اخر الاخبار

شهدت الحرب في أوكرانيا تصعيدا خطيرا، لم يفاجئ الكثيرين، لقد سمحت دول الناتو الرئيسية باستخدام أسلحتها في مهاجمة أهداف داخل الأراضي الروسية. جاء ذلك في تصريحات للرئيس الأمريكي بايدن. ويبدو أن بايدن حصر الموافقة في الدفاع عن مدينة خاركوف الأوكرانية القريبة من الحدود. وإذا واصلت روسيا قصفها، فإن الولايات المتحدة تحتفظ بحق السماح باستخدام أسلحتها ضد أهداف بعيدة عن الحدود. وتبع ذلك تصريحات مماثلة للمتحدث باسم الحكومة الألمانية ستيفن هيبستريت، ولا تحتاج المانيا إلى حصر استخدام أسلحتها، لأنها بالأساس أسلحة قصيرة المدى. وجاء القرار بحجة أن الهجمات على المواقع الروسية من قبل الجيش الأوكراني تأتي في إطار الحق في الدفاع عن النفس.

ضغوطات مستمرة

وكان السكرتير العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ قد مارس ضغوطاً للوصول إلى هذا القرار. وشدد على أنه على عكس قصف الأهداف العسكرية على الأراضي الروسية، لم تعد كييف قادرة على الدفاع بشكل كاف ضد الهجمات الصاروخية على خاركوف بالقرب من الحدود الروسية في شمال شرق أوكرانيا.

وسبق هذا التصعيد مناقشات مكثفة شارك فيها مستشارو الأمن القومي بين الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا العظمى وألمانيا يومي الأربعاء والخميس الفائتين بشأن استخدام الأسلحة الغربية لضرب أهداف داخل الأراضي الروسية. ولا تزال مسألة ما إذا كان ينبغي لأوكرانيا أن تكون قادرة على استخدام هذه الأسلحة لمهاجمة أهداف عسكرية في روسيا محل نقاش داخلي بين دول الناتو. وكانت أوكرانيا قد طالبت بذلك منذ فترة طويلة. من جانبه طالب الرئيس الفرنسي ماكرون بشدة بالسماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الغربية داخل الأراضي الروسية خلال زيارته لألمانيا يومي الاثنين والثلاثاء الفائتين.

واستهدفت الأسلحة الغربية حتى الآن بشكل أساسي المواقع الروسية في المناطق الإدارية في شرق أوكرانيا التي احتلتها موسكو وقامت بضمها في ايلول 2022. لقد تم استخدام هذه الأسلحة على نطاق واسع هناك.  وقاموا بشكل متكرر بضرب أهداف مدنية. وتعرض الناس للقتل أو الإصابة. في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام روسية أن أنظمة أسلحة غربية استخدمت أيضًا في الهجمات الأوكرانية على منطقة بيلغورود شمال كييف. ومنذ ربيع 2022، لقي أكثر من 140 شخصاً حتفهم نتيجة القصف هناك، بضمنهم قرابة 50 هذا العام. وتم تدمير أجزاء كبيرة من المنطقة. وأعلنت السلطات المحلية عن تضرر أكثر من 5 آلاف شقة ومنزل خاص في عاصمة المنطقة التي تحمل الاسم نفسه.

الرد الروسي

وفي روسيا، قال رئيس لجنة الدفاع بمجلس الدوما، أندريه كارتابولوف، إن بلاده سترد بقوة على الهجمات المحتملة بأسلحة أمريكية. وحذر الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف يوم الجمعة من أن روسيا لا تخادع فيما يتعلق بالأسلحة النووية التكتيكية، والتي، على النقيض من الأسلحة النووية الاستراتيجية، مخصصة للاستخدام في ساحة المعركة وليس المقصود منها تدمير العدو بشكل كامل. وحذر أحد المقربين من بوتين من أن الصراع قد يتصاعد إلى حرب شاملة. كما هدد أحد البرلمانيين الروس البارزين الغرب بحرب غير متكافئة.

وفي الوقت نفسه، هدد وزير الخارجية الروسي لافروف منذ فترة طويلة بأن موسكو قد تحصل أيضًا على أسلحة الدمار الشامل في أي وقت. ولكن من المأمول أن تؤدي التدريبات الروسية البيلاروسية على «استخدام الأسلحة النووية التكتيكية» إلى جعل معارضي روسيا «يعودون إلى رشدهم». وفي الوقت نفسه، ادعى لافروف أن قاذفات إف-16 لن تغير الوضع في أوكرانيا: «سيتم تدمير هذه الطائرات، وكذلك أنواع أخرى من الأسلحة التي تزودها دول الناتو لأوكرانيا.»

وفي الجبهة، أطلقت كل من روسيا وأوكرانيا صواريخ على أهداف في المناطق النائية للعدو. وفي أوكرانيا، تعرضت محطة فرعية في العاصمة كييف وأهداف مختلفة في خاركوف للقصف. وقالت أوكرانيا إنها دمرت محطات عبارات للشحن عبر مضيق كيرتش والعديد من المنشآت النفطية على الجانب الروسي.

مواقف معارضة

ويؤكد الغرب دائمًا على ضرورة دعم أوكرانيا عسكريًا، وإلا فإن روسيا قد تهاجم دولًا أخرى والاتحاد الأوروبي بأكمله. كما دافعت القوات المسلحة الأوكرانية عن حرية الغرب. ويتم تجاهل حقيقة أن الخطر الذي يواجه الدول الغربية، هو أن تجد نفسها في حرب مع روسيا يتزايد بشكل كبير، بسبب قرارات السماح باستخدام الأسلحة الغربية داخل الأراضي الروسية. وقد لفت عضو مجموعة حزب اليسار الألماني في البرلمان الاتحادي ديتمار بارتش الانتباه إلى ذلك. وقال يوم الجمعة إن قصف المواقع في روسيا «يعرض أمن جمهورية المانيا الاتحادية للخطر بشكل صارخ». وحذر بارتش من أن «أولئك الذين أكدوا بالأمس أن الأمر كله يتعلق بأسلحة دفاعية، يطالبون اليوم بإطلاقها كأسلحة هجومية، سيطالبون غدا بإرسال قوات الناتو والجيش الألماني إلى الجبهة غدًا».

عرض مقالات: