اخر الاخبار

الصفحة الأولى

 

رائد فهمي: مهمتنا الارأس تتعلق بتمتين العلاقة مع الجماهير

 

 

في حوار شامل أجرته معه منابر إعلام الحزب الشيوعي العراقي (طريق الشعب والمركز الإعلامي للحزب)، لمناسبة انتهاء أعمال المؤتمر الوطني الحادي عشر، نوّه الرفيق رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، بجهود جميع الرفيقات والرفاق، الذين ساهموا في نجاح فعاليات المؤتمر.

وقال فهمي: إن المؤتمرات الوطنية للحزب ـ التي تعقد عادة كل أربع سنوات ـ تتفحص عمل الحزب وتتوقف عند الوضع العام ارتباطا بالتطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وعلى كل  المستويات.

وأكد أن المؤتمر الـ 11 طرح بقوة “والحاح” جوانب العدالة الاجتماعية، على أثر التطورات العديدة التي شهدتها الأعوام السابقة، والتي شملت جائحة كورونا، وانتفاضة تشرين التي شكلت حدثا فارقا في البلد، وتنامي حالات الاحتجاج وتزايد فجوة الفقر، والتمايز الطبقي - الاجتماعي والمستوى المعيشي وغيرها.

وزاد أن “هموم” المؤتمر تمحورت حول المواطن، الذي صار يجد صعوبة في تأمين قوته اليومي، فضلا عن معدلات البطالة والفقر التي هي في ارتفاع، الى جانب التعليم والصحة اللذين يعيشان حالة ترد.

ونبّه فهمي الى أن “المنظومة الحاكمة غير قادرة على القيام بالإصلاح وتقديم الحلول، لذلك نحن غلبنا مسألة التغيير، وبالتالي تحدثنا عن ضرورة تغيير موازين القوى”، لكنه يؤكد ان هذا الأمر يقتضي “حشد طيف واسع واصطفافات وتحالفات سياسية واجتماعية”.

وقال سكرتير اللجنة المركزية للحزب، ان “التغيير الشامل” الذي يدعو اليه الشيوعي العراقي “لا يتحقق الا بتغيير موازين القوى  السياسية”، مشيرا الى ان “الكثير من القوى لها مصلحة في استمرار الوضع، ولاحظنا انها لا تتردد في ممارسة اي شكل من أشكال الفعل السياسي، من اجل الحفاظ على مصالحها”.

ولفت فهمي الى ان هناك أوساطا شعبية واسعة جدا متضررة من هذا النهج المعتمد، مضيفا ان “المؤتمر تحدث بشكل مستفيض في الكثير من القضايا التي تتعلق بالوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي”.

وقال أيضا ان الحزب ارتأى ان يلخص اهم الاستنتاجات ويودعها في وثيقة “قدما نحو التغيير الشامل”، موضحا “هذه الوثيقة تمثل من وجهة نظرنا نوعا من خارطة طريق للخروج من الأزمة، وفيها توجهات على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وأيضا الخطوات التي ينبغي ان تتحقق من أجل معالجة مسألة العدالة الاجتماعية”.

 

ص6-7

*****************

 

جدل متواصل بشأن الحكومة الجديدة .. الاصرار على نهج المحاصصة.. عنوان جديد للفشل

بغداد ـ علي شغاتي

 

ينتظر العراقيون ولادة حكومة تكون قادرة على تنفيذ واجباتها وفق منهاج حكومي بتوقيتات زمنية محددة، لاصلاح الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية ومعالجة التحديات القائمة، ومنها تردي الوضع الأمني والخدمي وارتفاع معدلات البطالة والفقر وغلاء الأسعار. اصبح واضحا الان ان عملية تشكيل الحكومة سوف تمر بمراحل عسيرة نتيجة لعدم مصادقة المحكمة الاتحادية حتى الان على نتائج الانتخابات، بسبب الطعون الانتخابية المقدمة من القوى المعترضة على نتائجها.

 

مخاض عسير

ويقول الباحث في الشأن السياسي محمد بشير، لـ”طريق الشعب”، ان “نهج المحاصصة الطائفية والقومية في عملية تشكيل الحكومات السابقة ادخل البلاد في ازمة كبيرة، وانعكس ذلك من خلال فشل جميع الحكومات بتقديم ما هو مطلوب منها على جميع الأصعدة”، مبينا ان “الأوان حان لمغادرة هذا المنهج الفاشل والاتجاه صوب تشكيل حكومة اغلبية وطنية بمنهاج حكومي ملزم وفق توقيتات زمنية، على ان تتجه الكتل الأخرى داخل البرلمان الى المعارضة”.

وتابع ان “مغادرة منهج المحاصصة هي الخيار السليم للقوى الماسكة بالسلطة من اجل انقاذ العملية السياسية من الانهيار من خلال تشكيل حكومة وطنية، يكون في مقدورها معالجة الازمات التي تعصف بالبلاد”، منوها الى ان “القوى المتنفذة لا تعنيها سوى مصالحها ومكاسبها وهذا ما نلاحظه من خلال تصريحاتهم واصرارهم على تشكيل حكومة توافقية بنفس الاليات السابقة”.

 

توافقية بشروط الأغلبية

من جانبه، يرى المحلل السياسي فرقد نعيم ان “القوى السياسية المتنفذة تعي بشكل جيد خطورة الوضع الحالي، وبالتالي تحاول الدفع في اتجاه تشكيل حكومة توافقية يضمن لها تمثيلها داخل الحكومة المقبلة من اجل ضمان استمرار نفوذها ومكاسبها، وعدم محاسبة المتهمين بارتكاب جرائم فساد”، متوقعا “ولادة حكومة توافقية بشروط الأغلبية، ما يعني ترحيل المشاكل وعدم مواجهتها”.

ويضيف نعيم في حديث لـ”طريق الشعب”، ان “استشعار الخطر والسخط الشعبي، سيدفع الكتل المتنفذة للاصطفاف مجددا، وتجاوز خلافاتها، من اجل الحفاظ على مكتسباتها في محاولة منها لحماية منظومة المحاصصة والفساد، بدل العمل على تغيير منهجها الفاشل القائم على المحاصصة والفساد”.

وتشير الى ان “المشاركة الخجولة في الانتخابات وعزوف غالبية المواطنين عن الذهاب لصناديق الاقتراع كشفا عن مدى سخط المواطنين على أداء الأحزاب السياسية المتنفذة”.

ماراثون مبكر

ويعتقد الخبير القانوني علي الأمير ان “ماراثون تشكيل الحكومة بدأ مبكرا، حتى قبل مصادقة المحكمة الاتحادية على نتائج الانتخابات وحسمها للطعون المقدمة من قبل القوى السياسية الخاسرة”، مشيرا الى ان “التحركات الواسعة للقوى السياسية واصرارها على تشكيل حكومة توافقية يؤكد ان الجميع يبحث عن مصالحه، ويحاول الحفاظ على مغانمه، دون التفكير بالمصلحة العامة”.

ويضيف الأمير في حديث لـ”طريق الشعب”، ان “مباحثات تشكيل الحكومة ما زالت في بداياتها، خاصة مع عدم حسم موضوع الكتلة الأكبر بسبب تباين الآراء حول المادة 76 من الدستور التي نصت على ان (يكلف رئيس الجمهورية مرشح الكتلة النيابية الأكثر عدداً بتشكيل مجلس الوزراء خلال 15 يوماً من تاريخ انتخاب رئيس الجمهورية)، وتفسير المحكمة الاتحادية بقرارها في 22 كانون الأول 2020 المستند على قرارها السابق المرقم 25 لسنة 2010 بأن “الكتلة الأكثر عدداً تعني إما الكتلة التي تكونت بعد الانتخابات من خلال قائمة انتخابية واحدة، أو الكتلة التي تكونت بعد الانتخابات من قائمتين أو أكثر من القوائم الانتخابية ودخلت مجلس النواب، وأصبح عدد مقاعدها بعد دخولها المجلس، وحلف أعضائها اليمين الدستورية في الجلسة الأولى، الأكثر عدداً من بقية الكتل”.

ويقول: هناك ايضا “المادة 45 من قانون الانتخابات التي منعت انتقالات المرشحين الفائزين بين الكتل والأحزاب السياسية لحين تشكيل الحكومة”.

 

هل تحسم التوافقات الجدل

ويوضح أن “هذا الجدل سوف يحسم من خلال التوافقات بين الكتل السياسية، وليس من خلال الدستور والقوانين النافذة”، مؤكدا انه “في حال اللجوء الى التوافق في عملية تحديد الكتلة الأكبر فإن العراق مقبل على تشكيل حكومة على غرار حكومة عادل عبد المهدي”.

ويشدد الأمير على ان “هذا الخيار هو الأسوأ لكونه ينتج حكومة توافقية ضعيفة غير مدعومة من كتلة نيابية وغير مراقبة في نفس الوقت، ما يعني الذهاب نحو اختيار شخصية ضعيفة لادارة حكومة غير منسجمة”، مبينا ان “مواجهة الازمات الحالية تتطلب تشكيل حكومة اغلبية وطنية مدعومة من قبل كتلة سياسية وبمنهاج محدد بتوقيتات زمنية، على ان تتولى الكتل الأخرى معارضتها والرقابة على ادائها”.

********

وزيرة الهجرة في ضيافة الحزب الشيوعي العراقي

 

 

استقبل سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، الرفيق رائد فهمي، اليوم الاثنين 13 كانون الاول 2021، وزيرة الهجرة السيدة إيفان فائق جابرو في مقر الحزب ببغداد.

وتناول الجانبان اخر تطورات المشهد السياسي في البلد واوضاع النازحين.

في اللقاء تحدثت السيدة الوزيرة عن جهود وزارة الهجرة، وعن اوضاع النازحين في المخيمات، وتعرض هذا الامر الى معوقات عدة دون التفكير بالوضع الإنساني الذي يمر به النازحون.

وذكرت الوزيرة ان “الوزارة استطاعت غلق العديد من المخيمات واعادة النازحين الى مناطقهم رغم الصعوبات”.

من جانبه تحدث الرفيق رائد فهمي عن مواقف الحزب من الاوضاع السياسية الراهنة، والصراع الدائر من اجل تشكيل الحكومة، مؤكدا ان يكون لها برنامج بسقوف زمنية للتنفيذ. واكد دعم الحزب للجهود المبذولة لاعادة النازحين الى مدنهم.

واشادت السيدة الوزيرة بدور الحزب ونضاله الوطني ودفاعه عن حقوق المواطنين على اختلاف اطيافهم.

واكد الجانبان على ضرورة تعزيز القيم المدنية في المجتمع، كونها تضمن حقوق المواطنين جميعا من دون تمييز.

ضم الوفد الزائر الى جانب الوزيرة، مدير عام دائرة الفروع السيد علي عباس جهاكير ومدير قسم تمكين المرأة السيدة نور محمد ومسؤول المكتب الخاص نيلق اوبرت.

فيما كان بالاستقبال الى جانب الرفيق السكرتير، عضو المكتب السياسي للحزب الرفيق د. صبحي الجميلي وعضو لجنة العلاقات الوطنية الرفيق فاضل الموسوي.

**********

راصد لطريق.. لغز الغاز!

بين فترة واخرى تعلن وزارة الكهرباء عن فقدان الاف الميكا واط، ما يؤدي الى تقليص ساعات تجهيز المواطنين بالطاقة، وتذبذب ساعات القطع.

وتؤكد الوزارة انه وفقا لاتفاقات مع ايران فان على الأخيرة تزويد العراق بـ70 مليون متر مكعب من الغاز صيفا، و٥٠ مليونا شتاء، لكن التزويد انحسر الى ما 8.5 مليون متر، مسببا تراجع الإنتاج وخسارة ما يقرب من 3400 ميغا واط.

وفي وقت سابق كانت الوزارة قد أعلنت عن إضافة 3000 ميغا واط الى انتاج الكهرباء الوطني.

فهل المشكلة تكمن في الـ 3400 ميغا واط، والتي تتحكم بها ايران، مطالبة بتسديد ديونها التي اعلن انها  بين 5 - 7 مليارات دولار. فهل هذا الرقم حقيقي؟ واذا كان كذلك فلماذا لا يسد ونخلص من هذه المشكلة!

والسؤال الأهم والحارق: هل فعلا بلدنا عاجز عن توفير هذه الكميات من الغاز، وهل لا نستطيع انتاج 3400 ميغا واط؟

**********

 

الصفحة الثانية

 

النواعير ضمن لائحة اليونسكو للتراث غير المادي

 

بغداد ـ طريق الشعب 

أعلنت وزارة الخارجية، يوم أمس، إدراج النواعير على لائحة التراث غير المادي. 

وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد الصحاف في تصريح صحافي طالعته “طريق الشعب”، “تقرر إدراج النواعير على لائحة التراث غير المادي خلال الاجتماع السادس عشر للجنة الحكومية الدولية، لصون التراث غير المادي، الذي عقد عبر تقنية الفيديو في اليونسكو”. 

وفي وقت سابق، أعلن ديوان رئاسة الجمهورية، عن جهود ومساع لإدراج النواعير العراقية ضمن لائحة التراث العالمي.

وذكر في بيان له “أهمية تقديم الدعم الكامل، سعياً لإدراج حرفة صناعة النواعير العراقية ضمن لائحة التراث العالمي اليونسكو”.

 

 

***********

كل خميس.. المصادقة على نتائج الانتخابات وصراع المتنفذين

جاسم الحلفي

 

لم تصادق المحكمة الاتحادية العليا في العراق حتى اليوم على نتائج الانتخابات النيابية، التي جرت يوم ١٠ تشرين الأول ٢٠٢١. وقد أعلنت المفوضية المستقلة العليا للانتخابات يوم ٣٠ تشرين الثاني ٢٠٢١، عن فوز ٣٢٩ مرشحا. من جهة أخرى اجلت المحكمة البت بالشكاوى والطعون الخاصة بنتائج الانتخابات، التي قدمها عدد من المشاركين في الانتخابات والمعترضين على نتائجها، في مقدمتهم رئيس تحالف “الفتح”، الذي قدم شكوى يوم ٤ كانون الأول أمام المحكمة الاتحادية، مطالبا بإلغاء نتائج الانتخابات البرلمانية؛ حيث كشف في اليوم ذاته عن توفر أدلة تثبت وجود مخالفات فنية وقانونية في عملية الاقتراع، متهماً المفوضية بالتلاعب والتزوير. وسبق ذلك تقديم عدد من الكتل السياسية طعونا الى الهيئة القضائية التابعة للمفوضية، شملت ٦٦٨١ محطة، خضعت أوراق الاقتراع فيها الى العد والفرز اليدوي. وجاءت النتائج مطابقة للعد الإلكتروني.

من المعلوم ان قرارات المحكمة الاتحادية العليا غير قابلة للطعن، ومن صلاحياتها المصادقة على نتائج الانتخابات لتصبح قطعية. وقد نصت الفقرة السابعة من المادة ٩٣ الدستورية على (المصادقة على النتائج النهائية للانتخابات العامة لعضوية مجلس النواب). 

وسبق للمحكمة الاتحادية في عام ٢٠١٨، ان صادقت على نتائج الانتخابات، مستثنية من ذلك عددا من المرشحين، استبعدتهم لوجود قيود جنائية بحقهم. كما صادقت على نتائج انتخابات ٢٠١٠، قبل ان تنظر بالطعن الذي قدمه السادة حميد مجيد موسى ومفيد الجزائري من الحزب الشيوعي العراقي، وعمر علي حسين من الاتحاد الإسلامي في كردستان. ومع ان قرار المحكمة جاء لصالح المشتكين، لكن مضى التصديق دون انصافهم.

بدون المصادقة لا يمكن لمجلس النواب الجديد الانعقاد وأداء اليمين، وهذا يعني عدم دعوة مجلس النواب الى عقد جلسته الاولى، ما يؤدي الى تأخير تشكيل الحكومة. ويبدو هذا هو بيت القصيد، ومربط الفرس، والمبتغى الذي تسعى اليه القوى المعترضة على النتائج، وهو نوع من الضغط السياسي، الى جانب ضغط تظاهراتهم التي نظموها امام بوابات المنطقة الخضراء. والهدف كما هو واضح، اجبار الاخرين على تشكيل حكومة توافقية، بدلا من حكومة الأغلبية، كي يشتركوا فيها جميعهم، ما يؤكد ان الصراع بين المتنفذين يدور على السلطة بما تعنيه من مال ونفوذ وامتيازات، وليس له علاقة باي خلاف حول برامج تنفذ لخدمة المواطنين.

ويُفهم إصرار قوى الإطار التنسيقي على تشكيل حكومة توافقية، بأنه يراد أن تكون هناك حكومة محاصصة، كما برهن على ذلك المشهد السياسي العراقي حتى الآن. كما أن الذهاب الى تشكيل حكومة محاصصة يعني الإصرار على الفشل والإبقاء على الوضع المتردي، واستمرار الفساد دون رادع.

ولا بدّ من التنويه بان هذا لا يعني تشكيل حكومة الأغلبية كيفما اتفق ما يراد لها ان تكون بابا للإنقاذ ومفتاحا للامل، ويتوجب على القوى التي تسعى الى تشكيل حكومة الأغلبية ان تنطلق في ذلك من برنامج عملي وملوس، يدقق ويراقب بآليات واضحة، من بينها وحدة قياس وجدول زمني معلن. وان تتكون التشكيلة الوزارية من شخصيات وطنية كفوءة ونزيهة بعيدة عن كل الشبهات، ولها رؤية تغييرية إصلاحية قادرة على تنفيذ البرنامج الحكومي، لا تخضع لابتزاز المكاتب الاقتصادية للمتنفذين، أو غيرها.

 

************

زخم احتجاجي متواصل.. مطالبات بمكافحة الفساد وتوفير فرص العمل

 

بغداد ـ طريق الشعب

تتسع رقعة الاحتجاجات المطالبة بمكافحة الفساد وصرف الرواتب وتوفير فرص العمل والخدمات  في عدد من المحافظات خلال الأيام الماضية، فيما يواصل موظفو وأساتذة جامعة رابرين في إقليم كردستان، لليوم الرابع على التوالي، تظاهراتهم  احتجاجا على تأخير صرف رواتبهم.

 

 

تظاهرات في الإقليم

وذكر مراسل “طريق الشعب”، ان “الكوادر الإدارية والتعليمية يتظاهرون منذ أربعة أيام أمام مبنى رئاسة جامعة رابرين، للمطالبة بصرف الرواتب الشهرية المتأخرة منذ 46 يوما، واطلاق العلاوات والترفيعات، صرف المخصصات المستقطعة منهم بحجة الازمة المالية”.

من جانبهم، تظاهر عدد من الكوادر التدريسية والطلبة في مدرسة “سابيس العالمية” الأهلية في السليمانية، احتجاجا على تردي الخدمات وعدم صرف رواتب التدريسين.

وصعد المتظاهرون من خلال تنظيمهم اضرابا عن الدوام للمطالبة بصرف رواتب الكوادر التعليمية المتأخرة منذ أشهر، ومعالجة نقص الخدمات الاساسية في المدرسة، فضلا عن عدم وجود إدارة للمدرسة.

 

كركوك وديالى

وتظاهر العشرات من الخريجين امام أمام تربية محافظة كركوك، للمطالبة بتوفير فرص العمل.

وبيّن مراسل “طريق الشعب”، ان “خريجي كليات التربية تظاهروا أمام تربية محافظة كركوك، للمطالبة بشمولهم في قرار 310، والتعاقد معهم عبر مجلس الخدمة الاتحادي حصرا، وفتح أبواب القبول في المدارس، وإطلاق درجات الحذف والاستحداث”.

ونظم خريجو محافظة ديالى، اعتصاما سلميا امام مبنى الحكومة المحلية وسط بعقوبة، للمطالبة بتوفير فرص العمل.

وفقا لمراسل “طريق الشعب”، ان “العشرات من خريجي المعاهد الفنية والكليات قرروا تحويل تظاهراتهم السلمية الى اعتصام سلمي موحد، امام مبنى حكومة ديالى المحلية وسط بعقوبة، للمطالبة بتوفير فرص العمل”، مبينا ان “مطالب الخريجين تمثلت في الاسراع باجراءات الحذف والاستحداث والتقاطع الوظيفي من اجل توفير درجات تستوعب الخريجين العاطلين عن العمل”.

فيما نظم ذوو الشهداء من القوات الامنية والحشد الشعبي تظاهرة امام مبنى محافظة ديالى، للمطالبة بحقوقهم بقطعة ارض سكنية بعد تأخير مزمن استمرار سنوات في حسم ملفاتهم رغم تضحياتهم الكبيرة.

 

ميسان وذي قار

تظاهر العشرات من اصحاب العقود في دوائر كهرباء ميسان، امام مبنى مديرية التوزيع، احتجاجا على عدم صرف رواتبهم المتأخرة منذ ثلاثة اشهر.

وأفاد مراسل “طريق الشعب”، بان العشرات من اصحاب العقود في المؤسسات التابعة لدائرة كهرباء ميسان، مستمرون بدوامهم اليومي بالرغم من تأخر رواتبهم منذ عدة اشهر”، مشيرا الى ان “اصحاب العقود يطالبون بتعديل سلم رواتبهم”.

واقدم العشرات من اصحاب عقود الكهرباء في محافظة ذي قار، على  إغلاق دائرة توزيع كهرباء ذي قار لليوم الثالث على التوالي، احتجاجا على عدم صرف رواتبهم المتاخرة منذ اشهر.

وطالب المحتجون الجهات المختصة بتلبية مطالبهم شريطة إنهاء تظاهراتهم.

من جانب آخر، تظاهر العشرات من اصحاب  العقود في دائرة صحة ذي قار، أمام مبنى الدائرة، للمطالبة بضمان تخصيصاتهم المالية.

ونوه المحتجون بان “جميع الدوائر أرسلت مخولين عنها لغرض متابعة قضية التخصيص المالي لهم، ما عدا دائرة صحة ذي قار”، مهددين بـ”اغلاق دائرة الصحة ما لم يتم ضمان مبالغ التخصيص وتنفيذ مطالبهم”.

إلى ذلك، أغلق عدد من الخريجين غير المحاضرين، مبنى تربية ذي قار، للمطالبة بالتعاقد معهم أسوة ببقية المحاضرين.

 

البصرة والمثنى

وفي محافظة البصرة، نظم عدد من اهالي قضاء الهارثة، تظاهرة للمطالبة بإكمال مشروع الطريق الرابط مع محافظة ميسان.

واشار مراسل “طريق الشعب”، الى ان “الشركة المنفذة للمشروع توقفت عن العمل منذ اكثر من 6 اشهر دون معرفة الاسباب”.

ونظم عدد من الأطباء المقيمين في مستشفيات البصرة، اضرابا عن العمل، احتجاجا على عدم صرف مستحقاتهم.

وقال أحد الأطباء المشاركين في الإضراب: إن وقفتهم الاحتجاجية واعتصامهم وانسحابهم من العمل في الردهات “الباردة والحرجة”، جاء بسبب تلكؤ الدائرة في إطلاق المستحقات المتأخرة ومحاولات التسويف والخداع ضد الأطباء، مؤكدا ان تلك المستحقات كانت قد أقرت منذ 2019، لكن لم يتم تسليمها حتى الان.

وأضاف أنهم يطالبون بإطلاق تلك المستحقات أسوة بأقرانهم في المحافظات، محذرا من “توجيه أي عقوبة للأطباء المضربين عن العمل”.

في غضون ذلك، نظم عدد من الكوادر التدريسية والتعليمية في محافظة المثنى، وقفة احتجاجية بالضد من الاعتداءات المتكررة على الكوادر.

وقال المعلم سعد احمد لـ”طريق الشعب”، إن “الوقفة تهدف لإيصال صوت الكوادر التربوية للكف عن الاعتداءات التي تطالهم”، داعيا الى تفعيل قانون حماية المعلم وتدخل الجهات الامنية للحد من تلك الممارسات التي تكررت خلال السنوات الماضية بشكل واضح.

 

بغداد

وفي العاصمة بغداد، تظاهر المئات من اصحاب العقود والاجور اليومية في وزارة التعليم العالي، احتجاجا على قيام الوزارة بإلغاء بعض من العقود وذلك بسبب انقسام العقود إلى فئة تشغيلية وفئة التمويل الذاتي، وإلغاء احتساب الخدمة السابقة وبالتالي حرمانهم من التثبيت لمن لديه خدمة أكثر من خمس سنوات بحسب قرار مجلس الوزراء.

النجف والديوانية

وعلى خلفية التظاهرات المطالبة باقالة محافظ النجف لؤي الياسري، تعرض عدد من المحتجين للدهس من قبل القوات الامنية.

وافاد شهود عيان ان “عجلة حكومية نوع سلفادور اقدمت على دهس المتظاهرين مخلفة وراءها 4 جرحى.

وقامت القوات الامنية باطلاق القنابل المسيلة للدموع بعد اشتباكات مع المحتجين.

وتشهد محافظة النجف احتجاجات غاضبة للطالبة باقالة المحافظ لؤي الياسري، احتجاجا على استشراء الفساد ونقص الخدمات.

من جهتهم، اغلق محتجون في محافظة الديوانية عدد من الطرق الرئيسية، للمطالبة باقالة المحافظ زهير الشعلان، احتجاجا على الفساد وسوء الخدمات.

ونظم  العشرات من اصحاب الأجور اليومية والعقود في مديرية بلدية الديوانية  اضراباً عن الدوام.

وقال المتظاهرون ان مطالبهم تتضمن تنفيذ قرار 315 وصرف مستحقاتهم المالية وعدم التلاعب فيها، مؤكدين ان اضرابهم مستمر لحين تنفيذ مطالبهم المشروعة.

وقام المعتصمون بإغلاق مبنى بلدية الديوانية، تعبيرا عن استيائهم من تسويف مطالبهم وحقوقهم المشروعة، بصرف فروقات رواتبهم.

الكشف عن القتلة

الى ذلك، نظم اهالي منطقة الشريعة في محافظة كربلاء، وقفة احتجاجية طالبوا فيها الجهات الامنية بالكشف على قتلة النقيب عباس الخزعلي، الذي اغتيل مؤخرا.

وقال محمد شريعة ـ احد سكنة المنطقة ـ في تصريح صحفي: ان “ملف الاغتيالات في المحافظة أخذ منحى خطرا بعد ان بدأت رقعة انتشاره تتسع شيئا فشيئا”.

وأضاف ان “احد المجرمين المتورطين بقتل مدير شعبة استخبارات الحر عباس الخزعلي تم إلقاء القبض عليه، والتحقيقات جارية، بما يمهد لإلقاء القبض على جميع أعضاء العصابة التي تقف وراء عملية الاغتيال”.

وطالب شريعة “السلطة القضائية بإنزال القصاص العادل بالمجرمين، وكشف الجهات التي تقف وراءهم”.

 

*************

 

محلية النجف: ضرورة حماية المتظاهرين السلميين

 

تصاعدت وتيرة الاحتجاجات الشعبية خلال الايام القليلة الماضية في محافظة النجف، قابلها استخدام مفرط للعنف مع عدم سماع رأي المحتجين.

واذ نعرب عن قلقنا لما حصل، ندعو الى الحرص على أمن واستقرار المدينة مع ضرورة استجابة الجهات المسؤولة للمطالب المشروعة لجماهير النجف في توفير الخدمات ومكافحة الفساد وتجارة المخدرات.

وفي ذات الوقت نؤكد ضرورة ضمان حماية المتظاهرين السلميين في ممارسة حقهم الدستوري في التعبير عن آرائهم.

كما ندين أي عمل يضر بالصالح العام أو يستهدف الأرواح والممتلكات العامة والخاصة، ونحذر من محاولات توظيف هذه الأحداث لمصالح خاصة وضيقة، ونطالب بمحاسبة المقصرين.

 

الحزب الشيوعي العراقي

محلية النجف

14/12/2021

 

************

 

الصفحة الثالثة

 

مطالبات بدعم الفلاحين وزيادة مساحة الأراضي الزراعية اقتصاديون ومزارعون يحذرون من ارتفاع أسعار الطحين

بغداد ـ نورس حسن

 

قال الوزير الاسبق للتجارة والمرشح الفائز بالانتخابات محمد شياع السوادني، إن ازمة تلوح في الافق، وتكمن في ارتفاع اسعار الطحين الى مستويات اعلى الى ما هي عليه اليوم.  فيما يجد خبراء اقتصاديون أن شح المياه وتقليص الخطة الزراعية فيما يخص الحنطة والشعير، لهما أثر في ذلك.

وعدا ذلك، قال مستشار حكومي إن أزمة الطحين “مفتعلة”، وأن هذه المادة مدعومة حكوميا.

في المقابل، يشكو فلاحون من تماهل الحكومة في صرف مستحقاتهم المالية، فضلا عن تقليص الخطة الزراعية، ما اثر ويؤثر سلبا على الزراعة في العراق بصورة عامة.

 

قلق من ارتفاع الاسعار

وفي هذا السياق، يقول وزير التجارة الاسبق والمرشح الفائز في الانتخابات، محمد شياع السوداني لـ “طريق الشعب”، ان “ارتفاع اسعار القمح في الاسواق العالمية مبعث قلق ازاء العراق، خاصة وان الحكومة عملت مؤخرا على تقليص الخطة الزراعية، نتيجة لقلة الايرادات المائية من دول الجوار”. وأشار الى “النقص الحاد في مادة الاعلاف الحيوانية، دفع مربي الثروة الحيوانية الى استخدام الطحين كعلف للحيوانات”، محذرا من ان “بقاء الوضع على ماهو عليه، يؤدي الى ارتفاع اسعار الطحين في الاسواق الى اضعاف ما هي عليه اليوم، فضلا عن شحة توزيعه في البطاقة التموينية”. وبخصوص الاجراءات، شدد السوداني على ضرورة عمل الحكومة على “دعم المزارعين بالبذور والاسمدة والمستلزمات الزراعية، فضلا عن دفع المستحقات المالية للفلاحين، وتنفيذ خطة زراعة الحنطة بنسبة 100 في المائة عبر اعادة الحصص المائية لتلافي شحة المياه”.

ويدعو السوادني الى “العمل على رفع سعر شراء طن الحنطة من المزارعين”، مبررا دعوته بأن “رفع اسعاره عالميا اجراء يشجع المزارعين على زراعة مساحات اوسع من الاراضي”.

 

غياب الرقابة

بدوره، يصف المستشار المالي لرئيس الوزراء د. مظهر محمد صالح ان “ارتفاع أسعار الطحين مفتعلة”.

ويقول صالح لـ “طريق الشعب”: ان “الطحين مادة غذائية محلية مدعومة عبر الموازنة الحكومية، وتوزع إلى عامة المواطنين عبر البطاقة التموينية”، مشددا على ان “ارتفاع أسعاره في الأسواق المحلية إجراء مفتعل من قبل البعض، نتيجة لغياب الرقابة لا أكثر”.

ويستبعد صالح، حدوث أزمة غذائية في مادة الطحين، وذلك لوجود تخصيصات مالية تحرص الحكومة على منحها الى مفردات البطاقة التموينية.

 

رداءة نوعيتها

من جهتها، تفيد الوكيلة عزيزة ماهود لـ”طريق الشعب” بان “مادة الطحين التي توزع عبر البطاقة التموينية الى المواطنين رديئة النوعية وبصورة غير منتظمة، لذلك يفضل اغلب المستفيدين عدم استلامها او بيعها”.

وتشير الى ان “هناك الكثير من العوائل تفضل مادة الطحين المستورد، وذلك لجودتها مقارنة بمحلية الصنع او تلك التي توزع عبر البطاقة التموينية”.

الى ذلك يفيد الخبير الاقتصادي ضرغام محمد علي في حديث لـ”طريق الشعب”، بان “ازمة الجفاف نتيجة شح مياه الامطار وانحسار مساحة الاراضي الزراعية ستخلق ازمة غذائية بمختلف دول العالم، ولا يقتصر الوضع على العراق الذي يعاني من ضعف في الجانب الزراعي”.

وبخصوص ازمة الطحين في البلاد، يقول “هناك بعض التصريحات مبالغ بها حول مادة الطحين في البلاد، خاصة وانها مادة مدعومة من الحكومة عبر البطاقة التموينية”.

وحول ارتفاع أسعار الطحين في الأسواق، يذكر ان “أسعار الطين في الأسواق المحلية تبلغ اليوم 45 الف دينار، بعد أن كان سعره لا يتجاوز 30 الف دينار، قبل ارتفاع أسعار العملة، وبذلك فإن هذه الأسعار تنسجم مع اسعار الأسواق العالمية”.

وبخصوص الاجراءات اكد علي ان “دعم الفلاح وتوسيع مساحة الاراضي الزراعية ودعم البطاقة التموينية، جعلت العراق خارج اطار الخوف من الازمة الغذائية العالمية”.

 

قلة الإيرادات المائية

من جهته، يذكر المزارع احمد عبد الله من اهالي منطقة النهروان لـ”طريق الشعب”، ان “وزارة الموارد المائية وبالاتفاق مع وزارة الزراعة عملتا على تقليص الاراضي الزراعية هذا العام، تحت تبرير قلة الايرادات المائية من دول الجوار، واستغلال المتوفر منها لمياه الشرب”، مشيرا الى ان “هناك الكثير من المزارعين تركوا اراضيهم الزراعية، واكتفوا بالتجارة بالمواد الغذائية المستوردة”.

ويقول ان “المزارعين يعانون التهميش خاصة وان الحكومة حتى الان تكتفي باطلاق الوعود لدفع المستحقات المالية للمزارعين، فضلا عن ارتفاع مواد الاسمدة التي تدخل في عملية الزراعة، ما اثر سلبا عليهم”.

وشدد في نهاية حديثه على ان “مهنة الزراعة في العراق باتت من المهن الخاسرة لاصحابها، نتيجة للتهميش الحكومي الذي يتبنى سياسة دعم الاستيراد الخارجي”.

 

 

مصادر تكشف لـ «طريق الشعب» طرق تزوير العقارات

بغداد ـ عبد الله لطيف

 

منذ عام 2003 تتعرض املاك المسيح الى الاستيلاء من قبل جهات متنفذة وعصابات. بينما تتهم أطراف عدة موظفين يعملون في دوائر التسجيل العقاري بـ”تزوير تلك الأملاك”، مبرهنين على ذلك بتغيير أربعة مدراء عامين في هذه الدائرة، ارتباطا بعمليات تزوير.

ووفقا لمصادر مطلعة، ان هناك جهات متنفذة هي من تعيّن مدراء دائرة التسجيل العقاري، مقابل التلاعب ببعض العقارات.

 

سلب العقارات

وقال النائب السابق، عماد يوخنا لـ”طريق الشعب”، إن “سلب العقارات ليس حالة عشوائية، وهي ظاهرة بدأت بعد العام 2003، ومع مرور الوقت نشأت عصابات لتزوير أملاك ابناء المكون المسيحي، وهذه العصابات تبحث عن أملاك المواطنين المهاجرين من خلال دائرة التسجيل العقاري وبالتعاون مع الموظفين هناك”.

وأضاف أن “بعض مختاري المناطق يشتركون في تلك الجرائم، وهذا ما يسهل عملية البحث عن الدور”، مؤكداً أن “سنوات الفوضى بعد سقوط النظام هي اكثر مرحلة شهدت استيلاءً على عقارات المسيحيين”.

وأوضح أن “عملية الاستيلاء تطورت وأصبحت جهات عدة تستولي على العقارات، وفي بعض الأحيان تقوم جهات متنفذة بإجبار ابناء الاقليات على بيع منازلهم بأسعار بخسة”، معتبراً أن هذا “استضعاف لهم”.

 

لجان غير فعالة

واستطرد يوخنا في حديثه قائلاً: في عام 2015 شكلت الحكومة لجانا عديدة بهذا الخصوص، وفرضت إجراءات إدارية جديدة على بيع العقارات، ساهمت في الحد من تزوير العقارات، لكنها لم تمكنهم من استعادة بيوتهم، فضلاً عن انها اضرت بالأسعار، لان إجراءات البيع تستغرق وقتاً طويلاً. وأكد يوخنا، أن “هناك تغييرات حصلت لأربعة مدراء عامين في دائرة التسجيل العقاري، نتيجة لوجود رشاوى وتسهيلات مقدمة من قبل المدراء للمزورين”.

وذكر أنه “لا توجد احصائية رسمية لعدد العقارات التي تم الاستيلاء عليها، او التي تمت استعادتها”.

وكانت أبرز الممتلكات المسيحية المسروقة: محلات (906) و(904) و(902) في شارع الصناعة وسط العاصمة، التي تتميز بموقع اقتصادي مميز.

ولم يرد رئيس ديوان الوقف المسيحي، بالإضافة الى بعض الموظفين هناك، على اتصالات مراسل “طريق الشعب”، ليومين متتاليين.

آليات التزوير

وقال مصدر مطلع، رفض الكشف عن اسمه، إنّ “المزورين المحترفين يتفقون مع موظفين كبار في دائرة التسجيل العقاري، حيث ان المزور يعرف صاحب العقار او قطعة الأرض مسبقاً، ويقوم بتحويل العقار باسم شخص اخر يتم الاتفاق معه سلفاً، وفيما بعد يقوم المزور بشراء العقار من قبل المالك الجديد، وهذا على الورق فقط”.

وأضاف المصدر لـ”طريق الشعب”، أن “آلية التزوير تتم من خلال التلاعب في الصحيفة التي تحتوي على تفاصيل العقار واسم المالك ويتم استبدال كل المعلومات الموجودة فيها، او في بعض الأحيان ترفع الصحيفة السابقة ويتم وضع واحدة أخرى بدلاً منها، تحتوي على معلومات المالك الجديد”.

وبيّن أنه “لا يمكن التلاعب في أوراق العقار لدى دائرة العقارات العامة في وزارة العدل، ما يعني ان التزوير يحدث فقط في دائرة التسجيل العقاري”.

ولفت المصدر الى أن “هناك تزويرا يحصل على مستوى اكبر، عندما يقوم اشخاص متنفذون في الدولة بالاستيلاء على عقارات كبيرة، مثل عقارات ابناء المكون المسيحي وازلام النظام السابق. ويقوم هؤلاء المتنفذون بتعيين مدراء لدائرة التسجيل العقاري، التي تكون ضمن مسؤوليتها المناطق التي فيها عقارات للمسيح، مقابل ان يقوم المدير بنقل بعض العقارات بأسماء المتنفذين. وهنا تستخدم الآلية ذاتها في نقل الملكية”. 

تهميش وإقصاء

من جهته، قال المواطن من المكون المسيحي يوسف فرات لـ”طريق الشعب”، إنَ “هذه هي محاولات لإفراغ العراق من المكون، تقف خلفها قوة لا تريد التعددية للعراق”.

وأضاف فرات أن “التهميش والاقصاء وسلب الحقوق الذي يعيشه المسيحيون، هو عملية ممنهجة”.

وأشار فرات إلى أن “هذه السلوكيات هي ما دفع معظم المسيحين الى اتخاذ قرار الهجرة، ومن بقي في البلاد يرغب في الهجرة لكن الفرصة لم تتوفر له بعد”.

 

 

لاسباب اقتصادية ومعيشية..  عائلات تتخلص من الأعباء المالية بتزويج بناتها القاصرات

بغداد ـ طريق الشعب

تدفع الاوضاع الاقتصادية في مخيم آشتي، العائلات الى تزويج بناتهم القاصرات هرباً من الاعباء الاقتصادية، وربما لا يبدو هذا مبررا منطقيا، لكن بالفعل هناك اسباب تتعلق بهذه الظاهرة بشكل عام، مرتبطة بطبيعة النشاط الاقتصادي، والاعراف والتقاليد وتغييب مواد قانون الاحوال الشخصية النافذ.

ورغم نص القانون العراقي على أن سن الزواج القانونية يبلغ 18 عاما، لكن المادة 8 من القانون أجازت أيضا زواج من أكمل سن 15 عاما، بشرط موافقة المحكمة وولي الأمر.

 

المجتمع يساعد !

وقال عبدالله هادي، وهو من مخيم آشتي للنازحين في السليمانية، أن “العائلات لا تعلن عن الاسباب التي تدفعها لزواج بناتها القاصرات، ولكن الضائقة المالية هي السبب الحقيقي وراء ذلك”.  

واستدرك هادي في حديثه لـ”طريق الشعب”، قائلاً ان “هناك رغبات لدى الفتيات القاصرات بالزواج. المجتمع في المخيم يساعد على الزواج المبكر”. وأوضح ان “هذه الزواجات غالباً ما تنتهي بالفشل”، مرجحاً أن “تعرض القاصرات الى تعنيف لفظي وجسدي، من قبل الزوج خصوصاً وانهن قاصرات، ولم تكتمل تجاربهن في الحياة بعد”.  وكانت وزارة الهجرة والمهجرين نظمت في المخيم ذاته، حملة توعوية للنساء النازحات حول مخاطر زواج القاصرات، تحت عنوان “انتِ سر النجاح”، وذلك لمناسبة حملة 16 يوما لمناهضة العنف ضد المرأة.

 

أسباب عديدة

وفي السياق، قالت الناشطة النسوية، بشرى العبيدي لـ”طريق الشعب”، أن “هناك اسبابا عدة تدفع البنات القاصرات للزواج، منها الاعراف والتقاليد في المجتمع، اضافة الى المفاهيم الذكورية، التي تؤيد تزويج القاصرات بالاضافة الى الوضع الاقتصادي”.

وأكدت العبيدي أن “الاوضاع الامنية تساهم أيضا في دفع العائلات الى تزويج بناتهم، خوفاً من الاغتصاب وغيره”، لافتةً إلى أن “زواج القاصرات اصبح تقليداً في مجمعاتنا” بحسب رأيها.  وأضافت أن “انعدام العقاب يساهم في تفاقم الظاهرة، والمادة 9 من قانون الاحوال الشخصية 188، وضعت عقوبات للإجبار على الزواج، او النهي عنه، لكن هذه المادة لا تطبق، لأنها تعتمد على شكوى من المتضرر المباشر، وهذا صعب جداً”.

وأشارت إلى أنه اذا لم “يشرع قانون يمنع تزويج القاصرات، لا يمكن القضاء على هذه الظاهرة”، مردفة أن من الضروري ان تكون هناك قرارات تنص على رجال الدين الذين ينظمون عقود زواج للقاصرات، خارج المحكمة”.  وكشفت آخر إحصائية رسمية صادرة عن مجلس القضاء الاعلى عن أعداد حالات الطلاق في العراق خلال  كانون الثاني 2020 المسجلة في محاكم جميع المحافظات العراقية - عدا إقليم كردستان - والتي بلغت 5143 حالة، بينما بلغ مجموع حالات التفريق بحكم قضائي 1443.

تتعلق بطبيعة النشاط الاقتصادي

ويرى الباحث الاجتماعي، نشوان محمد حسين، ان “هذه الظاهرة تتحكم بها طبيعة المجتمع، اذا كان صناعيا او زراعيا او بدويا”.

وقال حسين لـ”طريق الشعب”، ان “المجتمعات الريفية ذات النشاط الاقتصادي البدائي نجد فيها ان مسألة تزويج البنات القاصرات شبه طبيعية”، مبيناً أن “الزوجين في مجتمع كهذا، يكونان مرتبطين معيشياً بالعائلة الممتدة التي تشهد أكثر من زوجين في المنزل الوحد، وهذا هو النمط التقليدي القديم. وبالتالي فان هذه العائلة تكون مسؤولة عن الزوجين القاصرين اقتصادياً”.

وأضاف، انه في مجتمعات المدن التي هي استهلاكية، غالباً ما تكون العائلات محكومة بمتطلبات اقتصادية كثيرة، ويدخل في حياة ابناء المدينة جانب تقليد ومحاكاة لحياة الاخرين والتطلع دائماً للعيش بمستوى عالي، وهذا ما يكون مرهقاً اقتصادياً، وهو السبب الرئيسي الذي يدفع هذه العائلات للموافقة على زواج بناتها في محاولة منها لتخفيف الاعباء الاقتصادية عنهم.

ولفت بقوله الى أنه “يقع على عاتق الدولة توفير بدائل للقاصرين والقاصرات تتمثل في حياة كريمة لهم، ورفع مستوى الوعي المجتمعي، حتى لا ينظر بطريقة دونية للمتأخرين عن الزواج”.

ووفقا لإحصائيات منشورة، فإن 3 نساء من كل 10 يتزوجن في المحاكم، وهنّ قاصرات، وتتوزع هذه الزيجات بين المناطق الحضرية والريفية بشكل متقارب، وتحتل ميسان المرتبة الأولى للمتزوجات دون سن الرشد تليها نينوى.

وفي تشرين الثاني المنصرم، أثارت قصة تزويج طفلة تبلغ من العمر 12 عاما، موجة من الغضب بين اوساط شعبية.

وتوالت المطالبات بالتدخل لحماية الأطفال من الزواج المبكر بعد تداول مقطع فيديو لوالدة الطفلة، وهي تبكي بسبب تزويج طفلتها بالقوة من قبل والدها، مناشدة الحكومة العراقية إنقاذ صغيرتها.

 

 

الصفحة الرابعة

 

يتجنبون مراجعة المستشفيات الحكومية.. مرضى: العيادات الخاصة للأطباء.. شرّ لا بدّ منه !

بغداد – طريق الشعب

برغم التأكيدات المتكررة والتهديدات بعقوبات معينة تصل للغلق المؤقت، لا يزال كثير من العيادات الطبية الخاصة يخضع للمزايدات والمقامرة بحياة العراقيين. وكانت نقابة الأطباء حددت في وقت سابق تسعيرات محددة لكشفيات الأطباء في العيادات الخاصة، تتراوح بين 15 إلى 40 الف دينار، لكنها لم تتعرض لـ”تشفيرات الراجيته” ولا للاتفاقات المشبوهة بين اطباء وصيادلة على ترويج منتج معين من الدواء على حساب صحة الناس، في مقابل كوميشنات وسفرات سياحية وهدايا.

ويشكو مواطنون الارتفاع المزمن للكشفيات الطبية في العيادات الخاصة، محملين النقابة مسؤولية “الضعف الرقابي إزاء جشع بعض الأطباء، والتهاون عن توحيد التسعيرات”.

 

ارتفاع الاسعار

وفي هذا السياق، يذكر المواطن عبد الله عودة، الذي يقاسي امراض القلب المزمنة، لـ “طريق الشعب” انه يتابع وضعه الصحي مع أحد الأطباء في منطقة الحارثية، منبها الى ان “كشفية الطبيب 35 الف دينار تدفع عند كل مراجعة”.

ويقول المواطن انه بالكاد يحصل على موعد مراجعة لدى طبيبه “ففي بعض الاحيان تتدهور حالتي الصحية قبل ان يحين وقت المراجعة”.

ولا يحبّذ عودة مراجعة الأطباء في المستشفيات الحكومية، لأنه يعتقد أنهم “لا يبالون لحالات المرضى، نتيجة لضغط المراجعين وكثرة أعدادهم”.

لكن المواطنة زهراء غزوان تعلل عدم مبالاة الأطباء للمرضى في المستشفيات الحكومية بـ”كونها خدمة مجانية تقدم الى المريض، وليس بسبب زخم المراجعين”، حسب قولها.

روتين واجراءات ادارية

وتقول زهراء لـ“طريق الشعب”، أن “اغلب الأطباء يستقبلون في عياداتهم الخاصة ضعف الأعداد التي يستقبلونها يوميا في المستشفيات الحكومية، ومع ذلك يتم الاستقبال بوجه باسم ومعاملة حسنة”، مشيرا إلى أن “جشع الأطباء المادي وغياب الرقابة وضعف الرادع القانوني، أنساهم الغاية الإنسانية لمهنة الطب”.

وبخصوص معاناتها من المراجعات الطبية في العيادات الخاصة تفيد بأنها تعاني منذ 3 سنوات من مرض السكري المزمن وأنها أم لطفلين، أحدهما يعاني الإعاقة الشديدة، ولا مصدر دخل لها سوى راتب زوجها الشهيد.

وتتابع أن كشفية الطبيب المختص الذي يراقب حالتها الصحية تبلغ 40 الف دينار.

وتقول المتحدثة ان المراجعين مضطرون للذهاب الى العيادات الخاصة “تجنبا للروتين والاجراءات الادارية التي تفرضها المؤسسات الصحية الحكومية على المراجعين”.

 

مصاريف اخرى

بدورها، أفادت المواطنة بشرى القريشي ان “معاناة المرضى لم تقتصر على ارتفاع اسعار الكشوفات الطبية في العيادات الخاصة للاطباء، وانما هناك مصاريف اخرى تتبعها كالعلاج الذي لا يصرف الى المريض الا من قبل صيدلية خاصة يحددها الطبيب نفسه، اضافة الى الاسعار غير القليلة لفحوصات السونار والتحاليل الطبية في المختبرات الاهلية”.

وقالت القريشي لـ”طريق الشعب”، ان “كشفية الاطباء اليوم ترتفع حسب الاختصاص؛ فهناك طبيب للجملة العصبية في منطقة الحارثية، تبلغ كشفيته 60 الف دينار، ومع ذلك اجبر على مراجعته لكونه هو من تابع حالة الرضية لطفلي منذ البداية”.

 

حلول

في هذا السياق، تذكر د. رشا ابراهيم، اختصاص طب الاسرة لـ”طريق الشعب”، ان الإيجارات والضرائب التي تفرض على الاطباء في عياداتهم الخاصة “غير قليلة”، مشيرة الى ان “اسعار كشفيات الاطباء تعتمد على ما تفرض عليه من دفع مبالغ شهرية”.

وتقر إبراهيم بجشع بعض الاطباء الذين يستغلون حاجة المرضى للعلاج، محملة وزارة الصحة ونقابة الاطباء مسؤولية كاملة عن ضعف القانون، متهمة اياهما بـ”التماهل عن اداء دورهما الرقابي”. وتقول ان “الكثير من الأطباء تمكنوا بسبب جشعهم من تأسيس مجمعات طبية تتضمن كافة اجراءات الفحص والتحليل، وصولا الى صرف العلاج”.

وطرحت الدكتورة رشا مقترحا يتضمن “العمل على توحيد الضرائب وتكاليف الايجارات للاطباء في عياداتهم الخاصة، في مقابل فرض تسعيرة محددة للكشفيات الطبية”. وحاولت “طريق الشعب” تأمين اتصال مع المسؤولين في وزارة الصحة ونقابة الاطباء، لتبيان موقفهما من أحاديث المتحدثين وشكاوى الناس، لكنها لم تفلح في الحصول على رد من الجهتين.

 

 

اتحاد الطلبة: لماذا قلصت مقاعد كليات الطب؟ القبول المركزي.. غضب بين صفوف الطلبة وأولياء الأمور

بغداد ـ سيف زهير

 

أثار إعلان وزارة التعليم العالي والبحث العلمي نتائج القبول المركزي غضبا بين أوساط طلابية.

وتساءل عدد من المهتمين في الشأن التعليمي عن سبب تقليل عدد الطلبة المقبولين في كليات الطب، مقارنة في السنوات الماضية على الرغم من حاجة البلاد الى الأطباء حسب تصريحات المسؤولين.

 

نتائج القبول

أعلنت وزارة التعليم العالي، يوم الأحد الماضي، نتائج القبول المركزي لطلبة الجامعات.

وقال وزير التعليم نبيل عبد الصاحب، في مؤتمر صحفي، انه «تقرر اعتبار يوم الاحد المقبل موعد بدء الفصل الدراسي للطلبة المقبولين في الجامعات»، مبينا ان «عدد الطلبة المقبولين ضمن الدراسة الصباحية بلغ 154650 طالباً».

 

اعتراضات من أولياء الأمور

وحال إعلان نتائج القبول المركزي، تصاعدت أصوات الاعتراضات من قبل الطلبة، وعدد من الشخصيات والمنظمات المعنية في الشأن الطلابي.

وناشد محمد سلمان (والد الطالبين جاسم ورواء) في مقطع فيديو الجهات المعنية، قبول ابنيه.

وقال محمد ان «ولدي حصل على مجموع درجات 588 من اصل 600 درجة، ومع ذلك لا يقبل في كلية الطب بفارق درجة واحدة على المعدل»، مشيرا الى ان «رواء حصلت على ما مجموعة 585، ليكون قبولها في المعهد الطبي!». وطالب جاسم الحكومة والجهات المسؤولة في وزارة التعليم العالي بـ»إعادة النظر في القبول المركزي»، موضحا انه «لا يستطيع تسجيل أولاده في جامعات أهلية، والقبول المركزي قتل طموحهم».

 

اين ذهبت المقاعد؟

من جانبه، تساءل عضو اتحاد الطلبة العام عبدالله غالب عن سبب تقليص القبول في المجموعة الطبية.

وقال غالب لـ “طريق الشعب”، ان «نتائج القبول في هذا العام تثير الاستغراب فقد تم تقليص عدد الطلبة المقبولين في المجموعة الطبية الى 8 الاف طالب بعد ان كان العدد في العام الماضي 13 الفا»، مشيرا الى ان «عدد المقبولين في كليات الطب للعام الماضي بلغ 7106، فيما كان عدد المقبولين في طب الاسنان 3044 طب اسنان، وقبل 3284 طالبا في قسم الصيدلة».

وأضاف ان «الوزارة خفضت عدد المقبولين في كليات الطب بحدود 3 الاف معقد في الوقت الذي تؤكد فيه الحكومة حاجة البلد الى الأطباء، وطب الاسنان والصيدلة بحدود الف مقعد»، متسائلا «هل معالجة الفائض من خريجي طب الاسنان والصيدلة من خلال تقليص عدد المقاعد في الجامعات الحكومية، ام في إعادة النظر في الكليات الاهلية المنتشرة في البلاد؟!».  وطالب غالب وزارة التعليم العالي «الالتزام بمقررات الحكومة القاضي بتوسعة القبول في الجامعات الحكومية بنسبة 20 في المائة سنويا استيفاء لمتطلبات الزيادة السكانية، وإعادة المقاعد المحذوفة من كليات الطب العام»، مشددا على «ضرورة تقليص القبول في الكليات الاهلية في قسمي طب الاسنان والصيدلة بدل تقليص عدد مقاعدهم في الجامعات الحكومية».

 

قتل للطموح

بدوره، اكد المهتم بالشأن التعليمي علي ابراهيم، ان «نظام القبول المركزي يقتل الطموح لدى الطلبة، ومن الضروري إعادة النظر في خطة القبول».

وذكر إبراهيم لـ“طريق الشعب”، ان «وزارة التعليم العالي تحاول دفع الطلبة باتجاه التعليم الحكومي الخاص (الموازي) او الجامعات الاهلية من خلال تقليص اعداد الطلبة القبولين في المجموعة الطبية»، مشيرا الى ان «النظام المتبع في القبول المركزي يقتل طموح الطلبة بسبب توزيعهم بطريقة غير علمية، وفي اختصاصات لا يحتاجها سوق العمل ما يجعل مصير هؤلاء الطلبة مجهولا».

وأضاف «كيف يمكن ان يكون القبول في الاختصاصات الطبية في الجامعات الحكومية 60 طالبا فقط، فيما تقبل جامعة العميد الاهلية حوالي 250 طالبا»، مبينا ان «معدل القبول في قسم الانسجة الطبية انخفض من 97 الى 60 بسبب تحويل القسم الى كلية الزراعة».

وتابع ان «قسم تكنلوجيا المعلومات الطبية قام بقبول الطلبة ابتداء من معدل 73 وصولا 97!! في حين ان التعيين المركزي في هذا القسم تم الغاؤه».

 

 

خيبة أمل رياضية بعد الخروج من مونديال كأس العرب

بغداد – طريق الشعب

بعد سلسلة من النتائج المخيّبة التي مُني بها في تصفيات كأس العالم، خرج المنتخب الوطني لكرة القدم خلال الأيام الماضية من بطولة كأس العرب بعدما هزم في مباراته الأخيرة بنتيجة ثقيلة أمام نظيره القطري.

جاء ذلك السيناريو مؤكدا لكل الشكوك والآراء التي تفيد بأن واقع الكرة العراقية في تراجع كبير، نتيجة لغياب التخطيط السليم وسوء الإدارة ووصول الحال بالألعاب الرياضية بشكل عام إلى الإحباط والفشل بعدما كان العراق رائدا في أكثر من مجال رياضي.

 

نكبة الدوحة ليست الأخيرة

تحدث عدد من المدربين والمختصين بالشأن الرياضي عن تفاصيل الخروج المبكر للمنتخب الوطني، من بطولة كأس العرب، بعد تعادلين مخيبين أمام كل من سلطنة عُمان والبحرين، وخسارة قاسية من قطر، فيما أكدوا أن ما جرى سوف يستمر في تصفيات كأس العالم وفق المجريات الحالية.

وأجمعت الآراء في الشارع الرياضي على أن “صعود المنتخب للمرحلة الثانية من بطولة كأس العرب والذهاب بعيداً في المنافسة عليها، لم يكن سهلاً منذ البداية، وأن النتائج السلبية التي خرج بها المنتخب في المجموعة الأولى لاسيما خسارته الأخيرة أمام قطر، كانت طبيعية في ظل تراجع المستوى، وكان الأفضل عدم ذهاب المنتخب بعيداً”، إضافة إلى ذلك “هناك منتخبات قوية تأهلت ربما تواجهنا ونخسر أمامها بنتائج كبيرة، مثل مصر وتونس وقطر والمغرب وغيرها. أعتقد أن المنتخب اكتفى بهذا القدر ليودع البطولة مبكراً. كما أن وصول المنتخب كان صعباً وبعيد المنال، لوجود منتخبات مستقرة أفضل منه من الناحية الفنية، ومن الصعب التكهن بمن سيتوج باللقب لقوة المنتخبات المشاركة التي طورت نفسها بشكل كبير”.

من جهته، انتقد المدرب باسم قاسم، التحضيرات التي يجريها المنتخب العراقي، قائلاً: “مازلت أجهل الكثـﻴﺮ مــن الأمــور وإستراتيجية تحضـير المنتخب الذي أصبح حقل تجارب في بطولات مهمة”.

واعتبر قاسم، نتائج المنتخب في بطولة كأس العرب “غير مرضية حتى في مواجهتي عُمان والبحرين، فما هي الجدوى مـن المشاركة، هل جئنا للمنافسة على اللقب أم التحضير للتصفيات؟”.

ورأى أن “تغيير اللاعبين المستمر، وعدم استقرار التشكيلة للمدرب مثار جدل واستغراب، ولا نعرف متى سيكون لدينا منتخب وطني مستقر يعود وينافس بقوة”، مؤكدا أن ما جرى “لا يليق بالكرة العراقية التي فقدت هويتها”.

 

مسؤولية الاتحاد الكروي

ودعا اللاعب الدولي السابق حيدر محمود للإبقاء على المدرب بيتروفيتش في الوقت الحالي، وعدم اتخاذ قرار بإبعاده سيما أن منتخب العراق ينتظر ما تبقى من مباريات التصفيات الأسيوية.

واقترح اللاعب على اتحاد الكرة “إضافة مستشار لبيتروفيتش وسيكون هذا حلا أفضل، لاسيما بعد أن لاحظناه في بطولة العرب، انه لا يملك الحلول وكان ذلك واضحاً في الشوط الثاني”، مشيرا إلى أن “أخطاء عديدة وقع بها المدرب منها عدم قراءته للمباريات التي خاضها منتخبنا، وعدم الاستقرار على تشكيلة، وإشراك لاعبين غير جاهزين في مباريات حساسة، فضلا عن تغييراته الخاطئة”.

أما اللاعب الدولي السابق رياض عبد العباس، فأكد من جانبه بأن ضعف منظومة الاتحاد “جعلت العراق لقمة سائغة أمام فرق خليجية بأسوأ حالاتها”.

ووفقا لعبد العباس، فإن “منتخب قطر تمكن من تحقيق الفوز على منتخبنا بالبدلاء بعد ان واجهنا بالخط الثاني وأن الاتحاد العراقي لكرة القدم يتخبط ولا يستقر على مدرب لقيادة المنتخب، كما فقد الاتحاد ثقة الشارع الرياضي من خلال عمله العشوائي”، بحسب قوله.

 

مجازفة

وفي المقابل، أوضح فراس بحر العلوم عضو اتحاد الكرة العراقي، أن الأخير “لا يمتلك عصا سحرية لتغيير المنتخب بهذه السرعة”.

وأضاف بحر العلوم، “لقد تسلمنا المهمة منذ مدة بسيطة بعد ان تسلمنا تركة ثقيلة وقررنا من البداية التخطيط لبناء منتخب مستقبلي يكون له شأن بين منتخبات العالم بعد سقف زمني معين”.

وأعرب عن اعتقاده بأن “ادفوكات جازف في قرار تدريبه المنتخب العراقي في هذه الفترة القصيرة، بعد أن تعاقد مع الهيئة التطبيعية والدليل انه غادر الفريق بعد ان عجز عن إكمال المهمة”.

وأوضح “اننا كاتحاد عملنا جاهدين من أجل استقرار المنتخب رغم قصر المدة والأخطاء الإدارية التي ورثناها من التطبيعية، لكننا لم نيأس وعملنا منذ الوهلة الاولى على ترميم البيت الكروي، لكن المسؤولية كانت ثقيلة وتحتاج إلى وقت”، داعيا إلى “الوقوف إلى جانب الاتحاد ومده بالمقترحات والمعلومات فهي أفضل من الانتقادات القاسية التي تؤثر على مشوار الكرة العراقية”.

وأضاف بحر العلوم “لقد قررنا الاهتمام بمنتخبات الفئات العمرية كالناشئين والشباب والاهتمام بالمدارس الكروية، إذ بدأ بمشروعه منذ أشهر وسيجني ثماره بعد عدة سنوات”.

ومضى بالقول إن “استقطاب المواهب لهذه المنتخبات والمدارس سيكون مفتوحا من داخل العراق أو خارجه وذلك بهدف بناء المواهب وتهيئتها بشكل صحيح للمستقبل، ومن ثم إعداد منتخب على مستوى عال”، لافتاً  الى انه “حتى وان خرجنا من عملنا بالاتحاد بعد أربع سنوات سيأتي بعدنا أعضاء ليكملوا المشوار ويكون للعراق منتخبا جيدا ومنافسا لأقوى الفرق”.

************************************

الصفحة الخامسة

 

عام على صعود الدولار.. الغلاء يدفع محدودي الدخل نحو حافة الفقر

 

بغداد – وكالات

على مدى 18 عاما، منذ التغيير 2003 حتى اليوم، سنت الحكومات العراقية المتعاقبة قرارات واتخذت إجراءات فاقمت من الصعوبات الاقتصادية، وضيّقت سبل العيش على المواطنين بدل أن تنهض بواقعهم الاقتصادي. وكان آخر هذه القرارات هو رفع سعر صرف الدولار أمام الدينار، والذي أدى إلى ارتفاع كبير في الأسعار لا يتناسب مع دخل الطبقة المتوسطة، فضلا عن الطبقة الفقيرة. وبالمقابل بقي تجهيز المواد التموينية متذبذبا، حتى تقلصت المفردات الغذائية كثيرا وتردت نوعيتها.

 

حرب غير معلنة

منذ تنفيذ قرار البنك المركزي القاضي برفع سعر بيع الدولار للبنوك وشركات الصيرفة في كانون الأول الماضي، ارتفعت أسعار السلع والمواد المستوردة، خاصة الغذائية منها. ثم انسحب هذا الارتفاع على المنتج المحلي، الذي يعاني أصلاً من مشكلات كثيرة.

ويشكو مزارعون محليون من “حرب غير معلنة” - حسب وصف أحدهم من محافظة ديالى، والذي لخص معاناتهم بـ “تقليص الحصص المائية القادمة من إيران، وحرائق مزارع القمح، وتسميم الأسماك”. وهي ظواهر موسمية تحدث منذ سنوات دون حلول، مستهدفة المنتج المحلي “بشكل متعمد” – على حد ما يرى.

ويؤكد هذا المزارع في حديث صحفي: “قد أضطر لترك مهنة آبائي وأجدادي. الزراعة لم تعد تجدي نفعاً. إذ لا يوجد دعم حكومي لأسعار البذور والمبيدات وغيرها من المستلزمات الزراعية التي يحتاجها الفلاح. والآن ارتفعت تكاليف هذه المستلزمات المستوردة، بسبب رفع سعر صرف الدولار”.

 

تضرر المستهلك والتاجر

وظهرت آثار قرار البنك المركزي بعد ما يقرب من سنة على صدوره. فقد انخفضت القدرة الشرائية للمواطنين بشكل كبير، وتضرر المستهلكون وصغار التجار.

وبهذا الصدد يقول علي محمد، وهو صاحب متجر صغير في بغداد، ان “أسعار المواد الغذائية بدأت ترتفع تدريجاً منذ كانون الأول العام الماضي، وشهدت في الشهرين الماضيين ارتفاعاً كبيراً”، مضيفاً في حديث صحفي، أن “المواطن لا يستطيع التكيف مع الارتفاع الكبير في الأسعار، نظرا لمحدودية موارده، وهذا الوضع يضر البائع والمشتري في وقت واحد”.

 

غياب القرار الحكومي

وتلجأ الدول التي تمر في مثل هذه الأزمات، إلى إجراءات فورية تجنب شعوبها الانزلاق إلى كوارث إنسانية.

وفي هذا الشأن يرى الخبير الاقتصادي صفوان قصي، أن التصدي لمثل هذه الأزمة، يحتاج إلى “قرار حكومي عاجل”.

ويؤكد في حديث صحفي، أن “هناك أسبابا عدة لارتفاع أسعار معظم السلع الاستهلاكية، منها خارجية ترتبط بارتفاع واضح في أسعار معظم السلع دولياً وبنسبة 20 في المائة جراء تأثر خارطة الإنتاج العالمي بجائحة كورونا. وأسباب محلية تتمثل في عدم الاستقرار السياسي، وتخفيض قيمة الدينار العراقي، وعدم قدرة الإنتاج المحلي على تعويض النقص الحاصل في الاستيراد، فضلا عن ارتفاع تكاليف نقل البضائع المستوردة”.

وللحد من آثار الأزمة، يرى قصي أنه من الضروري أن يتم استثمار الوفرة المالية الحاصلة بفعل ارتفاع أسعار النفط، وإضافة مواد غذائية لمفردات البطاقة التموينية، وشمول الأفران المرخصة والمولدات الأهلية بحصة مجانية من الوقود.

كما يقترح عددا من الإجراءات العاجلة التي قد تساهم في كسر الأسعار، مثل “تفعيل دور دائرة الجرائم الاقتصادية في مراقبة عملية الاستيراد، ومنع ابتزاز المستوردين من قبل مافيات الفساد، ودعم قدرات المنتج المحلي الزراعي والصناعي بالإعفاءات المباشرة أو غير المباشرة، ومنح التسهيلات المالية لتوسيع قاعدة الإنتاج”.

 

تبادل الاتهامات

وسارعت الحكومة بإلقاء مسؤولية ارتفاع الأسعار، التي بلغ بعضها ثلاثة أضعاف السعر الحقيقي، على عاتق التجار، الذين وصفهم رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في كلمة سابقة له في مجلس الوزراء بـ “أصحاب النفوس الضعيفة”. لكن عضو غرفة تجارة بغداد علي الغالبي، يفيد بأن سبب غلاء السلع، خاصة الغذائية منها هو “الحكومة”.

ويضيف ان “النسبة الكبرى من المواد الغذائية تستورد من الخارج بالدولار، ومن المنطقي أن تشهد صعوداً بالأسعار مع ارتفاع سعر صرف هذه العملة”.

وكان الهدف المعلن من رفع سعر الدولار، هو “دعم الصناعة المحلية، ووقف تهريب الدولار إلى الخارج من خلال مزاد بيع العملة، كذلك تغطية رواتب الموظفين” - بحسب الخبير الاقتصادي إيفان شاكر. لكنه يؤكد أنه وبعد ما يقرب من سنة على القرار، فإن “غالبية الأهداف التي حددتها الحكومة لم تستطع تحقيقها. فهي فشلت في دعم الصناعة المحلية وتطويرها، حتى قفزت معدلات التضخم نحو أرقام قياسية، ما أثر سلباً على المواطنين”.

ويضيف في حديث صحفي، أن “الحكومة أخفقت في وقف تهريب العملة الصعبة، وأن قرارها بخفض قيمة الدينار، كان عشوائيا، دون مراعاة القدرة الشرائية لدى المواطنين”.

 

 

************

 

أگـول.. من وعدك بكل شيء لم يعدك بشيء!

 

 

 

عامر عبود الشيخ علي

 

رغم الوعود الحكومية والاموال الطائلة التي انفقت وتنفق لتحسين الطاقة الكهربائية، الا ان هذه الخدمة الأساسية المهمة لم تتحسن أبدا، إنما تزداد سوءا ومعه تزداد معاناة المواطن.

فمنذ عام 2003 والحكومة تواصل وعودها بزيادة انتاج الكهرباء والوصول الى الاكتفاء الذاتي، بل حتى تصدير الفائض منها إلى الدول المجاورة! ونحن اليوم سندخل العام 2022 والعراق بدون كهرباء. وفي وقت تؤكد فيه تصريحات وزارة الكهرباء زيادة الطاقة الكهربائية وبلوغها 20 ألف ميغاواط، تشير التصريحات أيضا إلى أن العراق يحتاج الى 27 ألف ميغاواط من الطاقة لتوفيرها على مدار 24 ساعة.

وبالعودة إلى الـ 20 ميغاواط التي أعلنت الوزارة الوصول إليها، فإنها لم تشعر المواطن بأي تحسن في الكهرباء. إذ ان الانقطاعات مستمرة وتصل في بعض المناطق إلى ثماني ساعات خلال اليوم. فيما الأعذار كثيرة، أبرزها تذبذب تزويد المحطات بوقود الغاز المستورد من دول الجوار.

ومعلوم أن العراق يهدر سنويا من الغاز المصاحب لاستخراج النفط، ما تصل قيمته إلى اكثر من 5 مليارات دولار. ووفقا لتصريح نقلته جريدة “الصباح” عن وزير النفط، فإن “البلاد تعمل على التخلص من ظاهرة حرق الغاز المصاحب لإنتاج النفط والغاز الحر، من خلال الدخول في مفاوضات لاستثمار الغاز مع شركات عالمية، وبالتالي تحقيق مستويات إنتاج تصل إلى ملياري قدم مكعب من الغاز نهاية عام 2022”.

وإذا اوفت الوزارة بوعدها، فهذا يعني ان المواطن سيشهد خلال هذا العام كهرباء مستمرة دون انقطاع. كما ستنتهي معاناته مع اصحاب المولدات الجشعين الذين يخالفون التسعيرة المحددة ويعمدون إلى رفع سعر الأمبير، حتى وصل اليوم الى 25 ألف دينار، ما أضاف اعباء كبيرة على كاهل المواطن في ظل غياب الرقابة الحكومية عن هذا الجشع.

نقول، ان المواطن الذي انتفض وتظاهر من اجل حقوقه الانسانية التي كفلها الدستور، لن يتراجع وسيواصل حضوره في ساحات الاحتجاج، ولن توقفه الوعود التي تقطع. فهو متأكد أن “من وعدك بكل شيء لم يعدك بشيء” – كما يقول المثل.

 

**************

 

 

السرطان يفتك بناحية بصرية محاطة بالنفط!

 

البصرة – وكالات

أكد مدير ناحية النشوة شمالي محافظة البصرة، وليد المياحي، أن الناحية تسجل باستمرار، العشرات من الإصابات بمرض السرطان، مبينا أن أسباب انتشار المرض لم تحدد حتى الآن.

وذكر في حديث صحفي، ان لجان البيئة التي شكلت خلال السنوات الماضية، لم توضح أسباب انتشار هذا المرض الخطير الذي فتك بالأهالي، لافتا إلى أن الناحية تحيط بها 3 حقول نفطية، أبرزها "حقل مجنون".

وأشار إلى أن "الأرقام المسجلة لدينا تفيد بإصابة ووفاة أكثر من 300 شخص من أبناء الناحية".

وأكد المياحي أن مجلس الوزراء شكل أخيرا لجنة عليا قامت بزيارة الناحية واللقاء بالأهالي من أجل معرفة أسباب انتشار السرطان بينهم، مضيفا أن هذه اللجنة من المؤمل أن تدخل "حقل مجنون" النفطي وتطلع على دواخله وكيفية عمله.

وتابع قوله "نحن في انتظار نتائج الكشف، التي سيتم وفقها تحديد الوجهة المسببة للمرض، ومطالبتها بالتعويض".

 

*************

 

 

في ناحية العظيم .. 25 قرية تعتزم النزوح هربا من الجفاف والفقر

 

بعقوبة – وكالات

يعتزم أهالي 25 قرية زراعية في ناحية العظيم شمالي ديالى، النزوح إلى مناطق أخرى بسبب نفاد المصادر المائية ومخاوف الجفاف والمجاعة.

رئيس مجلس الناحية السابق، محمد إبراهيم العبيدي، قال في حديث صحفي ان أهالي القرى سيضطرون إلى النزوح نحو المناطق الشمالية والمناطق الزراعية الآمنة في بقية المحافظات، مشيرا إلى أن هذا الأمر يأتي بسبب “نفاد مخزون المياه وانخفاض منسوب نهر العظيم الذي يعد الشريان الرئيس للزراعة، والذي تحول بفعل الجفاف الى اكوام من الأملاح” – على حد تعبيره.

واكد ان “غالبية قرى ناحية العظيم مهددة بالمجاعة والكوارث المعيشية، خاصة بعد إلغاء الخطة الزراعية الشتوية وانعدام مصادر المياه، الى جانب الخسائر الكبيرة التي تطال الثروة الحيوانية، وهي مصدر معيشي مهم للأهالي”.

ووجه العبيدي نداء استغاثة الى الجهات المعنية “لمعالجة مشكلة الجفاف وانقاذ عشرات القرى من الهلاك والكوارث الاقتصادية”، عازياً سبب انخفاض مناسيب نهر العظيم الى “انخفاض مخزون سد العظيم الذي يعتمد على مياه الامطار المنحدرة من الوديان في المناطق الشمالية من البلاد”.

وتعد ناحية العظيم سلة ديالى الغذائية ومصدر منتجات زراعية مهم للمحافظات الأخرى. وهي تضم مئات الآلاف من الدوانم الزراعية.

 

**************

 

مواساة

 

* تنعى منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الاعظمية، الرفيق سلام خزعل بهيل العكيلي، الذي  توفي إثر مرض عضال.

كان الفقيد من أوائل الذين التحقوا بالحزب بعد 2003، وكان يشارك في جميع الفعاليات الجماهيرية رغم معاناته مع المرض.

له الذكر العطر ولعائلته ورفاقه كثير من الصبر والسلوان.

* تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في المثنى، عائلة الرفيق عزيز حنش بوفاته إثر مرض عضال.

للفقيد الذكر الطيب ولعائلته الصبر والسلوان.

*ببالغ الاسى والحزن تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الشطرة زوجة الرفيق النقابي والوجه الاجتماعي البارز شنان عبد الواحد الحداد (ابو بسيم).

 للفقيدة الذكر الطيب ولأسرتها وأولادها الصبر والسلوان.

 

**************

 

الصفحة السادسة

 

في حوار شامل.. رائد فهمي: نعمل على تغيير موازين القوى لتدشين التغيير الشامل

 

أثنى الرفيق رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، على ايادي جميع الرفيقات والرفاق، الذين ساهموا من خلال عملهم المتفاني بصورة مباشرة في نجاح فعاليات المؤتمر الوطني  الحادي عشر، والتي شكلت بكل المقاييس حدثا مهما ليس للشيوعيين، فحسب وانما لعموم الواقع السياسي والحركة الوطنية والسياسية والمشهد السياسي العراقي.

جاء ذلك ضمن حوار شامل أجرته معه منابر اعلام الحزب الشيوعي العراقي (طريق الشعب والمركز الإعلامي للحزب). وأداره الإعلامي رشاد الشلاه، لمناسبة انتهاء اعمال المؤتمر الوطني الحادي عشر.

وقد بثّ الحوار بشكل مباشر يوم السبت الماضي (11 - 12 - 2021)  

ننشر في أدناه  نص الحوار:

 

سؤال: عقد المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب في الظروف الصعبة المعروفة التي يعاني منها البلد، ولا بد من ان هموم العراق وشعبه كانت حاضرة خلال نقاش المؤتمرين داخل المؤتمر. ما هي أهم التحليلات والاستنتاجات التي توصل لها المؤتمرون؟

جواب: نعم، هذا المؤتمرعقد بعد خمس سنوات من انعقاد المؤتمر الوطني العاشر في عام 2016، وعادة حسب النظام الداخلي للحزب ينعقد المؤتمر كل اربع سنوات، ولكن حصل تمديد اقتضته الظروف وجائحة كورونا وعوامل أخرى. المؤتمرات تتفحص، عادة، عمل الحزب ما بين مؤتمرين، وايضا تتوقف عند الوضع العام ارتباطا بالتطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وعلى كل  المستويات. وخلال هذه الفترة حدثت تطورات عديدة  منها؛ انتخابات 2018 وانتخابات 2021، وشهدنا ايضا جائحة كورونا، وكذلك انتفاضة تشرين التي شكلت حدثا فارقا في البلد، وهناك أيضا تنامي حالات الاحتجاج وتزايد فجوة الفقر، والتمايز الطبقي - الاجتماعي والمستوى المعيشي. وبالتالي أصبحت جوانب العدالة الاجتماعية تطرح بقوة والحاح.

 

هم المواطن حاضر بكثافة في المؤتمر

 

الحزب في هذا المؤتمر تناول وتوقف مليا عند مظاهر الازمة التي تعصف بالبلد، وهي ازمة شاملة، وليست سياسية فقط، وتركت آثارا كبيرة ومتزايدة على حياة الناس وارتبطت بها ايضا استعدادات اكبر للناس للتعبير عن رفضهم وتصعيد الاحتجاجات التي تجلت في انتفاضة  تشرين والكم الهائل من الشهداء والضحايا الذين رافقوها، ودخلت ايضا اوساط واسعة للفعل الاجتماعي والسياسي. توصل المؤتمر الى استنتاج بان هذه التطورات لا بد ان تؤدي الى تغيير في النهج السياسي والاقتصادي، وهذا ما وجد صداه في شعار المؤتمر.

 

المنظومة الحاكمة غير قادرة على تقديم الحلول

 

من جانب اخر اثبتت التجربة ان هذه المنظومة الحاكمة غير قادرة على القيام بالإصلاح وتقديم الحلول، لذلك نحن غلبنا مسألة التغيير، وبالتالي تحدثنا عن ضرورة تغيير موازين القوى وهذا الامر يقتضي حشد طيف واسع واصطفافات وتحالفات سياسية واجتماعية، ولذلك الشق الاخر من اهتمام المؤتمر كان يخص الحزب وتطويره وتحسين ادائه وعمله الداخلي وكيفية تعزيز الديمقراطية وتطوير اشكاله التنظيمية، وكذلك كيفية تعزيز وتعميق عملية التجديد على مستوى الشخوص وعلى مستوى اليات العمل، والفكر أيضا، وأيضا محاولة تحريك النظام الداخلي للحزب  باتجاه ادخال فقرات وتعديلات تعزز العملية الديمقراطية الداخلية، وتتناول الظواهر المستجدة مثل التكنولوجيا وكيفية استخدامها والاستفادة منها في بنائنا التنظيمي، وكذلك الموقف من المرأة وضرورة فتح المجال امامها، والعمل اكثر للارتقاء بدورها.

ونستطيع القول ان هذا المؤتمر همومه هي المواطن، لان المواطن اليوم يجد صعوبة في تأمين قوته اليومي. وان معدلات البطالة والفقر في ارتفاع، والتعليم والصحة في حالة ترد، لذلك نعتقد ان العدالة الاجتماعية يجب ان تشمل هذه القطاعات، اضافة الى ضرورة واهمية تحسين قطاعات الخدمات العامة.

 

دور الحزب مهم في تعظيم زخم الضغط 

 

سؤال: الحزب منذ فترة طرح شعار التغيير، لكنه اليوم يدعو الى التغيير  الشامل؟

جواب: التغيير الشامل الذي ندعو له لا يتحقق الا بتغيير موازين القوى  السياسية، لان الكثير من القوى لها مصلحة في استمرار الوضع، ولاحظنا انها لا تتردد في ممارسة اي شكل من اشكال الفعل السياسي، من اجل الحفاظ على مصالحها. وهذا معناه يجب ان يكون هناك اصطفاف سياسي ونضالي واسع. ونلاحظ ان هناك اوساطا شعبية واسعة جدا متضررة من هذا النهج المعتمد واقسام متزايدة منها تعبر عن رفضها واحتاجها ومشاركتها المباشرة في الاحتجاجات، لذا هي دخلت ساحة الفعل السياسي. والى جانب الاحزاب ظهرت حركات وأحزاب اجتماعية وسياسية جديدة.

 واصبح واضحا أيضا سعة القاعدة التي تحركت ودعمت انتفاضة تشرين سواء بشكل مباشر من خلال المشاركة في الاحتجاجات، وفي ساحات الاعتصامات أم من خلال الاشكال المختلفة من التأييد الذي حظيت به انتفاضة تشرين. ندرك تماما ان هذه القضية بحاجة الى ان تتحول الى  فعل سياسي مؤثر اكثر، وقادر على ان يفرض ارادته، وان يؤثر في مسارات الاحداث.

نعتقد ان قوة الحزب الشيوعي العراقي سياسيا وتنظيميا هي عنصر مهم وشرط ضروري لاجل بناء التحالفات الاوسع، لذلك نقول ان الدائرة الاولى لاجل تحقيق التحالفات تكمن اولا في الاهتمام بالحزب وتعزيز قوته وتحقيق عملية التجديد الضرورية على صعيد البناء التنظيمي، وايضا التجديد في مسألة الفكر والتنظيم والخطاب. وهذا التجديد طبعا لا يفهم منه انه مغادرة لهوية الحزب، فهو على اساس المنطلقات والاسس التي يعتمدها الحزب ولكن الحياة تتطور وملامحها مختلفة، وبالتالي الحزب يواكب هذه التطورات وهذا التجديد هدفه بالمطاف الاخير ان تزداد فعالية الحزب.

 

نعمل من اجل الديمقراطية السياسية والاجتماعية

 

الدولة المدنية الديمقراطية تعني دولة المؤسسات، تعني دولة قانون وتنفيذه، فضلا عن الشق الاجتماعي وهذا ايضا يستجيب الى مصالح فئات اجتماعية واسعة جدا. ان بناء الدولة الحالي قائم على المحاصصة والتقسيم الطائفي والهوياتي، وهذ مصدر للفشل وهو غير قادر على الإصلاح. نحن نقول دولة مدنية ديمقراطية ونقصد بالديمقراطية ببعديها فاولا البناء الديمقراطي ونقول ان الديمقراطية لا تقتصر على العملية الانتخابية ولاحظنا ان العملية الانتخابية غير قادرة على عكس إرادة المواطن .

نتحدث اليوم عن فجوة متزايدة بين المنظومة الماسكة بزمام الامور، وقسم من جماهير هذه الاحزاب اليوم مكتوية من هذه الازمة، لذلك هناك دائرة وطنية للتحرك والتحالف على المساحة الوطنية، وهذا عمل يتطلب من الحزب النظر في التحالفات واشكالها. اليوم لا نتحدث فقط عن تحالفات ستراتيجية باشكالها المعهودة، ولا نستثنيها، ولكن نقول اليوم بما ان الواقع متعدد ومتنوع وهناك حركات اجتماعية الى جانب الأحزاب واشكال جديدة بدأت تظهر للاحتجاج، وهناك احتجاجات محلية والان في هذه اللحظة هناك اكثر من مجموعة تحتج، اذن اشكال التحالفات يمكن ان تأخذ اشكالا متنوعة ومتعددة وأطرها التنظيمية ايضا متعددة ومتنوعة. وهنا لا بد من ان يكون هناك ادراك كبير لاهمية التنظيم، لانه بدون التنظيم فان التضحيات تزداد والفاعلية تقل. نعتقد ان القوة الكامنة في هذا الطيف  الشعبي الواسع الرافض للنهج الحالي، ينبغي ان تتحول الى قوة فاعلة عبر اشكال مختلفة، بدءا من التعاون والتنسيق وصولا الى صيغ متقدمة، لكن هذا يجب ان يقترن بخوض النضالات المشتركة بمعنى فعل ميداني على الارض. وهذه هي وجهة الحزب والتاكيد على تفعيل كل منظماته لان نكون مشاركين وفاعلين على الارض عبر التعبير وعكس هموم الناس، وعبر المشاركة بالحركة الاحتجاجية والمطلبية باشكال  مناسبة، الى جانب العمل مع الوسط المتنوع بأشكاله المختلفة.

 

نسعى لتوسيع دائرة المشتركات

 

سؤال: هل هناك تنسيق بدأ من أجل تحقيق هذه التحالفات أو اي شكل من اشكال التنسيق؟

جواب: نحن نتحدث عن مستويات عدة. لدينا أطر معينة على سبيل المثال مع التيار الديمقراطي، والان هو يستعد لعقد مؤتمره الثالث، وهو يضم مجموعة من القوى السياسية من ضمنها الحزب والتيار الاجتماعي وحزب العمل وحزب الامة والحزب الوطني الاشوري، وايضا ربما هناك قوى اخرى قد تنضم من الجانب الاخر على صعيد القوى السياسية من غير المشاركين في التيار الديمقراطي. بمعنى ان هناك قوى مدنية مهمة ايضا لدينا معها علاقات، قسم منها ثنائية وايضا هناك محاولة لايجاد اطر مناسبة.

على مستوى الحركة الاحتجاجية هناك احزاب تشكلت من رحمها، هناك لقاءات معها، وهناك  المجلس التشاوري، ونعتقد انها صيغة جيدة للعمل المشترك، فهي تضم احزابا وقوى مدنية ديمقراطية، وتضم احزابا منبثقة من رحم حراك تشرين، وتضم ايضا ممثلي اتحادات ونقابات وبالتالي هذا المجلس ميدان للحوار ولتقارب الأفكار، وايضا لبلورة وتوسيع دائرة المشتركات وهو مجلس منفتح، ويمكن ان تتسع دائرة المشاركة فيه. وقد يسهم في توفير ارضية لانبثاق اشكال اكثر تقدما على المستوى السياسي.

خارطة طريق لاخراج البلاد من ازمتها

 

سؤال: كيف سيسعى الحزب الى تحقيق ما ورد في وثيقة “قدما نحو التغييرالشامل”؟

جواب: المؤتمر تحدث بشكل مستفيض في الكثير من القضايا التي تتعلق بالوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي. قلنا ان حصيلة هذه النقاشات قسم منها يتعلق ببعد استراتيجي ربما لا يتحقق في القريب العاجل، وقسم منها يمس قضايا آنية لها علاقة بأوضاع شعبنا، وقابلة للتحقيق على المدى القريب، لذلك ارتأى الحزب ان يلخص اهم الاستنتاجات ويودعها في وثيقة “قدما نحو التغيير الشامل”. هذه الوثيقة تمثل من وجهة نظرنا نوعا من خارطة طريق للخروج من الازمة، وفيها توجهات على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وايضا الخطوات التي ينبغي ان تتحقق من أجل معالجة مسألة العدالة الاجتماعية. ومن اجل ان تكون فاعلة يجب ان يكون الحامل لهذه التوجهات حاملا سياسيا قويا ومؤثرا، لذلك هذه الوثيقة نحن بصدد ان نطرحها ونقدمها لسائر قوى التغيير بالدرجة الاساسية، وذكرنا من هي قوى التغيير. ويمكن ان نرسل وفودا وممثلين لاجل تسليم الوثيقة، ويكون هناك حوار.

وايضا نطرحها على المستوى الجماهيري، بمعنى سيكون هناك تحرك جماهيري وتحرك سياسي، وعلى الصعيد الاعلامي ايضا للترويج لهذه الأفكار. وهذه الوثيقة في الحقيقة هي محصلة لتحليلات عميقة لمتطلبات التغيير، وماذا نقصد بالتغيير الشامل، وما هي الحلقات التي يشملها هذا التغيير؟

 

نواصل عملية تجديد الحزب

 

سؤال: في اجواء المؤتمر ونتائجه هناك اسئلة عن هذه النتائج والتغييرات التي حصلت في قيادة الحزب، ارتفعت نسبة الشباب وكذلك النساء، فضلا عن التجديد في عموم قيادة الحزب؟

جواب: نحن حزب عمره 87 سنة. لا شك ان هذا العمر الطويل للحزب ينعكس في تركيبته، نحن لسنا كالاحزاب الناشئة. لدينا اليوم مناضلون عمرهم الحزبي 50 او 60 سنة او حتى اكثر. اذن لا بد ان هذا العمر الطويل لهذا الحزب العريق. لا بد ان تنعكس في تركيبته، لكن ايضا الواقع متغير ومتطور وهناك الكثير من الامور تحدث على مستوى التغييرات الاجتماعية والتكنولوجية، والكثير منها يستدعي ويتطلب ويقتضي ان ينعكس على بنية هذه الاحزاب، التي عليها مواكبة هذه التطورات، ونحن واعون تماما أن اي حزب تكون اليات التجديد وعملية التجديد فيه قاصرة، فهذه ستنعكس على مستقبل الحزب ومصيره. لا يمكن اليوم لاي حزب مهما كان رصيده النضالي وتراثه وإرثه، ان يستمر ويواكب ما لم يكن  التجديد حاضرا فيه، لكن التجديد لا يعني نبذ الماضي، بل التجديد الذي يستند على الارث وايضا يجب ان يتجاوز ربما ما تجاوزته الحياة، وما كان صحيحا في زمانه، ولم يعد مواكبا. وهذه العملية ليست سهلة لانها عملية تعامل مع الماضي وقراءة له والتجربة تقول ان كل عملية تجديد تواجه بأشكال من الممانعة والمقاومة ليس بالضرورة من منطلقات سلبية وانما هناك قسم جديد لم يثبت بعد فاعليته. لذلك عملية التجديد هي بالنسبة لاحزاب عريقة مثل حزبنا  فيها نوع من الصراع الايجابي.

