اخر الاخبار

الصفحة الأولى

 

بلاغ صادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي

عقدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعى العراقي  يوم الجمعة 10 كانون الاول 2021، اجتماعها الثاني بعد انتخابها في مؤتمر الحزب الوطني الحادي عشر، المنعقد أيام 24 - 28 تشرين الثاني 2021.

تداول  المجتمعون مخرجات المؤتمر وما تبناه من قرارات ونداءات، والأجواء الإيجابية التي تركها وانعكاسات حصيلته على منظمات الحزب ورفاقه وأصدقائه، وعلى الاوساط الشعبية والسياسية. 

وشدد الاجتماع على انجاز وثائقه وفقا لما قرره المؤتمر، وعلى نشرها واطلاع أوسع القطاعات والفئات الجماهيرية والثقافية والسياسية عليها، كذلك مباشرة حملات الترويج لمخرجاته عبر إقامة الفعاليات واللقاءات، وبضمنها ما تقوم به المنابر الإعلامية المختلفة. 

وتوقف الاجتماع عند مهام الحزب ولجنته المركزية وبقية اللجان القيادية والاختصاصية، في ضوء الخط السياسي العام الذي رسمه المؤتمر، وأكد أهمية تفعيل الجهود على مختلف الصعد للتنفيذ المبدع للسياسة المقرة، وتعظيم دور الحزب في الحياة السياسية والمجتمعية،  وبناء منظمات الحزب بما يمكنها من انجاز مهامها على نحو افضل وأكفأ، وتمتين العلاقة مع الجماهير وتبني مطالبها والدفاع عنها.

واكد الاجتماع أهمية وضرورة الانفتاح والتعاون والتنسيق مع مختلف القطاعات الشعبية والجماهيرية، ومع القوى المدنية والديمقراطية وحراكات تشرين، وتوحيد المساعي لزيادة زخم الحراك المطلبي والشعبي والاحتجاجي، من اجل انتزاع الحقوق وفرض إرادة الجماهير وتطلعها الى التغيير الحقيقي.

وتابع الاجتماع التطورات السياسية في البلاد، خاصة ما يتعلق بالصراع الدائر حول موضوع  تشكيل الحكومة، وأكد موقفه الداعي الى القيام بذلك انطلاقا من مبدأ الاغلبية السياسية، وعلى اساس برنامج  يلبي مطالب واهداف شعبنا وانتفاضة تشرين،  الى جانب تأمين القدرة على اتخاذ خطوات عملية في اتجاه التغيير، ومراعاة الكفاءة والمهنية والنزاهة بعيدا عن المحاصصة الطائفية والاثنية.

وبيّن  المجتمعون ان الجماهير ستحكم على أية حكومة قادمة وفقا لقدرتها على تنفيذ برنامجها، لاسيما ما يخص الخلاص من منهج المحاصصة الفاشل، ومحاربة الفساد، وحصر السلاح بيد الدولة، وكشف قتلة المتظاهرين والمحتجين والنشطاء، واتخاذ الإجراءات التي تخفف معاناة المواطنين، خاصة الفقراء والكادحون وذوو الدخل المحدود، وتوفير الخدمات الأساسية، وتبني سياسة مالية واقتصادية توظف موارد البلد لتحقيق التنمية المتوازنة والمستدامة، وتفعيل كل الجهود لتجفيف منابع الإرهاب والقضاء على تنظيماته، وضمان سيادة العراق وأمنه وقراره الوطني المستقل.

وأكدت اللجنة المركزية تصميم  الحزب  على السعي  بمثابرة، عبر مساهمته الفاعلة في الحراك الشعبي والجماهيري متعدد الأشكال، وعبر علاقاته مع مختلف الاوساط الاجتماعية والسياسية، إلى دفع عملية التغيير الشامل قُدُما حتى الخلاص من منظومة المحاصصة والفساد والسلاح المنفلت، وتدشين مرحلة بناء دولة المواطنة والديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية.

***************

على طريق الشعب.. أية حكومة ينتظرها شعبنا؟

 

 

ان المواطنين لم يخرجوا محتجين ورافضين ومنتفضين الى الشوارع والساحات من اجل إجراءات جزئية هنا او هناك، او تبديل هذا المسؤول او ذاك، او القيام بإصلاحات ترقيعية ، بل ان مطالب الانتفاضة وعموم أبناء الشعب المكتوين بنار الازمة العامة الشاملة التي تعصف بالبلد، قد تعدت ذلك كثيرا وطرحت على جدول العمل تحديات عدة وعلى نحو مباشر الخلاص من منهج المحاصصة أيا كان اسمها او شكلٍ تجليها، ومن منظومة الفساد والسلاح المنفلت، والفاشلين الذين امسكوا بالقرار منذ 2003.

وإذ تتدافع اليوم الكتل السياسية على تشكيل الحكومة، تبرز أسئلة كبيرة هي بمثابة استحقاقات واجبة لها علاقة بنوعية الحكومة القادمة وبرنامجها واليات عملها، فماذا يريد المتنفذون، والى ماذا يتطلع عامة الناس؟

ان المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب الذي انهى اعماله قبل أيام قلائل قد اكد بوضوح ان أساس البلاء في بلادنا يتجسد في منظومة المحاصصة والفساد، التي بنهجها وادارتها وتحكمها بمفاصل أساسية في الدولة، أدت إلى تشويه الديمقراطية وتخريب مؤسساتها واضعاف هيبة الدولة وقوة القانون وتكريس انفلات السلاح، وحمت الفاسدين والفاشلين، وحفزت على الترهل واللاأبالية والبيروقراطية والتجاوز على حقوق المواطنين وحرياتهم، وتأجيج الصراعات العبثية والنزعات البدائية، وفسحت في المجال لتدخلات خارجية فظة في شؤون بلادنا، كما ان هذه المنظومة قد عجزت عن تبني ستراتيجية اقتصادية وطنية وتنموية شامل، واطلقت العنان لاقتصاد السوق والخصخصة وتحجيم دور الدولة.

كل هذا وغيره ادى الى تفاقم التوترات الاجتماعية والطبقية واتساع الهوة بين اقلية حاكمة مترفهة، وغالبية عظمى مسحوقة تعاني شظف العيش وغياب الخدمات الأساسية العامة.

لذا فالمطلوب بالحاج فتح الطريق رحباً نحو وضع جديد مختلف تماما، وضع يضع البلد على سكة تغيير حقيقي يشمل المنهج والأداء والشخوص. وإذ ندرك جيدا، مع قوى التغيير الفاعلة، بان هذا الطريق يحتاج الى عمل نضالي تراكمي، سياسي ومجتمعي، وحشد طيف واسع من القوى الراغبة والعاملة حقا من اجل التغيير. فان هذا يوجب التصميم المقرون بالضغط الجماهيري المتصاعد لكسر الحلقة وفتح الافاق وفرض التراجع على المتنفذين المتشبثين بالمنهج الخاطيء وبدءا الان من تشكيل الحكومة الذي لابد ان يخضع لمطالب الناس والمنتفضين، وما وجهه المقاطعون والعازفون عن المشاركة في انتخابات تشرين الأول من رسائل بليغة هي رافضة للواقع الراهن ومتطلعة الى شيء اخرمختلف تستحقه الجماهير العراقية.

ليس مقبولا بعد كل هذا ان يأتي تشكيل الحكومة على وفق نمطية معتمدة منذ 2003 ولحد الان، وان يأتي تشكيلها حلا لمشاكل الكتل على اختلاف اسمائها، وان تكون فضفاضة، وبلا مشروع برنامجي واضح بسقوف زمنية للتنفيذ يستجيب لمصالح المواطنين وتطلعاتهم، ويشكل بداية للقطيعة مع نهج فاشل بامتياز.

واذا نشدد على ان التأخيرليس في مصلحة بلدنا، وكي نجنبه الاحتمالات الأسوء وحالة الفوضى، ولقطع الطريق على محاولات الالتفاف والمماطلة لابد من تصعيد الضغط بمختلف الاشكال لانتزاع الحقوق والمطالب وفرض إرادة شعبنا للسير في طريق بناء دولة المواطنة والمؤسسات والقانون والعدالة الاجتماعية.

