اخر الاخبار

تنتهي اليوم الاحد أعمال “مؤتمر ميونخ للأمن”، والتي بدأت في 16 شباط الجاري. وتكتسب فعاليات السلام المضادة للمؤتمر هذا العام أهمية استثنائية، في ظل تصاعد الصراع بين مراكز الهيمنة الرأسمالية، واستمرار الحرب في أوكرانيا، وحرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية. بالإضافة الى ان الدورة الحالية تنعقد في مناسبة مرور 60 عاما لتأسيس المؤتمر في عام 1963.

تحريض على الإبادة الجماعية

ويمثل حضور رئيس إسرائيل اسحق هرتسوغ، الذي يتم التحقيق معه بتهمة الإبادة الجماعية من قبل محكمة العدل الدولية، وتتجاهل إسرائيل قرار محكمة العدل الدولية الصادر في 26 كانون الثاني الفائت، والقاضي بضرورة وقف إسرائيل لجميع أعمال الإبادة الجماعية المحتملة، يمثل رسالة لتشجيع جيش الاحتلال على المضي قدما في إبادة الشعب الفلسطيني.

لقد قام إسحاق هرتسوغ شخصياً بتحريض الإسرائيليين على ارتكاب الإبادة الجماعية. واعتبرت محكمة العدل الدولية تعليقاته دليلاً على التحريض عليها. ولم يمنع هذا منظمي المؤتمر من منحه منصة لنشر أفكاره العنصرية.

تسلح وتصعيد المواجهة مع روسيا

ويركز المؤتمر هذا العام على التطبيل غير المسؤول لمضاعفة التسلح والمزيد من التصعيد ضد روسيا. ويحدد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ النغمة: يجب على الحلف أن يستعد “لمواجهة تدوم عقدا من الزمن مع روسيا”.

وتزامنا مع أعمال المؤتمر تجرى أكبر مناورة لحلف شمال الأطلسي منذ نهاية الحرب الباردة: يخطط الناتو للتدريب على الحرب ضد روسيا بمشاركة قرابة 90 ألف جندي لمدة أربعة أشهر تقريبا، بدءا من شباط الحالي.

ويريد خبير الدفاع في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي اليميني المحافظ في ألمانيا رودريش كيسويتر، تصعيد الحرب على نطاق واسع على أوكرانيا ونقل الحرب إلى روسيا وتدمير الوزارات الروسية هناك. وعلى الحكومة الألمانية توفير الأسلحة المناسبة لذلك.

مؤتمر السلام البديل

وفي الوقت الذي يجتمع ممثلو احتكارات الصناعات العسكرية العالمية، وزعماء البلدان الرأسمالية المتقدمة او من يمثلهم، وكذلك زعماء العديد من بلدان الأطراف، ومنها العراق، وممثلو مؤسسات المال والاعلام العالمية السائدة، في مؤتمر ميونخ للأمن، في فندق “بايرشه هوف” بمدينة ميونخ، ليناقشوا ملفات حروب اليوم والأيام المقبلة، ينعقد في الوقت نفسه، مؤتمر السلام البديل الذي دعت اليه منظمات السلام الرئيسية في المانيا، ومنظمة أطباء بلا حدود، والرابطة النسوية العالمية للسلام والحرية، ضمن منظمات أخرى.

ويعطي مؤتمر السلام صوتا لرغبة السكان في السلام ورؤية علمية للسلام من قبل المختصين والناشطين. ومن بين المتحدثين البارزين في مؤتمر السلام هذا العام أولغا كاراتش من بيلاروسيا، وعضوة البرلمان الأوربي الأيرلندية كلير دالي، ووزير المالية اليوناني الأسبق ق يانيس فاروفاكيس، والدبلوماسي السابق للأمم المتحدة مايكل فون ديرشولنبورغ.

وتجاوبا مع أجواء الحرب، قدّم ممثلون من الحزب الديمقراطي الاجتماعي وحزب الخضر في برلمان مدينة ميونخ مقترحا، يدعو لحجب الدعم المالي لمؤتمر السلام البديل. وفي السياق نفسه ابلغ عمدة مدينة ميونخ ديتر رايتر من الحزب الديمقراطي الاجتماعي (حزب المستشار الألماني الحالي)، منظمو مؤتمر السلام في 6 شباط 2024 أن الدائرة الثقافية لن تدعم مؤتمر السلام في هذا العام، وفي المستقبل أيضا.

ويعود هذا القرار، لان المتحدثون والكثير من المشاركين في مؤتمر السلام يدينون حرب الإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، وبعضهم يعتبر إسرائيل دولة فصل عنصري بوضوح تام.

مظاهرة ضد مؤتمر أمن الناتو

وشهد أمس السبت تظاهرة ضد “مؤتمر امن ميونخ” باعتباره “مؤتمر امن الناتو” وكان للتظاهرة التي شارك فيها الى جانب حركات السلام، الحركات الاجتماعية، وممثلي حزب اليسار الألماني والحزب الشيوعي الألماني، والعديد من المنظمات اليسارية الأخرى.

وبدا تجمع ا الانطلاق   لتحالف ميونيخ ضد مؤتمر أمن الناتو في الساعة الواحدة بعد الظهر في ساحة كارل بميونيخ.وبالإضافة إلى المتحدثين من تحالف ميونخ، تحدثت ريهم حمدان وشيلي شتاينبرغ من مجموعة الحوار اليهودي الفلسطيني، بعد ذلك تم تشكيل سلسلة بشرية في سارع المشاة الرئيسي في مدينة ميونخ وصولا الى ساحة المدينة الرئيسية “ساحة مارين”، التي شهدت مساهمات كلير دالي (عضوة البرلمان الأوروبي ال)، والإعلامي الألماني المعروف يورغن روز، والشخصية اليسارية اليونانية ووزير المالية الأسبق فاروفاكيس.

وتبقى الحاجة حاضر لمتابعة نتائج مؤتمر امن ميونخ والتحليلات المرافقة لها بعد انتهاء العمالة.

عرض مقالات: