار

لم تعلن بعد النتائج النهائية لانتخابات الرئاسة الأمريكية رسميا، ولكن معظم وسائل الإعلام الأمريكية الرئيسية أعلنت عن عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بعد حصوله على 277 صوتا من أصوات المجمع الانتخابي وبالتالي فوزه بمنصب الرئيس الـ 47 للولايات المتحدة الأمريكية. وحصلت مرشحة الحزب الديمقراطي، ونائبة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته كامالا هاريس على 224 من أصوات المجمع الانتخابي فقط.

 

 عودة أسوأ الخيارات

عكست كلمة ترامب التي القاها أمام مناصريه في فلوريدا طبيعة ما ينتظر الولايات المتحدة الأمريكية والعالم جراء عودة رئيس سابق اختتم عهده الأول بالتنكر للديمقراطية والهجوم على مقر الكونغرس الأمريكي.

وصف ترامب فوزه بالجنون وقد كان مصيبا بذلك: "لقد كتبنا التاريخ هذه الليلة. أنظروا إلى ما حدث، أليس هذا جنونيا؟".

وإذا ما تجاوزنا كلمات الشكر التي قدمها لأنصاره، فقد أعاد ترامب العناصر الفاشية في خطابه السياسي في حديثة عن أن الولايات المتحدة "من أعظم البلدان ويمكنها أن تكون الأعظم على الإطلاق"، في استعارة إلى الصيغة النازية المعروفة تاريخيا "ألمانيا فوق الجميع".  وشدد على تضيق الخناق على المهاجرين: "علينا أن نصلح الحدود بسرعة. نريد أن يأتي الناس إلينا بطريقة قانونية"، وأضاف "سنساعد البلاد على الشفاء"، منطلقا من أن ملايين المهاجرين حالة مرضية يجب استئصالها.

إن عودة ترامب إلى السلطة تعني أربع سنوات أخرى من الهجمات الخطيرة على حقوق العمال والحريات المدنية في الداخل، ناهيك عن المزيد من الصراعات وامتدادها إلى بلدان أخرى.

بالنسبة للقوى التقدمية في الولايات المتحدة، يعني هذا الفوز أربع سنوات من النضال ضد حكومة تريد تفكيك الإنجازات الاجتماعية الشحيحة المتحققة. وبالنسبة لقوى اليسار العالمي، يعني ذلك المواجهة مع حكومة أمريكية أكثر عدوانية، ستعمل على تقويض اتفاقيات المناخ العالمية، وتوسيع قوتها العسكرية ودعم إسرائيل في إبادتها للشعبين الفلسطيني واللبناني، ولهذا فان الناخبين المسلمين والعرب الأمريكان الذين عبروا بواسطة التصويت لترامب، عن غضبهم على الديمقراطيين سيواجهون بعد أشهر قليلة رئيسا أكثر دعما للعدوان وأكثر صهيونية.

نتنياهو...أول المهنئين

وبعد إعلان ترامب فوزه، توالت ردود الفعل الدولية حيال عودة ترامب مجددا إلى البيت الأبيض وشروعه في رئاسته الثانية.

هنأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ترامب، قائلا في تغريدة على منصبه إكس: "مستعد للعمل معا كما تمكّنا من فعله لمدة أربع سنوات. بقناعاتك وقناعاتي. باحترام وطموح. من أجل المزيد من السلام والازدهار".

وفي تغريدة، هنأ رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو ترامب على عودته "التاريخية" إلى البيت الأبيض، قائلا: "عودتك التاريخية إلى البيت الأبيض تمنح الولايات المتحدة بداية جديدة وتجدد الالتزام بالتحالف العظيم بين إسرائيل والولايات المتحدة". واضح أن الأفق أصبح أكثر قتامة بشأن سياسة الولايات المتحدة بشأن الشرق الأوسط.

من جانبه، وصف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر فوز ترامب بالسباق الرئاسي بـ ""النصر التاريخي"."

وفي تهنئته، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته على أن عودة ترامب إلى السلطة ستساعد في إبقاء الحلف قويا. وقال روته في بيان "قيادته ستكون أساسية لإبقاء تحالفنا قويا" مضيفا "أتطلع إلى العمل معه مجددا لتعزيز السلام (...) من خلال حلف شمال الأطلسي".

وعربيا، كان أمير قطر أول الزعماء العرب الذي قدموا التهاني لترامب، قائلا: "أتمنى للرئيس ترامب كل التوفيق خلال ولايته وأتطلع للعمل معه مرة أخرى لتعزيز علاقتنا وشراكتنا".

وقبل خطاب ترامب، كتب الملياردير العنصري، وأكبر ممولي حملة تراب الانتخابية إيلون ماسك عدة تغريدات على منصة "إكس"، قائلا: "لقد أعطى الشعب الأمريكي الليلة دونالد ترامب تفويضا واضحا للتغيير.. المستقبل سيكون رائعا".

بالتأكيد أن المستقبل الرائع الذي يتحدث عنه عنصري مثل ماسك سيكون أشد قسوة على أكثرية سكان العالم.

وفي السلطة التشريعية أيضا

وفي الانتخابات التكميلية لمجلسي الشيوخ والنواب الأمريكيين التي جرت في 5 تشرين، وكما تشير المعلومات المتوفرة، فإن الجمهوريين استعادوا السيطرة على مجلس الشيوخ في الكونغرس بعد فوزهم بمقعدين أساسيين في ولايتي أوهايو وفرجينيا الغربية، ما جعلهم يتخطون عتبة 51 مقعدا فيه. وبذلك فقد أصبح مجلس الشيوخ تحت سيطرة الجمهوريين بعد ان كان تحت سيطرة الديمقراطيين. ويتقدم الجمهوريون أيضا بفارق ضئيل في مجلس النواب، على الرغم من عدم نشر نتائج انتخاباته النهائية، وبالتالي فإن سيطرة الجمهوريين على جناحي السلطة التشريعية، ستعني إلى حد كبير، إطلاق يد ترامب في سياساته العدوانية وغير المحسوبة في أحيان كثيرة.