التجديد يشمل الفكر والسياسة والتنظيم

 

نحن بدأنا عملية التجديد منذ المؤتمر الوطني الخامس واستمرت، في احيان تتسارع وفي احيان اخرى تتباطأ ارتباطا بالظروف وبعوامل ذاتية، الان وخاصة مع انتشار التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي ووجود التحولات المتسارعة، لا بد ان تتسارع عملية التجديد بكل أبعادها. ابعادها الفكرية والسياسية والتنظيمية وايضا بشخوصها. ونعتقد ان هذه كانت محطة مهمة. ايضا على مستوى التجديد في قيادة الحزب حدثت بنسبة جيدة. الان ٤٢ في المائة هي نسبة التجديد في عدد اعضاء اللجنة المركزية والرفاق والرفيقات الجدد هم بمعدلات اعمار اقل بكثير من الرفاق الذين غادروا اللجنة المركزية. وبالتالي انخفض متوسط العمر بسنوات. اما اذا لاحظنا متوسط عمر الجدد فهم شباب لا تتجاوز اعمارهم الاربعين، والتجديد حصل كذلك في المكتب  السياسي ايضا وبلغت نسبته ٥٥ في المائة، وهذا تطور ملحوظ. نشير الى ان الشباب الاقل عمرا الذين دخلوا في قوام اللجنة المركزية والمكتب السياسي، هم رفاق ربما عمرهم الحزبي قليل نسبيا، ولكن لديهم تجربة غنية في مختلف الميادين. ميادين العمل التنظيمي والفكري والسياسي، وكان العديد  منهم مشاركا فعالا في الحركات الاحتجاجية، وفي الانتفاضة. اذن رغم عمرهم الحزبي الاقل لكن لديهم رصيد نضالي كبير. لا نعتقد ان هناك معركة أجيال وصراع بين الأجيال بالمعنى المتداول كثيرا. نعم، كل جيل له تصوراته وأمور قد يكون اكثر قدرة على استيعابها، وبالتالي نحن في عملنا الحزبي وفي عملية التجديد نأخذ بالتعشيق ـ ان جاز التعبير ـ ما بين الاجيال، وفي عملية انتقال الخبرة بجوانبها الايجابية والاستفادة منها، وفتح المجال لمبادرات الشباب وانفتاحهم. نعتقد ان ادارة هذه العملية مهمة جدا، وباطمئنان يمكن القول اننا حققنا تقدما ايجابيا وكبيرا جدا، لكن ما زلنا في بدايات الطريق.

 

قضية المرأة في أولويات الحزب

 

وجانب من عملية التجديد ما يخص قضية المرأة أيضا، فبرغم ان الرفيقات في اللجنة المركزية صار عددهن اليوم 5 بعد ان كان 4، لكن تبقى هذه النسبة متواضعة، ووضعنا ضمن التعديلات التي ادخلت على النظام الداخلي قضية التركيز على الاهتمام بدور المرأة واعطائها فرصة في ان تتبوأ مواقع  قيادية على الصعيد المركزي او على صعيد المحليات.

أما على صعيد الفكر، فنحن حزب شيوعي هدفه الخلاص من النظام الرأسمالي الاستغلالي. والرأسمالية اليوم في ظل العولمة تعيش تناقضات وربما تناقضات مستجدة. واليوم في العراق يجري الحديث عن اقتصاد سوق، لكن هذا السوق غير خاضع لضوابط، وبالتالي هناك اشكال مختلفة من تطور العلاقات الرأسمالية، وهذا يظهر بشكل مشوه، لذلك على  المستوى الفكري ينبغي ان نرصد ونتابع التناقضات بأشكالها الجديدة.

العلاقة مع الجماهير.. المهمة الارأس

 

سؤال: في ظل الظروف الصعبة، على ماذا ستركزون خلال الفترة القادمة من العمل الحزبي على المستوى الداخلي والخارجي؟

جواب: على المستوى الداخلي نعتقد لاجل ان يكون الحزب قادرا على لعب دور مؤثر، لا بد ان يكون جزءا من نشاطه يتعلق بالعلاقة بالجماهير. وهذا يستدعي ان تكون تنظيماتنا متماسكة وقوية وواعية ومستوعبة لسياسة الحزب ومتطلباته وتكون مرنة وحيوية. وبما اننا اليوم لدينا بنية دولة لا مركزية الى حد كبير، وبالتالي على الحزب ان يحسن الجمع ما بين المركزية واللامركزية، عبر اشباع وفتح المجال وتمكين هيئاتنا وقياداتنا الحزبية على كل المستويات،  سواء على المستوى المركزي ام على المستوى المحلي، كي تلعب دورها القيادي وتمارسه بصورة كاملة. في هذا السياق، فان العمل مع الجماهير والتفاعل مع مطالبها وتبنيها، وخوض النضال الى جانبها له أهمية خاصة. وهنا يأتي دور التمكين بمعنى الارتقاء بمستوى الوعي السياسي والفكري لرفاق الحزب، لاجل ان يكونوا على بيّنة بواقعنا، وان يتفهموا برنامج الحزب جيدا، وكيفية تحويل هذا البرنامج الى مطالب آنية، وهذا البرنامج فيه ابعاد استراتيجية وابعاد قريبة، وهذا ايضا يتطلب عملية تمكين للشباب ومنحهم الثقة الكاملة. التنظيم عليه ان لا يتردد في ان يمنح ويفسح المجال للرفاق والرفيقات الشباب، لأن يتسلموا مواقع المسؤولية ونحن نعتقد ان المسؤولية في المطاف الاخير هي عنصر اساسي في بناء الخبرة وبناء القدرات.

الحزب يجب ان تتسم بنيته الداخلية بالكثير من الفاعلية والرشاقة مع الحفاظ على المبادئ الرئيسية والعلاقة ما بين المركزية واللامركزية.

التكنولوجيا واستخدام التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي توقف الحزب عندها كثيرا، التكنولوجيا ممكن ان تكون تحديا، وممكن ان تكون فرصة لاننا نعرف جيدا ان ما ينشر في وسائل التواصل في بعض الاحيان يتعارض مع الانضباط الحزبي ويتعارض مع خوض الحوارات في الأطر المنظمة لقواعد النقاش الداخلي، ولكن يجب ان لا يسود لدينا التخوف من هذا الموضوع، وهذا الامر نتعامل معه عن طريق رفع الوعي لدى اعضاء الحزب بكيفية خوض هذا الصراع وبالوقت نفسه ان يدخل الحزب هذا الميدان بصورة متزايدة ومتنامية.

نريد حكومة بلا محاصصات 

 

سؤال: هذه الايام هناك جدل واسع حول تشكيل الحكومة، ما هو موقف الحزب من الصراع الدائر حول تشكيل الحكومة، ومن مفهوم الاغلبية؟

جواب: تشكيل الحكومة هو الشغل الشاغل اليوم واحاديث عن ان تكون توافقية وتشاركية ومن يقول بالأغلبية الوطنية، فأي حكومة اليوم قادرة على ان تواجه المطالب الشعبية وتعالج مظاهر الأزمة بأبعادها المختلفة وايضا تترجم وتستجيب للرسالة التي بعثها شعبنا من خلال العملية الانتخابية وقبلها انتفاضة تشرين، وايضا مستوى التفاعل من دروس مستخلصة من فشل الحكومات المتعاقبة، والتي هي اساسا مرتبطة بنهج المحاصصة وتقاسم المصالح والتخادم. نلحظ ان في هذه العملية الجارية الان تركيزا على حل الاشكالات بين القوى المتنفذة ولا نجد هموم الناس هي محور الخلافات.

التغيير المطلوب اليوم هو التغيير في النهج والمنظومة السياسية، شخوصا ومنهجا وايضا في السياسات الاقتصادية والاجتماعية. لا شك ان هذا لا يمكن ان يتحقق في اطار حكومة يراد لها ان تشمل الجميع. في الحقيقة هي حكومة تخادم وغير قادرة على الاصلاح، وبالتالي مجرد تسيير الامور واعادة انتاج وتكرار تجربة الماضي. عندما نتحدث عن أغلبية سياسية بمعنى اغلبية مرتبطة بمشروع سياسي فيه بعد اصلاحي تغييري وهذا المشروع ينبغي ان ينفتح لقوى سياسية تنسجم مصالحها مع هذا المشروع. نعم، نتحدث عن اغلبية، لكن اي اغلبية؟ اغلبية مشروع سياسي وتحالفات لقوى ينبغي ان تكون مصالحها جادة في تبني هذا المشروع. وبالتالي هذه الاغلبية التي نتحدث عنها تصطدم بمعوقات ونحن نلاحظ ذلك اليوم. اذا اعتمدنا على المواقف المتبناة من دعاة الاغلبية ودعاة التوافق، نرى ان ليس هناك ارضية توافق، لكن هناك مستحقات قانونية ودستورية لاجل تشكيل الاغلبية والتي في اللحظة الاخيرة قد تدفع الى توافقات كما حصل في التجارب السابقة.

 

ثمانون في المائة من شعبنا غير ممثل في البرلمان الجديد

 

هناك في مجلس النواب عدد غير قليل من النواب المستقلين ويطالبون بعدم اعادة نهج المحاصصة، قد لا يشكلون اغلبية، ولكن هم  ايضا قوة مؤثرة. نعتقد ان هذا الصراع حتى الان يتم ما بين القوى المتمثلة في البرلمان، لكن هناك ثمانون في المائة او اكثر من شعبنا ما بين مقاطع وما بين عازف غير ممثل. فما هو دورهم في هذه العملية هل هم حاضرون في النقاشات بشأن الحكومة ام هم مغيبون، لأنهم لا يمتلكون تمثيلا في البرلمان، هل الـ ١٨ في المائة هم من يحسمون امور البلد؟ هنا تأتي مسؤولية على القوى الموجودة حاليا في البرلمان، ويتوجب ان لا يغيب عنها. انها لديها عمق اذا كانت هي فعلا جادة في رفض نهج المحاصصة والذهاب نحو اغلبية بالمفهوم الذي ذكرناه، وعندها يكون لديها عمق سياسي وجماهيري من الممكن ان تنفتح عليه، وان تستند اليه ولا تستند فقط الى معادلات السلطة، وهذا ممكن ان يشكل عنصرا ضاغطا، ايضا القوى التي لا تملك تمثيلا في البرلمان، يجب الا تقف متفرجة، لذلك التصورات التي ذكرناها في الوثيقة السياسية ـ واذا أغنيت بمساهمات اخرى من قوى أخرى ـ نريد ان تتحول الى فعل سياسي وجماهيري مؤثر بما يشكل عنصرا من عناصر الضغط الذي يفرض نفسه على المفاوضات التي تجري ما بين القوى السياسية.

 

الاذرع المسلحة تهديد جدي للديمقراطية

 

اليوم نحن حريصون ان تبقى هذه الصراعات في الاطار السلمي وهذه مسألة مهمة لان الكثير من القوى المتصارعة تمتلك أذرعا مسلحة، ونحن سبق ان قلنا بأنه لا يمكن الحديث عن ديمقراطية حقة بوجود احزاب لديها أذرع مسلحة، وهو ما يتنافى مع الدستور وقانون الاحزاب، فاذا كان ثمة تهديد للديمقراطية الحقة فهو وجود هذه الظواهر، اضافة الى المال السياسي والذي يستخدم اليوم ليس فقط بافراط، وانما بدون حياء. هناك مظاهر شراء وبيع وصرف اموال هائلة لشراء مواقف، اذن البناء الديمقراطي اذا كان ثمة تهديد له فهو لا يأتي من القوى التي عزفت او قاطعت. اليوم هناك من يتحدث عن اعادة نفس الاليات التي اتبعت في تشكيل الحكومة الماضية، وهو لا يدرك او لا يريد ذلك، انه خلال هذه الفترة حدثت انتفاضة تشرين.

اليوم المشهد السياسي ومتطلباته يقتضيان نمطا اخر، وبالتالي اعادة الماضي واعادة فرض آلياته واستخدامها لتشكيل حكومة جديدة. هذا يدخل في تناقض صارخ مع المطلوب وإرادة غالبية العراقيين، وان تم اعتماده ستكون نتيجته حكومة ضعيفة معزولة عن الشعب، وبالتالي تخلق حالة من عدم الاستقرار، وربما احتجاجات شعبية متصاعدة، لذلك نحن قلنا ان هذه الوجهة المطلوبة في الحكومة القادمة. هذه هي المواصفات المطلوبة؛ كلما اقتربوا منها يكون ذلك شيئا  إيجابيا. ونحن نحدد موقفنا في ضوء هذه المعطيات والاسس التي نراها ضرورية لمواجهة التحديات واخراج البلاد من أزماتها.

 

الصفحة الثامنة

 

قوى سياسية: سعيّد عمق الازمة .. ردود فعل متضاربة حول اجراءات الرئيس التونسي 

متابعة ـ طريق الشعب

اثار خطاب الرئيس التونسي قيس سعيّد، ردود فعل متضاربة حيث ابقى عمل البرلمان معلقاً، وهذا ما سبب استياء لدى قوى سياسية تونسية، في حين ان التوقيتات الزمنية التي اعلنها في خطابه، قوبلت بالترحيب من قبل الخارجية الامريكية.

 

اجراءات جديدة

وفي خطاب تلفزيوني للرئيس التونسي قيس سعيد، أعلن أنه “قرر إبقاء عمل برلمان البلاد معلقا”، مشيرا إلى أنه “سيتم تنظيم استشارة شعبية بداية من 1 كانون الاول 2022”، مبينا أنه “جرى الإعداد للمنصات الإلكترونية وبدأت بلورة الأسئلة الواضحة والمختصرة حتى يتمكن الشعب من التعبير عن إرادته، وتم اتخاذ كل الاحتياطات لتأمين الاستفتاء الإلكتروني أو الاستشارة الشعبية”.

إلى جانب المنصات، سيتم تنظيم استشارات مباشرة في كل معتمدية، على أن تنهي في الداخل والخارج في 20 آذار 2022، وهو تاريخ يوم الاحتفال بذكرى استقلال تونس.

وأوضح سعيّد أن “هناك لجنة سيتم تحديد أعضائها واختصاصاتها، مهمتها تأليف مقترحات خاصة بإصلاحات دستورية وستنهي أعمالها قبل حزيران القادم”.

وأعلن أنه من المخطط عرض الإصلاحات الدستورية وغيرها على الاستفتاء يوم 25 تموز 2022، ليتم تنظيم انتخابات تشريعية وفق القانون الانتخابي الجديد يوم 17 كانون الاول 2022”.

سعيّد عمق الازمة

وفي المقابل، أعلنت “تنسيقية الأحزاب الاجتماعية الديمقراطية” التي تضم أحزاب (التيار الديمقراطي، والتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، والجمهوري) في بيان مشترك: أن الرئيس سعيد عمّق الأزمة التي تمر بها البلاد بانقلابه على الدستور.

وقال عضو تنسيقية الأحزاب الاجتماعية الديمقراطية، عصام الشابي، إن “الرئيس قيس سعيد يواصل منهاج تقسيم التونسيين والمضي في الانقلاب على الدستور والديمقراطية”.

وشدد الشابي، على ضرورة “المرور إلى انتخابات سابقة لأوانها بعد إيجاد التوافق الوطني الواسع بين جميع القوى الوطنية”.

كما انتقد الأمين العام لحزب التيار الديمقراطي غازي الشواشي قرارات الرئيس سعيد وأعلن مواصلة ما سماه التحركات النضالية التصعيدية بما في ذلك الخروج إلى الشارع والاحتجاج.

وعلق النائب في البرلمان هشام العجبوني في منشور على “فيسبوك” رداً على خطاب سعيّد قال فيه “ملخص الخطاب: أنا الدولة، أنا الرئيس، أنا الحكومة، أنا البرلمان، أنا القضاء… وكل من ينتقدني أو يعارضني إمّا طامع في المناصب أو كاذب أو خائن أو لصّ أو عميل أو جاهل”.

 

ترحيب امريكي

ورحبّت الولايات المتحدة بخريطة الطريق التي أعلن عنها الرئيس التونسي الاثنين الماضي، التي قرر  فيها إجراء استفتاء على إصلاحات دستورية في الصيف تليه انتخابات تشريعية في نهاية 2022.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس في بيان تابعته “طريق لشعب”، “نرحب بإعلان الرئيس سعيّد عن جدول زمني يلحظ مسارا نحو الإصلاح السياسي وإجراء انتخابات برلمانية”.

وأضاف “نأمل بأن تكون عملية الإصلاح شفافة وأن تشمل تنوع الأصوات السياسية والمجتمع المدني”.

وشدد برايس على أن “الولايات المتحدة تدعم تطلعات الشعب التونسي إلى حكومة فعالة وديمقراطية وشفافة تحمي الحقوق والحريات”.

وكان سفراء الدول الأعضاء في مجموعة السبع المعتمدون في تونس وسفير الاتحاد الأوروبي دعوا في بيان مشترك الجمعة إلى عودة “سريعة” لعمل المؤسسات الديمقراطية في البلاد حيث جمد الرئيس عمل البرلمان وتولى السلطة بنفسه.

 

 

مشرعون امريكيون يطلبون معاقبة مجموعة NSO الإسرائيلية

واشنطن ـ وكالات

طلبت مجموعة من المشرعين الأمريكيين من وزارتي الخزانة والخارجية معاقبة مجموعة (إن.إس.أو) الإسرائيلية لبرامج التجسس وثلاث شركات أجنبية أخرى، يقولون إنها ساعدت حكومات مستبدة على ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.

ويطالب المشرعون في رسالتهم، التي بعثوا بها إلى الوزارتين ليلة الثلاثاء، ونشرتها “رويترز”، بـ”معاقبة كبار المسؤولين التنفيذيين في إن.إس.أو وفي شركة دارك ماتر الإماراتية لأمن الإنترنت وشركتي نيكسا تكنولوجيز وتروفيكور الأوروبيتين لمراقبة الإنترنت”.

وطالب المشرعون بفرض عقوبات بموجب قانون جلوبال ماجنيتسكي الذي يعاقب المتهمين بتسهيل انتهاكات حقوق الإنسان بتجميد حساباتهم ومنعهم من السفر إلى الولايات المتحدة.

ووقع على الخطاب رئيس اللجنة المالية بمجلس الشيوخ، رون وايدن، رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب، وآدم شيف، بالاضافة، إلى  16 مشرعا ديمقراطيا.

وتضمن الخطاب تقارير نشرتها وكالات الانباء العالمية،  أظهرت أن برنامج تجسس أنتجته شركة إن.إس.أو استخدم ضد موظفين بوزارة الخارجية الأمريكية في أوغندا.

وقال المشرعون إن قطاع صناعة برامج التجسس يعتمد على الاستثمارات والبنوك الأمريكية. وكتبوا في الخطاب “لمعاقبتهم بشكل فعال وتوجيه رسالة واضحة لقطاع تكنولوجيا المراقبة يتعين على الحكومة الأمريكية فرض عقوبات مالية”.

وقال الخطاب إن هذه الشركات سهلت عمليات “اختفاء وتعذيب وقتل لنشطاء مدافعين عن حقوق الإنسان وصحفيين”.

وتخضع شركات المراقبة لتدقيق متزايد من واشنطن بعد موجة من التقارير الإعلامية التي ربطتها بانتهاكات لحقوق الإنسان.

وقال وايدن، في تصريحات صحافية “باع مرتزقة المراقبة هؤلاء خدماتهم لأنظمة استبدادية لها سجل طويل من انتهاكات حقوق الإنسان مما أعطى قدرات تجسس واسعة للطغاة”.

وأضاف “من المتوقع أن تكون هذه الدول قد استخدمت أدوات المراقبة في اعتقال وتعذيب وقتل صحفيين ونشطاء مدافعين عن حقوق الإنسان”.

وفي نوفمبر تشرين الثاني وضعت وزارة التجارة الأمريكية شركة إن.إس.أو على ما يطلق عليه اسم “قائمة الكيانات” لتمنع الموردين الأمريكيين من بيع البرامج والخدمات للشركة الإسرائيلية دون الحصول على تصريح خاص.

 

 

حمدوك يكشف سبب عدم تشكيل حكومته

الخرطوم ـ وكالات

كشف رئيس الحكومة السودانية عبد الله حمدوك عن السبب وراء عدم تشكيل حكومته منذ توقيع الاتفاق مع قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في 21 تشرين الثاني الماضي.

وقال حمدوك في سلسلة تغريدات عبر “تويتر” أنه ينتظر مخرجات الحوار والتوافق المنعقد بين القوى السياسية في البلاد، قائلا: “منذ توقيع الاتفاق  السياسي في 21 تشرين الثاني 2021، لم يتم تشكيل الحكومة الانتقالية نظرا لعلمنا بانخراط كل القوى السياسية الداعمة للثورة والانتقال المدني الديمقراطي في حوار جاد وعميق بغية التوافق على ميثاق وطني، وخلق جبهة عريضة لتحقيق الانتقال المدني الديمقراطي وتحصينه”.

وأضاف أن “هذا التوافق الوطني سيشكل إطارا قوميا لتوحيد الصف وتأسيس آلية لتشكيل حكومة كفاءات وطنية بجانب إكمال هياكل السلطة الانتقالية ومراقبة عملها، بغية تحقيق أولويات ما تبقى من الفترة الانتقالية والمتمثلة في تنفيذ اتفاقية جوبا للسلام واستكمال عملية السلام، وتحقيق الاستقرار والانتعاش الاقتصادي، وتعزيز الوضع الأمني، وإكمال عملية الانتقال الديمقراطي عبر انتخابات حرة ونزيهة”.

 

 

بوتين «يطهر» المؤسسات الروسية من الجواسيس العاملين لمصلحة أمريكا

طريق الشعب ـ وكالات

قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إنّه “سيطهر” المؤسسات الحكومية في روسيا من الجواسيس العاملين لمصلحة الاستخبارات الأميركية، الذين عملوا في الحكومة الروسية منتصف التسعينيات من القرن الماضي.

وذكر بوتين، خلال اجتماع لمجلس مُختص بتنمية المجتمع المدني، أن الجواسيس التابعين لـ “سي. آي. إيه” كانت لهم أيادٍ في خصخصة النظام الاقتصادي في روسيا عقب انهيار الاتحاد السوفياتي.

وأشار إلى أن كوادر في الوكالة الأميركية دخلوا إلى الحكومة الروسية كموظفين ومستشارين، مضيفًا أن “هؤلاء الجواسيس جرت مساءلتهم جنائياً على مشاركتهم في عمليات الخصخصة”.

يذكر أنّ أجهزة الأمن الروسية أعلنت قبل أيام أنها اعتقلت 3 جواسيس أوكرانيين كان أحدهم يُعدّ “لهجوم” بالمتفجرات، ولم توضح الأجهزة في أي مناطق أو تاريخ تمّ اعتقال هؤلاء.

وفي تشرين الأول الماضي، تمّ تسريب تقرير وُصف بأنه “عالي السرية”، يشير إلى قلق وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي. آي. إيه.” من تكبّدها خسائر بشرية ملموسة في صفوف العملاء العاملين لمصلحتها.

وتقول مذكرة الوكالة إن أجهزة استخبارات الدول الأخصام للولايات المتحدة، مثل روسيا والصين وإيران، إضافة إلى باكستان، تلاحق عملاء الـ “سي. آي. إيه.”، وفي بعض الأحيان تحوّلهم إلى عملاء مزدوجين.

 

 

بعد شكوى لمناهضين للفاشية.. المحكمة الاتحادية الدستورية تقاضي جهاز المخابرات الألماني

رشيد غويلب

 

درست الغرفة الأولى في المحكمة الاتحادية الدستورية في المانيا الثلاثاء الفائت، في جلسة استماع علنية، الصلاحيات غير المحدودة، التي يتمتع بها جهاز المخابرات الألمانية في ولاية بافاريا، والتي تنتهك بموجبها الحقوق الأساسية للمواطنين.

 

وكان الحزب الاجتماعي المسيحي، والذي يمثل الجناح الأكثر محافظة في الاتحاد الديمقراطي المسيحي، الذي قاد التحالف الحاكم في المانيا بزعامة المستشارة ميركل 16 عاما، قبل ان يخسر الانتخابات البرلمانية في نهاية أيلول الفائت، قد مرر بواسطة الأكثرية التي يتمتع بها في برلمان بافاريا تعديلا على قانون جهاز المخابرات في الولاية في الأول من آب 2016، منح الجهاز بموجبه صلاحيات واسعة.

 

تجاوز على الحقوق

ووفقا لمنظمة “حقوق الحرية” المدنية، فان الصلاحيات التي منحت بموجب التعديل لجهاز المخابرات، تمثل تجاوزا عميقا على الحقوق الأساسية للمواطنين، مقارنة بما معمول به في الولايات الاتحادية الأخرى، او على مستوى الاتحاد، ولذلك قدمت المنظمة دعوى للمحكمة الاتحادية الدستورية، ظلت معلقة منذ عام 2017. وتخشى المنظمة أن تكون ولاية بافاريا نموذجًا سلبيًا، وبالتالي ترى أن الحكم المتوقع صدوره من المحكمة الاتحادية الدستورية خلال بضعة أشهر، يمكن ان يكون “مؤشرا مؤثرا”.

وفي بيان أصدرته المنظمة بمناسبة المرافعات الجارية، اكدت ان التعديلات المذكورة اتاحت للمخابرات في بافاريا إمكانية القيام بمراقبات واسعة، حتى دون وجود خطر ملموس، تشمل اشخاصا غير متورطين، وهو امر غير مقبول وفق القانون الدستوري.

تنصت كبير

وتضمنت الشكوى الدستورية التي أعدها المحامي ماتياس بيكر من مدينة ماينز، ضد مواد في قانون عمل المخابرات، التي تتيح جميع بيانات الاتصالات، وما يسمى بالتنصت الكبير، والبحث عبر الإنترنت، ومراقبة اتصالات المصدر واستخدام الموظفين والمخبرين السريين. ووفقاً لما جاء في الشكوى، فإن هذه الإجراءات تتعارض بشكل غير مقبول مع العديد من الحقوق الأساسية، مثل ضمان كرامة الإنسان، والحق في تقرير مصير المعلومات، والحق الأساسي، المعروف أيضًا باسم “حق الكمبيوتر الأساسي”، لضمان سلامة وسرية أنظمة تكنولوجيا المعلومات، وسرية الاتصالات، وحرمة المنزل والحق بالحماية القانونية الفعالة.

ويرى بيكر، أن وصول الخدمة السرية إلى البيانات المحفوظة من قبل موظفي الخدمة العامة، ينتهك أيضًا القانون الفيدرالي، الذي يسمح فقط بنقل هذه البيانات إلى “سلطة منع المخاطر”، والمقصود جهاز الشرطة، الذي لا تعد جهازا سريا. وينص الدستور الألماني ـ على خلفية دورس تجربة النازية الألمانية ـ على ضرورة الفصل بين السلطتين، أي الشرطة وجهاز المخابرات.

 

دفاع وزير الداخلية

من جانبه، دافع وزير الداخلية البافاري يواكيم هيرمان من الحزب الاجتماعي المسيحي أمام المحكمة يوم الثلاثاء عن الصلاحيات الخاصة بالمخابرات.

وفي إشارة إلى سلسلة جرائم القتل التي نفذتها منظمة فاشية سرية، قال الوزير: اتفق الجميع في عام 2016 على ضرورة تحسين التبادل بين مكتب حماية الدستور والشرطة. وهذا الأمر لا ينحصر بالنازيين الجدد وحدهم، بل يشمل أيضًا المناهضين للفاشية.

وارتباطا بعدم إمكانية تقديم الشكاوى الدستورية إلا من قبل الأشخاص الذين تتعرض حقوقهم للخطر بشكل آني ومباشر، فإن المشتكين هم ثلاثة من أعضاء رابطة المناهضين للفاشية ، المدرجة في تقرير جهاز مخابرات ولاية بافاريا باعتبارها منظمة “يسارية متطرفة”.

وأحد مقدمي الشكوى هو الخبير في علم الإعلام كريم شامبرغر، الذي حرم من العمل في جامعة لودفيج ماكسيميليان في بافاريا، لأنه وصف نفسه بـ”الشيوعي”. وفي تصريح له لوسائل اعلام المانيا، أفاد شامبرغر يوم الثلاثاء بأن هذا “الحظر المهني” فشل بفضل التضامن الواسع الذي تلقاه في ذلك الوقت. واستمرت المراقبة، بسبب رفعه اعلاما لمنظمات كردية. وأضاف شامبرغر، الناشط الآن في حزب اليسار، والمهتم بالتضامن مع الشعبين الفلسطيني والكردي: ان “المخابرات الداخلية تشكل تهديدًا للديمقراطية، وعلينا الضغط عليها في الشارع وفي البرلمان، وامام القضاء”.

 

 

 

الصفحة التاسعة

 

أزمة الجوع المتفاقمة في أفغانستان تجبر أُما على التخلي عن أحد توأميها

مايا أوبنهايم

 

اضطرت أم أفغانية إلى وهب أحد توأميها حديثي الولادة، بسبب عدم توافر ما يكفي من الطعام لكلا الطفلين.

وقد حذرت منظمة “أنقذوا الأطفال” من أن أعداداً متزايدة من الأسر في أفغانستان، تجد مصاعب في تأمين ما يكفي من الغذاء للبقاء على قيد الحياة، مع انفلات أزمة الجوع الحادة عن عقالها، منذ أن استولت حركة “طالبان” على البلاد في منتصف آب الفائت.

بيبي* وهي امرأة تبلغ من العمر 40 عاماً، أنجبت في وقت سابق من هذه السنة توأمين، صبياً وفتاة، إلا أن عدم توافر ما يكفي من المال لشراء الغذاء وإطعام أطفالها الثمانية، اضطرها، أخيراً، إلى وهب أحد التوأمين.

وتقول في تبريرها لما قامت به: “جعبتنا خاوية، فكيف يمكنني أن أعتني بالطفلين. لقد عشت معاناة بسبب اضطراري إلى فصل أحدهما عن الآخر. وكان القرار عسيراً للغاية، أكثر مما يمكن تصوره، إذ إن من الصعوبة بمكان التخلي عن طفل بسبب الفقر”.

وقد منحت بيبي وزوجها محمد*، البالغ من العمر 45 عاماً، أحد توأميهما لزوجين لم ينجبا أطفالاً. وتوضح الأم أنها كانت تعتزم وهب صغيرها من دون أي مقابل مادي، لكن الأمر انتهى بمبادلة الطفل بمبلغ قليل من المال. وتقول في هذا الإطار: “لم أكن أتمكن من شراء الحليب أو الطعام أو الدواء. لكن بهذا المال يمكنني الآن تأمين طعام لمدة نصف سنة”، على حد تأكيدها.

منظمة “أنقذوا الأطفال” التي قدمت تفاصيل عن هذه القصة المأساوية، نبهت إلى أن ملايين الأشخاص قد دفع بهم “إلى حافة المجاعة” بسبب الجفاف الطويل الذي دمر المحاصيل الزراعية. وقد اضطرت بيبي وزوجها محمد وأطفالهما إلى ترك مزرعتهم قبل نحو سبعة أشهر بسبب موجة الجفاف.

وأوضح محمد، أنه وجد مصاعب جمة في العثور على عمل ليومين فقط كل أسبوع، مشيراً إلى أن دخله اليومي لا يكفي لتسديد نفقات يومين من حاجات أسرته. أما ابن الزوجين الذي يبلغ من العمر 12 عاماً، فقد اضطر إلى العمل في دفع عربات نقل حقائب الآخرين وممتلكاتهم، لتحقيق مزيد من الدخل ومساعدة الأسرة.

وأفادت المنظمة الخيرية الدولية بأن أكثر من 97 في المئة من المواطنين الأفغان من المتوقع أن يهبطوا إلى ما دون خط الفقر بحلول منتصف السنة المقبلة. وحذرت من أن أفغانستان “تشهد أسوأ أزمة غذائية على الإطلاق”، وقد تدفع بأعداد متزايدة من الناس إلى اتخاذ خيارات “يائسة من شأنها أن تغير حياتهم” لمجرد مواصلة العيش، في حين أصبحت القصص المثيرة للأسى كقصة بيبي ومحمد أكثر شيوعاً.

فاطمة* وهي أم لتوأمين، روت كيف حاولت عائلتها إجبارها على التخلي عن أحدهما بسبب سوء التغذية، ونتيجة معاناة الأسرة في سبيل الحصول على الطعام.

وقد أصيب توأماها آرا* وميلاد*، البالغان من العمر 18 شهراً، بالمرض والوهن، وتعاني آرا، من سوء تغذية حاد، في وقت تنخفض فيه درجات الحرارة بشدة في أفغانستان. وتقول والدتهما وهي أم عزباء، إنها لا تملك ما يكفي من المال لرعاية صغيريها وإطعامهما، لكنها تتمسك بهما ولا تنوي التخلي عن أي منهما.

وتضيف فاطمة وهي في الحادية والعشرين من العمر: “لقد أجهش ابني وابنتي بالبكاء طيلة، ليل أمس، لأنهما كانا جائعين. ولم يكن لدينا ما يسد الرمق في المنزل. لا طعام، ولا دقيق، ولا أي غذاء آخر. كما أن زوجي لا يرسل لنا المال، ويقول لي: ’دعيها تموت‘، في حين كان الجميع يقولون لي: ’سنشتريها منك‘. لكنني لم أتخل عنها. إن الأمل لدي كبير في أن يتماثل طفلاي للتحسن، وأن يكونا بصحة جيدة في المستقبل”.

كلام هذه الأم الأفغانية، يأتي بعدما تبين، أخيراً، أن أكثر من نصف السكان في البلاد يعانون من أزمة جوع حادة. وذكر تقرير صادر عن منظمة “أنقذوا الأطفال” أن نحو 23 مليون أفغاني سيكافحون للتمكن من الحصول على غذاء هذا الشتاء، منهم ما لا يقل عن 14 مليون طفل.

وتقول نورا حسانيان المديرة بالوكالة لمنظمة “أنقذوا الأطفال” في أفغانستان: “إنه لأمر مفجع تماماً أن يدفع الجوع ببعض العائلات الأفغانية إلى أن تقدم على مثل هذه الإجراءات اليائسة والقاسية، فقط من أجل البقاء على قيد الحياة وإطعام أطفالها الآخرين. يجب ألا يضطر أحد من الأهالي إلى اتخاذ القرار العصي على الاحتمال بالتخلي عن أحد أطفالهم”.

وتضيف: “إن ملايين الأطفال في أفغانستان الذين عاشوا حياتهم بكاملها حتى الآن في ظل الحرب، بات يدفع بهم الآن إلى حافة المجاعة”.

وتتخوف المنظمة من أن ملايين الأطفال يواجهون خطر الموت أو المرض بسبب عدم توافر ما يكفي لهم من الغذاء، داعية قادة العالم إلى “إقرار استثناءات عاجلة ضمن سياسات مكافحة الإرهاب والعقوبات المطبقة في الوقت الراهن، والسماح بالتسليم السريع وبلا انقطاع للمساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في أفغانستان”.

وكانت منظمة “الصليب الأحمر البريطاني” قد قرعت هي الأخرى جرس الإنذار الشهر الماضي، محذرة من أن سكان أفغانستان يواجهون أحد أكثر فصول الشتاء ضراوة في “الذاكرة الحية”، ما لم تصل المساعدات والأموال إلى البلاد في غضون أسابيع فقط. وقد تنخفض درجات الحرارة لتصل إلى 25 مئوية تحت الصفر في المناطق الجبلية الأفغانية.

تبقى الإشارة، أخيراً، إلى  أن الدراسات خلصت إلى أن النساء غالباً ما “يكن آخر من يتناول الطعام” في الدول التي تعاني من حروب أو من الجوع، وأن نحو 60 في المئة من 690 مليون شخص يتضورون جوعاً أو يعانون من انعدام الأمن الغذائي في مختلف أنحاء العالم، هم من النساء والفتيات.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* تم تغيير الأسماء لحماية هوية الأفراد الذين تناولهم هذا الموضوع

“اندبندنت عربية” – 13 كانون الأول 2021

 

 

«ثورة الطالبات»

 

مواجهة متحرش هي مواجهة لكل مفهوم السلطة والقوة، هي اثبات لضرورة أن يعي أصحاب الحق قوتهم، وقدرتهم على حمل قضيتهم بيدهم والدفاع عن حقوقهم، ورفض الظلم والقمع والابوية والطبقية.

وفي انتفاضة 17 تشرين، احتلت النساء الشارع، وصدحت أصواتهن ضد التحرش والاغتصاب والقمع والتهميش. طالبت النساء يومها بوطن خارج الابوية، رفعت شعارات ونظمت حلقات نقاش نسوية، وانتشر الخطاب النسوي، وشعر الناس بقدرتهم وقوتهم في القول لا.

وبعد عامين، وقفت طالبات ثاوية جورح صرّاف في منطقة أبي سمراء في طرابلس بلبنان بوجه استاذ متحرش، وادارة ذكورية غطت على ممارساته، في نموذج منتشر في مدارس وجامعات ومؤسسات، حيث يستخدم الرجال سلطتهم للتحرش والاستغلال الجنسي. ما حصل في طرابلس ليس مجرد عقاب للاستاذ المتحرش، هي خطوة عملية أولية في وجه نظام يعمل لاخضاع النساء وأجسادهن لسيطرته، هي بداية مشجعة لكل إمراة أجبرت على ممارسات لا تريدها، لكل فتاة تحتفظ بمعاناتها من جراء تحرش استاذها بها، لكل امراة امتنعت عن العمل بسبب مديرها، وكل النساء اللواتي ضربن وقتلن لانهن لم يخضعن للسلطة الابوية.

“نصدق الناجيات”.. كتبت على جداران ثانوية جورج صرّاف، ويوم دافع المدير عن سامر المولوي، راكم غضباً وحقداً عن الطالبات، انفجر بوجهه، فاقتحم الطلاب مكتبه مرددين شعار “ذكوري ذطوري”، ورافضين وقف تحركاتهم الى حين محاسبة المدير بدوره. أوقف الاخير عن العمل، وهذا ليس مجرد اجراء اداري، بل ترجمة لقوة الطالبات والطلاب حين رفعوا الصوت بعد سنوات من قمعهم لمصلحة السلطة الجائرة.

الإيمان، بتعريفه، يعني وضع حقيقتك، ثقتك وإيمانك في شيء ما، حتى في مواجهة دليل غير كافٍ أو عدم وجود دليل على الإطلاق. نصدق الناجيات لانه من الصعب البوح علناً بما تتعرض له النساء، وخاصة الشابات والفتيات، في ظل نظام يسأل النساء عما اقترفن ليتم التحرش بهن. لو لم تمتلك الطالبات اثباتا لرسائل نصية بعث بها الاستاذ لما تشجعن لفضحه. لولا “الاثبات” كان سيقال انها حملة ممنهجة، وقد يتم مقاضاة الطالبات بتهمة التشهير. نصدقهن لانهن يقفن في وجه وجه نظام متجذر يقوم بالقاء اللوم على الضحية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“النداء” اللبنانية – 13 كانون الأول 2021

 

 

 

«شابة مع الفاوانيا».. كيف رسّخ تشكيليون فرنسيون العنصرية ضد السود؟

هند مسعد

 

كانت باريس عاصمة للفنون التشكيلية والشعر والأدب منذ منتصف القرن الـ19 إلى حد بعيد. ضمت فرنسا العديد من المتاحف وعرضت آلاف اللوحات واستقر فيها مئات الكتاب والفنانين من جنسيات مختلفة. هذا هو الوجه الأكثر تصديرا للعالم وتسجيلا في كتب التاريخ.

على الجانب الآخر، كانت فرنسا مرتعا لأكثر الأوضاع عنصرية وإهانة للعرق الأسود بعد أن جلبت في حروبها الاستعمارية آلاف الضحايا عبيدا لخدمة ذوي النفوذ من الطبقات الأرستقراطية والبرجوازية الفرنسية.

كان التعامل مع العرق الأسود كأنهم خلقوا ليكونوا عبيدا للرجل الأبيض مترسخا في ثقافة الأوروبيين، حتى إن أكثر الفئات ادعاءً للثقافة والفنون كانوا يعتمدون على العبيد مادة فنية للوحاتهم التي ساعدت بدورها في ترسيخ تلك الثقافة أكثر فأكثر.

واحد من صفوة تلك الطبقة هو الرسام الفرنسي جان فريدريك بازيل (السادس من كانون الأول 1841- 28 تشرين الثاني 1870)، الذي اعتمد في العديد من أعماله على الطبيعة والرسم في الهواء الطلق وفق المذهب الانطباعي، لكن في الوقت نفسه كان لا يأنف من تمثيل أكثر الأوضاع بؤسا للعرق الأسود بوصفها مواضيع فنية.

انضم بازيل إلى ستوديو لتدريس الفن الأكاديمي حيث التقى عددا كبيرا من الرسامين الطليعيين، منهم مونيه ورينوار وسيسلي، الذين رأوا انجذاب الاتجاهات للفن الطليعي، وقد كان بازيل وعدد كبير من رفاقه الأكاديميين قد توجهوا نحو العمل في الطبيعة حتى ظهر ما يعرف بالمذهب الانطباعي في الرسم.

ومع ذلك انقطع إنتاج بازيل عندما قُتل عام 1870 أثناء الحرب الفرنسية البروسية، تاركا وراءه عددا قليلا من اللوحات المهمة التي لا يزال يُستدل بها حتى اليوم على الأوضاع التي قاسى منها ذوو البشرة السوداء في البلاد التي تطلق على نفسها “عاصمة النور”.

 

شابة مع الفاوانيا

رسم بازيل في أواخر ربيع عام 1870، قبل أشهر قليلة من اندلاع الحرب الفرنسية البروسية التي قُتل فيها، واحدة من اللوحات الأيقونية التي تعد حتى اليوم نموذجا على الوضع الاجتماعي الذي كان يعيش فيه ذوو البشرة السوداء. شابة مع الفاوانيا، أو امرأة سمراء مع الفاوانيا، لشابة سمراء تنسق الزهور وهي تنظر نحو الرسام بحزن. ترتدي غطاء رأس وتنسق الزهور مختلفة الألوان أمام جدار رمادي.

شأن بازيل في ذلك شأن عدد آخر من الرسامين. فقد رسم رائد المدرسة الانطباعية كلود مونيه لوحة شبيهة يُظهر فيها خادما أسود يحضر باقة من زهور الفاوانيا إلى عاهرة مستلقية على السرير.

بازيل أيضا رسم نسخة أخرى للمرأة نفسها تدير وجهها عن الرسام لتتابع تنسيق الزهور. وهي موجودة حاليا في مجموعة المعرض الوطني الفرنسي للفنون.

يصور العمل امرأة سوداء تمسك بيد واحدة حفنة من الفاوانيا في سلة، في حين تمد يدها الأخرى ببعض زهور الفاونيا نحو الرسام أو المشتري.

 

الاستعباد جزء طبيعي من الحياة اليومية

تعتبر لوحة بازيل في سياقها ووقتها (عام 1870) موضوعا ذا رمزية شديدة. آنذاك، كانت فكرة أن امرأة سوداء أو رجلا أسود يعمل خادما أو في وظائف كان المجتمع البرجوازي الفرنسي يعتبرها وضيعة، مسألة عادية مترسخة في جوانب من الحياة المجتمع الأوروبي وليس الفرنسي فقط، على الرغم من أن اللوحة رُسمت في الفترة التي أعقبت الإلغاء الفرنسي النهائي للعبودية الإقليمية في عام 1848.

على هذا النحو، فإن الموضوع يتبع المدرسة الواقعية، على الرغم من أبعاده السياسية التي كانت تعتمد مواضيع وتفاصيل يومية حقيقية بعيدا عن الأعمال التوراتية أو الأسطورية التي سيطرت في العصور الوسطى.

النموذج الذي يستخدمه بازيل في هذه اللوحة، وهو الشابة السوداء، من المفترض إذن أنها ليست أَمة أو جارية بل امرأة حرة. فلماذا تظهر عكس ذلك؟

ترى المؤرخة الفنية جوليا حنا أن بازيل على عكس مونيه لم يضع ذوي البشرة السوداء في لوحاته بوصفهم خدما للعاهرات شديدات البياض بشكل يجعلهم مهمشين للغاية. هو عوضا عن ذلك يعطيها هنا مساحة لتفصح عن هويتها وتنظر نحو الرسّام/ المشاهد/ المشتري، في الوقت الذي لا تزال فيه ثيمة العبودية مسيطرة على اللوحة.

ففي الوقت الذي كانت فيه العبودية قد ألغيت بموجب قانون رسمي في فرنسا، كان الكثير من ذوي البشرة السوداء يعامَلون كأنهم غير موجودين. مونيه ومانيا وبازيل وغيرهم استمروا في تصوير ذوي البشرة السوداء كأنهم عبيد، فحتى لو حصلوا على حريتهم الشخصية فإنهم يظلون في أدنى درجات السلم الاجتماعي بسبب لون بشرتهم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“الجزيرة نت” – 12 كانون الأول 2021

********************************

 

الصفحة العاشرة

 

“شذرات” كامل الركابي .. قصائد متمردة سريعة البوح

 

طالب عبد الأمير

 

منذ فترة والشاعر العراقي كامل الركابي منصرف الى كتابة القصيدة القصيرة المختزلة، ذات النبرة السريعة التي تستمد صيرورتها من إيقاع الحياة اليومية ونبض الواقع والاحداث المتلاحقة التي يحاول الشاعر الإمساك بها للتعبير عنها بأدوات فنية تتلائم وطبيعتها.

هذه القصائد التي دأب الشاعر على نشرها بشكل متواصل، إختار بعضاً منها في كتاب صدر له مؤخرا عن دار الرواد المزدهرة في بغداد بعنوان “شذرات”. والشذرات هنا يُقصد بها القصائد القصيرة المختزلة ذات الإيقاع السريع :

حقل حبك / جمر / مزروع برماد

وروحي سنبل/ مايبس / بعد الحصاد!

 

او هذه القصيدة:

 

انت مثل الفطر / نابت بالطبيعه

كل خريف / إيذّكر الناس / بْربيعه !

 

وهذه تجيئ خلافا الى ما اتسمت به قصائد مجموعته السابقة التي اصدرها في العام 2008 بعنوان “فوانيس” والتي تتسم بنبرة ذات إيقاع هادئ، واسترسال سلس، يمر بها على المساحات المظلمة ليضيء عتمتها. فالشذرات  كما قرأتها تشي بنضج التجربة التي بدأها الركابي منذ منتصف سبعينات القرن الماضي بأصدار مجموعته الشعرية الأولى “الکمرة وسواليف النهر” في العام 1975.

لکن قصائده ورغم اختلاف أنماطها ثمة خيط رفيع يغزل نسيجها. وهذا الخيط يكمن في استخدامه أدوات الحكاية في الشعر. فمعظم قصائده يتحدث فيها عن موضوع معين بصورة السرد المكثف جداً. وربما اذهب بالوصف الى ابعد من ذلك لأقول أن قصيدة كامل الركابي تشبه في بعض جوانبها القصة القصيرة جداً. وهذا ربما يفسر ما ذکره لنا الشاعر نفسه عن محاولاته، سابقا، في كتابة القصة، لكنه عزف عنها بسبب عدم تمكنه من التحكم بادواتها الفنية، غير أن جوهر القصة القصيرة و شكلها وبنائها الدرامي ظل حاضراً في القصائد.

 

الشاعر يتفنن خلال مرحلة تكوين قصيدته في مد معاني كلماتها بشحنة من الدلالات التي تأتي بأيقاع هارموني تلقائي. بمعنى انه بعد أن يلتقط الفكرة ويزرعها في جسد الكلمات، ثم يترك القصيدة تسير بانسيابية تلقائية. بل واحيانا تتمرد القصيدة على شاعرها. فهو يقول:

 

چنت أخاف/ أكتب قصيده / وهسه/ هيّ اليوم / تكتبني/ وتخلّيني / بالف صفنه / وتروح

چنت أفكّر / بالمعاني / الكلمات / وهيّ ما همها / بسطر واحد  تبوح

المختبي / المخزون / من صرخة الروح!

 

 كامل الركابي الشاعر الذي نهل الشعر من منابعه وأخذ من تجارب شعراء سطعت نجومهم في سماء شعر العامية العراقي، وفي مقدمتهم الكبير مظفر النواب، وضع لنفسه “لكنْةً” خاصة به تفرد في تغريدها. فقارئ القصيدة يتخيل كيف يلقيها الشاعر بصوته بطريقة تلامس الإحساس بما تريد البوح به، بعفوية وبساطة. 

اذن هو أنه يأتي بالفكرة ويصيغها في كلمات، ثم يترك لها اختيار الطريقة التي تظهر بها. لذا تجدها أحيانا تأتي بوزن وقافية وفي أحايين أخرى مفتوحة غير مؤطرة، أو حتى تجئ على شكل نص نثري طويل.

 

صيرورة القصيده هنا لا تظهر منتوج صياغتها، بمعنى آخر أنها لاتصاغ بل تأتي تلقائية.

وبخلاف عديد من شعراء العامية العراقيين الذين يستخدمون المفردات العميقة، لبيئة الجنوب،  وبما يعرف بالحسجة، فأن لغة قصيدة كامل الركابي اقرب الى لغة الصحافة، التي يعتبرها البعض لغة وسطية بين الفصحى واللهجة الشعبية، اليومية الدارجة في المدينة. والسبب في ذلك، كما يؤكد لنا الشاعر الركابي، أنه لم يعش أجواء الريف، كما انه غادر بيئته الى بلدان أخرى، بوقت مبكر، حيث تجربته الشعرية لم تنضج او تتحدد ملامحها بعد. كما وجد لزاماً عليه أن يتماشى مع لهجات ومفردات عربية أخرى، حين اضطرته ظروف بلاده السياسية، كما هو حال الكثيرين من مثله من الأدباء والفنانين الذين قارعوا النظام الدكتاتوري ولجئوا الى بلدان المنفى والعيش والتغرب فيها سنوات طوال بعيداً عن جحيم السلطة التي حاربتهم بكافة الأساليب القمعية..

 

**************

 

 

فضاء شعبي.. عبارات رمزية في الفكر الشعبي العراقي

 

 

 

داود سلمان الشويلي

 

حمل اللسان المتداول لأي مجتمع، أوشعب، أوقومية، أو عرق، أو ديانه، الكثير من العبارات الرمزية التي، ربما، لم ينتبه الناس لما ترمز له من كثر تداولها على الألسنة منذ القدم، هذه العبارات تشرح، وتبيّن، حالة ما بصورة رمزية، غير حقيقية، ولا واقعية، وتتصف بالعمق الفلسفي، وببساطة الانشاء، وسهولة اللغة، أو اللهجة، أو ما تسمى باللسان، وهي متداولة على الألسن وكأنها قرآن منزل، تحول الصورة الحسية الى صورة رمزية عناصرها الكلمات، وتروى بإيمان مفروغ منه على انها قد حدثت واقعا، وهذا ديدن التفكير العامي بأي شيء يصدق فيه منذ بدء الخلق، حتى أيامنا هذه بعد انتشار التعليم، وتطور المواصلان وأجهزة الاتصال، والتقدم التقني والعلمي. هذه العبارت هي:

- قبض وبسط الكف في الولادة والوفاة

يذكر التفكير العامي، وعلى لسان عامة أبناء المجتمع العراقي، ان المولود في لحظة ولادته يسقط بكفوف مضمومة، ويرى في ذلك أنه سيقبض على الدنيا ويتمسك بها، أشد من بخلاء الجاحظ. أما عندما يموت، وفي أي سن، فان كفيه تكونان مبسوطتين، عكس ما كانت عند الولادة، وقد خرج من الدنيا خالي الوفاض، لا يملك أي شيء، وترك كل ما تعب في جمعه، والمحافظة عليه خلفه. وهذه هي المفارقة الكبرى بين الولادة والموت.

هذه العبارة تعني ان الناس قاطبة، من أول الخلق الى الآن، قد خرجوا بمثل هذه النتيجة من حياتهم. انهم تركوا كل شيء قد حافظوا على جمعه خلفهم ولم يفيدهم شيئا. وهناك أمثال شعبية تردد في مثل هذه الحالة، منها: ((الكفن بلايه جيوب))، وينشدون قول الشاعر كعب بن زهير:

كل ابن انثى وان طالت سلامته      يوما على آلة حدباء محمول

- ابتسام وتعبيس الرضيع

لا نعلم ان كان الطفل الرضيع يحلم أثناء نومه أم لا، ولكن هناك عبارة متداولة بين العامة منذ القدم تؤكد انه يحلم، ويحلم حلما واحدا بأمه وأبيه فقط.

فعندما يكون الرضيع نائما ويبتسم يقول الناس عن ذلك: ان الشيطان قد أخبره ان أمه قد ماتت، فيرسم الرضيع على وجهه ابتسامة عريضة لهذا الخبر لأنه قد انتهى من رضع ثدي أمه للتو. وعندما يعبّس “يبرطم” وجهه “أو يبكي” يقولون ان الشيطان قد أخبره ان أبيه قد مات، ولأنه بعيد عنه “يعبّس” كالذي يبكي.

ان استخدام الشيطان في هذه الحكاية لكونه من الشخصيات الشريرة في الفكر الجمعي الشعبي، والخبر الذي ينقله للرضيع كان بدافع الشر.

أرى ان هذه العبارة قد وضعتها النساء لتمجيد مكانتهن في حياة الرضيع، وابعاد الرجل/الأب من تلك الحياة.

 

***********

 

 

العار

 

 

 

علي الجبر

 

 

هذا العار وهاي الذكرى

وهذا الذل وهاي الحفره

( ما خلّت للحاكم عبره )

ما فكَر فد يوم تدور

دنياه واوهامه تبور

وتصفه گشور وينحط

گدره

وكل شي يروح

المال يروح العز يروح

الجاه يروح

وريحة دم مهدور تفوح

ومذبوح يذكّر مذبوح

وام تنوح

وتاريخ اسود يلعن

حبره

ما حسّب للعيب حساب

ما سد عالاطماع الباب

ما گلّب فد يوم كتاب

وراجع نفسه وغيّر

فكره

ما هزّه صراخ الموجوع

ما جاع ، وكل احنه نجوع

ما نزلت من عينه دموع

ما كسرت گلبه المنكسره

ما شاف الناس من تموت

ما أثّر بيه التابوت

ما يدري يطيح الطاغوت

وبيد الدود يسلّم امره

والآفات تفلّش گبره

اظلم ويظل اظلم گبره

ما راجع نفسه وحاسبها

ما لام بروحها وعاتبها

ما خاف الله يهدّم

قصره

ويفضح سرّه وياخذ

عمره

ما خاف من الناس

الفقره

تطلع عالظالم وتنحره

ما شاف بعينه الحكّام

شلون تنام

اصنام تكسّر اصنام

والطاغي يجر روحه

بحسره

والمحروم يخوط بجدره

ما يدري الجمهور الصفّگ

للباطل صفّگ مو للحگ

وباچر ، باچر من ينشال

ينكره

ما يدري الوادم ما تنسه

الجور ورجليها ترفسه

وكل واحد يتعلّم درسه

وشما يبعد لازم يرسه

مركبها وتنزل منتصره

وتدوس على الهم

وتعبره

ما يدري الناس من تثور

ما تخمد نار التنّور

ويحرگ جمره

ما يدري الدنيا من تدور

كل شي يدور

يترس ويصب الناعور

وتتنفّس بالغيم الصحره

وتطلع خضره

ما يعرف بالناس الحرّه

تضوي بدمها شموع

الثوره ؟

 

*************

 

 

مـسـافر

 

 

جواد الدراجي

 

أمشي وطريق العمر

حرّم خطاوي الأمل

ألاّ بحلم كافر

مسافر وأشوف الأمس

وجهه اعله وجهي طبگ

وياي ومسافر

فزّز صوّر رحلتي

زتّوني مثل السرب

حد عتبة الحاضر

طفل الأمس ذاك أنا

بعيونه أثر للفرح

فوگ الرمش عابر

بس مو طويل الأثر

واضح گصر عشرته

چم خطوه ومهاجر

يمكن وجع فرهده

والقدر يم دمعتي

كاس الضحك كاسر

وداسوك .. ها .. ياعمر

خمسينك أتفرهدن

وليا غنّه تناطر

خامس تعب لافته

ما حملت بحس فرح

سكّت گلب عاجر

ضاع الرجه ولا رجع 

وأحنه أوي ليل الدمع

ساعاتنه نكاسر

نظفر سواجي الوهم

نترس حضنهن حلم

ونبلل الخاطر

وأشكيلك من اليجي

من باچر و باچر

 باچر تجينه الشمس

وبلا گصيبه النهر

ويفل سواجينه

تنّور زند الصبح

يعصر سنين النده

ورماد ينطينه

يسولف علينه العطش

صيف وظهر بي وكح

يفخر وجه طينه

وذيچ أعله شفة الجرح

أسمعها ما تنمسح

غنوه لسچاچينه

باقي أثر شوغه بحلم

يرجف وأذا ما رجف

ترگص سوادينه

يلتفت بلكت وطن

 يشمر بهذا الدرب

فيّ ...يعتنق دينه

چا ضحك ياس الرجه

وشال البخور وشبگ

شمعه وصوانينه

چا ظل وحيد الحزن

بين العطش والندى

وصفنت درابينه

بس يا حسافه القدر

للرحله خط لافته

وشرّها بعناوينه

وصّفت تالي الدرب

 كل التذاكر حطب

 تندل .. دواوينه

 

**************

 

 

بچينه شگد بچينه عليك  يا عريان

 

 

هيفا العامري

 

 

بچينه شگد بچينه عليك

يا عريان

يل عفت الوطن يبچي وفرش أرضه

السواد وشح

الحيطان

تشيل من الصور ذكرى

وقصايد بيها كومه

احزان

ياعريان

ياشتلة ورد ومحمله

الأغصان

ذبلت من اجاك الموت

ونداها من الدمع

غرگان

وأختلطت دموع

الناس

 وتمولح نظرها ورافگت

عميان

ياعريان

ياجيل النضال وهبة

الثوار ومكاون الدنيه ونگًرة

السلمان

تشهدلك ليالي السود

البيها مزنزنة

الشبان

ياعريان

غالي انت وتضل غالي

ودمك يمشي

بالشريان

انت وكل دواوينك محبة

وشوگ وخالد تبقى

بالوجدان

ماننساك صدگ لأخر الأنفاس

تبقى انت العزيز وياأعز

أنسان

ياعريان

 

 

************

 

عاش الحزب .. عاش

 

 

الى الخالد الكبير الحزب الشيوعي العراقي بمناسبة نجاح اعمال مؤتمره الحادي عشر

 

 

حسين جهيد الحافظ

 

رايه حمره

منجل او چاكوچ بیهه

او بيهه مرسوم الشعب

شجرة محنه

أغصانهه اتگطر وفه

او شوگ فيهه

اتگول جنه

همس كل برعم شعر

او عطرهه كل ورقه حنه

خضرت بالحب حديقه

بيهه برعم كل رفيق

او ورده صارت كل رفيقه

مزهرية عشگ

احلام الرفاق

چوبي او هيوه او عتابه

اتغني لعيون العراق

الچاكوچ قرطاس او قلم بيهه

او بيهه المنجل قصيده

امطرزه بالحب جديده

احروفهه ابكل انسجام

تهتف الحب انتظام

لا تخاذل ٠٠٠٠ للأمام

من فهد هيبه او مهابه

او صبر شالت من سلام

انموت وليحيا الحزب

بالنضال انخط دربنه

او ما نغير هالدرب

بالدرب كل خطوه عيد

او صارت القاعه نشيد

ايبشر ابعالم جديد

( وطن حر ٠٠و ٠٠ شعب سعيد )

او صارت الأيام

طيبه او انتعاش

عاش الحزب٠٠ عاش

عاش الحزب ٠٠ عاش

 

*************

 

الصفحة الحادية عشر

 

مجلة «السينمائي»

 

على الرغم من غياب السينما العراقية، ودور السينما؛ تواصل مجلة “السينمائي” مسيرتها في تقديم ثقافة سينمائية جادة وراقية. هذه المجلة الانيقة طباعة واخراجاً وتحريراً، تصدر عن طريق نخبة من الصحفيين والسينمائيين العراقيين. امتياز المجلة للفنان السينمائي سعد نعمة ويرأس تحرير المجلة الزميل عبد العليم البناء. “السينمائي” يغيب عنها دعم وزارة الثقافة وبخاصة دائرة السينما والمسرح، فيما تعد الثقافة السينمائية موازية لصناعة السينما التي يفترض حضورها في حياتنا الثقافية. من ابرز موضوعات الاعداد التي وصلتنا: (فيلم كلكامش العظيم)/ د. صالح الصحن. (جان لوك غودار/ قراءة في ثلاثة أفلام جدلية)/ د. فارس الشاروط. (المعادل الموضوعي في الملصق السينمائي) د. معتز عناد غزوان. (رجل الخشب/ لاجئ عراقي يحلم بالعودة) عدنان حسين، (لعبة الأضواء الملونة في الصالة المظلمة)/ رضا المحمداوي. الى جانب الحوارات ومتابعة السينما العربية والعالمية وملف العدد.

*********

 

من وحي تشرين..

عبد السادة البصري

 

 

1

 

ولأنّهُ ..

كان يبحثُ عن وطن

فرشَ قلبَهُ سجّادةً

ليصلِّ عليها الباحثون مثله

ونثرَ دمَهُ غيمةً

لتُظللهم ..

وجعلَ من صدرهِ وظهرِهِ

درعاً ليقيهم الرصاص

حلّقَ والعصافير

على الجسرِ ..

في الساحاتِ ..

فصار أيقونة محبّةٍ وحياة !!

 

2

 

على الجسرِ ..

كان ابنُ ( ثنوةَ ) ورفاقُهُ الشهداءُ

يجمعونَ بقايا القنابل المسيّلة للدموع

في أجسادهم

وما تناثر منها في الساحة

ليرفعوها ( عريضة ) شكوى

إلى الله

على مَنْ أطلقها عليهم

مدّعياً التقرّبَ منه زلفى

حين وقفوا ينشدون

حريّة الوطن !!

 

3

 

على الجسرِ ...

حين فتح الفتى ذراعيه

لاستقبال رصاصة قنّاصٍ غادر

لم يكن يبصرُ أيَّ شيءٍ

سوى :ــ

خارطة الوطن !!

رفع العلم عالياً

وهوى .. يطرّزها على الأرض

بدمه !!

 

4

 

على الجسرِ ...

حين حلّقت النوارسُ

العصافيرُ

الفواختُ

القبّراتُ

البلابلُ

اليمامُ

الزواجلُ

الكناريُّ

طيور الحُبِّ

لتهفهف بأجنحتها على

رؤوس الشباب

وتعلنَ احتجاجها على الفساد

اختنقت بدخان القنابل المسيّلةِ للدموع !!

 

5

 

على الجسرِ ...

وقفَ الفتى فارداً ذراعيهِ

وناشراً قميصَهُ للريحِ

تاركاً قلبَهُ يعزفُ :ــ

موطني ..موطني ..

هل أراك .. هل أراك ..

سالماً منعّماً ، وغانماً مكرّما !!

************

 

قصة قصيرة.. الزاوية والفرجال

عباس عبد جاسم*

 

لم أهادنهم , إقتحمتُ بوّابة القاعة، ورأسي بيدي كرة فولاذية، أبصرتهم يتحلّقون حول مائدة مستطيلة، يتقدّمهم رجل بوزه كبوز الكلب، على يساره رجال أولهم نظر إليّ بعيني عقاب جارح، وعلى يمينه رجال آخرهم كان إظفر سبابته يشبه مخلب النمر، صرختُ بهم ملء صوتي:

- قتلة ... !!

حدّقوا نحوي بلا مبالاة، كأنهم لم يسمعونني، أحدثتُ دربكة بينهم، تدحرجتْ قهقهاتهم الداعرة على سطح المائدة، لعلهم لم يشعروا بي، عَبرَ صوتي من فوق رؤوسهم، إرتطم بالجدران، إرتدَّ بقوة، حتى عَلِق بين الزاوية والفرجال، قلت لهم:

- في محفل الزُهرة، لاأحد منكم يستحي 

لم ينتبهوا، كانوا سادرين في ثرثرتهم، طوّحت بالكرة عالياً، لكنهم لم يتحرّكوا، خبط سيدهم مقدّمة المائدة، كان الهواء محاصراً بقبضته، سقط من فم أحدهم عود ثقاب، أبصرت الفتنة عاهرة ترقص في محفل الزُهرة، هصر أحدهم زهرة الأوركيد أو خصيتي الثعلب بين أصابعه، بدا لي وكأنه يعبث  بذكورته، غرس آخرهم مخلب النمر في سرّة التفاحة، إنفلقت الى نصفين، خرجت منها امرأة محتشمة , بصقتْ في وجه الكلب، سقطت ذراع أحدهم تحت المائدة، حدّقتُ في عيني سيدهم، كان الدخان أو الغبار يتنافذ من محفل الزُهرة، وقد حجب عني شعار “العَظْمْة والجمجمة” الملصق على الجدار أعلى رأسه، ضحك أحدهم بفم أدرد، أيقنت أنني لم أُقبّل فم الزُهرة، حتى أتطوّح بينهم، لكنني كنت أُطوّح برأسي، أجهزتُ ثانية على سيدهم، إنتابته نوبة من الضحك، حتى تقيأ مافي جوفه، قلت له: 

- أنت رجل قميء، والموت في تقاليدنا له طقوس مهيبة

إنفعل بغضب، كوّر الهواء  بقبضته، ضرب بها حافة المائدة، إهتزّتْ الكؤوس وتداعت الجدران، تقدّمتُ نحوه، سحقتُ قبضته  بحذائي الأسود الثقيل، خلتُ الهواء يتحرّر من قبضته، ولكنه سحب زجاجة خمرة في غفلة  مني، ملأ كأسه بدم النبيذ , دفع بالزجاجة الى أقصى المائدة، تلقفها الرجل الذي غرس مخلب النمر في سرّة التفاحة، ملأ كأسه بنبيذ الدم , دفع بها نحو رجل آخر كان بين يديه كتاب على غلافه زاوية وفرجال، عندها إحتشد السواد كلّه في رأسي، رميت برأسي وما رميت، تدحرج رأسي من أقصى نهاية المائدة، وقبل أن يصل مقدّمة الرجل الذي إستطال بوزه كبوز الكلب، تناثرت شظايا الكؤوس، ولكنهم لم يرتبكوا، كأن رأسي لم يخبطهم، ساورني شك: هل خانني رأسي؟!  نهض سيدهم، مدّ ذراعه الطويلة، سحب قرص الشمس من شرفة النافذة، ثم حجبها في خزانته الحائطية، هبط ظلام دامس في الخارج، تمركز رأسي وسط المائدة، أشاحوا بوجوههم صوب بعضهم البعض، رأيتهم يتشاورون، كأن رأسي لاوجود له بينهم، أيقنت ان المؤامرة في محفل الزُهرة خطرة، إذاً سأُطيح بالكرسي الذي يسند مؤخرة سيدهم، شرعتُ بغلق النوافذ وسدّ الأبواب بقوة وإحكام حتى لايفلت أحد منهم، سأقطع تيار الضوء، وقبل ان أُطمس مايؤثث وجودهم بالظلام، سأُطيح بخزانة سيدهم حتى أحرّر قرص الشمس من المحبوس، وسألتقف كتاب “ الزاوية والفرجال “ بحركة خاطفة، سأستل مخلب النمر من سبابة الرجل الجارحة، سأُذرّ الرماد الطالع من السواد في عينيّ العقاب.

