اخر الاخبار

حتى الآن لا يمكن قراءة الموقف الروسي من حرب السودان خارج نص الكلمة التي قدمتها ممثلة روسيا في مجلس الأمن في جلسته الأخيرة بشأن السودان، والتي لم تتجاوز التشديد على اعتبار النزاع شأنا داخليا يجب حله في إطار وطني عبر الحوار.  ودعت إلى وقف التدخل الخارجي والضغوط الدولية. وهذا موقف لا جديد فيه ولا يختلف عن المواقف التي أعلنتها كل من إثيوبيا والاتحاد الأفريقي، وطالبتا فيها بحل النزاعات الأفريقية داخل البيت الأفريقي.

لكن رغم ذلك سارع الفريق ياسر العطا مساعد القائد العام للجيش، للمطالبة باعطاء روسيا قاعدة بحرية على ساحل البحر الأحمر، وتفعيل الاتفاقيات السابقة بهذا الشأن والتي وقعتها حكومة الرئيس السابق عمر البشير مع القيادة الروسية. ثم سافر نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار إلى موسكو وقال في تصريحات صحفية انهم بصدد بحث آفاق التعاون مع روسيا وتطويرها إلى اتفاق استراتيجي.

ولكن قيل لاحقا ان الزيارة إلى موسكو كانت مجرد رسالة في بريد الجهات الدولية والإقليمية التي تدعو للتفاوض، وتمارس مختلف الضغوط من اجل إجبار الطرفين على الوصول الي اتفاق ينهي الحرب، ويفتح طريق توصيل المساعدات الإنسانية، ويؤمن مسارات الخروج للعالقين في المناطق المشتعلة.

وربطت الحكومة ذلك بتنفيذ الدعم السريع لمخرجات منبر جدة في ايار قبل الماضي، بالخروج عن الأعيان المدنية ومنازل المواطنين وفك الحصار الذي تضربه على معسكرات الجيش. في حين يريد الدعم السريع ضمانات دولية لانفاذ هذه المطالب، تتمثل في دخول قوات أفريقية تفصل بين الطرفين، وتؤمّن المرافق العامة بعد انسحاب القوات المتقاتلة مسافة ٥٠ كيلو مترا في اتجاهين مختلفين من الخرطوم. و٢٠ كيلومتر من عواصم الولايات.  وهذا اقتراح سبق أن طرحه الاتحاد الأفريقي ورفضته الحكومة.  مما جعل الأوضاع تراوح مكانها واطال أمد جولة المفاوضات. وتأتي المناورة بالعلاقات الروسية في إطار سعي الحكومة لإقناع جهات بعينها بأنها لن تستجيب لأي ضغوط تفرض عليها أجندة لا تقبل بها.

ويبدو ان الخارجية الأمريكية لم تتسلم الرسالة السودانية.  وبحسب قناة الشرق فإنها أعلنت أن التقارب السوداني الروسي وإعطاء روسيا نقطة مراقبة على البحر الأحمر، من شأنه أن يطيل النزاع السوداني ويحوله إلى نزاع إقليمي يهدد الأمن والسلم الدوليين.

وهذا يعني أنها لن تقف مكتوفة الأيدي. خاصة وأن إدارة بايدن تواجه نقدا في الكونغرس لموقفها تجاه النزاع السوداني، والذي وصفه بعض النواب بالمتهاون  وأنه افقد أمريكا هيبتها في القارة الأفريقية

عرض مقالات: