اخر الاخبار

الصفحة الأولى

المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: يجب أن يتصدر ملف المياه أولويات السلطات العراقية

تتواصل أزمة انخفاض المياه في نهري دجلة والفرات والروافد التي تصب فيهما، لاعتمادها بصورة كبيرة على دول الجوار، وتشهد بعض المنخفضات والسدود والمسطحات المائية جفافاً حاداً نتيجة نقص الوارد المائي اليها، ما يجعل البلد أمام مواجهة حقيقية مع الجفاف وتداعياته الكبيرة.

فقد انهت تركيا تنفيذ مشاريع سدود عملاقة وباشرت في تشغيلها، ما أدى إلى انخفاض غير مسبوق في منسوب مياه نهري دجلة والفرات. كما عملت إيران على قطع روافد الأنهر القادمة عبر حدودها أو تحويل مسارها إلى داخل أراضيها.

ونتيجة لصعوبة توفير المياه الكافية للري، جرى تقليص الخطة الزراعية إلى النصف خلال الموسم الزراعي الحالي، ما يعني عدم القدرة على توفير المنتجات الزراعية ذي المنشأ الوطني، وهذا سيزيد من حاجة البلد إلى الاستيراد الخارجي للمنتجات، ما يترك أثرة على الاقتصاد الوطني وحياة المزارعين والفلاحين والمواطنين، ويضاعف من معاناتهم.

ومع اشتداد الأزمتين الاقتصادية والمالية والتداعيات الناجمة عن جائحة كورونا ستزداد هشاشة الأمن الغذائي، الذي يتحقق عندما تتوفر لجميع المواطنين إمكانية الحصول مادياً واقتصادياً واجتماعياً على الأغذية، بانسيابية وبأسعار معقولة.

 إن من واجب السلطات العراقية والتنفيذية منها على وجه الخصوص، تحمل مسؤوليتها في بذل الجهود الاستثنائية لمطالبة حكومتي تركيا وإيران بالالتزام بالاتفاقيات والمعاهدات الدولية الخاصة بالدول المتشاطئة ودول المصب، واستخدام جميع الوسائل الاقتصادية والدبلوماسية والقانونية المتوفرة لضمان حقوق الشعب العراقي في المياه، وعدم السكوت على تجاوزاتهما، والانطلاق في ذلك أولا وأخيرا من مصلحة العراق.   

ومن جانب اخر يتطلب الوضع المائي الراهن المزيد من إجراءات ترشيد استخدام المياه والتوعية بأهمية ذلك، ووضع الخطط الكفيلة بتحديث وسائل وتقنيات الري الحديثة، واللجوء إلى زراعة الأصناف الزراعية المتحملة للجفاف والملوحة. ويتوجب على الحكومة كذلك تقديم كل الدعم الممكن إلى الفلاحين والمزارعين ودفع مستحقاتهم، وفي اوقاتها. كما يتوجب التوزيع العادل للمياه وإزالة التجاوزات على الأراضي والحصص المائية.  ان الوضع الاقتصادي والمعيشي لا يتحمل إضافة آلاف جديدة من المواطنين إلى مجاميع الفقر والفاقة والجوع.

إن المطلوب الآن وبصورة ملحة، ان يتصدر ملف المياه أولويات الحكومة، وغيرها من مؤسسات الدولة، مع الضرورة القصوى لاتباع آليات سريعة وحلول ناجعة تضمن عدم اهدار الثروة المائية المتبقية وحسن استخدامها وتنمية المخزون المائي الوطني العام.

بغداد ١٨-١٢-٢٠٢١

*******

رسائل تضامن

السيد نجيرفان البارزاني رئيس اقليم كردستان المحترم

السيد مسرور البارزاني رئيس وزراء اقليم كردستان المحترم

يعرب حزبنا الشيوعي العراقي عن شعوره بالأسى العميق لما أحدثته الفيضانات والسيول التي اجتاحت مدينة أربيل ومناطق عديدة في المحافظة من أضرار بليغة، كان بينها ضحايا بشرية، ناهيكم عما لحق بالأسر والمنازل والجسور والمحلات التجارية وسواها.

نتطلع الى تضافر جهود كل الجهات المعنية من أجل تقديم الاغاثة والدعم ومعالجة الأوضاع الناجمة عن هذا الحدث المفجع وما لحق بالناس المنكوبين من مآسٍ.

وإننا اذ نعبر عن تعاطفنا وتضامننا معكم في مواجهة هذه الكارثة، نتقدم من خلالكم بخالص مشاعر العزاء الى عوائل الضحايا.

رائد فهمي

سكرتير اللجنة المركزية

للحزب الشيوعي العراقي

19/12/2021

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الرفاق الأعزاء في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكردستاني

فجعنا بما أحدثته الفيضانات والسيول التي اجتاحت مدينة أربيل ومناطق عديدة في المحافظة من أضرار بشرية ومادية بليغة.

نعرب عن أملنا في أن تتضافر جهود كل الجهات المعنية من أجل تقديم الاغاثة للمنكوبين ومعالجة الأوضاع الناجمة عن هذا الحدث الجسيم.

وإننا اذ نشعر بالأسى العميق جراء هذه الكارثة، نعبر عن تضامننا معكم، ونتقدم من خلالكم بخالص مشاعر العزاء الى عوائل الضحايا.

رائد فهمي

سكرتير الجنة المركزية

للحزب الشيوعي العراقي

19/12/2021

**************

رابطة المرأة العراقية تطعن امام المحكمة الاتحادية في دستورية «تأديب» الزوجة والاولاد والتلاميذ

بغداد – طريق الشعب

تنتظر رئيسة رابطة المرأة العراقية شميران مروكل بفارغ الصبر صدور قرار من المحكمة الاتحادية العليا بتحديد موعد للنظر في الدعوى التي رفعتها امامها قبل اسبوع، وطعنت فيها بدستورية (المادة 41/ 1) من قانون العقوبات النافذ (رقم 111 لسنة 1969).

وتخول هذه المادة الزوج حق تأديب زوجته واولاده، والمعلم حق تأديب طلابه.

وكان وكيلا رئيسة الرابطة المحاميان زهير ضياء الدين وسلام زهير ضياء الدين قد اقاما دعوى الطعن في دستوريتها يوم 12 الشهر الجاري، حين تم تسجيلها في المحكمة بعدد (202/ اتحادية/2021).

ومن المقرر ان ترسل المحكمة من جانبها الدعوى الى مجلس النواب، ليجيب عليها خلال 15 يوما. وعند ورود الاجابة تقوم المحكمة بتحديد موعد المرافعة.

وتضمنت عريضة الدعوى النصوص الدستورية، التي تتعارض المادة المذكورة معها.

وبيّنت ان الدستور ينص على عدم جواز تعارض اي قانون مع الحقوق والحريات المثبتة فيه، كما ينص على ان العراقيين متساوون امام القانون دون تمييز بسبب الجنس، وان لكل فرد الحق في الحياة والأمن والحرية، وان تكافؤ الفرص مكفول لجميع العراقيين، وان الاسرة هي اساس المجتمع.

واوضحت الدعوى كذلك ان الدستور ينص على حماية الدولة للامومة والطفولة، ويقضي في مادته ( 29/ رابعا) بمنع كل اشكال العنف والتعسف في الاسرة والمدرسة والمجتمع، فضلا عن نصه على ان حرية الانسان وكرامته مصونتان.

في مقابل هذا يشكل نص المادة 41/1 من قانون العقوبات غطاء ومبررا قانونيين لتعنيف الزوجات والاطفال والتلاميذ.

وقال المحامي زهير ضياء الدين في تصريح بهذا الشأن لـ “طريق الشعب” ان الاحصائيات الصادرة عن لجنة تمكين المرأة في الامانة العامة لمجلس الوزراء تشير الى رصد اكثر من خمسة آلاف حالة تعنيف للنساء في العراق خلال العام الحالي.

وبيّن ان “مواجهة هذا الواقع ووضع حد له يتطلبان الغاء النص القانوني المطعون بدستوريته في هذه الدعوى، التي رفعناها بتكليف من رابطة المرأة العراقية صيانةً للدستور ولحقوق الانسان وكرامته”. 

*********

الشيوعي الكردستاني: الحيلولة دون وقوع الكوارث وتعويض المتضررين

بغداد ـ طريق الشعب

أكد الرفيق كاوه محمود سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكردستاني، تضامن الحزب مع عوائل ضحايا الفيضان الذي جرى في أربيل ليلة ١٦/ ١٧ من شهر كانون الاول، والذي أدى الى فقدان عدد من المواطنين حياتهم، إضافة الى الاضرار المادية البليغة.

وقال الرفيق كاوه في تصريح لـ»طريق الشعب»: ان «الحزب الشيوعي اصدر تصريحا حول هذه الفاجعة، مشيرا الى مسؤولية حكومة الإقليم حول عدم توفير الإمكانيات اللازمة لمنع حدوث تلك الكارثة».

واكد الرفيق «ضرورة تقديم لجان التحقيق تقاريرها بشكل شفاف وواضح حول تلك الحادثة وتحديد الجهات المسؤولة عن التقصير في توفير إجراءات السلامة العامة»، مشيرا الى، ان «التوجهات لبناء بعض الاحياء الجديدة بشكل غير مدروس ومنحها الاجازات من الدوائر الحكومية المعنية، احد الأسباب التي أدت الى تجمع المياه والسيول بعد الامطار الغزيرة التي حدثت تلك الليلة».

وبيّن سكرتير الحزب الشيوعي الكردستاني، ان رفاق الحزب شاركوا في مجالس عزاء الضحايا، وان مجاميع منهم يشاركون الدفاع المدني في البحث عن المفقودين.

وطالب محمود، حكومة إقليم كوردستان بتخصيص ميزانية وافية لتعويض الضحايا والمتضررين عن الفيضان، واتخاذ الإجراءات الوقائية لمنع حدوث تلك الكوارث.

**********

راصد الطريق.. كلُّ شيء في مهب الريح

كان آخر حساب ختامي، أقرّه مجلس النواب، في العام 2012، بينما بقيت السنوات ما بعد ذلك العام، عرضةً لتسريب الأموال واستفحال آفة الفساد، لأنها لم تشهد تقديم حساباتها الختامية. ويعني ذلك عدم كشف المشاريع المتلكئة والوهمية وأعداد الفضائيين في دوائر ومؤسسات الدولة. وبالتالي فإن الشعب لا يدري أن صرفت أمواله طوال تلك السنوات.

ولأسباب "فنية" أعلنت وزارة التخطيط أن العام 2021، سيكون بلا حساب ختامي أيضا. وقد برر مسؤولون عدم تقديمها بعدم وجود موازنة للسنة التي قبلها، كي تبنى عليها أرقام السنة اللاحقة، لكن يبدو أن الحكومة نسيت قانون الإدارة المالية الذي أقر في العام 2019، والذي ألزم وزارة المالية والحكومة بإعداد الحسابات الختامية بوجود الموازنة أو عدمه.

إنّ تغييب الحسابات الختامية يكون حافزاً وبوابة للفساد ونهب المال العام، ذلك انه بغيابها تبقى طريقة إعداد الموازنات من قبل الحكومة، شيئا رتيبا وروتينيا يعتمد بنودا تقليدية، تسمح، بيسر،  أن تتسرب الأموال خارجها، دون حسيب ولا رقيب!

*********

الصفحة الثانية

اليونيسف تنصح حكومات العالم: التعلم عن بعد ينهك الطفولة والتعلي 

بغداد - طريق الشعب

 أبدت منظمة اليونيسف قلقها من الارتفاع “المتزايد” في حالات الإصابة بفايروس كورونا في جميع أنحاء العالم، عبر أوميكرون المتحور، مؤكدة أن خبراء وعلماء الصحة العامة ما زالوا يسعون بكل جد لفهمه.  وقال بيان من المدير التنفيذي لليونيسف هيريتا فور، حصلت “طريق الشعب” على نسخة منه، أنه “في خضم حالة عدم التيقن، تدرس العديد من الحكومات مسألة ابقاء المدارس مفتوحة من عدمها. لكن ثمة شيء واحد نعرفه على وجه اليقين: إن موجة أخرى من إغلاق واسع النطاق للمدارس ستكون نتائجه وخيمة على الأطفال”. واضاف البيان، أن “إغلاق المدارس لفترات طويلة على مستوى البلدان؛ ومحدودية الموارد المتاحة للطلاب والمعلمين وأولياء الأمور؛ والافتقار إلى الوصول إلى التعلم عن بعد، قد أدت جميعها إلى القضاء على عقود من التقدم في التعليم وجعل الطفولة غير معروفة”.  ومن تداعيات انتشار وباء كورونا تفاقمت “عمالة الأطفال وزواج القاصرات وقضايا الصحة العقلية”. كذلك “بدأ الأطفال يفقدون الشعور بالأمان في المدرسة أيضا، كما فقدوا التفاعل الشخصي اليومي مع الأصدقاء، والحصول على الرعاية الصحية”. وحذرت اليونيسيف من أن “اغلاقا كاملا للمدارس على الصعيد الوطني، أي في البلد برمته، لا بد أن يتم تجنبه قدر المستطاع. فعندما تتزايد عدوى الاصابة بفايروس كورونا، وتصبح تدابير الصحة العامة المشددة ضرورة، فيجب أن تكون المدارس حينذاك آخر الأماكن التي يجب غلقها، أول الأماكن التي يجب إعادة فتحها”. وتأمل المنظمة أن لا “يكون عام 2022 عاما آخر من التعلم المتقطع. بل يحتاج أن يكون عاما يتمتع به التعليم، ومصالح الأطفال المثلى، بأفضلية وأرجحية”.

************

اضاءة.. رفضٌ وتصدٍّ شعبيان بانتظار “البطة العرجاء”

محمد عبد الرحمن

يشيع في السياسة مصطلح “سنة البطة العرجاء” و”حكومة البطة العرجاء” ، في اشارة الى الافراد كما الى الحكومات والمؤسسات، حين تعجز لاسباب مختلفة عن إنجاز شيء.

وهو في بريطانيا يستخدم في تأشير الشخص العاجز عن أداء أي عمل وغير الكفؤ، كذلك يطلق على من يعلن افلاسه في البورصة. وقد استُخدم ايضا في وصف حال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في السنة الرابعة من ولايته، التي بدا فيها مترددا في اتخاذ خطوات حاسمة وعميقة.

في حالتنا العراقية ومنذ ٢٠٠٣ مررنا بكل اشكال وتجليات “البطة العرجاء”، وتلمسنا ما للمصطلح من دلالات ومعانٍ.

ونحن نشير الى ذلك هنا فيما الصراع يتواصل على قدم وساق حول تشكيل الكتلة الأكبر، التي تحولت الى عبء كبير على المشهد السياسي العراقي منذ تفسير المحكمة الاتحادية لها سنة ٢٠١٠. وقد وجد هذا تطبيقه فورا في حرمان القائمة العراقية من تشكيل الحكومة، رغم حصولها في الانتخابات آنذاك على أعلى المقاعد في مجلس النواب.

 ومن يدري.. لعل تلك القائمة كانت ستفلح، لو ان الفرصة اتيحت لها آنذاك بتلاوينها المتعددة، في تجاوز حالة الاستعصاء والتخندق المكوناتي، وتشكيل الحكومات لاحقا.

وهذا في رأينا لا يتعارض مع التنوع في تشكيل الحكومات اذا ما اعتمدت الكفاءة والقدرة والنزاهة، وتبنت برامج واقعية قابلة للتنفيذ مع امكانية قياس إنجازها والحكم عليه.

لكن الذي جرى كان غير هذا تماما، حيث اعتُمدت “المحاصصة الطائفية والقومية” التي اختُزلت بدورها  في كيانات سياسية زعم الزاعمون انها تمثلها، ثم جرى تضييق هذه ايضا لتقتصر في الغالب على مجرد افراد وعوائلهم. وذلك ما تعكسه الهوة السحيقة الصارخة، التي تفصل الغالب الاعم من أبناء هذه المكونات المحرومين، عن قلتهم القليلة المتنعمة والمرفهة.

وهذا أيضا ما عكسته نتائج انتخابات تشرين ٢٠٢١، وما تجسد في التراجع الكبير لأصوات المتنفذين جميعا. وسبق ذلك ان تردد حتى بعض الرموز في الترشح، خوفا من عدم الفوز، او تحقيق فوز هزيل مقارنة بما كانت تحصل عليه في السابق. 

هذه المعطيات جميعا وغيرها، لا بد ان تكون حاضرة في ماراثون تشكيل الحكومة الجديدة، وما فرضته انتفاضة تشرين من واقع جديد، يؤكد بشكل واضح وصريح حقيقة ان بقاء الحال من المحال، وان  الأمور لن تعود الى ما كانت عليه.

نعم، يستطيع المتنفذون تجاوز هذا كله وتشكيل حكومة على هواهم وبما يديم محاصصاتهم ونفوذهم وسطوتهم، وبما يمكنهم من مواصلة قضم مؤسسات الدولة و”احتلالها” وفرض غير الكفوئين والفاشلين. لكن النتيجة واضحة جلية منذ الآن، ولن تكون سوى “حكومة البطة العرجاء” ومحصلتها المتمثلة في المزيد من التدهور والتمايز، وفي غنى الأغنياء وبؤس الفقراء، ودفع مجاميع بشرية كبرى اضافية الى الفقر المدقع.  الفقر الساحق الذي يتزايد القلق من ارتفاع نسبه، نظرا لمحدودية الاستثمار وعزوف الحكومة ومؤسساتها عن تنمية القطاعات الإنتاجية. والنتيجة هي استمرار تدهور الاقتصاد الوطني وبقائه معتمدا على عائدات النفط المتذبذبة في مستوياتها، فيما هو يواجه خطر الجفاف المحدق الذي لا يهدد زراعة البلد فقط، بل حتى توفير الكفاية من الماء الصالح للشرب. وتذهب سدى الصيحات التي تطلقها جهات وطنية عراقية واوساط اجنبية، تحذيرا من قرب وقوع كارثة حقيقية.

ونشهد اليوم انطلاق حركات احتجاجية متنوعة، بضمنها المطالَب بفرص العمل والتوظيف وتوفير الخدمات، والساخط على هذا المسؤول او ذاك، في هذه المحافظة او تلك.

 لكن المواطنين يبقون في كل الاحوال ينتظرون بصبر فارغ رؤية الحكومة الجديدة تتشكل، ومعرفة طبيعتها وبرنامجها ومدى استجابته لمطالبهم وتطلعاتهم. في حين لا يستطيع احد التنبؤ بمدى وسعة رد الفعل الشعبي، اذا ما سارت الأمور في غير هذا الاتجاه، وبعكس ما تريده غالبية العراقيين.

وهذا ما يتوجب عدم اسقاطه من الحسابات الآنية والمستقبلية، فالمتوقع هو ان يرتفع جدار شاهق من الرفض والتصدي لأية حكومة عرجاء، يفرضها منطق المحاصصة المتهاوي ومن يتشبثون به.

************

6 محافظات تواصل الاحتجاج: مطالبات بفرص العمل والخدمات

بغداد ـ طريق الشعب

تواصلت الفعاليات الاحتجاجية المطالبة بتوفير فرص العمل وصرف الرواتب في عدد من المحافظات، فيما شهدت محافظة ذي قار اغلاق عدد من مؤسسات الدولة للمطالبة بتوفير فرص العمل والخدمات.

احتجاج واسع في ذي قار

وقال مراسل “طريق الشعب”، ان “العشرات من حملة الشهادات الجامعية المطالبين بفرص عمل، أغلقوا المدخل الرئيس لشركة نفط محافظة ذي قار بالإطارات المحترقة، للمطالبة بتوفير فرص العمل”، مشيرا الى ان “العشرات من اصحاب العقود في دائرة صحة ذي قار، اغلقوا مبنى الدائرة وسط مدينة الناصرية في خطوة تصعيدية، للمطالبة بتفعيل وتطبيق قرار 315 لعقود الصحة وصرف فروقاتهم المالية المتراكمة لضمان رواتبهم للعام المقبل”.

واضاف ان “المئات من خريجي الكليات والمعاهد اغلقوا مبنى ديوان محافظة ذي قار في تصعيد احتجاجي، للمطالبة بتوفير فرص العمل”، منوها بـ”قطع العشرات من اهالي منطقة المهيدية في مدينة الناصرية الطريق الرئيس باتجاه جسر الحضارات احتجاجا على تردي الخدمات”.

وقطع العشرات من اهالي القرى المحيطة بقضاء الغراف شمال محافظة ذي قار، الطريق العام الرابط مع مركز المحافظة، احتجاجا على تردي الواقع الخدمي في مناطقهم، مطالبين بشمولهم في مشاريع صندوق الاعمار. فيما اغلق العشرات من اهالي قرية ال خنجر، الطريق الرئيس الرابط بين قضائي الشطرة والناصرية للمطالبة بتحسين الخدمات.

تظاهرات لخريجي التربية

من جانبه، جدّد المئات من خريجي كليات التربية تظاهرتهم امام مديرية تربية ميسان، للمطالبة بشمولهم في التعيين وفق درجات الحذف والاستحداث، او شمولهم بالتعاقد اسوة بأقرانهم من المحاضرين.

ورفض المتظاهرون التسويف والمماطلة من قبل المديرية التي يطالبونها بالضغط على اصحاب القرار لتلبية مطالبهم، سيما وان عددهم لا يتجاوز ٦ آلاف خريج، ومن كلا الجنسين.

من جهتهم، واصل خريجو كليات التربية في محافظة المثنى، وقفاتهم الاحتجاجية، للمطالبة بتوفير فرص العمل.

وافاد مراسل “طريق الشعب”، ان “العشرات من الخريجين نظموا وقفة احتجاجية في ساحة الاحتفالات قرب مباني الحكومة المحلية للمطالبة بتوفير فرص العمل”.

الى ذلك، اغلق عدد من الخريجين غير المحاضرين في واسط مبنى مديرية التربية في المحافظة، للضغط على الجهات المعنية بتوفير فرص عمل لهم كعقود او تعيين ضمن درجات الحذف والاستحداث، مؤكدين مواصلتهم الاحتجاج لحين تلبية مطالبهم المشروعة.

تظاهرة في بغداد

وفي العاصمة بغداد، نظم اهالي مجمع السكك في منطقة الصالحية تظاهرة احتجاجا على قرار تهديم منازلهم.

وناشد اهالي مجمع السكك الذي يضم اكثر من مئة منزل في منطقة الصالحية وسط بغداد، الحكومة للتدخل العاجل، بعد صدور قرار بتهديم منازلهم وتحويلها الى ساحة لوقوف السيارات لديوان الرقابة المالية.

وقال كريم الموسوي، احد ساكني المجمع في حديث صحفي، إن “الارض التي شُيّدت عليها المنازل في مجمع السكك تابعة الى وزارة المالية”، مبينا ان “المنازل المشيدة تعود لوزارة النقل وساكنيها من موظفي الوزارة”.

واضاف ان “قراراً صدر بتهديم هذه المنازل وتحويلها الى ساحة لوقوف السيارات تابعة لديوان الرقابة المالية والتي تقع بنايته مجاورة للمجمع السكني”.

واوضح الموسوي، ان “الاهالي من محدودي الدخل ولا يملكون قوت يومهم، وفي حال تم تهديم منازلهم لا يوجد اي مأوى لهم”.

وناشد الموسوي، الحكومة والجهات المعنية بـ”التدخل بصورة عاجلة ومنع تنفيذ هذا القرار، كونه سيضر بمئات المواطنين الساكنين”.

تظاهرة لأساتذة الجامعات

في المقابل، تظاهر عدد موظفي واساتذة جامعة السليمانية، احتجاجا على تأخير صرف الرواتب.

وذكر مراسل “طريق الشعب”، أن “الكوادر الإدارية والتعليمية تظاهرت أمام مبنى رئاسة جامعة السليمانية، للمطالبة  بصرف الرواتب الشهرية المتأخرة لاكثر من (50 ) يوما واطلاق الترفيعات والعلاوات وصرف المخصصات المستقطعة منهم بحجة الازمة المالية”.

وأكد المحتجون استمرارهم بالاعتصام لحين استجابة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في كردستان لمطالبهم.

*************

رائد فهمي يستقبل وفد المكتب التنفيذي للاتحاد العام لنقابات عمال العراق

بغداد ـ طريق الشعب

استقبل الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، اول أمس السبت 18/ 12/ 2021، وفدا من الاتحاد العام لنقابات عمال العراق برئاسة السيد هاشم جونه عبد رئيس الاتحاد وعدد من اعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد.

وقدم وفد الاتحاد التهنئة للرفيق فهمي لمناسبة انعقاد المؤتمر الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي وانتخاب لجنة مركزية جديدة للحزب.

وتناول الطرفان الحديث عن آخر مستجدات الوضع النقابي في العراق، وما يعانيه عمال العراق في ظل الاوضاع الاقتصادية، وتردي الصناعة الوطنية ومحاولات خصخصة عدد من مشاريع وزارة الصناعة والمعادن، وغير ذلك من القضايا ذات الصلة.

***************

تهنئة

أعطر التهاني إلى بنات وأبناء شعبنا الأزيديين بمناسبة احتفالهم بعيد الصوم (يزي)

 

اذ نتمنى ان يتم الاحتفال بهذا العيد في أجواء الأمان والطمأنينة التي تحمل المسرة لأبناء شعبنا الأزيديين، نتذكر أنه ما زال الكثيرون منهم في معسكرات النازحين والمهجرين وتخضع عملية اعادتهم لتجاذبات وصراعات سياسية تحول دون الاسراع في اعادتهم إلى مناطقهم، فضلا عن البطء والتلكؤ في إعادة اعمار مدنهم وقراهم.

وفي هذه المناسبة، لا بد من التشديد على مسؤولية وواجب الحكومة الاتحادية وفي الاقليم   مضاعفة الجهود من أجل تحرير واعادة النساء الايزيديات ضحية تنظيم داعش الارهابي والتعويض المادي والمعنوي عن الجريمة بحق الانسانية التي ارتكبها الارهابيون الدواعش بحقهم.

كما ندعو إلى احترام حق ابناء سنجار وأهاليها في المشاركة بإعادة السلام والأمان في المدينة وتوفير الإدارة التي تحظى بثقتهم، وان لا تستخدم سنجار كورقة وساحة لصراعات سياسية واقليمية واعتبارات جيو سياسية يدفع ثمنها أهالي سنجار وتعيق إعادة الأمن والاستقرار للمدينة وتوفير ظروف عودة النازحين والمهجرين.

رائد فهمي

سكرتير اللجنة المركزية

للحزب الشيوعي العراقي

 

************

الصفحة الثالثة

تناقضات هائلة بين قوى السلطة والمواطنين المحرومين.. تقرير سويدي: المحاصصة دمرت العراق!

بغداد – طريق الشعب

استبعد معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)، التابع للحكومة السويدية، مؤخرا، في تقرير له عن العراق، إمكانية قيام النظام السياسي الحالي بإحداث التغيير وإجراء الإصلاحات الشاملة التي تتطلبها المرحلة. وفيما قدم توصيات بإصلاحات يمكن للدولة العراقية القيام بها في الوضع الراهن ومعالجة مشاكل المحاصصة الطائفية، فيما تحدث مختصون عن عدم رغبة القوى المتنفذة بالالتفات إلى أي مؤشرات أو تقارير دولية تحذر من مستقبل البلاد.

على حافة الهاوية

وأكد التقرير الذي إطلعت عليه “طريق الشعب” على إن العراق “يقف على حافة الهاوية بسبب تبعات نظام المحاصصة الطائفية، الذي يقسم السلطة ويضعف الدور المؤسساتي والرقابي، ويلحق اضراراً كبيرة بالاقتصاد ويعرقل إداء الدولة ويعيق توفير الخدمات الأساسية وتطوير المؤسسات القوية وآليات المحاسبة”. ويضيف التقرير بأن  “العراق قادر على القيام ببعض الاصلاحات ولكنها ليست شاملة وفقا للمشهد الراهن”.

وجاء في تقرير المعهد، الذي استند إلى مقابلات مع مسؤولين وخبراء حاليين وسابقين، إن “ترتيبات تقاسم السلطة شملت جميع جوانب العملية السياسية، بما في ذلك تشكيل الحكومة والتوظيف وإدارة وتوزيع الموارد العامة. ومع ندرة الفرص الاقتصادية وتردي الخدمات العامة، إندلعت الاحتجاجات الشعبية، ودعا المحتجون إلى إجراء إصلاح كامل للنظام السياسي. ولهذا فالعراق على حافة الهاوية وهناك حاجة ماسة للتخفيف من الأزمات الحالية التي تضر بالمواطنين وتهدد استقرار الدولة وتنذر بحدوث توترات وأعمال عنف”.

وتابع التقرير “ وبينما يرى كثيرون أن الابتعاد عن تقاسم السلطة القائم على الطائفية هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة، تحتاج عملية الانتقال هذه إلى سنوات، خاصة وأن النظام السياسي راسخ وبعض الداعين إلى التغيير مازالوا يستفيدون من الوضع القائم”. وبين التقرير “ إن إصلاح النظام السياسي ذاته مطلوب إلا أن حدوثه غير محتمل على المدى القصير، ولكن بإمكان العراق القيام بخطوات للإصلاح من داخل النظام تؤدي إلى تحسين نظام الحكم وتقديم خدمات عامة بشكل أفضل”.

توصيات دعا لها العراقيون كثيرا

ويقترح تقرير المعهد السويدي، “إعطاء أولوية لأن تكون الحكومة المقبلة مستقرة، وهو ما يعني ضرورة أن تتجنب الكتل السياسية الخلافات والمماطلة في تشكيل الحكومة. وهذه الحكومة يجب أن تعكس اختيارات الناخبين، وليس مصالح النخب السياسية، وأن تقدم برنامجا واقعيا لمعالجة التحديات التي تواجه البلاد”. كما أوصى التقرير بإعطاء الأولوية لمعالجة مشكلة الفساد، باعتماد الاستراتيجيات والسياسات اللازمة لمحاربته، وإنشاء وتعزيز الهيئات المستقلة، والتحقيق في ملفات الفساد، وجعل ممارسة الفساد أكثر صعوبة. وتابع “يجب جعل النظام المصرفي أكثر سهولة وجدارة بالثقة، وهو ما يساهم أيضا في معالجة الفساد من خلال زيادة الشفافية والرقابة المالية وتشجيع المواطنين على الابتعاد عن النظام القائم على التعاملات النقدية”.

ويشير التقرير إلى إن “التنويع الاقتصادي وزيادة الوظائف أمران حتميان في المرحلة المقبلة، ويجب أيضا تسهيل بيئة الأعمال التجارية بخفض الإجراءات البيروقراطية، وتسهيل الاستثمار الأجنبي”. ومن ضمن توصيات التقرير أيضا زيادة الإنفاق الحكومي على أنظمة الرعاية الصحية والبنية التحتية الخاصة بها لتحسين الحصول على خدمات صحية جيدة، وعلى وجه الخصوص يجب الالتفات إلى تحسين ظروف عمل الكوادر الصحية وزيادة الحوافز المقدمة لهم لتشجيعهم على العمل والبقاء في العراق. ويضيف التقرير “لا بد من تبني خطة تعليمية واضحة تلبي احتياجات التنمية البشرية في العراق وتضمن حصول الخريجين على المهارات اللازمة لدخول سوق العمل، بالإضافة إلى عدم تسييس إدارة قطاعي الكهرباء والمياه وضمان عدم قيام الاعتبارات السياسية والطائفية بإعاقة إدارة هذين الموردين الهامين لحياة الناس، وإقامة هيئات مستقلة لإدارة الموردين تتولى المسؤولية عن تنفيذ استراتيجيات طويلة المدى لإعادة هيكلة القطاعين”.

وبحسب التوصيات أيضا “يجب أن تعمل هذه الهيئات بالتنسيق الوثيق مع المؤسسات ذات الصلة لضمان استمرارية تنفيذ الخطط حتى مع تغيير الحكومات، ويجب أن تكون هناك رقابة قوية وآليات لمكافحة الفساد في هذه الهيئات المستقلة، كما تجدر الاشارة إلى اهمية ان يستفيد العراق بشكل أفضل من مصادر الطاقة المتجددة لمعالجة النقص المزمن في الطاقة، وتبني استراتيجية للطاقة الخضراء يمكن أن تحقق استدامة طويلة المدى في هذا القطاع”.

لا توجد نوايا للتغيير

وحين إستوضحت “طريق الشعب” رأي الباحث في الشأن السياسي أحمد التميمي بالأمر، أكد بأن نظام المحاصصة الطائفية قد أهدر “فرصة ثمينة بعد تغيير النظام السابق لبناء بلد مؤسساتي وديمقراطي حقيقي، مما جعل الأوضاع السابقة في زمن الدكتاتورية وفق اطارها العام مكّملة لما يجري الآن وهذا أمر مؤسف”.

وأوضح التميمي لـ”طريق الشعب”، أن “أي توجه فعلي لترسيخ الديمقراطية غير موجود في العراق من قبل القوى الحاكمة، حيث تم مسخ غالبية بنود الدستور وقسمت السلطة وفقا للطوائف والقوميات وأصبحت الدولة أشبه بالاقطاعيات السياسية التي تُحمى بواسطة المال السياسي والسلاح والعلاقات الخارجية، وجرى اختزال الديمقراطية بصندوق الاقتراع فقط وهذا ما أكده متنفذون كثيرون وفي مناسبات عديدة. ويمكن للنتائج الحالية أن تجيب عن أحوال البلد وما آل اليه بسبب هذا النمط من التفكير”. وأردف التميمي قائلاً “ لا توجد دولة حقيقية لها سيادة وشكل اقتصادي وعلاقاتي واضح حتى الان، فأمور البلد تعود إلى الأحزاب المتمسكة بالسلطة وليست هنالك تقاليد حكم ديمقراطية سليمة. ولهذا وبحسب ما يشير اليه التقرير السويدي فأن الاحتجاجات العراقية التي انطلقت لم تكن أمراً مفاجئاً بل هو نتيجة تناقضات هائلة بين قوى السلطة والمواطنين المحرومين، توجت بانتفاضة تشرين التي مثلت شرائح واسعة من ابناء الشعب”. وحذر التميمي من “مستقبل مجهول على المستوى السياسي والاقتصادي والأمني ما لم تكن هنالك مراجعة شاملة للأداء النيابي والحكومي بخصوص إدارة الدولة”.

إيضاح واجبات الدولة

من جهته يعتقد الخبير الاقتصادي علي تويج، بأنه يجري التركيز دوماً على الجوانب السياسية، غير أن التأثير الأعظم إنما هو للجانب الاقتصادي. ورغم ارتباطه مع الأول، فهو يمس بشكل مباشر حياة المواطنين وبات رهينة للقرارات الحزبية والكتلوية للمتنفذين وهذا سوف يستمر ما لم تفصل سلطة الدولة عن تأثير هذه الأطراف.

ويقول تويج لـ “طريق الشعب” “لن نرى أي تقدم ملحوظ في الجانب الاقتصادي ما لم تكن هنالك عقوبات رادعة وقاسية بحق الفاسدين ومن سرق مئات المليارات منذ 2003 وإلى الآن. وهذا الملف يجب ان يفتح بشكل تام فمجمل العملية تنص على ان ثلث ميزانيات العراق سرقت بينما الفساد مستمر على قدم وساق”. وقارن السيد تويج بين التخصيصات التي ترصد للانفاق العسكري و المخصصات والنثريات للمسؤولين وبين ما يرصد للتعليم، حيث لا يتجاوز الأخير أكثر من 10 في المائة من الأول، فيما تعاني الصناعة والسياحة والتجارة والتربية والقطاعات الكفيلة ببناء البلد والنهوض فيه من تدهور شامل.

************

وثائق المؤتمر الـ 11

التغيير المنشود وسبل تحقيقه

بينما تستمر حالة الاستعصاء السياسي وتنامي أزمة نظام الحكم في العراق، وعجز القوى المتنفذة عن إيجاد الحلول لها، تنمو الكتلة الجماهيرية المتطلعة للتغيير وتكبر، ويتعاظم تأثيرها يوماً بعد آخر.

فالأزمة التي تواجهها البلاد هي بطبيعة الحال أزمة بنيوية، ترتبط اسبابها ليس فقط بأسلوب التغيير الذي تم عبر الحرب والاحتلال، وبالتركة الثقيلة للنظام المباد، وانما أيضا بطبيعة نظام الحكم الجديد ونهجه المستند إلى المحاصصة الطائفية – الاثنية في قيادة الدولة، وتغليب الهويات الفرعية على قاعدة المواطنة العراقية الجامعة وقيمها، وتوظيف الدين لخدمة مطامح سياسية ومصالح اقتصادية ضيّقة. كذلك اتسامها بتفاعل العديد من العوامل الداخلية والخارجية المؤثرة فيها، وبما تعرض اليه وطننا من عنف وتخريب وموجات إرهابية دامية.

وبات واضحاً، أن الصراعات المحتدمة التي شهدت فصولها السنوات الماضية ترتبط بشكل جوهري بالصراع على شكل الدولة وهويتها وماهيتها، وعلى طبيعة النظام السياسي والاقتصادي - الاجتماعي الجديد.

دور النضال الجماهيري في تحقيق التغيير

يدرك ابناء شعبنا أن الاحتجاج والتظاهر السلميين هما من أهم آليات التغيير الديمقراطية، وهو ما كفله الدستور العراقي. ولعبت الحركات الاحتجاجية في العراق، ومنذ العام 2011، دورا بارزا في دفع العملية السياسية نحو مسار الإصلاح والتغيير. وتوجه الملايين من أبناء شعبنا إلى سوح الاحتجاج والتظاهر والاعتصام، في صولات عديدة وصولاً إلى انتفاضة تشرين في العام 2019 رافضة الواقع المأساوي وحالة التردي على مختلف الصعد، متطلعة إلى حياة أفضل.

ورفعت تلك الحركات الاحتجاجية شعارات عديدة، منها ما هو مطلبي يخص الخدمات والمعيشة، ومنها ما هو سياسي: “الشعب يريد إصلاح النظام”. لكن الطابع السياسي للشعارات أخذ حيزا أكبر في الحركة الاحتجاجية خلال انتفاضة تشرين، وتجلى ذلك في الشعار الرئيسي للانتفاضة “نريد وطن”.

ويوضح ذلك أن الجماهير باتت تعي، بشكل جلي، أن سوء الخدمات وشظف العيش وغياب الأمن والاستقرار، كلها نتائج لفشل منظومة الحكم وآٍليات إدارة الدولة. إن هذا التحول في الوعي الجماهيري، وفهم طبيعة الأزمة ومسبباتها، يجعل من الجماهير لاعباً اساسياً في العملية السياسية.

لقد عملت القوى السياسية النافذة، خلال السنوات الماضية، على فرض رؤيتها المرتبطة بمصالحها الضيقة على العراقيين. لكن واقع الحال لم يعد كذلك، فقد أدرك العراقيون حقيقة وأهمية مقولة “أن الحقوق لا تمنح.. بل تنتزع”.

إن التمسك بذات النهج الفاشل، وعدم تقديم حلول لما تراكم من أزمات، يرشّح استمرار اندفاع الجماهير إلى ميادين الاحتجاجات. ويجعل من الصعب تصور انتهاء تلك الحركات الساعية إلى التغيير. ويتوهم من يظن ان إرادة الشعب، بعد أن شدت عزمها نحو حياة كريمة، يمكن كسرها أو إضعافها، مهما أمتلك المتنفذون من نفوذ وقوة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مقتطفات من التقرير السياسي الذي أقره المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي

**************

تعدد السلطات احد اسبابها.. مواطنون  في سنجار وخانقين لـ «طريق الشعب»: مناطقنا تعاني  من نقص الخدمات

بغداد ـ عبد الله لطيف

يشكل تعدد السلطات الموجودة في المناطق التي تشترك في ادارتها الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم عائقاً أمام تقديم الخدمات هناك، الأمر الذي دفع بالمنظمات المحلية والدولية أن تأخذ زمام المبادرة، لتقديم ما يمكن تقديمه بعد الإهمال الواضح لهذه المناطق. كما ان تبادل الأدوار بين حكومة الإقليم والمركز على إدارة هذه المناطق يسبب لها كل يوم المزيد من المتاعب والصعوبات.

 وتشكل هذه المناطق مساحة قدرها 40 ألف كيلو متر، وتعد من أهم مناطق العراق لما تحمله من تنوع مكوناتي كبير، ويسكنها ما يزيد عن 3 ملايين نسمة.

سلطات تعرقل الخدمات 

قال الناشط مهند سنجاري في تصريح لـ “طريق الشعب”: أن وجود أكثر من سلطة في سنجار يعرقل تقديم الخدمات فيها، حيث يفتقر القضاء إلى الإدارة الموحدة التي تدير شؤونه، كما أن الاجواء السياسية فيه مشحونة جداً.

وأضاف “ إن سنجار بحاجة إلى كل الخدمات منها زيادة عدد المراكز الصحية والمدراس، لأن عدد الأبنية الصحية والتعليمية في القضاء قليلة جداً فضلاً عن انها تعاني من نقص في الكوادر”. وأكد الناشط سنجاري “ إن الخدمات المقدمة في القضاء هي من قبل المنظمات المحلية والدولية فقط”، مبيناً أن “المنظمات تعمل على إعادة تأهيل المدراس وانشاء صالات الولادة وبناء المراكز الصحية، وتشجير الحدائق العامة، لكن عمل المنظمات قليل بالمقارنة مع حجم الدمار والحاجة  في القضاء”.

وأوضح “ أن القسم الشمالي من القضاء لم يتضرر مثل القسم الجنوبي كون أن التنظيمات الإرهابية انسحبت منه ولم تقاوم القوات الحكومية”، مؤكداً أن “نسبة الدمار في القسم الشمالي ٢٥ في المائة فقط، بينما دمر القسم الجنوبي بالكامل”.

ولفت سنجاري إلى أن “القرى التي تقع جنوب القضاء مثل العزير وسيبه كانت محاذية لقرى أخرى محتلة من قبل تنظيم داعش الارهابي، ولذا تعرضت هذه القرى للنهب والتخريب، وسرقوا كل شيء حتى الأبواب والشبابيك، وتحتاج هذه القرى إلى جهد حكومي كبير، لإعادة تأهيلها”. ولم يرد السيد محما خليل قائممقام سنجار على اتصالات مراسل “طريق الشعب” للمزيد من الإيضاح!

خدمات متواضعة

وفي خانقين قال الناشط أمير علي “ إن الخدمات المقدمة في هذا القضاء متواضعة، خصوصاً على مستوى الطرق والمجاري، بالمقارنة مع مناطق إقليم كوردستان”. وأضاف علي لـ “طريق الشعب”، “ أن هناك سبع مناطق أنشأت في خانقين بعد سقوط النظام، لم يتم ربطها بمنظومة المجاري، ولم تعّبد فيها  الشوارع، رغم ان وقتاً طويلاً قد مضى على انشائها”.

وأوضح علي “ أن مستشفى خانقين العام أُنشأ قبل عقود، وأصبح متهالكاً وينقصه الكثير من الأجهزة، واغلب المرضى ينقلون أما إلى مستشفيات في بعقوبة أو في السليمانية.

وتابع الناشط علي يقول “ في الأعياد والمناسبات يتوجه أهالي القضاء الى السليمانية لأن خانقين تفتقر إلى أماكن ترفيهية”. وأشار علي إلى أن “حكومة الإقليم قدمت بعد سقوط النظام بعض الخدمات للقضاء، بينما كانت بلدية القضاء التي تتبع الحكومة الاتحادية متقاعسة عن أداء مهامها إلى يوم 16 تشرين الاول 2017، حيث بدأت بلدية القضاء بتقديم الخدمات”.

وأكد أن “مشاريع الإقليم في القضاء توقفت قبل ذلك التاريخ بسبب الأزمة المالية في الإقليم، بالإضافة إلى الأوضاع السياسية، مثل بناية مديرية زراعة خانقين وطريق خانقين ـ المنذرية ومشاريع الإسكان”، مبيناً أن “الطرق الخارجية لخانقين سيئة، خصوصاً طريق خانقين ـ كلار”. وذكر علي أن “النواحي التابعة للقضاء تعاني من نقص كل الخدمات خصوصاً جلولاء والسعدية وقرة تبه”.

جيدة ولكنها

قائممقام خانقين السيد دلير سايه أشار إلى أن “الخدمات في القضاء جيدة لكنها اقل من خدمات إقليم كوردستان”، مضيفاً أن “القضاء في السابق كان يحصل على موازنتين من الإقليم ومن حكومة المركز، هذه الحالة افتقدناها منذ عام 2014”.   

ودافع سايه في حديث لـ”طريق الشعب”، عن الخدمات في القضاء قائلاً: لو قارنا الخدمات في القضاء مع باقي الخدمات في اقضية ديالى لوجدناها أفضل بكثير، لكنها بشكل عام لا تلبي الطموح، مشيراً إلى وجود تلكؤ في المشاريع وبعض حالات الفساد. وذكر أن “تأخير الموازنة السنوية المخصصة للقضاء من أكبر التحديات التي تواجه عملنا”.

******

الصفحة الرابعة

الصراعات والنزاعات تزيد عديد المهاجرين في العالم.. مسؤول اممي: النزوح العراقي هو الأكبر في منطقة الشرق الأوسط

بغداد – طريق الشعب

في 4 كانون الأول عام 2000، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة ان يوم 18 كانون الأول  من كل عام، يوما دوليا للمهاجرين، نظرا إلى الأعداد الكبيرة والمتزايدة لهم حول العالم، وبغية تحقيق اهتمام أكبر بالاتفاقية الدولية لحماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم.

من هو المهاجر

تعّرف الجمعية العامة للأمم المتحدة، المهاجر بأنه “شخص ينتقل عبر الحدود من مكان لآخر، اذ يرغب كثير من الأشخاص، بالهجرة إلى خارج بلدانهم، من أجل تحسين ظروفهم الاقتصادية والاجتماعية، دون الوعي بالمخاطر والعراقيل التي تواجههم، والتي قد تؤدي بحياتهم”.

فيما تُعرِّف وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة (IOM) المهاجر بأنه أي شخص ينتقل أو انتقل عبر حدود دولية أو داخل دولة ما بعيدًا عن مكان إقامته المعتاد، بغض النظر عن الوضع القانوني للشخص، وما إذا كانت الحركة طوعية أو غير طوعية، وبغض النظر عن أسباب الحركة أو مدة الإقامة.

وتشدد المفوضية السامية على التفريق بين المهاجرين واللاجئين، وترفض اعتبار اللاجئين فئة فرعية من المهاجرين، خاصة بعد اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان نيويورك بشأن اللاجئين والمهاجرين. لقد شكّل اتفاق نيويورك مجموعة من الالتزامات الصارمة لتعزيز آليات حماية الأفراد أثناء هجرتهم، ودعمهم وضمان هجرة آمنة ومنتظمة، ودمجهم بداخل البلاد المضيفة لهم، إضافة إلى إنماء الوعي بالصعوبات والتحديات التي يوجهونها أثناء الهجرة. كما مهد الاتفاق الطريق لاعتماد ميثاقين عالميين جديدين في عام 2018، الميثاق العالمي بشأن اللاجئين والميثاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والمنتظمة.

ما معنى الهجرة

الهجرة اصطلاحاً، تعني انتقال الأفراد من مكانٍ (كالبلد الأم) إلى آخر، بغرضِ الاستقرار في المكان الجديد. وهي حركة ناس يتمّ التنقل فيها بشكلٍ فردي أو جماعي من موطنهم الأصلي إلى وطن جديد. وللهجرة اسباب عديدة منها:

  • البحثُ عن عملٍ أفضل من العمل السابق.
  • الهروب من حالات الحرب في الدول التي تعانيّ من الحروب بشكل دائم.
  • اللّجوء السياسي أو الإنساني للخلاص من اضطهاد فكري أو ديني أو اجتماعي.
  • الهروب من الكوارث الطبيعيّة، مثل الأمراض، والمجاعات، والزلازل، والبراكين.

ويمكننا تلخيص أنواع الهجرة بالآتي:

  • الهجرة الداخليّة: وهي هجرة السكان مِن منطقةٍ إلى أُخرى في نفس وطنهم، مثلا الهجرة من الرّيف إلى المدينة.
  • الهجرة الخارجية: هي هجرة الأفراد من وطنهم الأم إلى دولةٍ أُخرى قريبة أو بعيدة.
  • الهجرة السرية: التي تعد من أخطرِ أنواع الهجرة، إذ تعتمد على الهروب دون استخدام وثائق ثبوتية أو أية أوراق رسمية، وغالباً ينتج عنها العديد من النتائج السلبية على المهاجرين مثل القبض عليهم، أو تعريض حياتهم للخطر وربما تكون النهاية بموتهم.

نشأة منظمة الهجرة الدولية

مع ازدياد الهجرة من بلد إلى بلد، وازدياد أعداد المهاجرين عاماً بعد أخر، كان من الضروري إنشاء منظمة تساعد المهاجرين وتهتم بشؤون الهجرة، وتؤمن بأهمية الهجرة للإنسان، وعليه تم تأسيس منظمة الهجرة الدولية التي يرمز لها بـ (IOM) عام 1951 م، وذلك بعد الفوضى التي حدثت في أوروبا غداة الحرب العالمية الثانية، فتشكلت لجنة دولية مؤقتة لحل مشاكل اللاجئين والمهاجرين، وتم تغيير اسم هذه المنظمة أكثر من مرة، إلى أن ثبت اسمها على (منظمة الهجرة الدولية) وذلك في عام 1989.

وتعد منظمة الهجرة الدولية المنظمة الوحيدة في العالم التي تهتم بشؤون المهاجرين وتفاصيل عملية الهجرة مهما كانت الأسباب والدوافع، سواء كانت اقتصادية أو سياسية أو دراسية أو غيرها.

التقارير الدولية لمنظمة الهجرة

 تصدر عن المنظمة الدولية للهجرة تقارير سنوية تخص المهاجرين ومناطقهم وأسباب الهجرة والظروف التي يعيشونها خلال الهجرة او السكن في البلد الثاني. وأشارت التقديرات العالمية لعام 2020 الصادرة عن المنظمة الدولية للهجرة إلى وجود حوالي 281 مليون مهاجر دولي في العالم، وهو ما يعادل 3.6 في المائة من سكان العالم.

وبشكل عام زاد العدد التقديري للمهاجرين الدوليين خلال العقود الخمسة الماضية، اذ كان العدد الإجمالي في عام 2020 أكثر بـ 128 مليون إنسان عنه في عام 1990 وأكثر من ثلاثة أضعاف العدد المقّدر في عام 1970. وشهدت آسيا أكبر نمو خلال الفترة 2000 - 2020 وذلك بنسبة 74 في المائة (حوالي 37 مليون شخص بالأرقام المطلقة)، فيما احتلت أوروبا ثاني أكبر نمو خلال هذه الفترة، بزيادة قدرها 30 مليون مهاجر دولي.

ووفقا لتقرير “الهجرة العالمي لعام 2020”، فأن 52 في المائة من المهاجرين هم من الذكور، و48 في المائة هم من الإناث، وأن 74 في المائة من جميع المهاجرين الدوليين كانوا في سن العمل (20-64 سنة). وتأتي الولايات المتحدة في مقدمة لائحة البلدان المقصودة، بحوالي 15 مليون مهاجر، تليها ألمانيا والمملكة العربية السعودية بـ 13 مليون لكل منهما. وفي تقارير سابقة نشرتها الأمم المتحدة، فإن عدد المهاجرين كان 173 مليون مهاجر عام 2000، وقد ارتفع في عام 2005 إلى 191 مليون شخص، وإلى 222 مليون مهاجر بحلول عام 2015، فيما وصل أعدادهم إلى 258 مليون مهاجر خلال عام 2018. ويشير ذات التقرير إلى أن عدد المهاجرين الدوليين على مستوى العالم في عام 2019 بلغ 272 مليون مهاجر، وقدرت النسبة بـ 3.5 في المائة من عدد سكان العالم.

وفي الوقت الذي كان فيه المهاجرون يشكلون 2.9 في المائة  من سكان العالم في عام 1990، فإن هذه النسبة ارتفعت إلى 3.3 في المائة في عام 2015، ما يعني أن واحدا من بين كل 30 شخصا حول العالم مهاجر إذا ما تمت مقارنتها بعدد سكان العالم البالغ 7.3 مليار نسمة.

وبحسب معطيات مركز تحليل البيانات العالمية حول الهجرة، فقد شهد عام 2016 تعرض مليونين ونصف المليون مهاجر غير نظامي لعمليات تهريب المهاجرين، واختفى 6163 مهاجرا خلال عام 2017، فضلا عن اختفاء 2125 مهاجرا خلال الأشهر الـستة الأولى من عام 2018. ومن جهة أخرى، شهد عام 2017 عودة 72176 مهاجرا إلى بلدانهم بشكل طوعي. كما شهد العام نفسه، نزوح 18 مليون و800 ألف شخص في 135 دولة حول العالم، داخل حدود بلدانهم نتيجة الكوارث الطبيعية الفجائية.

ونقلا عن موقع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن أكثر من 82.4 مليون شخصٍ حول العالم قد اضطروا للفرار من ديارهم، منهم 26.4 مليون لاجئ (كان نحو نصفهم دون الثامنة عشرة من العمر)، وهناك أيضاً ملايين الأشخاص عديمي الجنسية ممن حرموا من الحصول على الجنسية والحقوق الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية والعمل وحرية التنقل.

وأضاف الموقع بأنه و “على الرغم من فيروس كورونا، فقد ارتفع عدد الأشخاص الفارين من الحروب والعنف والاضطهاد وانتهاكات حقوق الإنسان في عام 2020 إلى ما يقرب من 82.4 مليون شخص، وذلك وفقاً لآخر تقرير للمفوضية حول” الاتجاهات العالمية” الصادر في جنيف مؤخراً”.

نسب وأعداد المهاجرين العراقيين

كان هناك عدد متزايد من اللاجئين الفارين من العراق إلى جميع أنحاء العالم طوال السنوات الـثلاثين الماضية، أي منذ أحداث العراق المتصاعدة بسبب الصراعات كالحرب العراقية الإيرانية (1980-1988)، وغزو العراق للكويت (1990) وحرب الخليج (1991)، والعقوبات اللاحقة ضد العراق. وقد بلغت ذروة هذه المشكلة إثر أعمال العنف بعد عام 2003، مما اضطر الملايين من العراقيين الهجرة بسبب انعدام الأمن. ففي نيسان 2007 كان هناك أكثر من 4 ملايين لاجئ عراقي في جميع أنحاء العالم، كدول الشرق الأوسط المجاورة وأوربا وأمريكا وغيرها. وقد قال مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين إن النزوح العراقي الحالي هو الأكبر في منطقة الشرق الأوسط منذ النزوح الفلسطيني عام 1948. من جهتها أعلنت مؤسسة القمة “لوتكه” المعنية بشؤون اللاجئين في العراق أن “ قرابة 34 ألف شخصا هاجروا البلاد قاصدين دولا أخرى من العالم خلال أول شهرين وآخر ثلاثة أشهر من العام 2020 الذي شارف على الانتهاء”.

 وكشفت إحصائية جديدة عن أعداد المهاجرين العراقيين إلى بلدان الخارج خلال الأشهر الـثمانية السابقة من العام 2021، والتي بلغت 37250 عراقيا حسب رئيس المؤسسة آراي جلال. وأضاف جلال بأن 10 مهاجرين قد توفوا بينما 12 آخرون بات مصيرهم مجهولاً.

بذات السياق نشرت مؤسسة القمة المتخصصة بشؤون اللاجئين في اقليم كوردستان والعراق إحصائية لعدد اللاجئين العراقيين في 35 دولة بالعالم خلال السنوات الخمس الماضية. وتضمنت الإحصائية تعداد اللاجئين منذ عام 2015 – 2020. ففي عام 2015 هاجر 186422 شخصاً، توفى 25 منهم وفُقد سبعة أخرون. وفي عام 2016 هاجر 160717 شخصاً، توفي منهم 78 شخصا وفُقد 54 آخرون. وفي عام 2017 هاجر 92691 شخصا توفي منهم 29 شخصاً وفُقد 67 مهاجراً. وفي عام 2018 هاجر 69203 شخصاً توفي منهم 54 وفُقد 18 شخصاً. وفي عام 2019 هاجر 53240 شخصا توفي منهم 47 شخصاً وأعتبر عشرة من المفقودين. وفي 2020 توفي حتى الآن 9 اشخاص وفُقد 15 اخرين، بحيث بلغ المجموع الكلي للمهاجرين العراقيين طيلة الأعوام الخمسة الماضية 562293 شخصا، توفي 242 منهم وفقد 171 اخرون.

العراق يرفض الترحيل القسري

واعتمادا على ما قاله النائب السابق والفائز حالياً حسين عرب فأن البلاد تفتقد إلى إحصائيات دقيقة ومركزية بأعداد اللاجئين العراقيين في الخارج، والذين لم تكن أعدادهم تتجاوز المليونين قبل 2003، ومن المرجح بأن نحو ثلاثة ملايين آخرين قد أضيفوا لهم من 2003 إلى 2014. وأضاف (أن ألمانيا وأميركا هما أكثر الدول التي استقبلت اللاجئين العراقيين، أما باقي الدول فلديها ضوابط وتعليمات شديدة بالحد منهم). كما لفت الانتباه إلى أن العراق يشجع العودة الطوعية، لكنه يرفض الترحيل القسري، الذي تمارسه بعض الدول بحق اللاجئين العراقيين”.

وفي ذات الموضوع نشرت مؤسسة عراق المستقبل للدراسات الاقتصادية، في حزيران 2021، بياناً يقّدر عدد العراقيين المقيمين في الخارج بنحو 4 ملايين شخص. وقالت المؤسسة في البيان “ يُقدر اعداد العراقيين المقيمين خارج العراق بين 3-4 ملايين شخص ويمثل معدل التحويل السنوي للشخص الواحد إلى العراق بحدود 250 مليون دولار سنويا وبلغت اعلى قيمة للتحويلات في سنة 2017 مليار دولار امريكي”. وتابع البيان القول “ يبلغ معدل التحويلات السنوية للدول بحوالي 3.8 مليار دولار سنويا وتمثل 4 في المائة من الناتج المحلي للدول”.

معدل متزايد

بدورها اعلنت منظمة الهجرة الدولية IOM، يوم 19 -12 -2019، بأن ما بين 4 – 5 ملايين مواطن عراقي، قد غادروا البلاد خلال السنوات الثلاث الماضية. وذكر مستشار السياسات الأقدم في المنظمة الدولية للهجرة، فالدمانيس فينسنت، في تصريح صحفي نقلته وسائل إعلام عراقية إلى أن دراسة لملف الهجرة والنزوح في العراق، قد أجريت، وهي تعد الأولى من نوعها كونها تمت بالتنسيق مع أكثر من ست وزارات حكومية”. ولفت مستشار المنظمة الدولية، إلى أن “معدل الهجرة في العراق ارتفع بنسبة 32.997 في المائة، كما أن أرقام المهاجرين قد بلغت 4 إلى 5 ملايين عراقي في السنوات الثلاث الماضية”. وكانت الولايات المتحدة الامريكية قد أعلنت بأن العراقيين هم أكثر الشعوب العربية في الحصول على الجنسية الامريكية خلال العام 2018، حيث حصل 8047 شخصاً على المواطنة الأمريكية. وفي التعداد الأخير عام 2019 قـّدر عدد المهاجرين العراقيين، بخمس ملايين في دول العالم بينهم أكثر من 150 ألف عراقي داخل أمريكا.

وجددت أزمة المهاجرين العراقيين في ليتوانيا الحديث عن معاناة اللجوء حيث أصدر “الاتحاد الدولي”، اخيرا بياناً بشأن المهاجرين العراقيين في أوروبا. وأعرب الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر واللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان تلقته (طريق الشعب) عن قلقه إزاء المآسي الإنسانية التي تتكشف على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا وليتوانيا، حيث لقي ما لا يقل عن 10 أشخاص حتفهم، وهم الذين عُلم بوفاتهم إلى الآن، من بينهم صبي يبلغ من العمر 14 عاما بسبب انخفاض درجة حرارة الجسم.

مستويات خطيرة

وتقول السلطات الليتوانية إن هجرة العراقيين غير النظامية إلى دول أوروبا عبر “بيلاروسيا” ثم “ليتوانيا” بلغت مستويات خطيرة، الأمر الذي دفع ليتوانيا إلى مخاطبة وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين بطريقة رسمية نهاية تموز المنصرم، في سبيل التعاون لإيقاف هذا النوع من الهجرة، إلا أن العراق أكد أنه لا يمكنه التعاون على اعتبار أن العراقيين لا يرتكبون أي أخطاء أثناء خروجهم من العراق بشكل رسمي.

ويتلخص الموقف العراقي الحالي في أنه لا يمكن للحكومة منع سفر مواطنيها إلى أي مكان يرغبون به ما دام ذلك يتم بشكل رسمي. ووفقا لبيان صدر عن مستشار الأمن الوطني العراقي قاسم الأعرجي، فإن “العراق لا يشجع مواطنيه على الهجرة، ولكن بعض السياح العراقيين يتم التغرير بهم من قبل عصابات الهجرة غير الشرعية ويقررون الهجرة”. وأعلنت وزارة الهجرة العراقية، أنّ أكثر من 4 آلاف مواطن عراقي ما زالوا عالقين على الحدود بين بولندا وبيلاروسيا، مؤكّدة أنها أوفدت مسؤولين من الوزارة لمتابعة الملف ومعالجته. كما أكّدت وزارة الخارجية العراقية، إجلاء أكثر من 3500 من العراقيين العالقين على الحدود البيلاروسية، من الراغبين في العودة الطوعية للبلاد، وسط تأكيدات بالاهتمام بمتابعة الملف.

 ******************************************

الصفحة الخامسة

مع اشتداد آفتي الفقر والبطالة.. ظاهرة سرقة أغطية المنهولات تتسع في عموم العراق

بغداد – وكالات

اتسعت خلال الآونة الأخيرة في العديد من مدن العراق، ظاهرة سرقة أغطية الصرف الصحي في الشوارع العامة والأزقة السكنية.

وتلاحق القوات الأمنية باستمرار عشرات المتورطين بعمليات السرقة هذه، التي تخلف خطورة كبيرة على سلامة المواطنين. فكثيرا ما يلقى أشخاص سابلة حتفهم أو يتعرضون لإصابات بالغة إثر سقوطهم في منهولات مسروقة الأغطية، ناهيك عن حوادث السيارات التي تتكرر جراء ذلك.

ومن الملاحظ أن هذه الظاهرة تتسع في المدن التي تعاني معدلات فقر مرتفعة. ويقوم سارقو الأغطية ببيعها لمعامل صهر وإعادة تدوير المعادن، بأسعار تصل إلى 100 ألف دينار للغطاء الواحد، وفقا لوزنه ونوع معدنه وحالته.

مشاريع لعصابات إجرامية

يقول مسؤول في وزارة الداخلية، انّ “مرتكبي هذا النوع من الجرائم، مشاريع لعصابات إجرامية أكثر خطورة. إذ إنّ أغلب سارقي أغطية المنهولات من المراهقين، ما يعني دخولهم إلى عالم الجريمة مبكراً، وانهم سيتطورون في أعمالهم الإجرامية تدريجياً”.

ويضيف في حديث صحفي انّ “الأمن اعتقل منذ مطلع العام الحالي 13 عصابة متخصّصة بسرقة أغطية الصرف الصحي، واكتُشِف تورّط بعضها بأنشطة إجرامية أخرى أكثر خطورة”.

ويلفت المسؤول الذي لم تعلن وكالة الأنباء عن اسمه، إلى أن مجموع أفراد تلك العصابات يصل إلى أكثر من 100 شخص، مبينا أن “هذه الظاهرة تتواصل لأسباب عدة، أبرزها سهولة العثور على الأغطية، وسرعة سرقتها وبيعها”.

وأكد أنه “تم اعتقال عدد من أصحاب معامل صهر الحديد والمعادن، لتعاملهم بالمواد المسروقة. وقد حُكم على بعضهم بالسجن لعامين وأكثر”.

الفقر.. هل يدفع نحو السرقة؟

الناشط الحقوقي أحمد الوائلي، يرى أنّ ظاهرة سرقة أغطية الصرف الصحي مرتبطة بمعدلات الفقر المرتفعة في البلاد، مضيفا في حديث صحفي، أن “أكثر المدن فقراً هي الأكثر معاناةً من هذه الظاهرة، وظاهرة السرقة عموماً. إذ لا يقتصر الأمر على سرقة أغطية المنهولات، بل يتعداها إلى سرقة الحقائب النسائية أيضاً والنصب والاحتيال، فضلا عن السطو المسلح الذي تكرر الفترة الأخيرة في بغداد والبصرة وغيرهما”.

ويعتقد الوائلي أنّ “تعامل الشرطة مع المتورّطين بهذه العمليات على أنهم مجرمون يجب الانتقام منهم، تصرف خاطئ وغير صحيح. إذ يجب البحث عن طرق مناسبة لإصلاحهم لا سجنهم في سجون واحدة مع إرهابيين ومدمني مخدرات وقتلة”.

ويتناقل ناشطون وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، بين وقت وآخر صوراً ومقاطع فيديو لعمليات سرقة تطاول أغطية الصرف الصحي.

حوادث مميتة

خلال تشرين الثاني الماضي، أعلنت مصادر صحية في مدينة كركوك، وفاة طفلة بسبب سقوطها داخل فتحة صرف صحي لم تكن تحتوي على غطاء.

وفي سياق ذي صلة، يقول النقيب محمد الجوراني، من شرطة بغداد، إنّ “سرقة أغطية المنهولات باتت تسبّب حوادث خطيرة، منها ما يصل إلى الوفاة، خاصة بالنسبة للأطفال”، مبينا أنه “في واحدة من هذه الحالات، فُقدت طفلة في منطقة سكنية، وبعد يومين من البحث عُثِر عليها أمام منزلها في فتحة مجاري سُرق غطاؤها، تبين أنها سقطت فيها أثناء لعبها أمام المنزل”.

ويضيف قوله، أن تلك السرقات تخلف أضرارا مادية أيضا، منها إغلاق شبكات الصرف الصحي بالطين والنفايات، إلى جانب الأضرار التي تلحق بالمركبات.

وكان مدير دائرة خدمة الصرف الصحي في ذي قار، حيدر الأسدي، قد كشف عن سرقة المئات من أغطية المجاري خلال تشرين الثاني الماضي، مبينا أن “300 غطاء سرقت في مناطق مختلفة من ذي قار خلال 30 يوما فقط، 50 منها في يوم واحد”.

وأشار الأسدي إلى ان سعر بعض الأغطية يكلف الدولة نحو 250 دولارا، وأن مجموع الأغطية التي سرقت هذا العام في ذي قار وحدها، يتجاوز الـ 700 غطاء. 

والشهر الماضي، أعلنت أمانة بغداد في بيان لها، اعتقال أحد سارقي أغطية شبكات تصريف مياه الصرف الصحي ومشبكات الأمطار، داعية المواطنين إلى مساندتها والإبلاغ عن حالات السرقة التي تحدث في مناطقهم وتزويد القوات الأمنية بالوثائق الصورية أو الفيديوهات عند توافرها، لتتمكن من إلقاء القبض على السارقين.

***************

عبور الشارع يستغرق 20 دقيقة في الفضيلية!

بغداد - آيات سعدون

يعاني سكان "الحي المهني" في منطقة الفضيلية ببغداد، صعوبة كبيرة في عبور الشارع الرئيس، خاصة في أوقات الزخم المروري. إذ إن السيارات تسير بسرعة قصوى على جانبي الشارع، فضلا عن الأعداد الكبيرة من مركبات التكتك والعربات التي تجرها الدواب. وهذه تسير حتى في الاتجاه المعاكس!

 ويقف المواطن على هذا الشارع بين 10 و20 دقيقة في انتظار أن يخف الزخم المروري ليحصل على فرصة للعبور! وفي كثير من الحالات نجى السابلة من حوادث دهس، خاصة بالنسبة للعائلات والأطفال.

هذا المشهد الخطير يستدعي من الجهات ذات العلاقة اتخاذ إجراءات عاجلة حفاظا على سلامة المواطنين. كأن يتم إنشاء جسر لعبور المشاة، أو نصب مطبات صناعية لإجبار المركبات على تخفيف سرعتها عند مناطق العبور.

ولا يفوتنا أن نذكر أن التقاطع الرابط بين مناطق الفضيلية والبلديات والمشتل، متضرر ويحتاج إلى صيانة عاجلة. فهو مليء بالتخسفات، الأمر الذي يتسبب في حصول اختناقات مرورية. فالمركبات هناك تحتاج إلى نحو 20 دقيقة لعبور التقاطع وقت الذروة.

ويقترح مواطنون في حديث لـ "طريق الشعب"، إنشاء جسر يربط منطقة المشتل بمنطقة الفضيلية، أو نفق يربط الأخيرة بمنطقة البلديات. فهناك أرض واسعة بإمكانها أن تسع هذا المشروع، وبذلك سيخف العبء عن المواطنين ورجال المرور أيضا.

************

وصل إلى 50 ألف دينار مطالبات بإعادة النظر في سعر بطاقة اللقاح الدولية

الكوت – وكالات

طالب عدد من المواطنين من سكان مدينة الكوت، الجهات الحكومية المعنية، بـ “ضرورة” إعادة النظر في السعر المقرر لبطاقة اللقاح الدولية، والذي وصل إلى 50 ألف دينار للشخص الواحد، مشيرين إلى أن إجراءات السفر لم تتوقف فقط على جلب البطاقة الدولية، إنما تعدت ذلك إلى مطالبة الشخص بجلب فحص “بي. سي. آر” حديث الإصدار. وقال المواطنون في حديث صحفي، أن هذه الإجراءات تشكل عبئا إضافيا على المواطن، الذي يعاني من الأساس ارتفاع أسعار المواد الغذائية والملابس وغيرها، إثر ارتفاع سعر صرف الدولار.  وفي الغضون، أوضحت دائرة صحة واسط أن سبب مطالبة المسافر بجلب فحص “بي.سي. آر” سالب، يعود إلى وجود حالات إصابة بفيروس كورونا من النوع الصامت. وقال مدير عام الدائرة، جبار الياسري، أن تلقي اللقاح لا يمنع الإصابة بالفيروس بنسبة 100 في المائة‏، الأمر الذي يتطلب اخذ مسحة حديثة للمواطنين الراغبين في السفر للتأكد من عدم إصابتهم بالفيروس، سيما من النوع الذي قد لا تظهر أعراضه على المصاب.

**************

أهالي ألقوش يتساءلون: من يضع حلا لأزمة الكهرباء؟

ألقوش – طريق الشعب

يعاني أهالي ناحية ألقوش في محافظة نينوى، انقطاع الكهرباء الوطنية فترات طويلة خلال اليوم، تضاف إلى ذلك معاناتهم جراء ضعف الطاقة التي تصلهم من المولدات الأهلية.

وفي الوقت الذي كان فيه أبناء الناحية يأملون أن تتحسن الكهرباء وتنتهي معاناتهم المستمرة معها منذ عقود، تأتي الجهات المعنية فتفرض عليهم مبالغ باهظة كجباية عن استهلاك الطاقة – على حد ما ذكره عدد من المواطنين لـ “طريق الشعب”.

وأوضح المواطنون، أنه قبل سنوات تم تحويل خدمة الكهرباء الوطنية في مدينتهم إلى شركة تابعة لإقليم كردستان، صارت تفرض عليهم جباية باهظة، بالرغم من تردي الكهرباء، مبينين أن مبالغ الجباية يتم تسديدها في قضاء الشيخان جنوبي الإقليم، وأنها تفرض أكثر بأضعاف على أصحاب المحال التجارية.

ولفت المواطنون، إلى أنه في الآونة الأخيرة ربطت الشركة في منازل السكان، مقاييس كهربائية، منعا للتجاوزات على الشبكة. وقد حددت لكل منزل 40 أمبيرا، مستدركين “لكن في الواقع، أن ما يصل من الطاقة للمنازل لا يتجاوز الـ 30 أمبيرا. وهذه لا تكفي لتشغيل جميع الأجهزة المنزلية”.

وأشاروا إلى أنه “عند انفصال خط الكهرباء بسبب زيادة الحمل عليه، يقوم المتضرر بمراجعة دائرة الكهرباء أو الاتصال بالكادر المسؤول عن المقاييس في الشركة المعنية لغرض إعادة التيار، لكنه يفاجأ بضعف استجابة تلك الكوادر. إذ تطلب منه الانتظار 10 دقائق، فينتظر وينتظر ودون جدوى!”.

هذه المشكلات تؤدي إلى تذمر الناس بشكل كبير، الأمر الذي يضطرهم إلى المطالبة بإيجاد حلول عاجلة. آملين أن تصل معاناتهم هذه إلى أنظار وزارتي الكهرباء في بغداد وإقليم كردستان، وإلى محافظ نينوى ومديرية كهرباء نينوى.

************

مواساة

* تعزي لجنة الاعلام المركزي في الحزب الشيوعي العراقي الرفيق معن كدوم بوفاة شقيقه د. عبدالهادي صالح كدوم (أبو نوار)، للفقيد الذكر الطيب ولرفيقنا والعائلة الكريمة الصبر الجميل والسلوان.

* يعزي المركز الإعلامي للحزب الشيوعي العراقي الرفيق بسام عبدالرزاق بوفاة عمته اثر مرض عضال، للفقيدة الذكر الطيب وللعزيز بسام والعائلة الكريمة الصبر الجميل والسلوان.

  * هيأة تنظيم الحزب الشيوعي العراقي في قضاء الحي تنعى الرفيق لطيف جاسم عاصي القريشي، الذي توفي اثر اصابته بمرض عضال.

للفقيد الذكر الطيب دوما ولعائلته الكريمة الصبر والسلوان.

كما تعزي صديق الحزب يحيى باقر الحيدري بوفاة ابنته ام حسن.

لها الذكر الطيب دوما ولعائلتها الكريمة الصبر والسلوان. 

* تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في النجف، الرفيق عماد الصفار بوفاة ولده.

الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان للرفيق عماد ولكل افراد عائلته الكريمة.

كما تعزي الرفيقين علي حسين والي والمهندس الزراعي فايق علي والي، بوفاة السيد عباس حسين والي، شقيق الأول وعم الثاني. 

لروح الفقيد الطمأنينة والسلام ولعائلته ورفيقينا الصبر والسلوان.

* تنعى منظمة الحزب الشيوعي العراقي في قضاء ابو الخصيب، رفيقها سلمان داود عطية (ابو حسان).

 وكان الفقيد قد لازم الحزب طيلة الفترة السابقة ولم ينقطع عنه.

له الذكر الطيب ولعائلته ورفاقه الصبر والسلوان.

* بمزيد من الحزن والأسى تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل الرفيقة نجاح محمد شلال (عزه)، شقيقة الشهيدة وصال والشهيدة جميلة.

والفقيدة من عائلة مناضلة أقدم النظام المباد على إعدام سبعة من أفرادها.

لها الذكر الطيب ولعائلتها خالص العزاء.

*ببالغ  الأسى والحزن تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى، الرفيق كريم الدهلكي بوفاة والدته إثر مرض عضال.

للفقيدة الذكر الطيب ولعائلتها في بعقوبة الصبر والسلوان.

* تعزي محلية النجف للحزب الشيوعي العراقي الرفيق علي حسين والي بوفاة شقيقه عباس حسين والي كما وتعزي الرفيق المهندس الزراعي فايق علي والي بوفاة عمه لروح الفقيد الطمأنينة والسلام ولرفاقنا من العائلة الصبر والسلوان.

*بمزيد من الحزن والاسى تعزي المحلية العمالية في الحزب الشيوعي العراقي، الرفيق مهدي جواد (ابو حازم) بوفاة شقيقه صالح جواد، الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لعائلته.

*الرفيق العزيز معن صالح (ابويسار) والعائلة الكريمة

*بحزن والم تلقينا نبأ وفاة أخيكم الدكتور عبد الهادي صالح الخميسي

بهذه المناسبة الأليمة نتقدم اليكم والى لعزيزة ام يسار، ولكل اهل واصدقاء الفقيد، بـخالص العزاء ومشاعر المواساة لهذه الخسارة المؤلمة، متمنين لكم الصبر والسلوان ولفقيدكم الغالي الذكر الطيب دوما.

منظمة الحزب الشيوعي العراقي في بريطانيا.

**************

الصفحة السادسة

وقفة اقتصادية.. موازنات بين عقم الفلسفة واقتصاد متهالك

ابراهيم المشهداني

من المفترض ان تكون الموازنات الاتحادية السنوية، تعبيرا مكثفا عن الخطط الاستراتيجية التنموية التي تستهدف على مدى أربع سنوات تحقيق نمو متصاعد في الاقتصاد الوطني ومعالجة الازمات الاجتماعية المتراكمة وخاصة بعد عام 2003 التي حولت لسوء ادارتها وضعف سياستها الاقتصادية والمالية المجتمع العراقي إلى طبقات وشرائح اجتماعية متفاوتة بشكل صارخ في مستويات دخلها.

   ولتوضيح  التخبط في تلك الموازنات وبالرغم من ضخامة الأموال المخصصة لها والتي وصلت إلى اكثر من 1520 تريليون دينار أوصلت المجتمع إلى هذا المستوى الكبير من الفقر والتفاوت الطبقي كونها تتمثل بالعديد من السمات المرضية  نذكر منها  اولا – التصاعد المتنامي في حجم التخصيصات المالية يصاحبها انخفاض في حصيلة المنجزات التنموية فعلى سبيل المثال كان حجم التخصيصات في موازنة 2004 بحدود 20 تريليون دينار وصلت في عام 2013 إلى ما يقرب من  138 تريليون دينار بسبب ارتفاع سعر البرميل من النفط  إلى 120 دولار  مما يشير اساسا  إلى ارتباطها بأسعار النفط، وثانيا - غياب فكرة توظيف الفوائض المالية في عمليات التنمية الاقتصادية في القطاعات الانتاجية عبر الموازنات الاستثمارية بهدف تنويع مصادر الدخل والثروة في ظل التوسع المالي غير المنضبط بغض النظر عن المردود الاقتصادي والايرادات المتأتية من النفط، وثالثا - التركيز في الموازنات على مفهوم العجز الافتراضي المخطط بما يقود إلى اتساع حجم التخصيصات المالية بشكل يفوق كثيرا حجم الايرادات المخططة، ما يشجع في كل موازنة إلى التوسع في الاقتراض اعتمادا على ارتفاع أسعار النفط دون حساب لتكاليفها خدماتها اللاحقة حتى وصل مجموع العجز للفترة بين عامي 2004 و 2019 إلى 259 تريليون  رغم عدم وجود عجز فعلي  باستثناء سنوات قليلة، ورابعا - اتساع نطاق النفقات التشغيلية التي تستحوذ على الجزء الاعظم من التخصيصات ففقرات الرواتب والاجور تشكل القسم الأعظم بسبب الفوضى في التعيين لأسباب سياسية دون وجود الحاجة في جهاز الدولة ومن ثم تحولها إلى بطالة مقنعة، بالإضافة إلى الانفاق غير الرشيد في فقرات أخرى من الانفاق،  وخامسا-  طغيان فلسفة موازنات الرقابة والبنود بعيدا عن موازنات البرامج فضلا عن خلوها  من الحسابات الختامية  وهي مخالفة دستورية تستلزم مساءلة الحكومة   والحجة الباهتة التي يتدرع بها مصممو الموازنات تحميلها على الوحدات الحسابية  في جهاز الدولة الاداري وكأنها عالم بلا رقابة.

   وللتدليل أكثر عل خطل تلك الموازنات ما حصل في موازنة 2021 من خلال التباهي في تعاظم الاحتياطي النقدي الناجم عن الزيادة في اسعار النفط أولاـ وثانيا في فشل الاداء الحكومي في صرف تخصيصات الموازنة، فقد اثبتت بيانات الموازنة المتوافرة أن نسبة تنفيذ هذه الموازنة حسب المصروف الفعلي لغاية تشرين الأول وصلت إلى 59 في المائة، فيما بلغت نسبة تنفيذ الموازنة الاستثمارية إلى 34 في المائة اي ان مجموع المصروف الكلي خلال هذه الفترة بلغ 76 تريليون  وان التخصيصات للموازنة الاستثمارية كانت 29 تريليون، غير أن المصروف الفعلي وصل إلى 10 تريليون دينار تقريبا بالرغم من وجود 755 مشروعا لم تتجاوز نسبة الانجاز فيها 20 في المائة، وان عدد المشاريع المتلكئة 359 مشروعا،  بما يعني أن 63 تريليون دينار لتلك الفترة لم يجر انفاقه، فان لم يتم التصرف به لصالح عملية التنمية وتحسين الخدمات وتحسين  معيشة فقراء الشعب فإنها ستذهب بشكل من الاشكال إلى جيوب الفاسدين  لهذا ينبغي تدويرها على موازنة 2022 .

  ان مراجعة لأية موازنة تعتزم الحكومة اعدادها في العام القادم لابد ان تأخذ في الاعتبار تغيير فلسفتها على ان تكون موازنة برامج وليست بنود وان تتخلص بدون تردد من كافة الامراض الني صاحبتها ومن أشدها تدميرا الفساد في العقود الحكومية والهدر المالي من خلال المبالغة غير المنطقية في حجم الانفاق الكلي العام مما يتطلب تنظيف الجهاز الحكومي من الفاسدين والفاشلين واعادة البنية الاقتصادية على اساس واقعي بعيدا عن السفسطة التنظيرية غير المنتجة.

****************

دبلوماسيون يشككون في الموقف الأمريكي.. العراق يسدد تعويضات الكويت كاملة متى يخرج من “الفصل السابع”؟

بغداد ـ طريق الشعب

سدّدتْ وزارة المالية، مؤخرا، عن طريق البنك المركزي العراقي، آخر مبلغ من تعويضات حرب الكويت، والبالغ 52.4 مليار دولار، مؤديا كافة التزاماته القانونية والسياسية و المالية المفروضة عليه بموجب قرارات مجلس الامن والامم المتحدة، على اثر قيام النظام المباد بغزو الكويت في العام 1990.

مطلوب الآن من مجلس الأمن استصدار قرار بإخراج العراق كلياً من بنود الفصل السابع وإنهاء عمل كافة اللجان والمؤسسات المالية والمصرفية، التي تمارس دور الوصاية على عائدات النفط، وعلى حرية الاستيراد، و على إجراء المعاملات المالية والنقدية.

هل تتحرك الحكومة؟

وقال رئيس لجنة الخبراء الماليين الدكتور عبد الباسط تركي، إن العراق يقترب من الخروج من أحكام البند السابع لميثاق الأمم المتحدة ، بعد سداد الدفعة الأخيرة من التعويضات الى الكويت.

وأضاف الدكتور عبد الباسط، في تصريح صحفي، انه بعد نجاح الحكومة في سداد الدفعة الأخيرة من التعويضات البالغة 43 مليون دولار، يفترض أن تقوم الحكومة بالتحرك للخروج من أحكام البند السابع للميثاق الأممي.

الاجتماعات تبدأ في شباط

ودعا تركي وزارة الخارجية والجهات المعنية لـ “صياغة مشروع قرار يتضمن إخراج العراق من أحكام البند السابع لميثاق الامم المتحدة بشكل تام”.

ونوّه بضرورة أن ينص القرار المرتقب على “حماية العراق من أي مطالبات خاصة بتعويضات حرب الكويت، سواء كان ذلك مطالبات فردية أم اقامة دعاوى ذات صلة بالتعويضات”.

كما طالب بـ”الغاء كافة القرارات التي ترتبت على حرب الكويت”.

وتقرر مبدئيا، بحسب رئيس لجنة الخبراء الماليين، ان “يعقد مجلس ادارة لجنة التعويضات في 9 شباط 2022 في مقر الامم المتحدة في جنيف اجتماعا لاتخاذ القرارات التنفيذية التي سترفع الى مقر الامم المتحدة في نيويورك، لاصدار القرار الدولي بغلق كامل الملف مع سعينا الى تنفيذ ما كنا ننادي به لاخراج العراق من كافة تبعات التعويضات”.

الموقف الأمريكي

وتساءل د. جواد الهنداوي، سفير سابق ورئيس المركز العربي الاوربي: “هل ستوافق امريكا على إخراج العراق من الفصل السابع ووفقاً لقرار يصدر وبوضوح من مجلس الامن، كما ينصُ على ذلك ميثاق الامم المتحدة. ايّ مثلما وُضِعَ العراق تحت الفصل السابع وبموجب قرار صريح و واضح، يجب ان يكون خروجه من احكام الفصل السابع، بموجب قرار واضح و صريح ايضاً؟”.

ويشكك الهنداوي في “الموقف الامريكي الراغب (ربما) في استمرار العراق مُحرراً من عقوبات الفصل السابع، لكن يبقى خاضعاً لبعض القيود المالية والنقدية و السياسيّة”.

وينص الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة على اتخاذ “إجراءات قسرية” في حال كان السلام مهدداً، تتراوح بين العقوبات الاقتصادية واللجوء إلى القوة.

ويسمح الفصل السابع بممارسة الضغوط على بلد لإجباره على الالتزام بالأهداف التي حددها مجلس الأمن، قبل أن يتم تطبيق إجراءات قسرية.

ما بعد التسديد

من جانبه، أوضح الخبير في الشأن الاقتصادي، صفوان قصي، أن إنهاء ملف ديون الكويت سيسهم بإعادة النظر في التصنيف الائتماني للعراق وخروجه من البند السابع والعقوبات المفروضة عليه وفق هذا البند.

ولفت في تصريح لـ”طريق الشعب”، إلى أنه “أصبح من الواضح أن العراق يسير باتجاه تصفير ديون حرب الخليج الأولى بتسديد الدفعة الأخيرة البالغة ٦٠٠ مليون دولار أمريكي، بعد أن نجح في تسديد أكثر من ٥٠ مليار دولار أمريكي ترتبت عليه نتيجة غزو الكويت وما تبعه”، مضيفا “مع ذلك فأن التحرير المالي لأموال العراق يجب أن يركز على استمرار نظام الحماية الأمريكية لهذه الأموال لان رفع نظام الحماية الأمريكية سيمكن دائني العراق من وضع اليد على هذه الأموال”.

وشدد قصي على “ضرورة أن يستثمر صانع السياسة المالية في العراق هذه الحالة لصالح تفعيل مقررات مؤتمر الكويت الداعم لإعادة تأهيل العراق بدعم الاستثمارات الخليجية ودعم الضمانات الدولية لصالح نمو الاستثمار في العراق. كما أن هذا التوجه يمكن أن يعيد الثقة بقدرة العراق المالية ويحرر ٣ في المائة من إيرادات العراق النفطية لتمويل صندوق العراق السيادي الذي سيمثل النافذة الجديدة لدعم الاستثمار وإنشاء البنية التحتية في العراق”.

استرجاع الأصول المجمدة

أما الخبير الاقتصادي ضرغام محمد علي، فأكد بدوره ان العراق سيكون قادرا على استرجاع اصوله المجمدة واستحصال ديون خارجية وملاحقة مهربي امواله، لدى انتهاء التزاماته تجاه الكويت.

وقال في تصريح لـ”طريق الشعب”، إن الكويت هي “آخر حلقة في مسلسل ديون العراق التي تقع تحت طائلة البند السابع، والتي قيدت العراق عقودا من الزمن من امكانية فتح مصارف بالخارج باصول حكومية وكذلك منعته من استرجاع اموال مجمدة وديون”، مشيرا إلى ان “الكويت كانت اسوأ الدول تعاونا مع العراق حيث تنازلت معظم الدول في نادي باريس عن جزء كبير من مطالباتها، الا الكويت التي لم تتنازل عن اي شئ اصرت على قضم موازنة العراق في كل عام وقيدت تعاملاته المالية الدولية مستفيدة من قرارات دولية جائرة آذت العراق”.

واضاف: “على الحكومات العراقية المقبلة المطالبة باصول العراق المجمدة منذ ٣٠ عاما وكذلك ملاحقة اموال العراق المهربة ومطالبة دول وشركات مدينة للعراق”، مردفا “ان هذه الخطوة هي حدث اقتصادي مهم جدا سيرفع من تصنيف العراق الائتماني ويمكنه من توجيه الاموال المستقطعة سابقا الى اوجه تنموية بدءا من العام المقبل”.

***************

الموازنات السابقة نهبتها الأحزاب الحاكمة والشخصيات المتنفذة.. دعوات لمراجعة قانون الموازنة قبل الشروع بتمريره

بغداد ـ علي شغاتي

يتواصل الحديث كل يوم عن ما حققته الإجراءات الإصلاحية الاقتصادية للحكومة الحالية وتأثيراتها على الواقع الاقتصادي المحلي، وتشتد الحوارات مع قرب انتهاء السنة المالية الحالية وظهور تحديات إقرار مشروع موازنة العام المقبل.

وقد حذر عدد من الخبراء من الاستمرار على نفس النهج الاقتصادي للحكومة الحالية، لما سببه من ضرر بالغ بالشرائح الاجتماعية المختلفة وما نتج عنه من زيادات كبيرة في معدلات الفقر والبطالة، دون أن يكون له أي اثر إيجابي على الاقتصاد العراقي.

موازنة العام المقبل

أكد المستشار المالي لرئيس الوزراء مظهر محمد صالح على أن تشريع موازنة 2022 يتوقف على تشكيل الحكومة الجديدة. وقال صالح في حديث صحفي أدلى به يوم الجمعة الماضي ان “السنة المالية العراقية تنتهي في نهاية يوم 31 كانون الأول 2021، ويبدأ العمل مباشرة بقانون الادارة المالية النافذ، أي من اليوم الأول من شهر كانون الثاني 2022 بالإنفاق بمعدل 12/1 من المصروفات الفعلية المستمرة للعام 2021”.

وأضاف “ ويتم الاستمرار بذلك إلى حين صدور قانون الموازنة العامة الاتحادية للعام 2022، وعندها تعدل التخصيصات وعلى وفق المستحقات الجديدة التي تضمنتها الموازنة المشرعة”، لافتاً إلى أن “تشريع قانون الموازنة للعام 2022 يتوقف على تأريخ تشكيل الحكومة ومجلس النواب القادمين في الاحوال كافة”.

بنود الموازنة

من جانبه، كشف الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي عن بعض بنود مشروع موازنة عام 2022 في تدوينه له فكتب بان “المؤشرات المتوقعة عن مشروع موازنة عام 2022، ستكون بأجمالي إنفاق يبلغ 143 ترليون دينار عراقي، وبإيرادات متوقع ان تصل إلى 114 ترليون دينار عراقي، وبعجز تخميني يبلغ 28.6 ترليون دينار”، مشيرا إلى ان “سعر برميل النفط ثبت عند 50 دولار، وبصادرات نفطية تبلغ 3.5 مليون برميل نفط يوميا”.

وأضاف ان “عجز الموازنة بالنسبة إلى الانفاق الكلي بلغ 20 في المائة، فيما يبلغ العجز بالنسبة إلى الناتج الإجمالي حوالي 8 في المائة”، مبينا ان “سعر صرف الدينار امام الدولار سوف يبقى ثابتاً عند 1445 دينارا لكل دولار واحد”.

لا صلاحية للحكومة

من جهته، أوضح الخبير الاقتصادي احمد خضير ان الحكومة الحالية لا تملك صلاحية إقرار الموازنة العامة للعام المقبل. وذكر خضير لـ”طريق الشعب”، ان “الحكومة الحالية هي حكومة تصريف اعمال ولا يمكن لها تقديم مشروع قانون الموازنة إلى مجلس النواب في حال المصادقة على نتائج الانتخابات”. وأشار إلى ان “موضوع تقديم الموازنة للبرلمان مناط بالحكومة المقبلة والتي ربما يكون لها رأي اقتصادي مختلف مع الحكومة الحالية، ما سوف يدعوها إلى إعادة النظر في مشروع الموازنة بشكل كبير”.

وأضاف الخبير ان “الحديث عن اصلاح اقتصادي وهم كاذب في ظل المؤشرات الاقتصادية الحالية، حيث بلغت نسبة تنفيذ الموازنة الاستثمارية للعام الحالي ولغاية تشرين الثاني الماضي 34 في المائة فقط”، منوها إلى ان “ الموازنة الاستثمارية لسنة 2021 تبلغ (29) ترليون دينار، ولم يتم صرف أكثر 9.6 ترليون دينار منها، ما يؤشر ضعفاً كبيرا في الاداء الحكومي في إنفاق الموازنة الاتحادية”.

وبيّن ان “الموازنة الحالية فاقمت الوضع الاقتصادي للمواطنين والقت بتبعات الازمة الاقتصادية عليهم ومن غير المعقول الاستمرار في نفس السياسة الاقتصادية”، داعيا مجلس النواب الجديد إلى مراجعة السياسات الاقتصادية بشكل جدي ودراسة الموازنة بشكل مستفيض قبل الموافقة على تمريرها.

الفساد والبيروقراطية

الخبير الاقتصادي حسين مجبل أوضح بدوره بان الفساد والبيروقراطية يعطلان عملية التنمية للاقتصاد العراقي. وقال مجبل لـ”طريق الشعب” ان “موازنة العام الحالي خصصت حوالي 20 مليار دينار للموازنة الاستثمارية، وهو مبلغ كبير، تمكنت دول كبرى بانتشال اقتصادها به، مثل كوريا الجنوبية عندما صرفت مثل هذا المبلغ أبان الازمة الاقتصادية العالمية في 2008، فتعافى إقتصادها في فترة قياسية وعاد نموها الاقتصادي، وزاد من الحافة التنافسية للاقتصاد الكوري”. وأشار مجبل إلى ان “السياسة الاقتصادية الحالية للحكومة الحالية لم تحدث تغييرا ملموساً على التنمية الاقتصادية، ولم يكن لها أي أثر إيجابي على الواقع الاقتصادي السيئ أصلا”.

وأضاف ان “الاستمرار في هذا النهج الاقتصادي سيفاقم الفقر والبطالة ويسهم في سقوط شرائح اجتماعية عديدة إلى مستوى خط الفقر”، داعيا إلى “مراجعة الموازنة العامة للبلاد بشكل مستفيض ومناقشتها لتحقيق الفائدة القصوى من ارتفاع أسعار النفط في معالجة أوضاع الطبقات المتضررة من رفع سعر صرف الدينار وجائحة كورونا”.

وتابع ان “جميع الموازنات السابقة فشلت في تحقيق ابسط المنجزات الاقتصادية والخدمية، نتيجة لعدم وجود رؤية واقعية للواقع الاقتصادي المحلي حيث يتم صرف الأموال على مشاريع ليس لها مردودات اقتصادية او اجتماعية”، مشيرا إلى ان “أموال الموازنات حولت إلى اقتصاديات الأحزاب الحاكمة والشخصيات المتنفذة، والحقت الضرر بالمواطن البسيط “.

************

الصفحة السابعة

تظاهرات حاشدة تطالب بإسقاط الحكومة.. الشيوعي السوداني: لا تفاوض..  لا مساومة..  لا شراكة

متابعة ـ طريق الشعب

في أعقاب الاحداث السياسية التي بدأت تتوالى سريعاً في السودان، منذ انقلاب الجانب العسكري، في 25 تشرين الاول الماضي، على المدنيين، في المجلس السيادي الانتقالي، الذي تشكل بعد اسقاط نظام البشير، يواصل الشارع السوداني وكل القوى الساعية الى التحول الديمقراطي، من ضمنها الحزب الشيوعي السوداني، فعالياتها الاحتجاجية، ضد الانقلابيين، مطالبين بإسقاط الحكومة الانتقالية بشقيها المدني والعسكري.

لا تفاوض،  لا مساومة،  لا شراكة

وقال الحزب الشيوعي السوداني، في بيان تحصلت “طريق الشعب”، على نسخة منه، أن “مطالب الثوار تطورت من إصلاح مسار الفترة الانتقالية إلى إسقاط الحكومة الانتقالية بشقيها المدني والعسكري، ورفض  الوثيقة الدستورية بتعديلاتها التي أسست لشراكة الدم”.

وأضاف البيان أن الجماهير رفعت شعار “لا تفاوض، لا مساومة، ولا شراكة” مع العسكر، وإعلان رفض أي إجراءات لشرعنة انقلاب المكون العسكري في المجلس السيادي بقيادة عبدالفتاح البرهان وبموافقة عبدالله حمدوك وبمساعدة من حلفائهما من الحركات المسلحة من أطراف اتفاقية جوبا، والقوى المدنية الرجعية والليبراليين الجدد المعادين للتغيير الجذري ومن المنسوبين لمنظمات المجتمع المدني ذوي الارتباطات بدوائر الرأسمالية العالمية.

وأوضح بيان الحزب، أن “الجماهير توصلت إلى أن كل حكومات الفترة الانتقالية التي تكونت بموجب الوثيقة الدستورية لم تعبر عن مطالب الثورة ولا تملك الإرادة وليست لها مصلحة في تطبيق شعارات الثورة على أرض الواقع فلجأت إلى الالتفاف على قضايا التحول الديمقراطي وتجاهلت استكمال مستويات الحكم لأكثر من عامين، واستعاضت عن المجلس التشريعي المعبر عن الثورة بمجلس تشريعي مخالف للمبادئ الدستورية والقواعد الديمقراطية في فصل السلطات”.

وبيّن الحزب أن “الحكومات الانتقالية رفضت تكوين المفوضيات المستقلة وإجراء الإصلاحات الضرورية في المؤسسات العدلية، كما رفضت إلغاء القوانين المقيدة للحريات وغير المتسقة مع المعايير الدولية بغرض تعطيل التحقيقات بخصوص المجازر والانتهاكات التي ارتكبها النظام المباد واللجنة الأمنية التابعة له، كما استعاضت عن مفوضية السلام بتكوين المجلس الأعلى للسلام بقيادة العسكر وهذا أمر مخالف لنصوص الوثيقة الدستورية المعيبة”.

وحمّل البيان حكومة حمدوك “المسؤولية بالكامل في التفريط في الحفاظ على أرواح المواطنين، وحماية السيادة الوطنية وتقديم التنازلات للميليشيات المسلحة وفي نهب ثروات الإقليم”.

تظاهرات كبرى

وتظاهر عشرات الآلاف من السودانيين، أمس، في نطاق القصر الرئاسي بالخرطوم، في ذكرى اندلاع الثورة ضد حكم الرئيس السابق عمر البشير.

وقدم المتظاهرون من مختلف مناطق الخرطوم ومناطق أخرى خارج العاصمة لإحياء الذكرى الثالثة للثورة التي أطاحت بنظام البشير.

وردد مشاركون في التظاهرات هتافات مناهضة للسلطة الانتقالية في السودان، برئاسة الفريق عبدالفتاح البرهان وحكومة رئيس الوزراء عبدالله حمدوك.

وأكدت وكالة “روسيا اليوم”، أن “المتظاهرين اقتحموا جسر المك نمر الرابط بين بحري والخرطوم، وذلك وسط محاولات القوات الأمنية لتفريق حشود المحتجين في قلب العاصمة”.

وأطلقت قوات الأمن قنابل الغاز على متظاهرين استطاعوا في وقت سابق من أمس فتح جسر النيل الأبيض الرابط بين أم درمان والعاصمة ووصلوا إلى شارع النيل الذي يوجد به القصر ومقر وزارة الخارجية.

وتدفق السودانيون، بدعوة من الحركة المؤيدة للديمقراطية، على شوارع العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى في احتجاجات حاشدة ضد إطاحة الجيش بالحكومة المدنية في تشرين الاول الماضي، والاتفاق اللاحق الذي أعاد رئيس الوزراء عبد الله حمدوك إلى منصبه لكنه همش الحركة المدنية.

وتأتي هذه التظاهرات ضمن احتجاجات مستمرة منذ إطاحة رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبدالفتاح البرهان، بحمدوك نهاية تشرين الأول، قبل إعلانهما التوصل إلى اتفاق بعودته إلى منصبه الشهر الماضي.

بشائر النصر لاحت

بدوره، أكد تجمع المهنيين السودانيين في نداء عاجل لأنصاره وللمشاركين في الاحتجاجات، أن “بشائر النصر هلت”، داعيا أنصاره إلى الالتحاق بالمتظاهرين في محيط القصر الرئاسي وإغلاق الطرق بالمتاريس.

وقال تجمع المهنين السودانيين، في نداء نشره على صفحته في فيسبوك قال: “لاحت بشائر النصر الثائرات والثوار يعبرون الحواجز ويقتحمون محيط القصر الجمهوري”.

ودعا التجمع “جميع الثوار للالتحاق بالتجمع في محيط القصر وإغلاق كل الطرق المؤدية للقصر بالمتاريس”.

وتابع: “على القوات النظامية التزام جانب شعبها وردع أي محاولة لضرب التجمع السلمي، لا عاصم اليوم إلا الانصياع لإرادة وعزم الثورة الظافرة، وإعلان تسليم السلطة كاملة لقوى الثورة”.

 *************************************

وثائق مسربة تكشف «فظائع»  الضربات الجوية الامريكية في الشرق الاوسط

نيويورك ـ وكالات

حصلت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية، مؤخراً، على وثائق للبنتاغون تفيد بأن  الضربات الجوية الامريكية في الشرق الاوسط اوقعت آلاف القتلى من المدنيين، بينهم أطفال كثر، بالتالي فإن ذلك قوض ما تحدثت عنه الادارة الامريكية بأنها تخوض حرباً بالقنابل الدقيقة.

وأوردت الصحيفة الأمريكية، أن «مجموعة من الوثائق السرية التي تم الحصول عليها مؤخرا تتناول أكثر من 1300 تقرير عن الخسائر في صفوف المدنيين تقوّض ما تروّج له الحكومة عن حرب تُخاض بالقنابل الدقيقة».

 وجاء في تقرير الصحيفة أن «التعهدات بالشفافية والمساءلة بقيت غالبا من دون تنفيذ».

وتابعت الصحيفة، أنه «لم يخلص ولو سجلا واحدا إلى خطأ ارتُكب أو إلى إجراء تأديبي»، مشيرة إلى أن «هذا ما كشفه النصف الأول من الوثائق».

 وفي حين سبق الإبلاغ عن عدد من الحالات التي أفادت بها «تايمز»، أوردت الصحيفة أن تحقيقاتها أظهرت أن عدد القتلى المدنيين تم التقليل منه على نحو كبير.

ومن بين الوقائع التي أفيد بها، ضربات نفّذتها قوات خاصة أمريكية في 19 تموز 2016 استهدفت ما كان يعتقد أنها ثلاث مناطق في شمال سوريا يستخدمها داعش الارهابي للتحضير لهجماته، لكن الضربات أسفرت عن مقتل 120 مزارعا وقرويا.

 وفي مثال آخر، أشار التقرير إلى أن ضربة نفّذت في تشرين الثاني 2015 في منطقة الرمادي في العراق بعد رصد رجل وهو يجرّ «غرضا مجهولا وثقيلا» إلى موقع تابع لداعش. وتبيّن في تقرير أعد بعد مراجعة أن الغرض كان طفلا قُتل في غارة.  وأشار التقرير إلى أن «ضعف لقطات المراقبة وعدم كفايتها غالبا ما يؤديان إلى إخفاقات ينتج عنها سقوط قتلى من خارج نطاق الاستهداف». وفي الآونة الأخيرة، اضطرت الولايات المتحدة إلى التراجع عن مزاعم بأن سيارة دمرتها طائرة بلا طيار في أحد شوارع كابول في آب كانت محمّلة بقنابل. وقد تبين لاحقا أن ضحايا الضربة كانوا عشرة أفراد من عائلة واحدة.

وذكر التقرير أن كثرا من المدنيين الذين أصيبوا في ضربات أمريكية وبقوا على قيد الحياة يعانون إعاقات تتطلب علاجا مكلفا، وأن أقل من 12 منهم تلقوا تعويضات مالية.

وقال المتحدث باسم القيادة الأمريكية الوسطى الكابتن بيل أوربان، في تعليق أدلى به للصحيفة، أن «حتى مع أفضل تكنولوجيا في العالم، تقع أخطاء، سواء بناء على معلومات ناقصة أو سوء تفسير للمعلومات المتوفرة. نحن نحاول التعلم من هذه الأخطاء».

 وتابع: «نعمل بجد لتجنّب أضرار كهذه. ونجري تحقيقا في كل حالة ذات صدقية. ونأسف لكل الخسائر في أرواح الأبرياء».

 وشهد اعتماد الولايات المتحدة على الضربات الجوية في الشرق الأوسط تسارعا كبيرا في السنوات الأخيرة من عهد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، بعدما تضاءل التأييد الشعبي للحروب البرية التي لا نهاية لها.

ووصف أوباما المقاربة الجديدة القائمة على استخدام طائرات مسيّرة بأنها «الحملة الجوية الأكثر دقة في التاريخ». وقال إنها قادرة على إبقاء عدد القتلى في صفوف المدنيين في حده الأدنى.

 لكن القوات الأمريكية نفّذت في خمس سنوات أكثر من 50 ألف ضربة جوية في أفغانستان والعراق وسوريا، وفق التقرير.

 وأوردت الصحيفة أن مراسليها «زاروا أكثر من مئة موقع من تلك التي سقط فيها ضحايا وأجروا مقابلات مع عشرات من السكان الناجين ومسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين».

 ************************************

عشرون أزمة إنسانية مرشحة للتفاقم العام المقبل

متابعة ـ طريق الشعب

حذّرت لجنة الإنقاذ الدولية (IRC) في تقريرها السنوي الذي يختص بانتهاكات حقوق الانسان، من تفاقم 20 ازمة إنسانية خلال العام القادم، نتيجة فشل «النّظام الدولي» الذي أمسى يؤجج الأزمات ويؤدي إلى مستويات قياسية للاحتياجات الإنسانيّة، وأكدت على أن أفغانستان وإثيوبيا واليمن على رأس قائمة البلدان الأكثر عرضة لخطر تدهور الأزمات الإنسانيّة في عام 2022. وضمت القائمة عشرة بلدان هي أفغانستان، إثيوبيا، اليمن، نيجيريا، جنوب السودان، جمهورية الكونغو الديمقراطية، ميانمار، الصومال، سوريا والسودان. وذكر التقرير الذي تحصلت «طريق الشعب» على نسخة منه أن 10 في المائة من سكّان العالم يقطنون في البلدان العشرين التي هي في قائمة المراقبة، ويمثلون 89 في المائة من الذين يحتاجون إلى مساعدات إنسانيّة و80 في المائة من اللاجئين وطالبي اللجوء، و76 في المائة من النّازحين داخليّاً.

وبحسب التقرير فإن «البلدان العشرة الأولى تحتوي وحدها على 72 في المائة من الأشخاص المحتاجين»، مشيراً إلى أن «ستّة من هذه البلدان تحتل المرتبة الأولى في قائمة البلدان الأقل أماناً للنّساء والفتيات».

وكشف التقرير عن «فشل في النّظام الدولي في مهمة منع الازمات الانسانية»، فالنظام الدولي وبحسب التقرير «أصبح يؤجّج الأزمات بشكل مباشر ويسجل عدداً هائلاً من النّزوح والاحتياجات الإنسانيّة». وأكد على أن «أفغانستان وإثيوبيا واليمن تتصدر قائمة البلدان التي تعتبر الأكثر عرضة لخطر تدهور الأزمات الإنسانيّة في عام 2022»، مبيناً أن «البلدان العشرة الأولى التي تصدرت القائمة عانت من صراعات على مدار العقد الماضي، مما أعاق قدرتها على الاستجابة للتّحديات العالميّة مثل فيروس كورونا وتغيّر المناخ».

ولفت التقرير الانتباه إلى أن «عدد الجرعات التّعزيزية للمطعّمين ضد فيروس كورونا في البلدان ذات الدّخل المرتفع هو أكثر بثلاثة أضعاف من عدد الأشخاص الذين تم تطعيمهم بالكامل في دول قائمة المراقبة».

 **************************************

كوبا: واشنطن تنتهج سياسة رخيصة في ملف قائمة الدول الداعمة للإرهاب

هافانا ـ وكالات

ندّد وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز، أمس الاول، بقرار الولايات المتّحدة إبقاء بلاده على القائمة الأمريكية للدول الداعمة للإرهاب.

وأكّد رودريغيز أنّ “واشنطن تنتهج سياسة رخيصة وانتهازية ضد هافانا، وتلك السياسة هي التي تملي مواقف السياسة الخارجية للولايات المتحدة”. وأضاف أنّ الولايات المتحدة “غير قادرة على تقديم أدلة موثوق بها لتبرير” هذا القرار.  وكان منسّق شؤون مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأمريكية جون غودفري، قال الخميس الماضي، أثناء عرضه التقرير السنوي حول الإرهاب إنّ “مسألة رفع اسم كوبا عن هذه القائمة لا يزال قيد الدراسة”.

وفي كانون الثاني2021، أي قبيل أيام قليلة من انتهاء ولايته، أعاد الرئيس الأمريكي يومها دونالد ترامب إدراج كوبا في هذه القائمة السوداء التي كان سلفه الديمقراطي باراك أوباما قد سحبها منها في 2015 في إطار سياسة التقارب التي انتهجتها إدارته مع هافانا.

وعندما تولّى سدّة الرئاسة في الولايات المتّحدة جو بايدن، الذي كان نائبا لأوباما، عقد الكوبيون الآمال على أنّه سيحذف سريعا بلادهم من هذه القائمة السوداء وسيرفع عنها العقوبات الـ243 التي فرضتها عليها إدارة سلفه الجمهوري، لكنّ بايدن أبقى إلى حدّ كبير على السياسة التي انتهجها ترامب تجاه الجزيرة.

 ***********************************************

تشيلي: المرشح اليساري يعد بالسلام والكرامة والعدالة الاجتماعية

متابعة ـ طريق الشعب

وعد غابرييل بوريك، مرشح الائتلاف  اليساري في الانتخابات الرئاسية التي جرت امس الأحد في تشيلي، بإحلال السلام في البلاد، محذراً من أن منافسه خوسيه أنطونيو كاست “لن يؤدي إلاّ إلى عدم الاستقرار والمزيد من الكراهية والعنف”.

وقال بوريك (35 عاماً)، وهو الزعيم السابق للاحتجاجات الطلابية، في ختام حملته في تجمع حاشد في حديقة ألماغرو في سانتياغو الخميس الماضي: “نحن ورثة أولئك الذين حاربوا لجعل تشيلي دولة أكثر عدلاً وكرامة”.

وأشارت استطلاعات الرأي إلى نتيجة قريبة بين بوريك واليميني المتطرف كاست، الذي فاز بالجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الشهر الماضي بأقل من 28 في المائة من الأصوات. وهو الشقيق الأصغر لميغيل كاست، خبير اقتصاد السوق الحرة في “مدرسة شيكاغو” الذي ترأس البنك المركزي التشيلي خلال ديكتاتورية بينوشيه.

ووصف بوريك، المرشح الرئاسي اليساري، خصمه كاست بأنه “وريث بينوشيه”، الديكتاتور الوحشي الذي تدعمه الولايات المتحدة والذي قتل أو اختفى في ظل نظامه عشرات الآلاف من المعارضين السياسيين”.

وانتقد بوريك، الذي يمثل ائتلاف “انا أؤيد الكرامة”، في مسيرة الخميس الماضي في ختام حملته الانتخابية، برنامج المرشح اليميني المتطرف كاست. وقال “هل يعتقد أي شخص أن شخصًا مثله يمكنه حقاً فرض النظام في هذا البلد؟ إنه لن يؤدي إلاّ إلى عدم الاستقرار والمزيد من الكراهية والعنف”. واضاف: “طريقنا هو طريق آخر”.

وحذّر من ان برنامج كاست “عنيف حقًا: إنه عنف ضد المرأة، إنه عنف ضد السكان الأصليين، إنه عنف ضد التنوع، وهو عنيف ضد حقوق الإنسان للجميع “.

كما تعهد بوريك بتعزيز التنمية الخضراء، وخلق 500 ألف وظيفة للنساء، ونظام رعاية وطني وتغييرات في الرواتب التقاعدية، “حتى لا يكون هناك تمييز بين الأغنياء والفقراء مرة أخرى”.

وقال “طريقنا هو السلام.. نحتاج إلى العدالة الاجتماعية وليس العنف. لا توجد صيغة أوضح لعدم الاستقرار من ترك كل شيء كما هو، وهو ما يقترحه خوسيه أنطونيو كاست في النهاية”.

واعلن بوريك: “سنجري التغييرات التي تحتاجها تشيلي، على الرغم من أولئك الذين يعارضونها لأن تشيلي تطالب بها منذ سنوات عديدة”.

ويشار الى ارملة الدكتاتور بينوشيه، لوسيا هيريارت، توفيت يوم الخميس. وعبّرت عائلات ضحايا النظام الدكتاتوري عن الأسف لعدم مقاضاتها بتهمة المشاركة في جرائم ضد الإنسانية، لأنها كانت “القوة الدافعة الدائمة لبينوشيه” خلال فترة حكمه.

وقالت منظمة الشبيبة الشيوعية في تشيلي، التي تعرض أعضاؤها للتعذيب والقتل على يد الديكتاتورية، إن “أرملة الطاغية الإجرامي” ماتت مثل زوجها في مأمن من العقاب.

واضاف الشيوعيون: “تحتاج تشيلي اليوم أكثر من أي وقت مضى للتقدم في مجال العدالة والتعويض”.

*************************

الصفحة الثامنة

 

الحزب الشيوعي السوداني.. ميثاق استعادة الديمقراطية واسترداد الثورة

مقدمة

قدم الحزب الشيوعي في دورة اللجنة المركزية يونيو 2021 لجماهير الشعب السوداني وثيقة «السودان: الأزمة وطريق استرداد الثورة»، ومرفق معها مشروع الميثاق بهدف الإضافة والتعديل، وطيلة هذه الفترة ظلت المداولات حولها مستمرة مع القوى السياسية والنقابية ومنظمات المجتمع المدني وفي فروع الحزب الشيوعي، ووصلت الحزب ملاحظات حولها، وبينما المداولات حولها مستمرة، حدثت متغيرات جديدة بوقوع انقلاب 25 أكتوبر 2021 الذي وجد معارضة جماهيرية واسعة ما زالت مستمرة ومتزايدة حتى الآن وتسير قدما نحو الإطاحة بالحكم العسكري.

 

جاء الانقلاب حلقة جديدة منذ انقلاب اللجنة الأمنية في 11 أبريل 2019 بهدف قطع الطريق أمام الثورة، مثل: الانقلاب الدموي في مجزرة فض الاعتصام، والانقلاب على «الوثيقة الدستورية»، وانقلاب اتفاق جوبا الذي تعلو بنوده على «الوثيقة الدستورية»، وحتى انقلاب قاعة الصداقة وتكوين قوى الحرية والتغيير الميثاق، واعتصام - القصر الذي كان معبراً لانقلاب 25 أكتوبر الذي حاول اتفاق د. حمدوك - والفريق البرهان تكريسه بمباركة المجتمع الدولي والإقليمي.

وبعد الانقلاب استمرت لقاءات الحزب الشيوعي مع القوى الأخرى، ووصلت الحزب مبادرات ومشاريع مواثيق من بعضها، وكان آخرها مبادرة بعض مدراء الجامعات السودانية بهدف لم الشمل وتوحيد القوى المدنية للخروج من الأزمة والتحول الديمقراطي.

وعلى ضوء حصيلة تلك اللقاءات والمبادرات، يقدم الحزب الشيوعي تصوره لميثاق استعادة الديمقراطية واسترداد الثورة وتحقيق أهدافها، استناداً على مشروع ميثاقه السابق، ومواثيق قوى المعارضة السابقة، والمستجدات وحصيلة المداولات مع القوى الأخرى، بهدف الوصول لبرنامج الحد الأدنى للتوافق حوله، وتحقيق أوسع اصطفاف جماهيري، ومركز موحد للمعارضة يأخذ في الاعتبار سلبيات التجربة السابقة في التحالف ونقدها جماهيريا،ً حتى نصل إلى بر الأمان بتحقيق مهام الفترة الانتقالية، وقيام انتخابات حرة نزيهة في نهايتها، والوصول للحكم المدني الديمقراطي.

 

الميثاق

نحن شعب السودان وقواه الثورية الحية العازمة على استكمال مهام ثورة ديسمبر ٢٠١٨ المجيدة وتحقيق أهدافها في إقامة الدولة المدنية الديمقراطية وتحقيق السلام، نقف بعد ثلاثة أعوام من مسيرة ثورتنا الذي حاول عبثا انقلاب 25 أكتوبر محوها من ذاكرة الشعب السوداني وإلغاء مهام الفترة الانتقالية، والعودة بالبلاد للنظام البائد وسياساته التي أفقرت شعبنا وقامت على نهب موارده وإشعال الحروب في أجزاء عزيزة من أرضه، نعلن أننا واعتماداً على الوجود الجماهيري المتعدد الأشكال والمستويات في الشارع السوداني، باعتباره العامل الحاسم والسلاح المجرب في تاريخنا النضالي وباستمرار التراكم النضالي والجماهيري حتى تحقيق البديل المدني الديمقراطي الذي يفضي للتغيير الجذري الذي ناضلت جماهير شعبنا من أجله في ثوراتها وانتفاضاتها منذ الاستقلال لتجديد حياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، قد توافقنا على الآتي:

 

المحور الأول: إسقاط الانقلاب واستعادة الحكم المدني الديمقراطي

قيام أوسع اصطفاف جماهيري من (لجان المقاومة تجمع المهنيين جماهير الحركات والأحزاب أجسام مطلبية.. نقابات ولجان تسيير - تنظيمات شبابية ونسائية تنظيمات عمال ومزارعين وطلاب و… الخ) في جبهة عريضة - لإسقاط الانقلاب العسكري المرتهن للخارج، واستعادة الثورة وبناء الدولة المدنية الديمقراطية، اعتماداً على الوجود الجماهيري المتعدد الأشكال والمستويات في الشارع السوداني باعتباره العامل الحاسم في التغيير، واستمرار التراكم النضالي والجماهيري الجاري من مسيرات ومليونيات واعتصامات ووقفات احتجاجية وإضرابات... الخ حتى الانفجار الشعبي الشامل والإضراب السياسي والعصيان المدني، لإسقاط الانقلاب وانتزاع الحكم المدني الديمقراطي.

المحور الثاني: وثيقة دستورية جديدة للحكم المدني الديمقراطي

 بعد الرفض الجماهيري الواسع في الشارع للانقلاب كما في شعار «لا تفاوض.. ولا شراكة.. ولا مساومة مع الانقلاب العسكري»، وتمزيق العسكر للوثيقة الدستورية المعيبة، من المهم التوافق على وثيقة دستورية جديدة تهدف إلى تأسيس دولة مدنية ديمقراطية تقوم على الآتي:

  • الديمقراطية والحقوق والحريات الأساسية وحرية التعبير والنشر والتجمعات السلمية وحرية تكوين الأحزاب - والنقابات.
  • الفصل بين السلطات، وحكم القانون واستقلال القضاء واستقلال الجامعات والحريات الفكرية والأكاديمية - .
  • إلغاء كل القوانين المقيدة للحريات، وإصلاح النظام العدلي والقانوني، وقيام مجلسي القضاء والنيابة لانتخاب رئيس - القضاء والنائب العام، وقيام المحكمة الدستورية.
  • قومية ومهنية الخدمة المدنية والقوات النظامية، وإصدار قرار سياسي بعودة كل المفصولين سياسيا وتعسفيا من - المدنيين والعسكريين، وتسوية أوضاعهم.
  • تفكيك التمكين واستعادة أموال الشعب المنهوبة، وعودة كل شركات الجيش والدعم السريع والأمن العاملة في - الصناعات غير الحربية للدولة.
  • القصاص للشهداء في مجازر فض الاعتصام وما بعد انقلاب - 25 أكتوبر، وتكوين لجان تحقيق دولية لذلك، وتسليم البشير ومن معه للمحكمة الجنائية الدولية، ومحاكمة المسؤولين في الجرائم ضد الإنسانية منذ انقلاب 30 يونيو1989، ومحاكمة المتورطين فيه، وفي انقلاب 25 أكتوبر.
  • الترتيبات الأمنية بحل كل المليشيات والدعم السريع وجيوش الحركات وقيام الجيش القومي المهني الموحد، الذي - ينحصر دوره مع بقية القوات النظامية في حماية أمن وحقوق وحريات كافة مواطنيها وحماية أرضها وثرواتها وتعمل تحت أمرة القوى المدنية وبعقيدة الولاء للوطن والديمقراطية والدستور، وجمع السلاح وحصره في يد القوات النظامية، وقصر نشاط جهاز الأمن على جمع المعلومات وتحليلها ورفعها.
  • الالتزام بالمواثيق العالمية الإقليمية لحقوق الإنسان، ومساواة المرأة والرجل، وتمييز دورها الإنجابي، والحفاظ على :

- حقوق الطفل، ورعاية المسنين وأصحاب الاحتياجات الخاصة.

- حرية العمل الثقافي الإبداعي وتوفير احتياجاته ومقوماته في مجتمع يؤكد التعددية والوحدة من خلال التنوع.

- تكوين المفوضيات والمجلس التشريعي الثوري من كل الفئات التي شاركت في الثورة يقوم باختيار الحكومة وتعيين - مجلسي السيادة والوزراء من المدنيين.

- استقلالية وديمقراطية الحكم المحلي وتوفير موارده في إطار الدولة الموحدة.

- إعادة النظر في اتفاقية جوبا وما نتج عنها من حلول جزئية ومحاصصات، وتحقيق السلام العادل والشامل، وقيام - المؤتمر الدستوري في نهاية الفترة الانتقالية لمعالجة كيف يُحكم السودان، والتوافق على دستور وقانون انتخابات ديمقراطيين، لقيام انتخابات حرة نزيهة في نهاية الفترة الانتقالية.

 

المحور الثالث: الاقتصاد والمعيشة

  • تحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، ودعم الدولة للسلع الأساسية ومجانية التعليم والصحة وتوفير خدمات - الكهرباء والمياه وتحسين صحة البيئة.
  • تنفيذ توصيات المؤتمر الاقتصادي .
  • نظام اقتصادي مبني على الاقتصاد المختلط القطاع العام والقطاع الخاص والتعاوني قائم على تخطيط اقتصادي - اجتماعي مركزي يحقق التوزيع العادل للثروة والتنمية قطاعيا وجغرافيا مع التمييز الإيجابي للأقاليم الأقل نمواً، والانحياز بقدر كافي للإنتاج والمنتجين الوطنيين يتولى فيه قطاع الدولة تملك وإدارة القطاعات الاستراتيجية وتحفيز الحركة التعاونية وحماية القطاع الخاص الوطني وجذب الاستثمارات الأجنبية في إطار التخطيط وبرامج التنمية المعتمدة.
  • احتفاظ الدولة بالمشاريع المروية القومية واستعادة الوحدات التي تمت خصخصتها وإلغاء قانون مشروع الجزيرة – ٢٠٠٥ وقانون أصحاب الإنتاج الزراعي والحيواني ٢٠١١.
  • اتفاق ملزم حول سد النهضة يضمن حماية أراضينا من الغمر وحماية منشآتنا المائية وتوفير المياه الكافية - لمشروعاتنا الزراعية والعمرانية والإمداد الكهربائي اللازم.
  • إعادة تأهيل مرافق الدولة الخدمية كالسكة حديد والنقل النهري والبحري والجوي.
  • توفير فرص العمل وتدريب وتأهيل الشباب ورفع قدراتهم العملية والمهنية.
  • إعادة النظر في التعاقدات الممنوحة للصناعات الاستخراجية البترول الغاز والمعادن والالتزام بقواعد الحفاظ على - البيئة وسلامة الأشخاص وتحريم استخدام المواد المضرة بصحة الحيوان والإنسان .

