اخر الاخبار

في أعقاب إعلان الجزائر، قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، أمس الاول، أعرب المغرب عن أسفه لهذا القرار “غير المبرّر تماماً” حسب وصف بيان خارجيتها. فيما عللت الجزائر موقفها الاخير بما وصفته بأفعال “عدائية” من قبل الرباط.

وترى الجزائر أن المغرب تدعم بشكل “بارز وموثق” مع منظمتي “الماك ورشاد” اللتين تصفهما السلطة في الجزائر بالإرهابية، فضلاً عن اتهام الجزائر للمغرب بالتجسس على مسؤولين جزائريين من خلال برنامج التجسس “بيجاسوس”.

التجسس ودعم الانفصاليين

وفي كلمة خلال مؤتمر صحفي في الجزائر العاصمة، اتهم وزير الخارجية رمطان لعمامرة المغرب باستخدام برنامج بيجاسوس للتجسس على مسؤولين جزائريين، ودعم حركة انفصالية والتقاعس عن التزاماته الثنائية بما في ذلك بخصوص قضية الصحراء الغربية.

وقال وهو يعلن قطع العلاقات على الفور: “المملكة المغربية لم تتوقف أبدا عن أعمالها العدائية ضد الجزائر”، مضيفاً أن “القنصليات في البلدين ستظل مفتوحة”.

ورغم أن الحدود بين البلدين الواقعين في شمال إفريقيا مغلقة منذ عام 1994، فقد ظلت العلاقات الدبلوماسية بينهما قائمة منذ العام 1988 عندما عادت العلاقات بعد قطعها على خلفية نزاع سابق.

وتريد المغرب منذ سنوات إعادة فتح الحدود. لكن الجزائر تصّر على أن تبقى الحدود مغلقة لأسباب أمنية.

وقالت الجزائر، الأسبوع الماضي، إن حرائق الغابات المميتة التي شهدتها من تدبير جماعات وصفتها بأنها إرهابية، بينها الحركة من أجل تقرير مصير منطقة القبائل (ماك)، والتي تسعى لاستقلال منطقة القبائل وتقول الجزائر: إن المغرب يدعمها، وإن لم تقدم دليلا على ذلك.

واستدعت الجزائر سفيرها الشهر الماضي بعد أن دعا دبلوماسي مغربي في نيويورك إلى منح سكان منطقة القبائل حق تقرير المصير.

وعرض المغرب إرسال مساعدات لمكافحة الحرائق، لكن لم يصدر رد علني عن الجزائر.

الصحراء الغربية

وتدهورت العلاقات منذ العام الماضي عندما عادت قضية الصحراء الغربية إلى صدارة المشهد بعد سنوات من الهدوء النسبي. ويعد المغرب المنطقة المتنازع عليها جزءا من أراضيه. وتدعم الجزائر جبهة البوليساريو التي تنادي باستقلال المنطقة.

وقالت جبهة البوليساريو في تشرين الثاني إنها ستستأنف كفاحها المسلح. واعترفت الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية مقابل رفع مستوى العلاقات بين المغرب وإسرائيل، كان ذلك في كانون الأول الماضي.

ووصف المغرب الجزائر بأنها “الطرف الحقيقي” في نزاع الصحراء الغربية.

ورد وزير الخارجية الجزائري بقوله أن بلاده “ستبقى ثابتة في مواقفها بشأن قضية الصحراء الغربية”.

كما اتهم المغرب باستخدام برنامج بيجاسوس للتجسس على عدد من المسؤولين الجزائريين. ونفى المغرب امتلاكه البرنامج.

مبررات مرفوضة

الى ذلك، أعرب المغرب عن “أسفه” لقرار الجزائر قطع العلاقات بين البلدين، في خطوة وصفتها الرباط بأنها “غير مبررة”.

وقالت الخارجية المغربية في بيان لها، تابعته “طريق الشعب”، إنّ هذا القرار كان “متوقّعاً بالنظر إلى منطق التصعيد الذي تم رصده خلال الأسابيع الأخيرة، وكذا تأثيره على الشعب الجزائري، فإنه يرفض بشكل قاطع المبررات الزائفة، بل العبثية التي انبنى عليها”.

وأضاف البيان “ستظلّ المملكة المغربية شريكاً موثوقاً ومخلصاً للشعب الجزائري وستواصل العمل، بكل حكمة ومسؤولية، من أجل تطوير علاقات مغاربية سليمة وبنّاءة”.

من جهته، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، عن أسفه البالغ حيال ما آلت إليه العلاقات بين الجزائر والمغرب، داعيا البلدين إلى ضبط النفس وتجنب المزيد من التصعيد.

وقال مسؤول في الأمانة العامة للجامعة إن الجزائر والمغرب بلدان رئيسيان في منظومة العمل العربي المشترك، وإن الأمل لا يزال معقوداً على استعادة الحد الأدنى من العلاقات بما يحافظ على استقرارهما ومصالحهما واستقرار المنطقة.