يواصل جيش الاحتلال عدوانه الغاشم على مناطق شمال قطاع غزة منذ أسبوعين، بهدف عزل المنطقة عن الجنوب تنفيذاً لخطة لما يعرف بالجنرالات التي تهدف إلى قتل جميع المتواجدين هناك إما بالقصف المدفعي والطيران الحربي، أو بواسطة الجوع.
وبحسب العاملين في الصحة الفلسطينية والدفاع المدني، فأن جثث الضحايا مرمية في الطرقات وتحت الأنقاض، ولا أحد يستطيع الوصول إليها بفعل القصف المدفعي وإطلاق النار المتكرر من الطائرات المسيرة، التي تملأ أجواء شمال القطاع.
ويواصل الصهاينة نسف المزيد من المنازل والمباني والتي طالت أكثر من 200 منزل خلال أسبوعين، وسط استمرار منع إدخال المساعدات الإغاثية الغذائية والدوائية، إذ باتت المراكز الطبية والمشافي في حالة عجز تام عن تقديم العلاج والخدمات الطبية.
الجوع يزيد معاناتهم
قال برنامج الأغذية العالمي، في تقرير جديد إن الجوع سيزيد من قسوة الشتاء على العائلات في غزة، وأن أكثر من 90 في المائة يواجهون انعدام الأمن الغذائي، داعياً إلى إيقاف القتال فوراً وإيصال المساعدات الإنسانية بشكل مستدام.
وحذر مدير برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية، أنطوان رينارد، من نفاد الإمدادات اللازمة لتوفير الغذاء لمئات الآلاف من الناس خلال أسبوع ونصف إذا لم يسمح الكيان الصهيوني على الفور بزيادة في تسليم المساعدات.
وقال رينارد، لفاينانشال تايمز البريطانية، إن "إمدادات الغذاء من المقرر أن تنفد قبل المهلة التي حددها وزيرا الخارجية والدفاع الأمريكيان أنتوني بلينكن ولويد أوستن إلى المسئولين الإسرائيليين بضرورة تحسين الأوضاع في القطاع خلال موعد أقصاه 30 يوما".
واضاف، ان "البرنامج لن يكون قادرًا على توفير وجبات ساخنة للناس في غضون أسبوع ونصف ولن نكون قادرين على توفير الخبز في غضون أسبوع واحد".
محاصرون تحت المنازل
من جانبها كشفت إيناس حمدان مسؤولة الإعلام بوكالة أونروا، أن "إسرائيل رفضت طلبا عاجلا تقدمت به الوكالة لإجلاء العالقين تحت الأنقاض" جراء الإبادة التي ترتكبها قوات الاحتلال شمال قطاع غزة.
وقالت حمدان: "على مدى الأسبوعين الماضيين، حذرنا مراراً من أن تشديد الحصار على جباليا ومحافظة شمال غزة يزيد الأوضاع كارثية، والعمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة شمال غزة تعرض عشرات الآلاف من المدنيين لخطر محدق".
وأضافت "علاوة على ذلك، فإن الهجوم العسكري شمال غزة يقطع وصول الناس إلى الضروريات اللازمة لبقائهم، بما في ذلك الطعام والمياه". وتابعت "نتلقى معلومات عن عائلات محاصرة في منازلها. المياه والطعام على وشك النفاد، والصور الواردة من المخيم تظهر السكان يركضون للنجاة بحياتهم، دون وجود مكان آمن للجوء إليه". وأكدت وجود وفيات في المستشفى الإندونيسي بسبب انقطاع الكهرباء والإمدادات الصحية.
رقم جزئي
أفادت وكالة أسوشيتد برس، بأن الولايات المتحدة انفقت مبلغ 17.9 مليار دولار على الأقل، كمساعدات عسكرية إلى الاحتلال الصهيوني منذ بدء الحرب على غزة.
وبينت الوكالة بأن هذا الرقم مستند إلى تقرير صادر عن مشروع (تكاليف الحرب) في جامعة براون، والذي صدر في الذكرى السنوية لبدء الحرب.
وبحسب نتائج التقرير، فإن "الولايات المتحدة أنفقت 4.86 مليار دولار إضافية على تكثيف العمليات العسكرية في المنطقة منذ طوفان الأقصى، يشمل ذلك تكاليف الحملة التي تقودها البحرية الأميركية لقمع الهجمات التي يشنها الحوثيون على بعض السفن التجارية التي تعبر مضيق باب المندب".
وسلمت أمريكا للاحتلال ذخائر تتراوح من قذائف المدفعية إلى القنابل الخارقة للتحصينات التي يبلغ وزنها 2000 رطل، إضافة إلى القنابل الموجهة بدقة، بحسب الوكالة، كما تتراوح النفقات بين 4 مليارات دولار لإعادة تزويد نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي "القبة الحديدية" و"مقلاع داوود"، إلى تمويل لشراء البنادق ووقود الطائرات، وفقاً لنتائج التقرير.
وبين التقرير، فأن المعلومات الواردة بخصوص تمويل الحرب في قطاع غزة، غير كاملة، عكس المعلومات الموثقة عن المساعدات التي قدمها الأمريكان إلى أوكرانيا ولذلك، فإن مبلغ 17.9 مليار دولار المعلن للسنة يُعتبر رقماً جزئياً فقط، بحسب ما أفاد به الباحثون.
وأشار الباحثون أيضاً إلى "جهود إدارة بايدن لإخفاء المبالغ الكاملة للمساعدات وأنواع الأنظمة" من خلال مناورات بيروقراطية.