اخر الاخبار

بعد عام ونصف من لعبة جر الحبل السياسي، وافق البرلمان التركي على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو). وصوت مساء 24 كانون الأول 2024، وحصل القرار على 287، مقابل 55 ضده، وامتنع 4 أعضاء عن التصويت. وكانت لجنة الشؤون الخارجية قد وافقت بالفعل على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) في 26 كانون الأول 2023.

وسيدخل القرار حيز التنفيذ بعد مصادقة الرئيس التركي عليه خلال 15 يوما من تاريخ اصداره.

والعقبة الأخيرة أمام المسار المثير للجدل الذي تخلت بموجبه السويد عن حيادها العسكري الذي دام قروناً، هي موافقة البرلمان الهنغاري ايضا. وفي الوقت الذي احتفلت فيه حكومة السويد برئاسة اليميني المحافظ أولف كريسترسون بموافقة البرلمان التركي، تعهد رئيس الوزراء المجري اليميني الشعبوي فيكتور أوربان بالمضي قدماً في التصديق الذي طال انتظاره على عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي (الناتو). وقال أوربان بعد محادثة مع السكرتير العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ على منصة «اكس» إنه سيحث البرلمان على التصويت لصالح القرار في أقرب وقت ممكن. من جانبه رحب ستولتنبرغ بدعم أوربان، لكن أوربان لم يحدد موعدا لإجراء التصويت.

وإذا صادق أردوغان على قرار البرلمان التركي، ونفذ أوربان وعده، فسيرتفع قريبا العلم السويدي في مقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل إلى جانب الدول الـ 31 الاعضاء الأخرى، بعد عام على انضمام فنلندا المجاورة. وكانت الدولتان الاسكندنافيتان قد أعلنتا عن عزمهما على الانضمام إلى الناتو بقيادة الولايات المتحدة في وقت واحد تقريبًا، اي في نيسان 2022. وبررتا هذا التغيير السياسي والانتقال من الحياد الى الانضمام لحلف الناتو بالغزو الروسي لأوكرانيا. في ذلك الوقت، كان الديمقراطيون الاجتماعيون يحكمون كلا البلدين، السويد تحت حكم ماغدالينا أندرسون، وفنلندا تحت حكم سانا مارين. وفي هذه الاثناء تحكم البلدين تحالفات محافظة – يمنية متطرفة.

وحتى قبل بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط 2022، كانت هناك اكثرية في فلندا والسويد ضد فكرة الانضمام للناتو، ولكن مع بدء الحرب والحدود الطويلة التي تفصل بين فنلندا وروسيا، تغير، خلال بضعة أشهر، الرأي العام جذريًا، وشمل ذلك الغالبية العظمى من القوى السياسية في البلدين.

وخلال هذين العامين، وافقت السويد وفنلندا عمليا على جميع مطالب اردوغان: من رفع حظر الأسلحة إلى تسليم معارضي النظام التركي الذين لجأوا إلى السويد وفنلندا، وفي 2022، في ذروة الحملة الانتخابية في السويد جرت مضايقة المعارضين للنظام التركي. وقبل بضعة أشهر، أقر البرلمان السويدي أيضًا قانونًا جديدًا لمكافحة الإرهاب، دخل حيز التنفيذ في الأول من حزيران 2023، يتيح تسليم جميع المواطنين الذين يعتبرهم القانون «أتباعًا أو مؤيدين لمنظمات إرهابية» إلى تركيا. ويشمل هذا التوصيف اعضاء حزب العمال الكردستاني في تركيا، وجميع تشكيلات حماية الشعب في سوريا، التي يلعب الكرد فيها دورا رئيسيا.

وبموازاة الجهود الحثيثة التي بذلتها السويد وفنلندا لتلبية مطالب أردوغان المتعنتة، أجرت تركيا مفاوضات مع الولايات المتحدة، في كانون الأول 2023، اعطت بموجبها الولايات المتحدة الضوء الاخضر لتزويد تركيا بمقاتلات أمريكية من طراز «اف 16» مقابل الموافقة على انضمام السويد للناتو.

ودون أي اعتراض من أعضاء الناتو الآخرين، استمر أردوغان، في الأشهر الأخيرة، بتكثيف قصفه الإرهابي، للمناطق الجبلية في كردستان العراق، وكذلك البنية التحتية المدنية في شمال وشرق سوريا، بهدف تدمير تجربة الادارة الذاتية وطرد السكان الكرد.

وقال رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون إن السويد باتت على بعد خطوة واحدة من نيل العضوية الكاملة في حلف شمال الأطلسي. وأضاف على منصة إكس «نحن اليوم على بعد خطوة واحدة من نيل العضوية الكاملة في حلف شمال الأطلسي. وان تصويت البرلمان التركي بكامل هيئته لصالح انضمام السويد للحلف أمر إيجابي».

وقال السكرتير العام للناتو ستولتنبرغ في بيان «أرحب بتصويت البرلمان التركي لصالح المصادقة على عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي» مضيفا أنه «يعوّل على المجر لإنجاز مصادقتها في أقرب وقت ممكن ايضا»

ورحب العديد من بلدان أوربا الغربية، وفي مقدمتها المانيا الاتحادية، بقرار البرلمان التركي، معتبرة القرار مهما وصحيحا. وإن انضمام السويد المرتقب، مثل سابقه انضمام فنلندا، من شأنه أن يعمق تعزيز قدرات حلف الناتو.

عرض مقالات: