شهدت المكسيك الأحد الفائت الانتخابات الرئاسية، وانتخابات البرلمان الاتحادي والعديد من الحكومات المحلية في تسع ولايات. ووفقاً للمعهد الوطني للإحصاء، بلغت نسبة المشاركة في التصويت نحو 61 في المائة، من مجموع 100 مليون تقريبا يحق لهم التصويت، أي أقل بقليل من انتخابات عام 2018. وعلى عكس العديد من بلدان أمريكا اللاتينية، تجري الانتخابات بجولة واحدة، ويبلغ أمد الدورة الرئاسية ست سنوات، على غرار ما معمول به في فنزويلا.
فازت كلوديا شينباوم باردو، مرشحة التحالف الحكومي اليساري، في انتخابات الرئاسة، وحصلت على 59 في المائة الأصوات. وهي أفضل نتيجة في انتخابات رئاسية في المكسيك منذ عام 1982.
ومن المتوقع ان يحصل تحالف «دعونا نكتب التاريخ» اليساري الحاكم هذا على أكثرية الثلثين في البرلمان ومجلس الشيوخ. ويمكن للتحالف أيضًا أن يتوقع انتصارات في انتخابات سبع من ولايات البلاد التسع، بما في ذلك العاصمة مكسيكو سيتي، وبالتالي ستتمكن الحكومة من تعديل الدستور دون حاجة لدعم من المعارضة.
وفور إعلان النتائج الأولية، هنأ مرشحو المعارضة شينباوم بفوزها. حصل زوتشيتل غالفيز رويز، مرشح تحالف المعارضة اليميني «القوة والقلب من أجل المكسيك»، على 27 في المائة فقط، أي أقل بكثير من التوقعات.. وحقق مرشح الحركة التقدمية (الحركة المدنية) خورخي ألفاريز ماينز نجاحا محترما بحصوله على قرابة 10 بالمئة. هنأ الرئيس المنتهية ولايته أندريس مانويل لوبيز أوبرادور (أملو) شينباوم، التي تعتبر رفيقة دربه وصديقة مقربة منه.
وفي خطاب إعلان انتصارها قالت شينباوم: «للمرة الأولى منذ 200 عام، ستصبح امرأة رئيسة للمكسيك». ووعدت بأنه، وعلى الرغم من أن «العديد من المكسيكيين لا يوافقون على مشروعنا، إلا أننا سنمضي قدما في سلام ووئام لخلق مكسيك أكثر عدلا وازدهارا». وتابعت: “سنحافظ على حكومة الشعب، من الشعب ومن أجل الشعب”. وفي عهدها، سيتم ضمان استمرار البرامج الاجتماعية للرئيس المنتهية ولايته لوبيز أوبرادور: «ماذا يعني ذلك؟ برنامج بناء المساكن، ورياض الأطفال، ومدارس يوم كامل، ورعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، لأن الطفل المصاب بالتوحد يحتاج إلى عناية خاصة». وتعزيز نظام الصحة العامة، وزيادة الحد الأدنى للأجور، وتوسيع شبكة السكك الحديد العامة. وفي إشارة إلى الحصول على الأغلبية الواضحة المحتملة، وعدت: «عن قناعة أننا لن نقود أبداً حكومة استبدادية أو قمعية».
أعمال عنف
رافقت الحملة الانتخابية وعملية الاقتراع أعمال عنف واسعة النطاق، حيث قُتل ما لا يقل عن عشرين مرشحًا. ويعود العنف بالدرجة الأولى إلى التأثير المتزايد لعصابات المخدرات في الحياة السياسية. وتحدثت المنظمات غير الحكومية عن أعنف حملة انتخابية في تاريخ البلاد. وقد أدى العنف والتهديدات في جميع أنحاء البلاد إلى قيام العديد من السياسيين المحليين بسحب ترشيحاتهم. وكانت الحكومة قد استدعت آلاف الجنود لحماية الانتخابات. وأعلنت السلطات عن وقوع ما مجموعه 5089 حادثًا في يوم التصويت، بما في ذلك اشتباكات عنيفة وهجوم مميت. وأفاد المعهد الوطني للإحصاء أنه أمكن إجراء التصويت في 99.85 في المائة من صناديق الاقتراع.
الرئيسة الجديدة
ترشحت كلوديا شينباوم باردو (61 عاما) عن حزب مورينا الحاكم، الذي أسسه الرئيس المنتهية ولايته، وكانت مدعومة من حزب العمل وحزب الخضر. درست شينباوم الفيزياء والهندسة في مكسيكو سيتي وبيركلي وأصبحت معروفة عالميًا بأبحاثها. وفي عام 2007، كانت واحدة من مجموعة العلماء الذين حصلوا على جائزة نوبل للسلام لأبحاثهم حول تغير المناخ. بدأت شينباوم حياتها السياسية كوزيرة للبيئة في المنطقة الفيدرالية لمدينة مكسيكو خلال إدارة لوبيز أوبرادور للعاصمة (2000-2005). ومن عام 2018 إلى عام 2023، ترأست حكومة العاصمة المكسيكية. نشأت في مكسيكو سيتي في عائلة يهودية علمانية تعود جذورها إلى بلغاريا وليتوانيا. نشط والداها في الحركة العمالية والطلابية، ودخلت عالم السياسة بشكل مبكر. وفي عام 1986، كانت أحد قيادي مجلس الطلبة في الجامعة الوطنية المستقلة، الذي وصف بالأسطوري، لتنظيمه حركة طلابية جماهيرية ناجحة ضد التوجه الليبرالي الجديد المتزايد لرئاسة الجامعة. واكتسب شينباوم حينها سمعة طيبة كمفاوض صارم وواثق من نفسه مع السلطات. وبعد سنوات قليلة فقط، كانت من أوائل العلماء في المكسيك الذين ركزوا بشكل مكثف على تغير المناخ. ومن بين أمور أخرى، عملت على قياس طرق تسجيل تلوث الهواء.