كانت ليلة أمس الأول دامية، بسبب غارات جيش الاحتلال الإسرائيلي، التي أدت إلى اندلاع حريق كبير امتد على نحو 30 خيمة للنازحين بالقرب من مستشفى شهداء الاقصى، وبذلك يكون الاحتلال قد قرر أن لا مكان آمن لأي فلسطيني في القطاع. وبحسب شهود عيان، انتشرت الحرائق انتشارا واسعا في الخيام كونها مصنوعة من النايلون والأقمشة السريعة الاشتعال.
وأعلنت سلطات الاحتلال مصادرة أراض فلسطينية بالقدس، في حين شنّت حملة اعتقالات في المدينة طالت مصوريْن صحفييْن اثنين، وعمالا من سكان الضفة الغربية.
عملية نوعية
في الأثناء، توعد حزب الله الاحتلال الإسرائيلي بمزيد من الهجمات إذا ما واصلت الاعتداء على لبنان، وذلك بعد هجومه النوعي، ليلة الأحد على معسكر تابع للواء غولاني موقعا 4 قتلى وعشرات المصابين من الجنود.
ويواصل حزب الله التصدي لمحاولات التوغل البري الإسرائيلي، وهاجم جنود الاحتلال برشقات صاروخية بشكل متكرر خلال اليومين الفائتين.
فيما كشفت إذاعة جيش الاحتلال عن أن التحقيقات الأولية حول الحادثة، توضح أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية رصدت المسيرة قرب نهاريا وتم تفعيل صفارات الإنذار، لكن الاحتلال فقد أثر المسيرة التي انفجرت في قاعة الطعام للقاعدة العسكرية.
وأضافت أن إسرائيليين أبلغا الشرطة بوجود طائرة مسيرة قبل دقائق من انفجارها، لكن سلاح الجو أبلغ الأخيرة بأن المسيرة، إسرائيلية.
بدوره، وصف هرتسي هاليفي رئيس الأركان الإسرائيلي الهجوم بأنه صعب ونتائجه مؤلمة.
خطة للجوع والقتل العمد
يدرس رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو خطة لقطع المساعدات الإنسانية عن شمال غزة ومحاصرة مئات الآلاف من الفلسطينيين غير الراغبين في مغادرة منازلهم ومنعهم من الحصول على الطعام أو الماء، وفقا لنسخة من "خطة الجنرالات" نشرتها وكالة أسوشيتد برس.
ومن شأن الخطة التي اقترحتها مجموعة من الجنرالات المتقاعدين، إلى منح الفلسطينيين أسبوعا لمغادرة شمال غزة، بما في ذلك مدينة غزة، قبل إعلانه منطقة عسكرية مغلقة.
أما أولئك الذين سيبقون فسيتم اعتبارهم مقاتلين، مما يعني إمكانية استهدافهم وقتلهم، وفقا لنسخة من الخطة قدمها كبير مهندسيها لوكالة أسوشيتد برس، والذي يعتقد أن الخطة هي السبيل الوحيد لكسر حركة حماس في الشمال والضغط عليها لإطلاق سراح المحتجزين المتبقين.
ونقلت الوكالة على موقعها الإلكتروني عن أحد المسؤولين المطلعين أن أجزاء من الخطة يجري تنفيذها بالفعل، دون تحديد الأجزاء.
وقال مسؤول ثان، وهو إسرائيلي، إن نتنياهو "قرأ ودرس" الخطة "مثل العديد من الخطط التي وصلت إليه طوال الحرب"، لكنه لم يذكر ما إذا كان قد تم تبني أي منها. وتحدث المسؤولان شريطة عدم الكشف عن هوياتهما لأنه ليس من المفترض أن تتم مناقشة الخطة علنا.
مطبقة بالفعل
ويعاني سكان شمال قطاع غزة لليوم العاشر على التوالي من إبادة مستمرة، حيث تحاصرهم قوات الاحتلال وتستهدف أي شخص يتحرك.
وقال فلسطينيون محاصرون إن "قوات الاحتلال تتعمد استهداف أي شخص يتحرك لجلب المياه أو تشغيل الآبار في المنطقة، وأضافوا أنه إذا لم يمت الأهالي بالقصف الإسرائيلي فسيموتون بنقص المستلزمات الأساسية، ودعوا إلى ضغط دولي فوري لإدخال الطعام والماء والعلاج".
كما قال سكان محليون لوكالة الأنباء الألمانية إنه لم يتمكن آلاف المدنيين من مغادرة منازلهم، ويكافح السكان للحصول على إمدادات المياه والطعام.
وحول ذلك قال الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء الركن المتقاعد واصف عريقات إن الخطة الإسرائيلية الجديدة في شمال قطاع غزة تعكس حالة من الارتباك لدى الاحتلال وتكشف عن الأهداف الحقيقية له.
تعليق اتفاقية التجارة الحرة
حث رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيث، أمس الإثنين، بقية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على الاستجابة لطلب إسبانيا وأيرلندا بتعليق اتفاقية التجارة الحرة بين التكتل وإسرائيل بسبب ما تقوم به في غزة ولبنان.
ومنذ عدة أشهر تجري إسبانيا وأيرلندا محادثات مع دول أخرى في الاتحاد الأوروبي ترغب في إجراء مراجعة لاتفاقية الشراكة بين الاتحاد وإسرائيل على أساس أن إسرائيل ربما تقوم بانتهاك بند حقوق الإنسان في الاتفاقية.
إدانات واسعة للاحتلال
وفي شأن آخر، أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه البالغ من هجمات الاحتلال الإسرائيلي على اليونيفيل، ودعا إسرائيل إلى تقديم توضيح عاجل وتحقيق شامل بهذا الخصوص.
جاء ذلك في بيان مشترك أصدره وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، أمس، خلال اجتماع لمناقشة التطورات في الشرق الأوسط وأوكرانيا.
وحول ذلك ايضاً رفضت فرنسا، مطالبة نتنياهو لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) بالانسحاب من مواقعها في جنوب لبنان.
في الأثناء، أدانت عدة دول عربية، قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلية مصادرة مقر وكالة الأونروا بالقدس المحتلة، وتحويله إلى بؤرة استيطانية.