 

المحور الرابع: السلام

  • الحل الشامل والعادل واستدامة السلام بإزالة أسباب الاحتراب وعوامل الهجرة والتهجير، وعودة النازحين لقراهم - وحواكيرهم.
  • إعلان إيقاف الحرب وفرض هيبة الدولة واستبعاد كل الحلول العسكرية والأمنية لمسألة القوميات والإيفاء بالحقوق - المشروعة.
  • التوجه نحو إجراء المصالحات القبلية وعقد المؤتمرات للتوافق على أسس التعايش السلمي والشروع بحزم في جمع - السلاح وجبر الضرر الجمعي والفردي وإزالة آثار الحرب، وتهيئة القرى بتوفير الخدمات والآمن لعودة اللاجئين لقراهم الأصلية وتوفير المعينات لسبل كسب العيش، وحل المليشيات وجمع السلاح.

المحور الخامس: العلاقات الخارجية

  • سياسة خارجية تنطلق من مصالح شعبنا وعدم التدخل في شئون الدول الأخرى وتقوم على تبادل المنافع تلتزم - بإخلاء أرض ومياه السودان من القواعد الأجنبية.
  • البعد عن سياسات المحاور والانسحاب من حلف حرب اليمن والأفريكوم وسحب قواتنا من اليمن.
  • علاقات متميزة مع شعوب الدول المجاورة وحل الخلافات بالطرق الدبلوماسية والتحكيم الدولي .
  • توطيد علاقات الصداقة مع الشعوب والدول وحسن الجوار وعدم التدخل في الشأن الداخلي والنضال معها للحفاظ - على سلامة الأرض والبيئة ودرء الكوارث والحروب والتضامن مع الشعوب المقهورة.
  • مراجعة اتفاقيات الاستثمار ا لأجنبي وبيع الأراضي الزراعية والمراعي والإيجارات طويلة الأمد في المشاريع المروية ومناطق الزراعة المطرية التقليدية والآلية والمراعي الممتدة.

 

الحزب الشيوعي السوداني

المكتب السياسي

5 ديسمبر 2021

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: الميدان 3866 ، الخميس

9 ديسمبر 2021

 

 

 

التعافي الاقتصادي بعد الجائحة يتسبب في حدوث تفاوت في النمو الاقتصادي العالمي

ترجمة: د. هاشم نعمة

 

تسببت كورونا في ركود غير عادي، يليه الآن انتعاش غير معروف. ويرى صندوق النقد الدولي بأن هناك مخاطر ويحذر من مزيد من الانقسام بين الأغنياء والفقراء على مستوى العالم.

 

يواصل الاقتصاد العالمي التعافي من الوباء، لكن البلدان النامية والصاعدة متخلفة كثيرا عن الركب. هذا ما قاله صندوق النقد الدولي في تقرير بشأن آفاق الاقتصاد العالمي الصادر يوم الثلاثاء 12 تشرين الأول 2021. إن المناطق التي أحرزت تقدما جيدا في تنميتها الاقتصادية - بما في ذلك أوروبا وأمريكا الشمالية - تعود بالفعل إلى مسار النمو الاقتصادي الذي كانت عليه قبل انتشار الوباء. لكن الكثير من بقية البلدان - باستثناء الصين - لن تتعافى تماما في غضون ثلاث سنوات، وستكون أقل ثراءً بنسبة 5,5 في المئة مما كانت عليه قبل تفشي كورونا.

نتج هذا الوضع من نقص اللقاحات ونقص الموارد المالية لدعم الاقتصاد. ففي الوقت الحالي، تم تطعيم 60 في المئة من سكان البلدان الغربية في المتوسط، بينما لم يتم تطعيم 96 في المئة من سكان أفقر البلدان. لذلك، يناشد صندوق النقد الدولي البلدان الغربية تسليم الجرعات الموعودة من اللقاحات في إطار برنامج كوفاكس Covax* وتحويل مساحة تمويل إضافية في صندوق النقد الدولي لا تحتاجها البلدان الغنية إلى البلدان الفقيرة.

قالت جيتا جوبيناث، كبيرة الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي، إن انتشار الفيروس وظهور متغيرات جديدة قد يكلف الاقتصاد العالمي في السنوات الخمس المقبلة ما مجموعه 5300 مليار دولار (4500 مليار يورو). وقالت في بيان “الوباء لم ينته حتى ينتشر في كل مكان آخر.”

 

التضخم سوف يمر

يتوقع صندوق النقد الدولي أن تستمر موجة التضخم الأعلى خلال العام المقبل، والتي هي نتيجة لارتفاع أسعار السلع والطاقة وتعطل سلاسل الإنتاج الدولية. وينطبق هذا أيضا على عواقب ارتفاع أسعار الطاقة وتعثر إمداداتها الدولية وتأثيرها على النمو الاقتصادي.

هذا لا يعني عدم وجود مخاطر. إذ تدرس الأسواق المالية بشكل متزايد إمكانية أن يظل التضخم مرتفعًا لفترة أطول مما كان متوقعًا، مما يجعل المزيد من الزيادات في الأسعار جزءًا من توقعات الأعمال والمستهلكين. ثم يمكن أن تؤدي زيادة الأسعار من قبل الشركات ومطالبات رفع الأجور من قبل الموظفين إلى دفع بعضهم البعض في “دوامة الأجور- السعر “.

ينطبق هذا بشكل خاص على الولايات المتحدة، حيث كان التضخم أعلى من 5 في المئة لعدة أشهر وحتى الآن، وقد تستغرق البلاد للعودة إلى وضعها الطبيعي حتى نهاية عام 2022. إذا كان النمو الاقتصادي مخيبا للآمال أيضا فقد يظهر “سيناريو السبعينيات”. في ذلك الوقت، تم تلخيص حدوث التضخم والركود الاقتصادي المتزامن في مصطلح “التضخم المصحوب بالركود”، والذي لم تجد السياسة الاقتصادية إجابة له لفترة طويلة.

تقول جوبيناث إنها تعتقد أن التضخم المصحوب بركود اقتصادي هو سيناريو غير محتمل. لكنها تؤكد أن البيئة الاقتصادية الحالية محاطة بـ “شكوك ضخمة” لأنه لا توجد تجربة حديثة لتأثيرات اقتصادية لجائحة. “لم نشهد انتعاشًا اقتصاديًا من هذا النوع”.

“خط رفيع” للبنوك المركزية

يقول صندوق النقد الدولي، إذا ظل التضخم أعلى هذه المرة، وكان النمو مخيبا للآمال بالفعل، فسيتعين على البنوك المركزية أن “تسير على خط رفيع” بين رفع أسعار الفائدة للحد من التضخم وخفض أسعار الفائدة للحفاظ على استمرار النمو الاقتصادي. من المهم أن يكون لديها بالفعل سيناريوهات جاهزة لذلك، وأن يتصرفوا بسرعة إذا لزم الأمر. قد يتطلب الانتظار طويلاً للحد من التضخم خطوات أكثر صرامة مما لو تم اتخاذ الإجراءات في الوقت المناسب.

من المخاطر ذات الصلة أن تقييمات الأسهم في الأسواق المالية، على سبيل المثال، مرتفعة. ويمكن أن يؤدي ارتفاع أسعار الفائدة بعد ذلك إلى خسائر كبيرة. وينطبق الشيء نفسه على الارتفاع الحاد في أسعار المساكن في كل مكان تقريبا في العالم الصناعي. ويتمثل الخطر الآخر في أن العديد من البلدان الآن مثقلة بالديون لأن سياسة التصدي للوباء كلفت الكثير من المال. ووفقا لصندوق النقد الدولي، يجب أن تكون للرعاية الصحية الأولوية في الإنفاق.

هناك أيضا حوادث معيقة محتملة. إذ يشير صندوق النقد الدولي إلى خطر حدوث أزمة في قطاع العقارات الصيني، أو يمكن أن تتصاعد توترات تجارية، خصوصا بين الولايات المتحدة والصين. وفي الولايات المتحدة نفسها، تدور معركة سياسية حول زيادة الحد الأقصى للمبلغ الذي يمكن للحكومة أن تقترضه. فإذا لم يوافق عليه الكونجرس، فقد يصدم ذلك الأسواق المالية.

على سبيل المثال، ينبغي النظر إلى توقعات صندوق النقد الدولي التي تشير إلى أن النمو الاقتصادي العالمي سوف يصمد هذا العام والعام المقبل بهامش واسع. أما بالنسبة إلى الاقتصاد الهولندي فإن توقع صندوق النقد الدولي يشير إلى أن معدل النمو الاقتصادي سيكون 3,8 في المئة هذا العام و 3,2 في المئة في عام 2022، إذ لا يختلف بدرجة كبير عن توقع مكتب التخطيط المركزي الهولندي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* هي مبادرة دُشنت بين التحالف العالمي للقاحات والتطعيم وتحالف ابتكارات التأهب الوبائي ومنظمة الصحة العالمية، انطلقت في نيسان 2020، وذلك بهدف توزيع ملياري جرعة لقاح بنهاية عام 2021 على البلدان الأكثر فقرا. (المترجم)

الترجمة عن: أن آر سي هانلزباند

12 تشرين الأول 2021

 

****************************

 

 

 

الصفحة التاسعة

 

الإعلامي الفنان لطيف حسن «أبو واثق».. فجعنا برحيلك

صباح المندلاوي

 

في النصف الثاني من ثمانينات القرن الماضي وخلال وجودنا في صفوف الحركة الانصارية وفي فصيل الاعلام يبلغنا الفقيد عبد الرزاق الصافي وباعتباره عضوا في المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي ومسؤول الاعلام المركزي بأن نتهيأ انا والنصير لطيف حسن (أبو واثق) للذهاب الى العمل في إذاعة الحزب الاشتراكي الكردستاني في شوشان العليا.

 

نحط الرفيق لطيف حسن وأنا ضيوفاً على الحزب الاشتراكي الكردستاني، هو بصفة محرر، وانا بصفة مذيع، وفي احايين اعد المواد الاذاعية ايضاً.

نمضي ما يقارب العام في هذه الإذاعة التي كان مسؤولها المباشر السيد سعد عبدالله، القيادي في الحزب الاشتراكي الكردستاني والذي اصبح فيما بعد وزيراً للزراعة في إقليم كردستان في اعقاب التاسع من نيسان 2003 واخيراً استشهد بسيارة مفخخة وسط أربيل، ووفاءً لذكراه اطلق اسمه على احدى القاعات المشهورة في أربيل. وخلال هذا العام الذي جمعنا سوية. كنا نقرأ ونتحاور ونتبادل الكثير من الخصوصيات. حدثني عن مشاركاته المسرحية ببغداد في اطار فرق مسرح الفن الحديث يوم مثل دور “أنور” في مسرحية “مسألة شرف” لكاتبها عبدالجبار ولي ومن اخراج الفنان المبدع بدري حسون فريد، وقد قدمت في الكويت في النصف الأول من آذار عام 1967 وبغياب مخرجها، وعن تمثيله لدور – خلدون – في مسرحية “صورة جديدة” للكاتب يوسف العاني وإخراج الفنان القدير سامي عبد الحميد والتي قدمت من قبل فرقة المسرح الفني الحديث وتحديداً في الحادي والعشريين من كانون الأول عام 1967.

حدثني عن مسرح السجون ودور الشيوعيين في انعاش مثل هذا المسرح في مطلع الخمسينيات من القرن الماضي وكيف ان مسرحيتي “المفتش العام” لغوغول و”افول القمر” لجون شتاينبك قدمت في السجون قبل تقديمها في المسارح الكلاسيكية. ومن ارض الوطن اسمع منه الكثير عن الفنان شهاب القصاب والفنان الكوميدي البارع جعفر لقلق زادة.

حدثني عن اعتقاله عام 1963 في ملعب الإدارة المحلية في المنصور والى جانب الفنان يوسف العاني وجمهرة من المثقفين اليساريين وما مروا به من حفلات تعذيب بشعة ويومية على ايدي الحرس اللاقومي والبعث المجرم. وقد جسد الفنان يوسف العاني في مسرحيته الشعبية “اويلاخ يابه” بعضاً من تلك الملاحم البطولية والتحديات، ونشرت المسرحية قبل أعوام في كتاب يتضمن سيرة وتجربة العاني وتحت عنوان (فنان الشعب).

نختلف احايين، فهو ممن لا يهتم كثيراً بمظهره الخارجي وملبسه الكردي الشروال أمزح واياه في لحظة واتساءل:

انت دمث الاخلاق، مربوع القامة، ألم يخبرك احد ان ثمة شبه في ملامح وجهك مع الهنود او الأفغان رغم انك من أصول كردية؟!

يبتسم ويرد قائلاً وبالعامية: هاي شلك بيهه؟!

هو من مواليد 1945 ومن مدينة كلار.

ذات ليلة اخبرني ان الحزب أرسله في النصف الأول من سبعينيات القرن الماضي الى دورة حزبية في المانيا، لتطوير كفاءاته الفكرية والسياسية.

في بغداد وخلال فترة الجبهة الوطنية تراه متفرغاً للعمل الحزبي في خط المثقفين، ينتقل ما بين الفرق المسرحية الاهلية “الفن الحديث، المسرح الشعبي، فرقة مسرح اليوم” يتابع الرفاق ويحمل اليهم الادبيات ويتفقد أوضاعهم.

يضطر لمغادرة العراق في مطلع عام 1979 الى بلغاريا هرباً من بطش السلطة الدموية بعد وصول الجبهة الوطنية الى طريق مسدود.

يلتحق بصفوف الحركة الانصارية المسلحة، وتجمعنا الأيام في منطقة ناوزتك عام 1981 في جبل شاه جيو حيث مرسلات إذاعة صوت الشعب العراقي تبث من هناك. ومن ابرز الوجوه الإعلامية التي عملت في الاعلام والإذاعة نذكر الأنصار عواد ناصر، كاظم الموسوي، مهدي عبدالكريم، حمه رشيد، الراحل دلزاد، رفيق صابر، هاشم كوجاني، محمد رنجاو وأبو دلشاد وعذراً لمن فاتني ذكر اسمه بعد مرور أربعة عقود على تلك الأيام.

ولورود معلومات عن إمكانية قيام النظام الدكتاتوري الدموي بالهجوم على منطقة ناوزك والإذاعة، تتخذ الإجراءات السريعة لنقل الإذاعة الى حوض بشت اشان في خريف عام 1981 وتتوقف الاذاعة عن البث لحين وصول أعضاء المكتب السياسي للحزب وأعضاء المكتب الإعلامي المركزي.

وخلال احداث بشت أشان تعرض النصير لطيف حسن للأسر من قبل قوات الاتحاد في اعقاب الهجوم على مقرات الحزب والإذاعة في الأول من أيار عام 1983.

خلال وجوده في الحركة الانصارية يلقي العديد من المحاضرات عن تاريخ المسرح العراقي وبداياته كما يساهم في اعداد النصوص المسرحية ومنها “الغجر يصعدون الى السماء” لبوشكين والتي أخرجها الفنان سلام الصگر لتكون تجربة ثرة ونادرة تفيض بما هو شاعري.

عام 1988 يتوجه عابراً الحدود الى أفغانستان ومنها الى الاتحاد السوفيتي ثم الى دمشق ويتعرف على شريكة حياته فيها ويحط اخيراً في الدنمارك مع زوجته السورية.

يتفرغ للكتابة عن الأنصار، نطالع له كراساً بعنوان (الصحافة الدفترية للأنصار الشيوعيين 1980- 1988) ومن مقدمة هذ الكراس نقتطف ما يلي:

“لماذا صدرت الصحافة الدفترية”

قبل اكثر من ثمانية عشر عاماً، تناولت هذا الموضوع باختصار في مجلة “الثقافة الجديدة” عدد تموز 1990 بمناسبة يوبيل الصحافة الشيوعية في العراق. وتناولت ضمن المقالة الصحافة الدفترية ومتى أصدرها الشيوعيون بهدف النظر في وقتها الى هذه الممارسة الثقافية الفريدة والخاصة والدعوة للاهتمام بما تستحقه كتجربة رائدة.

ولكي لا ننسى هذه التجربة، عدت الى موضوع الصحافة الدفترية للأنصار الشيوعيين مجدداً عام 2005 ونشرت ببلوغرافيا كاملة تقريباً لهذه الصحافة بسلسلة من الأجزاء في الموقعين الالكترونيين “الطريق” و “الناس” واليوم اجمع ما نشرته حول هذه الصحافة في هذا “الكراس”.

وفي مكالمة هاتفية مع الفنان علي رفيق الذي يقيم في لندن ولغرض تقديم التعازي له نظراً لما تربطهما من علاقة حميمة منذ عقود وعقود، حدثني عن معلومات إضافية تتعلق بسيرته وعائلته وعرفت منه ان له كريمة لها من العمر خمسة وعشرين ربيعاً واسمها سارة وقد انهت قبل أسابيع دراسة الماجستير في الهندسة وان الرفيقة النصيرة – أستيرا – التي كانت تعمل في اعلام الحزب، كانت على مقربة منه حينما فارق الحياة ومن خلالها كانوا يتابعون وضعه الصحي الذي ساء كثيراً في الأشهر الأخيرة.

لكم هو محزن رحيلك يا رفيقي.

لكم هو محزن ان تموت بعيداً عن الوطن.

ايها الإعلامي والفنان المثابر والدؤوب، والذي ظل وفياً وفياً لمثله ومبادئه.. دون ان يساوم او يهادن.

عهداً ان نواصل الدرب.

وصبراً جميلاً للعزيزة – سارة – ولكل محبيك ومعارفك.

 

أبطال الموانئ في محافظة البصرة يتحدّون المشانق

عبد القادر احمد العيداني

 

 يوم الرابع والعشرين من كانون الأول عام 1963 كان يوماً حزيناً، في حياة أبناء البصرة والعراقيين أجمعين، حيث اعتلى أرجوحة الموت بطلان من أبناء الحزب الشيوعي العراقي، نحو الشهادة بكل شمم وإباء وهما يهتفان بالمجد للشعب العراقي، وبالعلى لحزب الشهداء (فهد وحازم وصارم وسلام عادل) والمئات بل الآلاف من الشهداء.

 

نعم، كان يوماً حزيناً وكئيباً على وجوه البصريين، هذا اليوم الذي عشته عن قرب حيث حطَّ بي الرحال في صباح ذلك اليوم المشؤوم في محطة قطار المعقل بالبصرة التي لا تبعد عن ساحة ميناء المعقل سوى عشرات الأمتار، وأنا مكبّل اليدين بأصفاد الطغاة، بسبب استدعائي من قبل مديرية أمن البصرة، وأنا معتقل في سجن (نقرة السلمان) حينها.

علمت من الناس المتواجدين في محطة القطار بإعدام الرفيقين (عبدالله رشيد) و(كريم حسين)، اللذين كانا معي قبل عدة أيام في سجن (نقرة السلمان)، فتجمدت العروق وجحظت العيون وشُلَّ اللسان، لهول الخبر، باستشهادهم قبل ساعة من وصولي محطة قطار المعقل. فتذكرت لحظات التوديع في سجن (نقرة السلمان)، وقد اتسمت بأنهار الدموع ونحن نودّع الأبطال إلى طريق الشهادة، الذي أصبح واقعاً في ذلك اليوم المشؤوم، حيث لا زالت كلمات الشهيد (عبدالله رشيد) ترنّ في أذني بالرغم من مرور هذه السنين الطويلة قائلاً لي: ( يا عبدالقادر لا تبك نحن ذاهبون إلى الإعدام).

هكذا كانت معنويات البطلين الشهيدين (كريم حسين) و(عبدالله رشيد) وهما يودعان رفاقهم. ووفاء للشهيدين اللذين أعدمتهما السلطات المجرمة، نتحدث عن صفحات من مأثرتهما الملهمة.

كان الشهيدان (كريم حسين) و(عبدالله رشيد) من خيرة شباب البصرة، ومن الرياضيين البارزين حيث مارسا لعبة رفع الأثقال وبأدوات بسيطة في ثلاثينات القرن الماضي في حدائق ساحة أم البروم بالعشار (البصرة)، بسبب عدم وجود الأندية الرياضية حينذاك. ومن خلال التدريب والنشاط الرياضي، أصبح الشهيد (عبدالله رشيد) بطلاً في مجال لعبة رفع الأثقال، ومن ثم مدرباً. وبجهوده المتفانية، وأخلاقه والتزامه الرياضي، استطاع أن يكتشف من المواهب الواعدة في مجال رفع الأثقال الكثير من الرياضيين.

يعود الفضل في انتشار لعبة رفع الأثقال في البصرة إلى الشهيد (عبدالله رشيد)، واستطاع أن يكتشف ويرعى البطلين العراقيين (جميل بطرس) و(عبدالواحد عزيز)، وسواهما العشرات من الأبطال الرياضيين. وقد أحرز المرحوم (عبدالواحد عزيز) المركز الأول في بطولة آسيا عام (1957)، وأحرز الوسام الاولمبي الوحيد الذي يمتلكه العراق على مدى أكثر من خمسين عاماً في دورة روما الاولمبية.

ومن الجدير بالذكر أن الراحل (عبدالواحد عزيز) ساهم كعنصر فعال في مهرجان الطلبة والشباب في موسكو عام (1957)، مما أدّى إلى أن تحاربه سلطات النظام الملكي وتلقيه في السجن، إلا أن ثورة 14 تموز 1958 انقذت البطل الراحل عبدالواحد عزيز، وقد رأيته بأمّ عيني صبيحة ثورة 14 تموز يسير في مقدمة التظاهرة المؤيدة للثورة وهي تسير في أسواق البصرة.

تربى الشهيدان (عبدالله رشيد) و(كريم حسين) في صفوف الحزب الشيوعي العراقي، حيث كانا يعملان في رصيف ميناء المعقل في البصرة، وأصبحا من الكوادر العمالية النقابية وبسبب نشاطهما الحزبي والنقابي، لم يهدأ بال للطغاة من المسؤولين في مديرية ميناء البصرة، فقد لفقت ضدهما تهم باطلة بالادعاء بأنهما من المساهمين في قتل المقبور (أنس طه)، الذي انتقم منه عمال رصيف الموانئ، بسبب نشاطه المعادي للجمهورية العراقية، حيث أُعتقلا في عام 1959 بسبب نشاطهما الحزبي والنقابي، وتم الحكم عليهما بالإعدام شنقاً حتى الموت، وأُلقيا في غياهب سجون البصرة ونقرة السلمان.

وعندما حان موعد تنفيذ الحكم عليهما بالإعدام شنقاً حتى الموت، بفترة قصيرة بعد سقوط زبانية البعث والحرس القومي في تشرين 1963، كان وداعهما وقت الرحيل حزيناً وباكياً من قبل رفاقهم السجناء الذين أحبوهما وأصبحوا إخوة لهما، فكانت كلمات وداعهما لسجناء نقرة السلمان، بالقول إن هذا الطريق اخترناه بمحض إرادتنا، وسنواصل المسير عليه بوجوه بيضاء وقلوب عامرة بحب الحزب والوطن.

وفي يوم شتائيّ بارد .. يوم الرابع والعشرين من كانون الأول عام 1963، أعدمت السلطات المجرمة أمام مديرية موانئ البصرة، الشهيدين (عبدالله رشيد) و(كريم حسين)، وكان غرضها من ذلك تخويف وإرهاب العمال، ومحاولة كسر شوكتهم والتأثير على حسّهم الطبقي، كي لا يتخلوا عن مصالحهم الطبقية. وقد اعتليا أرجوحة المجد ليعانقا رفاقهما (فهد وحازم وصارم وسلام عادل)، والمئات من الشهداء. ونفـّذ بهما الطغاة حكم الإعدام شنقاً حتى الموت، وما كان من الشهيدين إلا ان يهتفا أمام مرأى الجماهير المحتشدة ومسمع إخوتهم عمال الموانئ وأبناء البصرة الذين اعترتهم مشاعر الغضب والاستنكار لهذه الجريمة النكراء. وردّد الشهيد (عبدالله رشيد) بصوته الجهوري الهتاف التالي :

(السجن لي مرتبه..

