اخر الاخبار

أصدرت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اللبناني، رسالة، في مناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الحزب، تحدث فيها عن موقف الحزب من الأحداث السياسية الداخلية والحرب الجارية مع الكيان الصهيوني.

وبينت الرسالة التي تلقتها "طريق الشعب" أن "الشعوب العربية تمر في مرحلة تشتد فيها المخاطر الوجودية حيث يتعرض الشعب الفلسطيني إلى حرب إبادة جماعية غير مسبوقة في تاريخه، كما تتعرض القضية الفلسطينية لمحاولات التصفية".

وأضافت، إن " المشروع الصهـيوني يهدّد أيضاً بإخضاع المنطقة في حرب شاملة مدمّرة بما يعيد وظيفته التوسّعية التي فقدها إثر عملية 7 أكتوبر واستكمال مسار التطبيع بدعم أميركي – أطلسي".

وأكدت الرسالة أن "الاحتلال يستهدف لبنان بأسرها لا تصفية البنية العسكرية لحزب الله فقط، مشيرة إلى أن أخطر شيء في هذا الاستهداف هو دعوة اللبنانيين لاستغلال الفرصة بأن المقـاومة قد ضعفت وهذه فرصتهم للانقضاض عليها".

ولفت الحزب الشيوعي اللبناني إلى أن "اتساع العـدوان من دون وجود رادع دولي أو عربي أو إقليمي قادر على إيقافه، يستدعي العمل على إحداث تغيير فعلي في موازين القوى، محكوم بمبدأ التمسك بخيار المقاومة لمنع العدو الإسرائيلي من تحقيق أهدافه التوسعية والسيطرة على الثروة الغازية والمائية وفرض التطبيع على لبنان عبر القرار 1701 بمندرجاته كافة إضافة إلى أهدافه الإقليمية في تصفية القضية الفلسـطينية بحيث لا يبقى من يدعم هذه القضية العادلة".

وشددت الرسالة على أن "الولايات المتحدة وحلفاؤها الأطلسيون يواصلون عبر أساطيلهم العسكرية بدعم الكيان الصهيوني في حرب الإبادة الجماعية في فلسطين ولبنان، كما انها تستمر في شن حروب عدوانية في بلدان أخرى ومنها دول العربية، مما أدى بشعوب المنطقة إلى دفع أثمان باهظة للحرب، مما يعكس حالة الهمجية المتوحشة التي تسود النظام العالمي المتهالك حيث تحاول الإمبريالية الأميركية الدفاع عنه في وجه صعود العالم المتعدد المراكز القطبية. وجاء في الرسالة: لقد تجذّرت أزمة الرأسمالية العالمية التي دخلت فيها عقب الأزمة العالمية الكبرى عام 2008 نتيجة تضافر التطور التكنولوجي والعولمة اللذين أديا إلى إحداث استقطاب كبير في الثروة والدخل، وإلى تراجع حصة الطبقة العاملة من الناتج المحلي. كل هذا أدى إلى خلق قوة دفع قوية لليمين المتطرف في العالم في تسعير النزعات العنصرية والفاشية وكره الآخر، لكنه في المقابل فتح فرصة كبيرة لليسار في العالم أجمع كي يستجمع قواه ويتوحد ويحقق أهدافه وتقدّمه على غير صعيد، وبخاصة على الصعيد السياسي. وفي الشأن اللبناني، قالت الرسالة إن " النظام اللبناني الطائفي بات عاجزاً عن إعادة إنتاج نفسه وهو غير قادر على حل الأزمات الوطنية والسياسية، مما يشكل عقبة أساسية أمام التغيير والإصلاح وإيجاد الحلول على جميع المستويات". وذكرت الرسالة أن الحزب الشيوعي اللبناني يجري عددا من اللقاءات السياسية لطرح رؤيته لمعالجة الأزمة وهو يرفض الشروط الأمريكية – الإسرائيلية التي حملها هوكشتين في زيارته الأخيرة.

وتتمحور رؤية الشيوعي اللبناني في موضوع الثوابت الوطنية بالتأكيد على أن "(إسرائيل) عـدو ولها أطماع توسّعية في لبنان والمنطقة، وأن من حق الشعب اللبناني أن يقاوم العدوان والاحتلال" أما في جانب الأهداف فإن الحزب يركز على: "فرض وقف إطلاق النار على العـدو والعمل لتعديل موازين القوى على الأرض، والتمسك بخط الهدنة مع فلسـطين المحتلة المثبّت بالاتفاقية الدولية المسجّلة في الأمم المتحدة منذ عام 1949، وعودة النازحين اللبنانيين إلى قراهم من دون قيد أو شرط، وإعادة إعمار منازلهم والتعويض عن الخسائر المباشرة وغير المباشرة التي لحقت بهم".

اما في الإجراءات العملية، فان الحزب الشيوعي اللبناني يؤكد على "إعلان التعبئة الشعبية والوطنية الشاملة وتوفير السلاح لكل من يريد مقاومة العدو، وحشد الطاقات تنظيما وتدريبا في إطار مقاومة وطنية وشعبية شاملة، وتعزيز الوحدة الوطنية في مقـاومة العدوان والتصدّي الصارم لكل من يحاول نشر الفوضى والفتن".

وقالت رسالة الحزب الشيوعي اللبناني إن "مئوية الحزب تعني كل شيوعي ناضل في صفوف الحزب منذ تأسيسه، وهي مناسبة تدعونا إلى المزيد من الوحدة والالتزام بالنضال معا لا سيما في ظل الظروف الخطيرة التي يمر بها لبنان".