يواصل جيش الاحتلال الصهيوني، حربه المدمرة في قطاع غزة ولبنان، وتستمر محاصرته لمخيم جباليا شمال القطاع منذ 24 يوما، مع استمرار الصمت المطبق عربياً ودولياً.
في المقابل، اشتدت المقاومة الفلسطينية واللبنانية في مواجهة الاحتلال، إذ قصفت صواريخ حزب الله عددا من المدن الفلسطينية المحتلة، وأعلن عن جرح عدد كبير من جنود الاحتلال، الذي يتعمد إخفاء التفاصيل.
في غضون ذلك، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن شعوره "بالصدمة لمستويات القتل والإصابات والدمار الهائلة" في شمال قطاع غزة، ودعا باسم الإنسانية إلى وقف الحرب فوراً.
إبادة جماعية بالفعل
قالت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا ناليدي باندور إن "بلدها سيقدّم مذكرته التي تتضمن اتهاما لإسرائيل بالإبادة الجماعية إلى محكمة العدل الدولية" موضحة ان "المذكرة تضم مزيدا من الأدلة والتفاصيل لإظهار أن ما يحدث في غزة (إبادة جماعية بالفعل)"، وذلك في أعقاب مطالبات من جنوب افريقيا للمحكمة في لاهاي باتخاذ تدابير جديدة بموجب اتفاقية منع الإبادة الجماعية، تأمر إسرائيل بوقف الحرب في قطاع غزة وسحب جيشها من القطاع ومن معبر رفح.
وجددت الوزيرة تأكيدها المضي قدما في القضية المرفوعة على الكيان الصهيوني أمام محكمة العدل الدولية، لأن المجازر التي يرتكبها الاحتلال حقيقة ماثلة أمام العالم بأسره، على حد تعبيرها.
لا مكان آمناً
وتحدثت منظمة هيومن رايتس ووتش عن هجوم الاحتلال المتواصل في شمال غزة بأنه يؤدي إلى نزوح مئات الآلاف من الفلسطينيين وتعريضهم للخطر.
ووفق هيومن رايتس ووتش، أن "المدنيين معرضون لخطر النزوح القسري الجماعي وغير ذلك من الفظائع مع تعرض آخر أماكن اللجوء المتبقية في شمال غزة لإطلاق النار، بما في ذلك الملاجئ والمستشفيات".
وتشير المنظمة إلى أن المنطقة المكتظة الموصى بها تفتقر إلى الغذاء الكافي والمأوى والمياه والرعاية الطبية، وقالت لمى فقيه المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط في المنظمة "إن القوات الإسرائيلية في شمال غزة تصدر أوامر الإخلاء بعد أن فعلت كل ما في وسعها لضمان عدم وجود مكان آمن للذهاب إليه في غزة.
وأضافت أن "عمليات الإخلاء غير الآمنة قاسية وغير قانونية وتشكل تمهيدًا لمزيد من الجرائم ضد المدنيين".
منازل الفلسطينيين ثكنات عسكرية
أفاد فلسطينيون في الضفة الغربية بأن جيش الاحتلال يقوم بتحويل منازلهم إلى نقاط عسكرية، واستغلالها كفنادق لجنوده بحجة تنفيذ عمليات أمنية.
ويروي الفلسطيني أحمد طوافشة من بلدة سنجل شمال رام الله تفاصيل تجربته مع تحويل قوات الاحتلال منزله إلى ثكنة عسكرية.
وقال طوافشة لوكالة الأناضول: "قبل عدة أسابيع، اقتحمت قوات من الجيش الإسرائيلي منزلي وحولته إلى ثكنة عسكرية دون أي سبب".
وأضاف أن منزله يحتوي على عدة شقق يسكنها أبناؤه، وتمت السيطرة على إحداها بالكامل لتصبح نقطة عسكرية للمراقبة. وأشار إلى أن قناصة إسرائيليين تمركزوا في الشقة، وقاموا بتغيير ستائرها لتتناسب مع ألوان زي القوات الإسرائيلية، ثم أطفأوا الإنارة داخل المنزل.
وتابع طوافشة: "سيطروا على المنزل بقوة السلاح ودمروا فيه كل شيء، مما أرهب النساء والأطفال. أبلغنا أن الجيش ينوي البقاء في المنزل ليوم كامل، وكنا نسمع أصوات القوات تدخل وتخرج، لكننا لم نكن نعلم ماذا يجري داخل المنزل".
تحريض على قتل الفلسطينيين
ووسط هذا الدمار جدد وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، تحريضه ضد الفلسطينيين، داعيا إلى فرض السيادة الإسرائيلية على مختلف مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقال في كلمته خلال مؤتمر الشرق الأوسط في القدس المحتلة، إن الفلسطينيين الذين يوافقون على تبني هذا القرار سيحصلون على حقوق المواطن الإسرائيلي، في حين سيتم ترحيل من يرفض ذلك. وأضاف: "من يرفض كلا الخيارين سيُعامل كإرهابي".
وقال: إن "اتفاقيات تقسيم الأراضي لم تنجح ولن تنجح؛ ببساطة لأن الفلسطينيين يريدون السيطرة على البلد بأكمله".