والقيد لي خلخال

والجنّبه (1) يا فهد

أرجوحة الأبطال)

من خلال هذه التضحية الجسيمة بالأرواح، ومن اجل أن يكون الوطن حراً والشعب سعيداً، ويُرمى الطغاة في مزبلة التاريخ، ولكون الشهيدين هما أول شهيدين رياضيين في تاريخ الحزب الشيوعي العراقي. حبذا لو قامت الجهات المعنية بجعل هذا اليوم، يوم الشهيد الشيوعي الرياضي.

المجد والخلود للشهيدين (عبدالله رشيد) و(كريم حسين).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الجنّبه : حبل المشنقة.

* المصدر ( من اعماق السجون .. نقرة السلمان قيود تحطمت)

********************************

 

 

الصفحة العاشرة

 

الاعتراف بالاختلاف أم الحق في المساواة وبإعادة التوزيع الاجتماعي؟

تشيّؤ الهوية

نانسي فريزر*

 

إن نموذج الاعتراف المحكوم بسياسات الهوية ينزع إلى تشيئ الهوية. فهي في تشديدها على الحاجة لبلورة هوية جمعية أصيلة مستقلة أيضا تمارس التأكيد الذاتي، والجَهر بها، تضغط معنويا على الأفراد لكي ينصاعوا إلى ثقافة جمعية معينة. ينجم عن ذلك تقييد التمرد والتجريب الثقافيين، هذا عندما لا يجري وصمهما بالخيانة. وينطبق الأمر نفسه على النقد الثقافي، بما فيه الجهود المبذولة لاستكشاف انقسامات بين الجماعات، مثل الانقسامات الجندرية والجنسية والطبقية. وهكذا فبدلاً عن الترحيب بالتدقيق في السلالات البطريركية في ثقافة خاضعة معينة، يتجه تيار النموذج الهوياتي إلى وصم مثل هذا النقد بأنه «غير أصيل». فإذا الأثر الإجمالي هو فرض هوية جمعية واحدة، تبسيطية على نحو كارثي، تنكر تعقيد حياة الناس، وتعدد أشكال تعريفهم لأنفسهم والتجاذبات المتبادلة بين انتماءاتهم المختلفة. والسخرية في الأمر، بالتالي، أن نموذج الهوية يخدم كواسطة لعدم الاعتراف: فتشييء الهوية الجمعية ينتهي إلى التعتيم على سياسات الهوية الثقافية، وعلى الصراعات داخل الجماعة على شرعية وسلطة تمثيلها. وهذه المقاربة، إذ تصرف النظر عن تلك الصراعات، تحجب سلطةَ الأجنحة المسيطرة وتعزز السيطرة داخل المجموعات. وهكذا يخدم النموذج الهوياتي بسهولة فائقة الأشكال القمعية من الطائفية فيروّج للامتثال، والتعصب والبطريركية.

والمفارقة هنا أن نموذج الهوية ينزع إلى إنكار مرتكزاته الهيغلية. فبعد أن يبدأ بالافتراض أن الهوية حوارية، ومؤسسة على التفاعل مع ذات أخرى، ينتهي إلى إعلاء قيمة المونولوجات، مفترضا أن ضحايا عدم الاعتراف يمكن بل يجب أن يبنوا هويتهم بأنفسهم. وهو يفترض إلى ذلك بحق الجماعة في أن تفهَم وفقا للشروط التي تضعها هي وحدها حصرا- وأنه ما من أحد مخوّل أن يرى إلى كائن آخر من منظار خارجي، في أي حال، أو أن يخالف الآخر بالكيفية التي يفسر فيها الآخر ذاته. على أن هذا يجري أيضا على عكس النظرة الحوارية ويجعل من الهوية الثقافية وصفا ذاتيا منتجا ذاتيا، يقدمه المرء لآخرين بما هو ملاحظة عابرة. وإذ تسعى سياسات الهوية هذه إلى إعفاء التمثلات الذاتية الجَمعية «الأصيلة» من كافة التحديات الكامنة في الفضاء العام، نادرا ما تشجع على التفاعل المجتمعي العابر للاختلافات، بل تشجع، على العكس من ذلك، على الانفصالية والتقوقع الجمعي.

إن نموذج الاعتراف الهوياتي، إذن، مشروخ شرخا عميقا. إنه منقوص نظريا وإشكالي سياسيا، يساوي سياسات الاعتراف مع سياسات الهوية، وإذ يفعل ذلك، يشجع على تشييء الهويات الجمعية وإزاحة سياسات إعادة التوزيع.

 

عدم الاعتراف بما هو إخضاع لموقع

سأقترح في ما يلي مقاربة بديلة: إنها معالجة الاعتراف بما هو مسألة موقع اجتماعي. من هذا المنظار، يصير المطلوب الاعتراف به ليس الهوية الجمعية المخصوصة إنما موقع أعضاء الجماعة الأفراد بما هم شركاء كاملون في التفاعل المجتمعي. فلا يعود عدم الاعتراف يعني تبخيس الهوية الجمعية أو تشويهها، بل يكتسب معنى الإخضاع المجتمعي- أي منع مشاركة الأفراد كنظراء في الحياة المجتمعية. على أن تقويم هذا الظلم لا يزال يتطلب سياسة اعتراف، ولكن هذا لن يعود مختزلا في منظور «نموذج الموقع» إلى مسألة هوية، بل يعني بالأحرى اعتماد سياسة هادفة إلى التغلب على الإخضاع من خلال تثبيت الطرف غير المعترف به بما هو عضو كامل العضوية في المجتمع قابل للمشاركة مع الآخرين على قدم المساواة.

اسمحوا لي أن أشرح ذلك. النظر إلى الاعتراف بما هو مسألة موقع يعني تفحص الأنساق المؤسساتية للقيمة الثقافية بحثا عن آثارها على المكانة النسبية للفاعلين المجتمعيين. فإذا ومتى اعترفت تلك الأنساق بالفاعلين بما هم أكفاء، قادرون على المشاركة على قدم المساواة في الحياة المجتمعية، إذ ذاك يمكننا الحديث عن اعتراف متبادل وعن مساواة في الموقع. وفي المقابل، حين يجري تعيين بعض الفاعلين على أنهم دونيون، ومستبعَدون، وغرباء كليا أو محتجبون ببساطة، وبعبارة أخرى، بما هم أقل من شركاء كاملين في التفاعل المجتمعي- إذذاك نستطيع الحديث عن عدم اعتراف وإخضاع موقعي. من هذا المنظار، لا يكون عدم الاعتراف تشوّها نفسانيا ولا أذى ثقافيا مجانيا إنما هو علاقة ممأسسة من الإخضاع المجتمعي. وبالتالي فعندما تكون عرضة لعدم الاعتراف، فهذا ليس مجرد النظر إليك نظرة سوء، أو نظرة تعال أو تبخيس في عين آخرين في المعتقدات أو التمثلات. الأحرى أنه إنكار لموقعك بما أنت شريك كامل في التفاعل المجتمعي، وفق أنساق ممأسسة من القيمة الثقافية تحرم المرء حقه في الاحترام أو التقدير قياسًا بالآخرين.

على أن عدم الاعتراف، من منظار نموذج الموقع، لا يتواصل من خلال تمثّلات أو خطابات ثقافية طافية بلا مرتكزات، إنه يتوالد، كما سبق، من خلال أنساق ممأسسة، بعبارة أخرى من خلال آليّات تشغيل مؤسسات مجتمعية تنظّم التفاعل وفق معايير ثقافية عادمة للتكافؤ. قد تشتمل الأمثلة على سياسات الخدمة الاجتماعي التي تصم الأمهات الوحيدات بأنهن طفيليات ومنحلات جنسيا، كما تشمل ممارسات أمنية، مثل «الاشتباه بناء على العرق»، تربط الأشخاص المحددين عرقيا بالميل إلى الإجرام. في كل واحدة من هذه الحالات، ينتظم التفاعل عن طريق نسَق مؤسساتي من القيمة الثقافية فتتشكل بموجبه بعض فئات الفاعلين المجتمعيين بما هم قياسيون فيما الآخرون ناقصون أو دونيّون: «الأسَر ذات الرأس الذكوري» سليمة، «الأسر ذات الرأس الأنثوي» ليست كذلك، «البيض» مطيعون للقانون، «السود» خطرون. في كل حالة من هذه الحالات، تكون النتيجة إنكار حق بعض أعضاء المجتمع في أن يكون لهم موقع الشركاء الكاملين في التفاعل والقدرة على المشاركة مع الباقين على قدم المساواة.

وكما يتبين من هذه الأمثلة، فإن عدم الاعتراف يمكن أن يتخذ أشكالا متنوعة. وفي مجتمعات اليوم المعقدة والمتمايزة، نلقى أن القيَم المانعة للتكافؤ ممأسسة في عدد من المؤسسات وفق أنماط متباينة نوعيا بعضها عن بعض. في بعض الحالات، يكون عدم الاعتراف مكرّسا جهارا في قانون وضعي؛ وفي حالات أخرى، ممأسسا في سياسات حكومية، وقواعد إدارية أو ممارسات مهنية. ويمكنه أن يكون ممأسسا على نحو غير رسمي، في أنماط تشاركية، وأعراف عريقة أو رواسب ممارسات مجتمعية فاعلة في المجتمع المدني. ولكن مهما تكن الفوارق من حيث الشكل، يبقى جوهر الظلم واحدا: ففي كل حالة، ثمة نسق قيمة ثقافية ممأسس يعين عددا من الفاعلين المجتمعيين على أنهم أدنى من أعضاء كاملين في المجتمع ويمنعهم من المشاركة على قدم المساواة مع الآخرين.

في نموذج الموقع، إذن، يشكل عدم الاعتراف نوعا من الإخضاع الممأسس ويكون بالتالي خرقا خطيرا للعدالة. فحين يقع ومتى يقع، وجبت المطالبة بالاعتراف. ولكن لنلاحظ بدقة ما الذي يعنيه هذا: إنه لا يهدف إلى تزكية الهوية الجمعية وإنما إلى التغلب على الإخضاع، ففي هذا المقاربة، تسعى المطالبة بالاعتراف إلى تثبيت الطرف المخضَع بما هو شريك كامل في الحياة المجتمعية، قادر على التفاعل مع آخرين على قدم المساواة. إنها تسعى، بعبارة أخرى، إلى نزع الصفة المؤسساتية عن أنساق القيمة الثقافية التي تعيق التكافؤ في المشاركة وتستبدلها بأنساق تشجع عليها. فبات تصحيح عدم الاعتراف يعني تغيير مؤسسات مجتمعية – وبدقة أكبر، تغيير القيم الناظمة للتفاعل التي تعيق التكافؤ في المشاركة على المواقع المؤسساتية. أما كيف يتم ذلك تماما فيتوقف في كل حالة على النمط الذي به تأسّس عدم الاعتراف. فالأشكال المقوننة تتطلب تغييرا قانونيا، والأشكال الراسخة سياسيا تتطلب تغييرا في السياسات، أما الأشكال التشاركية فتتطلب تغييرا تشاركيا، وهكذا دواليك. إن نمط التصحيح وفاعليته يختلفان قدر اختلاف المواقع المؤسساتية. ولكن الهدف هو ذاته في كل حالة: فتصحيح عدم الاعتراف يعني استبدال أنساق القيمة الممأسسة التي تعيق التكافؤ في المشاركة بتلك التي تمكنها أو تشجع عليها.

على العموم، إذن، ليس نموذج الموقع ملتزما سلفا بأي نمط من أنماط علاج عدم الاعتراف. الأحرى أنه يسمح بمروحةٍ من الإمكانات اعتمادا على الحاجات المخصوصة للأطراف الخاضعة ليمكنها من المساهمة بتكافؤ في الحياة المجتمعية. فقد تحتاج، في بعض الحالات، إلى أن تتحرّر من نزعة التمايز المتطرفة، أكان التمايز أصليا أم مكتسبا؛ وقد تحتاج في حالات أخرى إلى فرض الاعتراف بتمايز لم يحظ باعتراف كاف من قبل. في المزيد من الحالات، قد تحتاج الأطراف الخاضعة إلى نقل التركيز إلى مجموعات مسيطِرة أو متميزة، بما ينزع التمايز عن هذه الأخيرة التي كانت تتشاوف زورا بأنها ذات بعد شمولي. ومن جهة أخرى، قد يكون المطلوب حاليا هو تفكيك شروط إنتاج الاختلافات المكتسبة. وفي كل حالة من تلك الحالات، يفصل نموذج الموقع المعالجَة لتناسب الإجراءات العينية التي تعرقل التكافؤ. وهكذا، فعلى خلاف نموذج الهوية، لا يقدم نموذج الموقع امتيازا مسبقا لمقاربات تعلي من شأن الخصوصية الجمعية. الأحرى، أنه يسمح مبدئيا بما قد نسميه اعترافا شموليا واعترافا تفكيكيا، كما يسمح بالاعتراف الجازم بالاختلاف. ومجددا، فالنقطة الحاسمة هي أن سياسات الاعتراف وفق نموذج الموقع، لا تتوقف عند حدود الهوية بل تسعى إلى معالجات مؤسساتية للأضرار المكرّسة في مؤسسات. وإذ تركّز هذه السياسة على الثقافة في أشكالها الراسخة اجتماعيا (قياسا إلى أشكالها الطليقة)، تسعى إلى تجاوز إخضاع الموقع عن طريق تغيير القيم التي تتحكم بالتفاعل، فترسّخ أنساق قيم جديدة تروّج للمشاركة المتكافئة في الحياة المجتمعية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* فيلسوفة وناقدة ونسوية أميركية، معروفة بنقدها لسياسات الهوية وللحركات النسوية الليبرالية المتخلية عن العدالة الاجتماعية

مجلة “بدايات” الفصلية – العدد 32 – 2021

************

غروندريسة ماركس

ماجد الياسري

 

هناك ثلاثة اعمال مهمة لماركس نشرت لاول مرة في القرن العشرين، وهي نظرية فائض القيمة، المخطوطات الاقتصادية الفلسفية لعام 1844 والغروندريسة، وتعرف أيضا بأساسيات نقد الاقتصاد السياسي (وهي ليست “مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي”  الذي نشر عام 1859).

 

والغروندريسة هي سبعة دفاتر كتبها ماركس عام 1875 كملاحظات في غرفة القراءة في مكتبة المتحف البريطاني، وهي اكثر من 800 صفحة من الملاحظات والمقالات القصيرة حول راس المال وملكية الأرض والدولة والأجور والتجارة الخارجية كمسودات جمعها في سبعة دفاتر وكتبها لنفسه. واعتبرت عند العثور عليها كوثيقة اقتصادية وفلسفية كتبها ماركس في الفترة  بين صدور( البيان الشيوعي) والجزء الأول من (رأس المال) وفقدت في ظروف غير معروفة حتى عثر عليها كاوتسكي في 1902 ضمن أرشيف أوراق كارل ماركس المحفوظ  لدى الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني ونشرها في مجلة الحزب النظرية عام 1903.

ونشرت مجددا في 1939 في الاتحاد السوفيتي بعنوان نفد المقولات الاقتصادية بعد ان رفع تحفظ قيادات العمل الأيديولوجي عليها كونها تتعارض مع بعض المفاهيم السائدة آنذاك. وقد حققت شعبية واسعة في أوساط مفكري مدرسة فرانكفورت النقدية.

وفي عام 1973 صدرت اول ترجمة باللغة الإنكليزية قام بها الاكاديمي الماركسي  ورئيس تحرير مجلة اليسار الجديد مارتن نيكولاس. ولغاية اليوم تمت ترجمتها الى اكثر من عشرين لغة من ضمنها العربية، حيث ترجم منها دفتران فقط، ونشرتها دار ابن خلدون وهي متوفرة على الانترنت.

ومن أسباب رواج الغروندريسه في السبعينات انها اعتبرت نموذجا لأعمال ماركس الناضج مقارنة بماركس الشاب في ما كتبه في مخطوطات 1844، بينما اعتبرها اخرون كخطة عمل لكتابة مشروعه الرئيسي،  كتاب (رأس المال) وفيها ناقش أفكار ريكاردو وبرودون.

ومن الموضوعات الهامة التي تطرق اليها ماركس في الكراسة الأولى هي العلاقات التي تنشا وتتطور بين الناس اثناء عملية انتاج الخيرات المادية منذ بداية المجتمعات البشرية، وعلى أساس التقسيم الاجتماعي للعمل وان البشر حيوانات اجتماعية منتجة. وتطرق أيضا الى ديناميكيات الإنتاج والاستهلاك والتبادل والتوزيع، وعكس تطور رؤيته حول ارتقاء وتطور المجتمعات وأهمية النتاجات الفكرية والفنية والجمالية.

وحوت الكراسات ملامح مشروع ماركس في الاقتصاد السياسي وفائض القيمة والنقود. وتضمنت الغروندريسة أيضا شرحا لبعض المفاهيم الفلسفية كالتشيؤ  والاغتراب، وهي كما يبدو استمرار لما تناوله في مخطوطات 1844.

وبمناسبة الذكرى 150 نشرت دار روتليدج  عام 2008 مولفا خاصا حولها من اعداد الاكاديمي الإيطالي مارسيلو موستو، قدم له الماركسي البريطاني المعروف أريك هوبزباوم، تناول جوانب مختلفة مما حوته الكراسات وأهميتها في تطور فلسلفة وأفكار ماركس. ويمثل مصدرا مهما فهو يضم اكثر من مئة فصل كتب اغلبها من قبل اكاديميين مهتمين بالشأن الماركسي وتكشف أهميتها عن تطور ماركس فكريا واكماله مشروعه الضخم في كتابة (رأس المال) الذي هو اعمق تشريح ونقد للنظام الرأسمالي.

************

 

الصفحة الحادية عشر

 

احدث الكتب

 

  • (الادب والانتروبولوجيا / النص المؤلف فعل القراءة)

كتاب جديد من اخنيار وترجمة د. هناء خليف غني وفيه مجموعة دراسات تتعلق بالمعطيات الادبية وفاعليتها مع الانتروبولوجيا. اصدار دار المأمون ـ بغداد.

  • (غيمة امال)

رواية: راسم الحديثي تحمل توجها وطنيا ونضاليا باسلا.. اصدار دار النخبة سبق للمؤلف وان اصدر رواياته: أولاد حمدان  اصفا موفوبيا خريف الشرفه تحت شجرة التوت.

  • (رشيد ياسين / الاعمال الشعرية الكاملة)

جمع وتنقيح: نبيل رشيد ياسين. اصدار دار اكادية / ادمبرة المملكة المتحدة رشيد ياسين من دار الحركة الشعرية في العراق كاتب وناقد ومترجم.

**********

في معرض العراق الدولي للكتاب كتب نوعية.. فعاليات ثقافية.. مهرجان الجواهري

على الرغم من غياب الجهات الرسمية المعنية وعجزها عن اقامة معارض الكتب، وعن توزيع المطبوعات، واصدارها مطبوعات محدودة نوعا وكما الا في القليل النادر. نجد (دار المدى) تتفوق بشكل لافت وبارز ومتقن عن طريق نشر المطبوعات ورصانة ماتصدره فضلا عن اقامة سلسلة من المعارض، وقد اقامت مؤخرا معرض العراق الدولي للكتاب بمشاركة عربية ودولية فضلا عن الفعاليات الثقافية والابداعية التي رافقت المعرض الى جانب اقامة مهرجان الجواهري الذي اعد له اتحاد الادباء والكتاب في العراق تزامنا مع المعرض.

 

هنا اراء عدد من رواد المعرض:

 

ثامر عباس باحث

لأني من أولئك الذين يوصفون (بسوسة الكتب) – كما نعتني ذات مرة الكتبي الشهيد (عدنان) صاحب مكتبة عدنان في المتنبي، فقد قررت – ولو متأخرا على غير العادة – زيارة معرض بغداد الدولي للكتاب صبيحة يوم الخميس المصادف 16 /12/2021، على أمل الحصول على بعض ما احتاجه من عناوين كنت أغالب في العثور عليها هنا في العراق. وفي سياق هذه الزيارة تكونت لديّ مجموعة من الانطباعات الشخصية التي أود مشاركتها مع من زار المعرض من المثقفين والأكاديميين وجمهور القراء وكانت الحصيلة ما يلي :

أولا- من حيث مشاركة دور النشر؛ بدت لي المشاركة متواضعة جدا، لاسيما بالنسبة لدور النشر العربية المعروفة. فعلى سبيل المثال لا الحصر غابت عن المعرض دور مشهورة مثل (دار الطليعة) البيروتية، و(المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب) الكويتي، و(هيئة البحرين للثقافة والآثار) البحرينية. لا بل حتى إن دور النشر المهمة مثل (دار المعارف) و(المركز القومي للترجمة) المصريتان، كانت مشاركتهما متواضعة بشكل مفجع، الأمر الذي حملني على سؤال أحد مسؤوليها عن أسباب ذلك ؛ فأجابني بأنهم لا يريدون تحمل تكاليف النقل لقناعتهم المسبقة بعدم وجود قراء وبالتالي لا يوجد من يشتري !!. هذا بينما اكتفى مركز دراسات الوحدة العربية بعرض مطبوعاته لسنوات سابقة، دون أن يغامر بعرض إصداراته الجديدة التي حملت بعض العناوين المهمة، في حين أفضى لي مسؤول احدى دور النشر العربية أنهم قرروا أن يكون هذا آخر معرض تشارك دار نشرهم فيه، إذا استمر الحال على ما هو عليه.

ثانيا- من حيث التنظيم والتنسيق نجح المنظمون للمعرض في تنظيم وتنسيق الأجنحة والقاعات التي تضم دور النشر وفقا”لجنسية منشئها، بحيث تشمل القاعة الواحدة جميع دور نشر البلد المعني؛ مثل (الدار العراقي) و(الدار اللبناني) و(الدار السوري) و(الدار المصري)، وأخفق المسؤولين حين لم يراعوا وضع جداول يومية بخصوص طبيعة زوار المعرض، بحيث سمحوا لطلبة المدارس والثانويات بارتياد المعرض من دون تحديد أيام معينة تخصص لهم، وذلك لتجنب حصول الفوضى والازدحام عند مداخل ومخارج قاعات العرض.

ثالثا لمسنا ارتفاعا غير مسبوق في الأسعار عموما، لا يتناسب والقدرة الشرائية للغالبية العظمى من زوار المعرض، خصوصا”وان 95% منهم ينتمون لشريحة الطلبة، الأمر الذي ساهم في إحجام الراغين بالحصول على بعض العناوين من التورط بهذه المغامرة “المالية” المكلفة.

رابعا- من طبيعة الذائقة القرائية ؛ فقد لاحظنا إن أغلب دور النشر الموجودة في المعرض، فضلت الإكثار من عرض مطبوعاتها الأدبية في الواجهات الأمامية، بدلا من وضع الأعمال ذات الطابع الفكري والمعرفي مكانها – أو على الأقل جعلها متوازنة – وكأني بها تتحسس توجهات الذائقة “القرائية” للجمهور العراقي، وميله الواضح نحو هذا الصنف من السرديات التي يزداد منسوبها المخيالي في أوقات الأزمات والمنعطفات.

خامسا من حيث الجدوى الثقافية ؛ لا مناص من الإقرار بضرورة استمرار مثل هذه الأنشطة والفعاليات الثقافية، كونها المتنفس الأكثر احتياجا والأشد إلحاحا لخروج الإنسان العراقي من جحيم الخوانق المدمرة التي ألقي في أتونها .

 

د.لاهاي عبدالحسين/ كاتبة واكاديمية

اللافت ان معرض بغداد للكتاب دورة الروائي العراقي غائب طعمة فرمان استقطب جماهير غفيرة من مختلف الشرائح وحظي بجلسات كثيرة لم تترك حيزا يتعلق بالروائي المحتفى به. شاركت في الجلسة الخاصة بغائب والمرأة بمعية د. شجاع العاني وإدارة الأستاذ رفعت عبد الرزاق. كان يهمني التأكيد على الاهتمام الذي وجهه الروائي للمرأة كما في اسناده دور البطولة في رائعته “النخلة والجيران” إلى امرأة. وكان بذلك قد سجل صورة للمرأة التي تضع بيضها في سلة واحدة. تزوجت برجل طيب ومتمكن معتمدة عليه حتى تدخل القدر ليسلبه منها بحادث سير. عندها واجهت “سليمة”، الوجه المتوحش للحياة وهي تحاول ان تقيم أودها وأود الولد “حسين”، الذي تركه لها. وكانت هناك نماذج أخرى عكس من خلالها الروائي حسه النسوي ولم يكتف بان يجعل من المرأة رمزا سياسيا عاما. تجدر الاشارة إلى ان مؤسسة (المدى) التي ترعى المعرض لم تكتف بإطلاق اسم الروائي عليه وانما كانت قد ساهمت مساهمة مهمة في إحياء ارثه وتسليط الضوء عليه عن طريق اعادة نشر اعماله لتعريف الاجيال الشابة على هذه القامة الثقافية البارزة في ميدان الرواية العراقية.