ولكنني فكرت أن أُرجىء الإطاحة بكرسي سيدهم الى حين، لهذا تركت النوافذ والأبواب مفتوحة على الظلام، قطعت تيار الضوء بدافع التلاعب بأعصابهم، سقطت القاعة في السواد , أبصرت عيونهم لاصفة لامعة عبر سدف الظلام , طوّحتُ بالكرة بحركة دائرية، ثم خبطتهم بها بكل ماأُوتيت من قوة، حتى تنامى إليَّ هشيم الأشياء وهي تتناثر من حولي، كنت أصغي إليها، وهي تتصادم بقوة عنيفة، فقد نطّت الى السقف، ثم إرتدّت باتجاهات متعاكسة بين المائدة والسقف والجدران، بدلالة : الصور المؤطّرة التي تحطّمت على أرضية القاعة/ الأوراق والملفات التي تطايرت في كل مكان/ الكؤوس والزجاجات التي تهشّمت على سطح المائدة، لم أر ذلك، إنما كنت أسمع الأشياء: تنسحق، تتشـــظى، تتناثر، دفعتني رغبة قوية لأن أعرف ما أحدثته الكرة الفولاذية من فوضى مدمِّرة لهم، أعدتُ تيار الضوء، إستغربت حقاً!!

أبصرتهم يخرجون من القاعة من بين الزاوية والفرجال، وقد إستبدّت بي لحظات من الدهشة والشك والإرتياب.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*قاص وناقد ورئيس تحرير جريدة “الاديب الثقافية”.

***********

قصيدة النثر: التأصيل والإيقاع الزائغ

 

 

ريسان الخزعلي

 

 

(1)

 

الشعر يتغيّر كما تتغير الحياة، يتغير بفعل التحولات : الفكرية، الفلسفية، السياسية، الاقتصادية، العلمية، الاجتماعية..الخ ويأخذ اشكاله ومضامينه تبعاً لهذه التحولات ومديات تأثيرها في وعي الشاعر ومدركاته الحسيّة، وكذلك في لاوعيه وباطنيته، فالشاعر فرد من مجتمع وليس فرداً في مجتمع. وقصيدة النثر في الشعرية العراقية والعربية عموماً جاءت بعد الهزّة النوعية التي أحدثها الرواد : السياب، البياتي، نازك الملائكة، بلند الحيدري،  في شكل القصيدة ذات الشطرين الافقيين، أي القصيدة الافقية، وهي التسمية الأدق من التسمية المعتادة – القصيدة العمودية. وقد أُطلق على هذه الهزّة ثورة الشعر العربي الحديث نظراً لجدّة وحداثة الشكل والمضمون اللذَين جاءت بهما على الرغم من المحافظة على الوحدات (الخليلية) ذاتها ولكن بتنويع ايقاعي مغاير عددياً، اضافة الى التنويع في التقفية: التقفية الخارجية والداخلية، وغيرها من الجماليات. لقد جاء التحوّل متأصلاً وذاهباً الى التأصيل، ومع ذلك واجه التردد في القبول والتلقي..، (والكلام هنا يحتاج الى الكثير من الاستطراد).

 

(2)

 

قصيدة النثر - كشكل لاحق في الشعرية العراقية والعربية - جاءت بفعل من خارج التأصيل، جاءت بفعل تحولات شعرية أوربية، الفرنسية تحديداً، بعد أن كشفت (سوزان برنار) بتنظيراتها اللامعة عن اسلوبية وجماليات هذه القصيدة، وقد لفتت الانتباه اليها كثيراً، وتلقف تنظيراتها الكثير من الشعراء وبخاصة جماعة مجلة شعر اللبنانية.

نعم، قصيدة النثر، وبعيداً عن التفصيل والاشارة الى جذور النثرية العربية لاسيما في شقّها الصوفي، تحقق الآن حضوراً عالياً بنماذجها النوعية المتقدمة وشعرائها المثقفين رغم كثرة مَن يستسهل كتابتها بمناخ انشائي.

 

(3)

 

إنَّ أهم ما تواجهه قصيدة النثر في التلقي، هو غياب الايقاع متناوب التكرار -  الايقاع الموسيقي، باعتبارأن َّ الشعر يقوم اساساً على تنغيم موسيقي يُشاغل حاسة السمع وعمق الانصات. لقد إجترح منظّروها بدائل اخرى للإيقاع الموسيقي : التوازي، الفراغات، التكرار، الصورة. ومع ذلك ظلَّ  الإيقاع في قصيدة النثر مفهوماً  زائغاً، مما جعلها في تضاد مع قصيدة الشعر. الّا أن المهم فيها هو مراودة كمية الشعر المكتنزة في النثر وتطويعها في نصوص مركّزة وأُخرى مفتوحة. إنها في المركز الشعري حين يتحقق ثبات الموهبة والثقافة والتجربة والعقل الشعري.

*********

احتفاء بتجربتيه الأدبية والنضالية.. يوسف أبو الفوز: من السماوة إلى النجف فبغداد

السماوة - بغداد - طريق الشعب

 

احتفى البيت الثقافي في مدينة السماوة، أخيرا، بالكاتب المغترب يوسف أبو الفوز، وذلك في جلسة حوارية حول تجربته الأدبية وإصداراته وذكرياته عن مدينته السماوة. وكان أبو الفوز قد هجر مدينته مرغما، بسبب مضايقات النظام الدكتاتوري المباد للقوى الوطنية ورجال الفكر والثقافة. أقيمت الندوة في “البيت الثقافي”.

واشار مراسل “طريق الشعب” عبدالحسين السماوي الى ان “الكاتب والشاعر عامر موسى الشيخ، أدار الجلسة واستعرض السيرة الذاتية وتجاربه السياسية والنضالية لأبي الفوز وتجربته في حركة الأنصار الشيوعيين”.

وتحدث أبو الفوز عن تجربتيه الأدبية والسياسية، معرجا على ظروف تنقله بين المنافي وتأثير ذلك على مشاريعه في الكتابة، إلى جانب مواقفه العلنية الرافضة لسياسات التعسف التي يتعرض لها العراقيون في ظل مختلف الأنظمة الحاكمة.

وأضاف ان روايته صادرة عن “دار المدى”، فيما صدرت له في القاهرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، رواية “جريمة لم تكتبها أجاثا كريستي”.

الروايتان ركزتا على هموم بلده. فالأولى تتحدث عن (مدينة السماوة)، ضمن فترات تاريخية محددة. بينما تتناول الثانية موجة الهجرة الأخيرة التي شهدها العراق إثر أحداث داعش، إلى جانب الأزمات التي تعرض لها الشبان العراقيون المهاجرون إلى بلدان أوربا، سيما فنلندا محل إقامته.

وقال أن روايتيه تلقيان الضوء على تطلعات العراقيين إلى حياة جديدة حرة كريمة.

وشهدت الجلسة حوارا بين المحتفى به والحاضرين، وكانت لمدير البيت الثقافي ياسين محمد، مداخلة أشار فيها إلى أن هذا الاحتفاء يأتي تكريما لمسيرة أبو الفوز الإبداعية، بوصفه واحدا من أبناء السماوة، وقدم الكثير لمدينته وأرّخ لها عبر كتاباته.

كما ضيّفت اللجنة الفكرية التابعة إلى فرع اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي في النجف، الكاتب أبو الفوز في جلسة حوارية عن “الشباب والثقافة والهجرة”.

وضيّفت رابطة الأنصار الشيوعيين في بغداد، أبو الفوز في جلسة حوارية مفتوحة حول “الثقافة الانصارية في فترة الكفاح المسلح”.

وتطرق أبو الفوز إلى الظروف الصعبة والتحديات التي واجهت الأنصار الشيوعيين في جبال كردستان، مشيرا إلى أنه في تلك الفترة لم تكن تتوفر أبسط المستلزمات التي تمكن النصير المبدع من التعبير عن إبداعه.

وأضاف أن الحركة الأنصارية - وهو أحد المشاركين فيها – ضمت في صفوفها كفاءات وطاقات مبدعة في مجالات الثقافة والفنون والآداب، مبينا أن الانصار كانوا يقيمون معارض رسم ويخرجون مسرحيات ويقيمون ندوات شعر، فيما يعد الأنصار الإعلاميون صباح كل يوم، نشرات أخبارية عن أبرز أحداث العراق والمنطقة والعالم.

 

************

 

الصفحة الثانية عشر

 

إصدار

 

العدد 148 من “الشرارة”

 

عن اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة النجف، صدر أخيرا العدد (148) تشرين الثاني 2021 من مجلة “الشرارة”.

ضم العدد مقالات وأخبارا وتقارير سياسية واقتصادية وثقافية وصحية ومنوعة، فضلا عن ملحق “مرحبا يا أصدقاء” الموجه للأطفال.

من عناوين العدد: “علاقة الفكر الاشتراكي بمفهوم الثورة في بلدان الأطراف”، “بواكير الفكر اليساري (الماركسي) في النجف”، “الكشوفات المعرفية والفلسفية في القصيدة الحديثة”، “الجديد في علاج السرطان”، “نجوم رياضية من الديوانية” و”محنة المبدع الحقيقي”.

 

 

*************

 

 

جمهور واسع يشارك في فعاليات “معرض الكتاب”.. نافذة كبيرة لتعزيز الاجواء المدنية

 

بغداد – طريق الشعب

تستمر فعاليات معرض العراق الدولي للكتاب المقامة على ارض معرض بغداد الدولي بتاريخ 8-18 كانون الاول 2021، وشهدت حضورا رسميا وثقافيا وفنيا وشعبيا كبيرا.

المعرض الذي حمل شعار “النخلة والجيران” دورة الروائي غائب طعمة فرمان، شهد اقامة فعاليات متنوعة وندوات متميزة شارك فيها مفكرون وادباء وفنانون وسياسيون وأكاديميون من العراق ومصر وسوريا ولبنان.

وانطلقت فعاليات المعرض، الاربعاء قبل الماضي، في حفل افتتاح حضره رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ورئيس مؤسسة المدى فخري كريم، ايذانا ببدء فعاليات “النخلة والجيران”، وعلى مساحة اربع قاعات افترشت اصدارات أكثر من 300 دار نشر ومكتبة، لتوفر لجمهور المعرض الكبير مائدة زاخرة بالكتب.

وتوافد في صباحات المعرض طالبات وطلبة من جامعات مختلفة فضلا عن حضور لافت لطلبة الاعداديات، فيما استمرت “خيمة” الندوات بتقديم جلسات متنوعة لمنبر العقل في اتحاد الادباء، فضلا عن جلستين متميزتين للكاتب المصري الكبير يوسف زيدان واخرى للصحفي المصري ابراهيم عيسى والشاعر اللبناني شوقي بزيع والفنان السوري ايمن زيدان، وجلسات متنوعة اخرى ناقشت اوضاع فكرية ونقدية وسياسية واجتماعية وفنية وتراثية.

وعلى مدى الايام الفائتة تميز الحضور الشبابي والعائلة العراقية في اروقة المعرض، واتيحت فرصة مهمة للقاء شخصيات بارزة في الفكر والثقافة، ودارت سجالات حميمة بين الحاضرين.

ويرى زوار المعرض ان “اقامته دليل على مدنية العراق، وان استمرار اقامته له اثر ايجابي كبير على القارئ”، مبينين ان “الحضور الثقافي النوعي المحلي والعربي والعالمي للكتب والمثقفين يشعرنا ان بغداد قادرة على ان تنظم حياة مدنية تكون فيها الاجواء طبيعية”.

فيما يرى مثقفون ان “المعرض منصة ثقافية دورية للقاء الكتاب والقراء في مكان وزمان محدد، لاسيما الكتاب والباحثون من محافظات العراق المختلفة ومن البلدان العربية، وان كان العراقيون قد تعودوا على واحد من اقدم معارض الكتب في المنطقة في شارع المتنبي لكن معرض بغداد يعطي مساحة اكبر لجمهور اوسع ودور نشر مختلفة”.

ورافقت المعرض دعوات ونقاشات حول دور الدولة في دعم الكتاب الورقي، وتقديم تسهيلات لدعم الناشر والقارئ من خلال الطباعة والنشر والتوزيع.

 

***************

 

في مقر شيوعيي البصرة.. جلسة حول “الأغنية البصرية وتميّزها”

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

البصرة - باسم محمد حسين

 

ضيّف “ملتقى جيكور” الثقافي في مدينة البصرة، أخيرا، رئيس “فرقة السيّاب” للخشابة والفنون الشعبية، الفنان كاظم كزار، الذي تحدث في جلسة عنوانها “تميّز الأغنية البصرية عن الأغاني العراقية”.

حضر الجلسة التي التأمت على “قاعة الشهيد هندال” في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، جمع من محبي الموسيقى والغناء.

وخلال الجلسة، تحدث الفنان كزار عن الأغنيات العراقية بعامة، والبصرية بخاصة، من حيث الأسلوب والشعر واللحن والأداء، معرجا على لون الخشابة الموسيقي والغنائي المعروف في البصرة، والذي تستخدم فيه آلات موسيقية تقليدية بالإضافة إلى أنواع خاصة من الإيقاعات. 

وأضاف قائلا، أن الأغنية البصرية تتميز بتمسكها بلون الخشابة وغيره من الألوان والأساليب الغنائية المستخدمة في البصرة، موضحا أن الفنانين البصريين يؤدون العديد من الأغنيات العراقية والعربية المعروفة، بشكل مختلف من خلال تحويل إيقاعها الأساس إلى إيقاعات لون الخشابة.

وتحدث الضيف عن أبرز الأغنيات البصرية خلال عقود السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات. وأدى نماذج منها على العود بصحبة صوت المطرب محمد سالم، وإيقاعات عازفين شابين.

وفي الختام، قدمت شهادة تقدير باسم “ملتقى جيكور”، إلى الفنان كاظم كزار وفرقته الموسيقية.  

 

**************

 

على قاعة أدباء نينوى.. فيصل القصيري يتحدث عن “جماليات التلقي الدرامي”

 

الموصل – طريق الشعب

ضيّف اتحاد الأدباء والكتاب في محافظة نينوى، أخيرا، الكاتب د. فيصل القصيري، احتفاء بصدور كتابه الجديد “جماليات التلقي الدرامي/ قراءة في مسرحية (ريم) للكاتب طلال حسن”.

وكان ضيّف الجلسة بالإضافة إلى القصيري، الكاتب طلال حسن نفسه. وقد تحدث الضيفان إلى الحاضرين، من أدباء وفنانين ومثقفين التأموا على قاعة مقر الاتحاد في مدينة الموصل، عن الكتاب وموضوعاته ومضامينه.

وساهم الحاضرون خلال الجلسة التي أدارها الشاعر د. هشام عبد الكريم، في تقديم المداخلات عن الكتاب والمسرحية التي يتناولها. ورأوا أنه من الأهمية إعادة الحياة إلى مسرح الطفل والكتابة المخصصة للأطفال، على اعتبار ان الكاتب حسن معروف بإنتاجه الإبداعي الغزير الموجه للطفل.

 

****************

 

رسالة سلام لكل العراقيين.. بغديدا تتزين بأكبر شجرة ميلاد

 

الحمدانية – وكالات

أكمل أهالي بلدة بغديدا التابعة إلى قضاء الحمدانية شرقي الموصل، الجمعة الماضية، نصب أكبر شجرة للميلاد وسط بلدتهم التي تعرف أيضا باسم “قره قوش”.

يأتي ذلك في الوقت الذي بدأت فيه البلدة تتعافى من آثار احتلال تنظيم داعش الإرهابي، ومن تداعيات سلسلة الجرائم التي نفذت ضد سكانها وهم في الغالب من أبناء الطائفة المسيحية، فضلا عن الانتهاكات الواسعة التي طاولت أبنية البلدة التاريخية، خاصة الكنائس والأديرة التي يعود بعضها إلى القرون الأولى للميلاد.

وبدت بغديدا هذه الأيام أكثر تعافيا من السنوات السابقة التي أعقبت طرد داعش منها. ونقلت وسائل إعلام عن مسؤولين محليين في البلدة، قولهم أنّ “السكان أكملوا نصب أكبر شجرة للميلاد، وضعت في وسط البلدة لتجميلها، وإيذاناً ببدء الاحتفالات بأعياد الميلاد”.

وبلغ ارتفاع الشجرة التي عدّت الأكبر في البلدة منذ سنوات، 14 متراً وبقطر 5 أمتار. وقد لُوّنت باللونين الأبيض والذهبي.

وقال راعي “كنيسة مار بهنام” وسط البلدة، بطرس شيتو، إنّ هذه الشجرة هي “رسالة ملؤها السلام لكل العراقيين وليس المسيحيين فقط”، مشيرا في حديث صحفي، إلى أن “رسالة المسيحيين هي: كفانا خلافات وتحزباً وكفانا صراعاً. يجب أن نعيش السلام والأمان ونتوحد حتى في أعيادنا”.

وعبرت نهاد صليوس، سيدة من بغديدا، عن فرحتها برؤية “شجرة الميلاد تزهو في البلدة بهذا الحجم”، لافتة في حديث صحفي، إلى أنها عادت إلى بلدتها بعد أن غادرتها هربا من داعش، وأن سبب تمسكها بهذا المكان هو “شعوري بأن بغديدا جزء من روحي.. لديّ ذكريات كثيرة فيها ولا يمكنني الابتعاد عنها والعيش في المهجر”.

إلى ذلك، يقول الشماس صباح بطرس، إنه يأمل أن تعمّ مظاهر الاحتفال كل مدن العراق، مثلما كان يحصل في السابق، مضيفا في حديث صحفي، أن “الحكومة والسلطات غائبة حتى الآن، وكل ما يجري من معالم استعداد واحتفال هو مبادرات من الكنائس والسكان في مناطق وجودهم”.

وأعرب بطرس عن أمله أن تكون هذه الاحتفالات “مناسبة للتأكيد على أهمية عودة كل العراقيين إلى مدنهم ومنازلهم كما كانوا، ليس فقط الذين فروا من بطش داعش، بل كل الذين نزحوا منذ 2003 وإلى غاية الآن”.

 

***************

 

 

في بغداد ومدن أخرى.. توزيع بيانات المؤتمر الـ 11 على الناس

 

 

شيوعيو الكاظمية يزورون دوائر حكومية

 

طريق الشعب – خاص

نظم الشيوعيون العراقيون في بغداد والمحافظات، الأيام الماضية، نشاطات إعلامية ميدانية عدة، لتعريف الناس بأهم التوصيات والبلاغات والبيانات الصادرة عن المؤتمر الوطني الـ 11 للحزب.

منظمة الحزب في المنصور/ اللجنة المحلية في الكرخ الأولى، شكلت السبت الماضي، فريقا جوالا جاب شوارع منطقة الوشاش وأسواقها سيرا على الأقدام.

ووزع الفريق على الكثيرين من المواطنين وأصحاب المحال التجارية ورواد المقاهي، نسخا من الوثائق الصادرة عن المؤتمر، ومن البيان الموسوم “قدما.. نحو التغيير الشامل”.

وبحسب الرفيق عدنان جاسم، من المكتب الإعلامي للجنة المحلية، فإن الفريق تجاذب مع جمهور واسع من المواطنين، الحديث حول المهمات القادمة الملقاة على عاتق الحزب الشيوعي العراقي وكل قوى التغيير، في سبيل تحقيق العدالة الاجتماعية ودفع عجلة التغيير إلى الأمام، حتى الخلاص من منظومة المحاصصة والفساد.

وفي السياق، زار وفد من منظمة الحزب في الكاظمية، تتقدمه عضو اللجنة المركزية الرفيقة نسرين حسين وسكرتير اللجنة المحلية في الكرخ الأولى الرفيق عبد الرزاق إبراهيم المشهداني، عددا من الدوائر الحكومية في المدينة.

ووزع الوفد على إدارات الدوائر، نسخا من الوثائق الصادرة عن المؤتمر الـ 11 للحزب. وتبادل معها الحديث حول مواقف الحزب السياسية الراهنة.

وشملت الزيارات القائم مقامية ودائرة البلدية والمكتبة العامة والمركز الصحي.

وفي مدينة النجف، شكلت اللجنة المحلية للحزب ثلاث فرق إعلامية جوالة، جابت الشوارع العامة والأسواق في مناطق الحرية والمشخاب والحي الصناعي.

وقال مراسل “طريق الشعب” في النجف، أحمد عباس، أن الفرق وزعت على المواطنين نسخا من البيان الموسوم “قدما.. نحو التغيير الشامل”.

من جانب ذي صلة، وزع فريق إعلامي تابع لمنظمة الحزب في بلدة ألقوش بمحافظة نينوى، نسخا من الوثائق الصادرة عن المؤتمر والبيان آنف الذكر، على عدد من الدوائر الحكومية، والمؤسسات الدينية والأمنية وإدارات المدارس والمنظمات المدنية والأحزاب السياسية العاملة في البلدة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عن “صعود الامبراطوريات وسقوطها”

 

بغداد – طريق الشعب

يضيّف “ملتقى روّاد شارع المتنبي” الثقافي، غدا الجمعة، د. فاتن محيي، لتقدم محاضرة بعنوان “صعود الامبراطوريات وسقوطها.. الإمبراطورية الاسبانية أنموذجا”.

تبدأ المحاضرة في الساعة الحادية عشرة ضحى، على “قاعة جواد سليم” في المركز الثقافي البغدادي بشارع المتنبي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في اتحاد أدباء النجف .. تأبين القاص علي العبودي والشاعر محمد الخالدي

النجف – طريق الشعب

أقام اتحاد الأدباء والكتاب في محافظة النجف، السبت الماضي، حفل تأبين للقاص الرفيق علي العبودي، عضو الاتحاد وعضو اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في المحافظة، وذلك في مناسبة أربعينيته.

حضرت الحفل الذي أقيم في مقر الاتحاد، والذي استذكر أيضا الشاعر الراحل محمد الخالدي، عائلتا الفقيدين، فضلا عن جمع من الأدباء والمثقفين.

رئيس الاتحاد، محمود جاسم عثمان، استهل الحفل بكلمة استذكر فيها الراحلين، العبودي والخالدي. أعقبه عدد من الأدباء الحاضرين بقراءة كلمات وإلقاء قصائد في المناسبة.  وفي الختام، قدم د. حسن الحكيم، باسم الاتحاد لوحين تقديريين إلى عائلتي الفقيدين.