اخر الاخبار

دقت الازمة الاقتصادية في لبنان، ناقوس الخطر، بعد ان تجاوزت كل المصدات، لتضرب مؤونة الجيش اللبناني الذي أصبح يعاني نقصاً فيها.  وطالب رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان حسن دياب، أمس الاول، المجتمع الدولي عبر تمثيلياتهم الدبلوماسية في بيروت، بإنقاذ بلاده، التي باتت على “شفير الكارثة”.

كان ذلك في كلمة القاها أمام عدد من السفراء والبعثات الدبلوماسية. وأعلنت قطر تقديم مساعدات غذائية للجيش اللبناني لمدة سنة، وذلك خلال الزيارة التي قام بها وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى لبنان.

نفق مظلم

ووجه رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان حسن دياب،  دعوته إلى المجتمع الدولي عبر تمثيلياتهم الدبلوماسية في بيروت.

وقال دياب في كلمة ألقاها أمام عدد من السفراء والبعثات الدبلوماسية، إن لبنان يعبر “نفقا مظلما”، مناشدا المجتمع الدولي “إنقاذ اللبنانيين من الموت ومنع زوال لبنان”.

وشدد على عدم ربط المساعدة بالمطالب الدولية لتشكيل حكومة جديدة، لأن “الحصار المطبق لا يؤثر على الفاسدين، بل يدفع الشعب وحده ثمنا باهظا يهدد حياته ومستقبله”.

وحذر رئيس الحكومة، المجتمع الدولي من أن “اللبنانيين باتوا على شفير الكارثة”، داعياً “المجتمع الدولي إلى عدم ربط دعمه لبلاده بتشكيل حكومة جديدة، فيما يغرق البلد في انهيار اقتصادي غير مسبوق، لم يعد تداركه ممكنا”.

وأوضح قائلا: “أصبح ربط مساعدة لبنان بتشكيل الحكومة يشكل خطراً على حياة اللبنانيين وعلى الكيان اللبناني، لأن الضغوط التي تُمارس والحصار المطبق على لبنان، لا يؤثر على الفاسدين، بل يدفع الشعب اللبناني وحده ثمناً باهظاً يهدد حياته ومستقبله”.

وأشار دياب إلى أن “الأزمات الحادة التي يعيشها اللبنانيون تدفع الوضع نحو الكارثة الكبرى التي تتجاوز تداعياتها أي قدرة على الاحتواء”، معتبرا أن “الصورة أصبحت واضحة: لبنان واللبنانيون على شفير الكارثة”.

وناشد رئيس حكومة تصريف الأعمال قادة الدول والمجتمع الدولي “المساعدة في إنقاذ اللبنانيين من الموت ومنع زوال لبنان” الذي بات “على مسافة أيام قليلة من الانفجار الاجتماعي”.

وبيّن مخاطباً الدبلوماسيين “أدعوكم إلى أن تساعدوننا في نقل رسالتنا إلى دولكم ومؤسساتكم: أنقذوا لبنان قبل فوات الأوان”.

ويشهد لبنان منذ صيف 2019 انهيارا اقتصاديا متسارعا، صنفه البنك الدولي الشهر الماضي على أنه من بين أسوأ ثلاث أزمات في العالم منذ العام 1850. وقد فاقمه انفجار مرفأ بيروت المروع في الرابع من آب، فضلاً عن إجراءات مواجهة فيروس كورونا.

ولا تلوح في الأفق أي حلول جذرية لإنقاذ البلاد، ويغرق المسؤولون في خلافات سياسية حادة حالت منذ نحو 11 شهراً، دون تشكيل حكومة خلفاً لحكومة دياب التي استقالت بعد أيام من انفجار المرفأ.

ويشترط المجتمع الدولي تشكيل حكومة تباشر تنفيذ إصلاحات ملحة، مقابل تقديم الدعم المالي للبنان، إلا أن فرنسا، التي تقود ضغوطاً دولية لتشكيل حكومة جديدة، والأمم المتحدة نظمتا منذ أيلول مؤتمرين دوليين، قدما مساعدات إنسانية عاجلة للمتضررين من الانفجار ومنظمات المجتمع المدني، من دون المرور بالمؤسسات الرسمية اللبنانية.

جيش من دون مؤونة

ونشرت صحيفة “تليغراف” البريطانية تقريرا عن الأزمة الاقتصادية والاجتماعية في لبنان وتوصلت إلى خلاصة أن هذا الوضع قد يؤدي إلى انهيار المؤسسات ومن بينها الجيش اللبناني. وجاء تقرير الصحيفة الذي كان بعنوان “يمكن للجيش اللبناني أن يمنع الانهيار الكامل للبلاد - إذا استطاع الاستمرار في إطعام جنوده”.

وقال: “وسط انهيار اقتصادي مدمر في لبنان، لم تعد المؤسسة العسكرية اللبنانية قادرة على إطعام جنودها اللحوم”، مشيرة إلى أن “مؤتمرا دوليا انعقد هذا الأسبوع سعى إلى الحصول على تبرعات للجيش اللبناني من مواد غذائية إلى الإمدادات الطبية وقطع غيار المعدات والوقود”.

وأضافت الصحيفة أنه “وسط التضخم المفرط وانقطاع الكهرباء ونقص الوقود والغذاء في لبنان، لم يكن السياسيون اللبنانيون مستعدين لتنفيذ الإصلاحات، تاركين الجيش اللبناني كواحدة من المؤسسات القليلة في البلد المحاصر، التي تتمتع بدعم واسع نسبيا”.

وبحسب التقرير، حذّر قائد الجيش جوزاف عون الأخير من أن “الجنود يعانون الجوع مثل بقية السكان”. وأثار مخاوف من أن الانهيار قد ينذر بالانزلاق إلى الهاوية.

وأضاف أن “الحكومات الأجنبية تحجم عن توجيه المساعدات من خلال حكومة معروفة على نطاق واسع بأنها غير فعالة وفاسدة”.

وتابع التقرير أن “لبنان يواجه عواقب وخيمة إذا استمرت الأزمة”، مضيفا “كيف يمكن لجندي أن يعيل أسرة براتب لا يتجاوز 90 دولاراً؟”.

دعم قطري

من جهتها، أعلنت قطر عن تقديم مساعدات غذائية للجيش اللبناني لمدة سنة، وذلك خلال الزيارة التي قام بها وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى لبنان.

وأفادت وكالة الأنباء القطرية “قنا” بأن الوزير أكد أن “الدوحة ستقوم بدعم الجيش اللبناني بـ70 طنا من المواد الغذائية شهريا لمدة عام”.

وأكد الوزير القطري دعم بلاده للبنان وشعبه وجيشه، مشيدا بدور الجيش اللبناني خلال أزمة انفجار مرفأ بيروت.

وجدد الوزير دعوة قطر لجميع الأطراف اللبنانية إلى تغليب المصلحة الوطنية، والإسراع في تشكيل حكومة جديدة من أجل إرساء الاستقرار في لبنان.