 

د. جمال العتّابي/ كاتب ومصمم

اكثر ما لفت انتباهي هو توافد جموع الطلبة والشباب واقبالهم الكثيف على أجنحة معرض الكتاب وبأوقات مختلفة. ان هذا المشهد يعيد لي الامل والتفاؤل في وعي أبنائنا بأهمية المعرفة في بناء المجتمعات نحو التحضر، ونبذ التخلف والجهل ومواجهة قوى الظلام التي تريد بالبلاد العودة الى تبني الافكار التي تعطل الحياة وتمسخ ارثاً ثقافياً وجمالياً.

 

جمال الاسدي صحفي وتربوي

ها هي بغداد تعود الى ألقها من جديد خلال استضافها لمعرض العراق الدولي للكتاب يشعر المرء ان العاصمة بغداد تستعيد مجدها زرت المعرض اكثر من مره ولي انطباعات هي :

المعرض كان واسعاً واغلب دور النشر العربية أشتركت فيه وهذه بادرة تحسب الى (المدى) لانها هي الراعي والساند للثقافة.

- وجدت ان الاسعار عاليه جداً حتى بعد التخفيض ولاتناسب دخل المثقف العراقي.

- وجدنا التنظيم وترتيب دور النشر فيه دقة لوجستيه عاليه حيث عزلت الدور اللبنانية في قاعة والمصرية في أخرى والدور العراقية في مجمع مستقل.

- لاحظنا ان المدارس والجامعات قامت بزيارات للمعرض وهذا شي رائع لانه يعمق الشعور باأهمية الكتاب ودورة في نشر الوعي والثقافة.

- الندوات المتواصلة ولقاءات الجمهور مع نخب من المفكرين والكتاب خلقت نوعاً من الحميمية والتواصل مع الطبقات التواقة للثقافة.

- بعض دور النشر لم تأتِ بجديدها وانما نفس العناوين القديمة مثل : دار الساقي اللبنانيه، دار الشروق حيث هنالك كتب لمحمد حسنين هيكل حديثه لم تتوفر في المعرض.

هذا المعرض أعاد للكتاب هيبته بعد ان تقدم عليه السوشيال ميديا حيث نشعر ان العولمة قلبت الموازين لكن يبقى عطر الكتاب فواحاً ومميزاً.

***********

بعد نجاح أول عروضه العربية في الدورة 43 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي

عرض فيلم «كلشي ماكو» في مهرجان السليمانية السينمائي

السليمانية – طريق الشعب - وكالات

 

يعرض الفيلم العراقي “كلشي ماكو” للمخرجة ميسون الباجه جي ضمن مسابقة الأفلام الروائية خلال الدورة الخامسة من مهرجان السليمانية السينمائي الدولي في العراق هذا اليوم الاثنين الساعة 3 عصراً، وذلك ليكون عرضه الأول في بلده.

أُنتج هذا المشروع في العراق بالتعاون مع فؤاد جلال رشيد من ماستي فيلم وهي شركة إنتاج في السليمانية وهدى الكاظمي من عشتار العراق لإنتاج الأفلام - بغداد.

وقد نال الفيلم مؤخراً إشادة واسعة في أعقاب نجاح عرضه الأول عربياً في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي حيث كتب قيس قاسم من موقع الجزيرة.نت “من بين أفضل الأفلام المعروضة في مسابقة آفاق السينما العربية ومن القليلة التي تعيد قراءة المشهد العراقي خلال سنوات الاقتتال الطائفي بأسلوب سينمائي مقنع قادر على طرح أسئلة عما جرى ويجري”. وفي رصيف.نت كتب سعد القرش “فيلم يراهن على الحياة وعشاق الحياة لا يصرخون. كانوا يغنون.”

تدور أحداث الفيلم على خلفية أعمال العنف الطائفي في الأسبوع الأخير من عام 2006 بين الكريسمس وعيد الأضحى. ويروي قصص سكان العاصمة العراقية بغداد حيث يحاولون أن يعيشوا حياتهم اليومية على الرغم من نوبات العنف الشديد وغير المتوقع التي تجعلهم عرضة للمخاطر. في قلب الأحداث يروي الفيلم قصة سارة وهي روائية وأم عزباء فقدت رغبتها في الكتابة نتيجة لأعمال العنف. قُبيل بدء العام الجديد وفي أعقاب أحداث ما كانت في الحسبان تهيئ سارة وجيرانها أنفسهم لمستقبل مجهول المعالم بينما يحاولون تشكيل شعور واهٍ بالأمل.

وكان الفيلم قد شهد عرضه العالمي الأول في مهرجان سراييفو السينمائي وقبلها كان كلشي ماكو قد فاز بجائزة IWC  المقدمة في مهرجان دبي السينمائي الدولي ومقدارها 100 ألف دولار. كتبت الفيلم ميسون الباجه جي بالتعاون مع شريكتها في الكتابة المقيمة في بغداد إرادة الجبوري واللتان حضرتا سويةً العرض الأول للفيلم في العالم العربي في القاهرة في نوفمبر الماضي.

أول انطلاقة للفيلم قبل اتمامه كانت عبر شبكة المنتجين في قرطاج ومن بعدها نال أيضاً منحا مختلفة في المنطقة العربية ومنها سند والصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق) ومؤسسة الدوحة للأفلام وعلى الصعيد الأوروبي نال من بين منح عديدة منحة من يوريميجيز والمركز الوطني للسينما  والصندوق السويسري ومؤسسة الفيلم البريطاني، كما فاز بجائزة مادية قيمتها 5  آلاف دولار أميركي من شركة ذي سيل غروب، وذلك ضمن سوق مهرجان مالمو للسينما العربية حيث اختير الفيلم ضمن قسم تمويل مرحلة ما بعد الإنتاج.

تشمل قائمة ممثلي الفيلم العديدين والقادمين من السليمانية وبغداد ومن خارج العراق أسماء مثل دارينا الجندي (في دور سارة) وباسم حجّار ومريم عباس واحمد هاشمي ولبوة عرب وبديعة عبيد وزيدون سلمان خلف وسهام مصطفى وسامي العلي وعلي الكريم والفنان العراقي المشهور محمود أبو العباس. مصممة الأزياء والإنتاج هي ريا عاصي والتي أدت دوراً تمثيلياً في الفيلم أيضا. يضم طاقم الفيلم العراقي الذي شارك في الإنتاج كمساعد أول للمخرجة كل من حيدر حاكم وأحمد ياسين الدراجي والمقطوعات الموسيقية التصويرية من تأليف الفنانين العراقيين خيام اللامي وإحسان الإمام. غسان عبد الله هو المسؤول التنفيذي عن إنتاج الفيلم.

ميسون الباجه جي مخرجة عراقية تعيش في لندن درست الفلسفة في كلية لندن الجامعة ودرست في مدرسة لندن السينمائية وكانت طالبة لدى المخرج البريطاني مايك لي. عملت محررة أفلام وثائقية ودرامية ومنذ عام 1994 عملت مخرجة أفلام وثائقية مستقلة في الغالب، تصنع أفلاماً تدور أحداثها في العالم العربي. تشمل أفلامها رحلة إيرانية (إنتاج 2000) والعودة إلى أرض العجائب (إنتاج 2004) وعدسات مفتوحة في العراق (إنتاج 2008). نال هذا الفلم ذِكراً خاصاً من لجنة التحكيم في مهرجان الفيلم العربي في روتردام.

درّست ميسون التحرير والإخراج في عدد من البلدان والمدن بما في ذلك المملكة المتحدة وفلسطين - غزة والقدس وبيرزيت. في عام 2004 شاركت مع زميلها قاسم عبد في تأسيس المعهد المستقل للسينما والتلفزيون وهو مركز مجاني للتدريب على الأفلام في بغداد حيث أخرج الطلاب 17 فيلماً وثائقياً قصيراً أُختيرت في مهرجانات سينمائية في المنطقة وفي مهرجانات دولية.

إرادة الجبوري هي كاتبة وباحثة وناشطة عراقية في مجال حقوق المرأة حاصلة على على درجة الماجستير من كلية الاداب وكذلك تحمل شهادة الدكتوراه من كلية الإعلام بجامعة بغداد. تناولت أطروحتها لنيل الدكتوراه صورة النساء في السينما العراقية من عام 1946 إلى 1994. قبل مشاركتها في كتابة كتابة “كلشي ماكو” تعاونت إرادة الجبوري مع ميسون الباجه جي في مشروع عدسات مفتوحة في العراق. وهو مشروع تجسد بمعرض للصور وكتاب باللغتين العربية والانجليزية ومن ثم كان محور تركيز فيلم وثائقي لميسون الباجه جي فيما بعد.

*********

 

الصفحة الثانية عشر

 

إصدار

 

“رأس المال”.. سيرة كتاب

 

يلقي الكتاب الموسوم “رأس المال.. سيرة كتاب”، لمؤلفه فرانسيس وين، والصادر عن “دار فواصل للنشر والإعلام” في القاهرة عام 2018، الضوء على الكفاح الذي خاضه كارل ماركس على مدى عشرين عاما، بغية إتمام كتابه الشهير “رأس المال”.

ويوضح كيف أن أفكار هذا الكتاب أثرت على عدد لا يحصى من المفكرين والكتاب الثوريين، وغيّرت مجرى التاريخ عبر تأثيرها على ملايين البشر.

ويرى وين في كتابه الذي نقله إلى العربية ثائر ديب، أنه ما دامت الرأسمالية باقية بمنغصاتها، ستبقى هناك حاجة إلى قراءة كتاب “رأس المال” وفهمه.

 

***********

 

 

ليس مجرد كلام.. لا جديد تحت الشمس!

 

 

 

عبدالسادة البصري

 

هذه العبارة أرددها كلّما يسألني أحد عن مشروع ما ولم يُنجز، أو عن أخبار جديدة وليس في جعبتي منها شيء!

اليوم أرددها أيضا ونحن نعيش تحت رحمة أصحاب المولدات وطمعهم وتباين أخلاقهم، بعد أن أصابنا اليأس والقنوط من أي جديد في تحسن الكهرباء، رغم سماعنا في كل مرة تصريحات نارية لهذا المسؤول وذاك، حيث ما زلنا نتذكر التصريح الناري لأحدهم حين قال: ــ سنقوم بتصدير الكهرباء في العام القادم. كان هذا قبل سنوات، ولم نصدّر أمبيرا واحدا، بل نشتري الكهرباء من الجيران وعلى مزاجهم، إذ ينقطع الخط عند توقف الحكومة عن دفع المستحقات المالية للطرف الآخر!

في كل عام نقول أين الوعود؟ وتندلع التظاهرات والاحتجاجات ويسقط ضحايا وقرابين لأجل الكهرباء، ولم تتحسن أبداً، بل تسوء أكثر، ويظل أبناؤنا يعانون مرارتها في الامتحانات، والمرضى يتوسلون نسمة هواء عابرة، والكلّ يرفع أكفّه بالدعاء لها عسى أن تستقر لبضع ساعات، ولن تستقر، بل يخرج هذا الخط عن العمل وتعاني المنطقة الفلانية من الحرّ والظلام، وتسقط المنظومة تلك وتتوقف عن العمل ونبحث عن السبب والمسبب، فنحتار بالجواب!

لو أحصينا المبالغ التي أهدرت تحت ذريعة إصلاح الكهرباء منذ عام 2003 وليوم الناس هذا لوجدناها تبني بلدا بكامل منظوماته الخدمية من كهرباء ومجاري ومدن ومستشفيات وغيرها دونما أي خلل، طبعا إذا كان الصرف على وفق الخلق والضمير الإنساني الذي يعرف النزاهة والأمانة والأخلاق وحب الوطن والناس.

منذ 2003 ولحد هذه اللحظة لم تتحسن الاحوال، بل لم يأت جديد ما لنشعر بجمالية ضوء الشمس ونسمات الهواء الباردة، لأن الخدمات كل يوم لها شأن، ومن سيئ إلى أسوأ، الازبال والقمامة تملأ شوارعنا وأزقتنا وأسواقنا، والمجاري طافحة هنا وهناك، والكهرباء هي الطامة الكبرى، اضافة الى تردي التعليم، وانهيار العلاقات الإنسانية، وكأننا نسينا أن للإنسان أخلاقا يسمو بها!

تعالوا نتأمل وضعنا في كل مكان، كموظفين وعمال وفلاحين ومزارعين وإعلاميين ومسؤولين وما إلى ذلك، وكيف صرنا ندور في حلقة مفرغة وبلا أدنى تفكير في كيفية تطوير قدراتنا الفنية والإبداعية.

صناعتنا صارت في خبر كان، وبتنا نستورد كل شيء من الحبّة إلى القبّة!

وزراعتنا كذلك متوقفة، وما أن ظهرت بوادر زراعة هنا وهناك حتى اندلعت الحرائق لتأكل الأخضر واليابس دون أن تحرّك الحكومة ساكنا لمعرفة السبب والمسبب ومن المستفيد من هذا العمل.

المرضى دون علاج وان وجد فأما منتهي الصلاحية أو يباع في السوق السوداء.

والكارثة أن كل مسؤول يقف بشموخ ليصدع رأسك بتصريحاته النارية ولا جديد.

أين الإصلاح والفساد تغلغل في كل مفاصل حياتنا؟

البائع في كل مكان يقول لك: ــ تريد أصلي لو عادي؟

نريد أي حاجة تسمو بالوطن والناس.. نريد أخلاقاً ونزاهة وإيثاراً وعلاقات طيبة وصدقا في التعامل.

نريد مسؤولا لا يصرّح إلاّ بالحقيقة حتى وان كانت صادمة.

نريد وطنا خاليا من الشوائب ولتكن الشمس بخيوطها الذهبية هي التي تبشرنا بالجديد قبل فوات الأوان وضياع الوطن وعندها لات ساعة مندم.

 

************

 

 

في مقر شيوعيي الثورة .. د. علي مهدي يتحدث عن “مناهضة العنف ضد المرأة”

 

بغداد – محمد قاسم عناد 

 

ضيّفت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في مدينة الثورة (الصدر)، الأربعاء الماضي، الرفيق د. علي مهدي في ندوة حول “مناهضة العنف ضد المرأة”، وذلك في إطار حملة الـ 16 يوما الدولية لمناهضة العنف ضد المرأة التي تبدأ من 25 تشرين الثاني حتى 10 كانون الأول من كل عام.

حضر الندوة جمع من نساء المدينة. فيما أدارتها السيدة إخلاص حميد، التي رحبت بالحاضرين وأشارت إلى أهمية الاحتفاء بهذه المناسبة التي أطلقتها الأمم المتحدة في سبيل مناهضة العنف ضد المرأة.

وتناول د. مهدي في البداية، العنف الموجه ضد المرأة من خلال الحديث عن العنف الأسري، الذي ترجع أسبابه إلى دوافع عديدة، مثل الدوافع الاجتماعية: وتشمل العادات والتقاليد التي يرثها الأبناء عن الآباء والأجداد.

وتابع قائلا، أن من هذه المعتقدات الثقافية الموروثة، هو أن للرجل الحق في السيطرة على شريكة حياته، وإعطاء رب الأسرة قدر عال من الهيبة، والاعتقاد بأن مقدار رجولته يتحدد بمقدار قدرته على السيطرة على عائلته بالعنف أو القوة، لافتا إلى أن هذه الدوافع تقل كلما زادت نسبة الثقافة والوعي في المجتمع.

أما دوافع العنف الأخرى التي تناولها د. مهدي، فهي الدوافع الاقتصادية، والتي منها التدهور في حياة الأسرة الناتج عن فقدان الوظيفة، أو تراكم الديون، أو اللجوء للرهن، مبينا أن هذه الأمور تؤدي إلى مشاعر الخيبة وارتفاع مستويات التوتر لدى الرجل بسبب حالة الفقر التي يعيشها.

ثم انتقل إلى الدوافع الذاتية والشخصية، والتي منها صعوبة التحكّم بالغضب، وتدنّي احترام الذات، والشعور بالنقص، واضطرابات الشخصية، وتعاطي الكحول والمخدرات.

وعرّج المحاضر على مراحل العنف الأسري، وهي ثلاث: مرحلة التوتر، ثم مرحلة اللجوء إلى العنف، وبعدها مرحلة ما يسمى بـ “شهر العسل”. وهذه المرحلة يبدأ فيها المعتدي بالاعتذار وتقديم الهدايا للضحية طلبا للسماح، فضلا عن تقديم الوعود بعدم تكرار الإساءة بهدف استمرار العلاقة.

وعلى هامش الندوة قدم العديد من الحاضرات مداخلات، وسردن قصصا حقيقية عن حالات عنف أسري شهدنها في مناطقهن.

 

*************

اختتام فعاليات مهرجان الجواهري

 

بغداد - علاء الماجد

 

اختتمت يوم امس الاول فعاليات مهرجان الجواهري / 14 دورة لميعة عباس عمارة والتي التأمت يوم الخميس الماضي، تزامنا مع معرض العراق الدولي للكتاب، وشهدت قاعة التشريفات الكبرى في معرض بغداد، جلسة الافتتاح التي حضرها  أكثر من 250 أديبا من بغداد والمحافظات. كما حضرها الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي والاستاذ عماد جاسم وكيل وزير الثقافة والسياحة والآثار.

والقى وكيل وزير الثقافة والسياحة والاثار السيد عماد جاسم، كلمة الوزارة التي اكد فيها دعم الوزارة للمهرجان وللفعاليات الثقافية. مؤكا ان الوزارة  “بدأت بترميم الجسور التي كانت ربما تعيق بعض الفعاليات”، وشكر الوكيل كل القائمين على المهرجان وجهودهم وتنظيمهم الرائع”.

ثم القى رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق الاستاذ ناجح المعموري كلمة الاتحاد مؤكدا على أهمية مثل هذه الفعاليات، التي تسهم في بث الحياة والجمال في أمسيات بغداد، وثمن المعموري جهود الادباء في انجاح هذه الفعالية الكبيرة والمهمة . واستعرض رئيس الاتحاد منجزات الاتحاد في كل مجالات الابداع ، ودعم طباعة الكتب والاهتمام بالكتاب والأدباء، معنويا وماديا.

بعدها تم عرض مقصورة شاعر العرب الاكبر محمد مهدي الجواهري على شاشة كبيرة  للمايسترو علاء مجيد، والقى عدد من الشعراء قصائد تغنت بحب الوطن ابتدأها الشاعر الكبير موفق محمد في قصيدة عنوانها (وصايا لسلامة المتظاهرين).

ومن انتاج ستوديو الدكتور حكمت البيضاني تم عرض فني لقصيدة (يا لخديك ناعمين) للجواهري الكبير، بلحن وتوزيع موسيقي للفنان ابراهيم السيد واداء مالك محسن واحمد نعمة وهبة العزاوي وشيماء العزاوي .

ثم قدمت الدار العراقية للأزياء عرضا للازياء حمل عنوان (تراثنا)، تخللته لوحات راقصة على انغام فلكلورية، من تنفيذ واخراج محمود رجب.

استمرت فعاليات المهرجان ثلاثة ايام بجلسات صباحية ومسائية وتوزعت على قاعات معرض بغداد وقاعة الجواهري في الاتحاد ، بواقع 6 جلسات شعرية شارك فيها عدد كبير من شعراء الوطن، و 6 جلسات نقدية تنوعت مواضيعها وساهم فيها عدد من الاساتذة والباحثين والاكاديميين .

 وعلى هامش المهرجان تم توزيع كتاب البحوث المشاركة في المهرجان ، والاعمال الشعرية الكاملة للشاعر الراحل مروان عادل حمزة ، والتي قام اتحاد الادباء بطباعتها . ومساء السبت اختتمت فعاليات المهرجان في قاعة التشريفات الرئيسية – معرض العراق الدولي للكتاب بقراءات شعرية وفعاليات فنية .

 

*************

نظمها شيوعيو البصرة .. محاضرة عن “الخطاب الدبلوماسي وفن التفاوض”

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

البصرة - طريق الشعب

بحضور جمهور من المثقفين والناشطين والأدباء والإعلاميين، نظمت اللجنة الثقافية التابعة إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، أخيرا، محاضرة بعنوان “الخطاب الدبلوماسي وفن التفاوض”، ضيّفت فيها التدريسي في كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة البصرة، د. ساجد الشرقي.  المحاضرة التي احتضنتها “قاعة الشهيد هندال” في مقر اللجنة المحلية، أدارها الناقد مقداد مسعود، واستهلها متحدثا عن الخطاب الدبلوماسي وأهمية تفعيله في الحياة اليومية، حرصا على مد الجسور بين فئات المجتمع وطبقاته.  بعد ذلك، افتتح د. الشرقي محاضرته متحدثا عن الفرق بين الدبلوماسية والخطاب الدبلوماسي، معززا حديثه بمخططات وصور عرضها على شاشة توضيحية.

وفي شرحه، ربط المحاضر بين مفهومي “الدبلوماسية” و”التفاوض”. فيما ألقى الضوء على أبرز الشروط الواجب توفرها لدى الأطراف التي تدخل في مفاوضات حول قضية ما. وفي الختام، قدم نائب سكرتير اللجنة المحلية، المحامي كاظم محسن، لوح تقدير إلى المحاضر د. ساجد الشرقي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأدب النسوي ودوره في إثراء المشهد الثقافي الكربلائي

 

كربلاء - سلام القريني

 

أقام اتحاد الأدباء والكتاب في كربلاء، اخيرا، أمسية ثقافية حول الأدب النسوي ودوره في إثراء المشهد الثقافي الكربلائي.  أدارت الأمسية القاصة رقية تاج، واستهلتها مرحبة بالحاضرين، ودعت سكرتير الاتحاد سلام البناي ليتحدث عن الأدب النسوي في كربلاء، مشيرا إلى أن له دورا في إثراء المشهد الثقافي في المحافظة.  بعد ذلك، تحدثت مديرة المنتدى القاصة إيمان كاظم عن نشاطات هذا التشكيل الأدبي النسوي، وآفاقه المستقبلية. ثم دعت عضوات المنتدى لقراءة مختارات من كتاباتهن الأدبية. وكانت أولهن القاصة زينب الأسدي، التي قرأت نصا من مجموعتها القصصية الموسومة “تيه الورد”. أعقبتها القاصة أمل الموسوي بقراءة نص كانت قد شاركت به في مسابقة أدبية.  ثم قرأت القاصة رقية تاج قصة بعنوان “ثمة رماد في المدينة”. بينما تحدثت الروائية سلوى أحمد عن اشتغالاتها السردية، تلتها القاصة اشواق الدعمي بقراءة نص من مجموعتها القصصية المعنونة “نشيج الجسد”.وفي سياق الأمسية، قرأ الناقد د. عمار الياسري ورقة نقدية حول “الخطاب النسوي في الأدب الكربلائي”. وفي الختام وقع عدد من الأديبات نسخا من إصداراتهن الجديدة ووزعنها على الحاضرين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سامراء.. ندوة توعوية حول حقوق المرأة

 

سامراء – طريق الشعب

تزامنا مع حملة الـ 16 يوما لمواجهة العنف ضد المرأة، عقد رابطة المرأة العراقية، أخيرا في مدينة سامراء، ندوة توعوية حول حقوق المرأة وخطورة العنف الموجه ضدها.  الندوة التي عقدت على قاعة “مؤسسة البحتري” في المدينة، والتي جاءت بدعم من “منظمة المرأة للمرأة” السويدية، حضرها جمع من الناشطين والأكاديميين والحقوقيين والإعلاميين، فضلا عن أفراد من الشرطة المجتمعية. وقد أدارت الندوة نائبة سكرتيرة الرابطة، سهيلة الأعسم. فيما تحدثت فيها الناشطة النسوية رجاء حميد رشيد، متناولة حقوق المرأة في ظل المعايير الدولية والقوانين الوطنية العراقية. وعرجت المتحدثة على مفهوم “العنف” الموجه ضد المرأة، معرفة بأنواعه مثل “العنف البدني”، “العنف اللفظي”، “العنف الجنسي” و”العنف النفسي”. كما سلطت الضوء على العنف الأسري وأنواعه، سواء كان في إطار الأسرة أم المجتمع.

وتابعت رشيد قولها، أن العنف الأسري يتحدد بالنظر إلى ضحاياه أو الأشخاص الذين يقع عليهم، كالمرأة أو الطفل أو المسنين أو الشباب أو ذوي الاحتياجات الخاصة. فيما حددت أسباب العنف ونتائجه وآثاره السلبية الخطيرة على الأفراد والأسرة والمجتمع.

وخلال الندوة تمت مناقشة أهم التشريعات القانونية المعنية بضمان حقوق المرأة. وقد جرى التشديد على أهمية تشريع قانون مكافحة العنف الأسري.