وسط دعم أمريكي مطلق واصل الكيان الصهيوني ارتكاب الجرائم في فلسطين ولبنان وسط تفاقم للأزمة الإنسانية والصحية نتيجة للحصار المفروض على قطاع غزة، حيث واصل جيش الاحتلال ارتكاب المجازر بحق المدنيين.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، أمس الأربعاء ارتفاع حصيلة الإبادة التي ترتكبها إسرائيل في القطاع إلى "42 ألفاً و792 شهيداً و100 ألف و412 مصاباً" منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وذلك جراء ارتكاب الاحتلال 6 مجازر جديدة أسفرت عن 74 شهيداً و130 إصابة.
الأوضاع الإنسانية
وتزداد الأوضاع الإنسانية في شمال قطاع غزة سوءاً وتدهوراً، في ظل استمرار الحصار والإبادة التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، للأسبوع الثالث على التوالي.
وفي ظل هذه الظروف غير الإنسانية، ناشدت وزارة الصحة في غزة في بيان: "العالم الذي فشل في توفير الحماية والمأوى لشعبنا، ولم يستطع إدخال الغذاء والدواء، أن يبذل جهده لإرسال الأكفان لستر أجساد الشهداء".
واضطر النازحون الفلسطينيون في شمال غزة إلى دفن جثامين ضحاياهم في الطرقات العامة دون تكفين، بعد نفاد الأكفان جراء الحصار المطبق والقصف المكثف الذي يشنه جيش الاحتلال على المنطقة منذ 19 يوماً.
وتفاقمت حالة المجاعة وأزمة العطش بشكل كبير جداً في شمال القطاع، مع رفض الجيش إدخال أي شاحنات تحمل مواد غذائية أو مساعدات"، حسب مصادر عدة.
تأجيل اللقاحات
كما أعلنت منظمة الصحة العالمية تأجيل المرحلة الأخيرة من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في شمال القطاع التي كان من المفترض أن تبدأ اليوم الأربعاء، قائلة في بيان إن "الظروف الحالية تجعل اصطحاب العائلات أطفالها لتلقي اللقاح ومهمة العاملين في المجال الصحي أمراً مستحيلاً".
وعلى الجبهة اللبنانية، نفذ الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية واسعة على مساكن ومجمعات تجارية جنوب وشرق لبنان مساء الثلاثاء، أدت حتى الآن إلى استشهاد 19 شخصا وإصابة 35 آخرين، بينما جرى اعتراض طائرتين مسيرتين أطلقتا من الشرق واخترقتا منطقة إيلات.
قالت منظمة العفو الدولية إن من المرجح أن يشكل استهداف الجيش الإسرائيلي لفروع مؤسسة القرض الحسن التابعة لحزب الله انتهاكا للقانون الدولي الإنساني، وينبغي التحقيق فيه على أنه جريمة حرب.
ووفق المنظمة فإن مؤسسة القرض الحسن جمعية مالية غير ربحية لديها ما يزيد على 30 فرعا في مختلف أنحاء لبنان، وهي تشكل شريان حياة اقتصاديا لعدد لا يحصى من المدنيين اللبنانيين.
وشددت المنظمة على أنه، بموجب قوانين الحرب، فإن فروع المؤسسات المالية أعيان مدنية ما لم تكن تُستخدم لأغراض عسكرية، ولذا فإن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة عليها "يرجح أن تشكل هجومًا مباشرًا على أعيان مدنية"، وفق المنظمة.
دعم لا محدود
سجلت البيانات الملاحية من موقع "رادار بوكس" أكثر من 6 آلاف رحلة عسكرية مرتبطة بالدول الغربية في المنطقة خلال عام من الحرب الإسرائيلية على غزة، مدعومة بجسر جوي دائم لإسناد دولة الاحتلال.
ومع مرور عام على أحداث 7 أكتوبر 2023، تستمر الولايات المتحدة والدول الغربية في تقديم الدعم الاستخباري واللوجستي، بالإضافة إلى شحنات المساعدات العسكرية لمساندة إسرائيل في حربها ضد غزة واعتداءاتها على لبنان.
رصدت وكالة "سند للرصد والتحقق" نشاط الرحلات الجوية العسكرية من 7 أكتوبر 2023 حتى مطلع الشهر الجاري، حيث تم تحليل البيانات باستخدام أدوات المراقبة الملاحية. تم رصد نحو 1900 رحلة نقل عسكري، توجهت أكثر من 70بالمائة منها إلى القواعد العسكرية في قبرص واليونان وإيطاليا، والتي دعمت إسرائيل، بينما توجهت البقية مباشرة إلى إسرائيل. كما رصدت "سند" أكثر من 1600 رحلة استطلاع جوي نفذت منها إسرائيل 20 بالمائة فقط، بالإضافة إلى 1800 رحلة لتزويد الطائرات بالوقود في المنطقة.
أمريكا وبريطانيا
تُظهر البيانات تقدم بريطانيا في رحلات الاستطلاع، حيث شكلت أكثر من 47 بالمائة منها، مستخدمة طائرات "شادو آر1" لمهام الاستخبارات. رُصدت 645 رحلة لهذا النوع من الطائرات، إضافة إلى استخدام طائرات "بي-8" في 6 رحلات. كما استخدمت بريطانيا طائرات "تايفون" في أكثر من 135 رحلة، لاعتراض مسيرات هجومية إيرانية.
فيما يتعلق بإسرائيل، استخدمت الطائرة "أورون" في 167 طلعة جوية. وتواصلت نشاطات الطائرات الإسرائيلية فوق الأراضي الفلسطينية، مع حركة نشطة قرب السواحل اللبنانية.
بالنسبة للولايات المتحدة، استخدمت طائرات "بوسيدن بي-8أي" و"ماريتايم باترول إيركرافت" في 167 رحلة استطلاع، بالإضافة إلى طائرات "بوينغ آر سي-135" و"لوكهيد إي بي-3" في 90 رحلة. وتم رصد 1800 رحلة تزود بالوقود، مع وجود 365 رحلة نقل عسكري إلى إسرائيل و840 رحلة إلى القواعد العسكرية.
تُظهر البيانات كذلك أن القوات الجوية الألمانية قامت بأكثر من 80 رحلة نقل عسكري، بينما اعتمدت القوات البريطانية على قاعدة "برايز نورتون" في أوكسفورد. وتستخدم الولايات المتحدة قواعد في كريت وقبرص وإيطاليا في رحلاتها.