*************

في ذكرى الانتصار على داعش.. رائد فهمي: هزيمة الإرهاب الكاملة تتطلب حزمة متكاملة من الإجراءات

ادلى الرفيق رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، بتصريح الى المركز الإعلامي للحزب، جاء فيه: 

تحل اليوم (10 - 12 - 2021) الذكرى الرابعة للانتصار على تنظيم داعش الإرهابي. انه نصر ابطاله قواتنا الباسلة والمتطوعون في الحشد الشعبي وقوات البيشمركة، مدعومة من المرجعية وسائر القوى السياسية على اختلاف انتماءاتها، وعموم أبناء شعبنا، وبدعم دولي. وجاء النصر حصيلة تضافر جهود مختلف هذه الجهات التي توحدت في مجرى محاربة تنظيم داعش، وتحرير المناطق التي سيطر عليها وارتكب بحق اهاليها أفظع الجرائم، وابشعها ما سلطه على بنات وأبناء شعبنا من الايزيديين.

في مناسبة يوم النصر المجيد نستذكر الشهداء الاماجد الذين صنعوا بدمائهم الزكية هذا الانتصار، ونجدد الدعوة والتأكيد على تكثيف المساعي لتحرير المختطفات الايزيديات، ورعاية ضحايا التعامل الوحشي للدواعش، والعمل على إعادة المهجرين والنازحين  واعمار مناطقهم وتعويضهم.

وإذ نحتفي بذكرى الانتصار، ندرك جيدا ان داعش لم يتم القضاء عليه بعد، وان العديد من عوامل نشوئه  وتاثيرها وانتشارها وتمددها، لا تزال قائمة وتوفر تربة خصبة لامداده بعوامل الحياة مجددا واستئناف اعماله الاجرامية، كما حصل مؤخرا في كركوك وديالى ومخمور وغيرها.

ومن هنا فان اليقظة واجبة، وكذلك أهمية الارتقاء بعمل الأجهزة الأمنية والاستخباراتية وتطوير التعاون والتنسيق ما بينها، ومع قوات البيشمركة، والاستفادة من الدعم الدولي.

وتؤكد تجارب السنوات الماضية ان الإرهاب ونشاط داعش يتصاعد كلما اشتدت أزمات البلاد واحتدم الصراع بين الكتل والقوى السياسية المتنفذة، لذا فان الاجهاز النهائي على التنظيم الإرهابي والإرهاب على اختلاف اشكاله، يتطلب التصدي له بحزمة متكاملة من الوسائل والإجراءات والسياسات في المجالات العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية والثقافية، بما يفضي الى تجفيف منابع الإرهاب وعوامل إعادة انتاجه والى تدمير تنظيماته وقدرته على ارتكاب المزيد من الجرائم.

************

راصد الطريق.. السكوت على المظالم .. موت بطيء

 

 

 

أعلنت مفوضية حقوق الانسان في العراق خلاصة للمؤشرات التي تعتمدها للعام 2021. وفيها طرحت العديد من المعطيات ذات الصلة بحقوق الانسان العراقي  في مجالات العنف والاعتقالات وحالات الاختفاء والمفقودين، كذلك في مجالات الصحة والتعليم والسكن والنقل، وما يخص سكان العشوائيات وشكاوي العنف الاسري وغيرها.

وتحدث التقرير عن 15 مليون عراقي عاطل عن العمل، و10 ملايين تحت خط الفقر، و4  ملايين يعيشون في العشوائيات. فيما هناك  5 ملايين مغترب، يعيشون في 64 دولة ! هذا فضلا عن 5 ملايين يتيم، يشكلون 5 في المائة من ايتام العالم !

هذا التقرير بما يحمل من أرقام تثير الشجن والالم، هو في الوقت ذاته وثيقة ادانة لكل من تسبب في هذا الواقع المحزن، وما زال يصر على إلحاق المزيد من الأذى بالعراقيين، الذين يستحقون حياة افضل مما تعكسه هذه اللوحة المؤسية والموجعة.

ويقينا ان لا احد ينقذ العراقيين مما هم فيه غيرهم هم، وان الانتظار وعدم الاكتراث لا يعنيان سوى المزيد من المآسي والكوارث!

***********

ابوالعيس: نحو توحيد الجهود لمنع العنف ضد النساء

 

بغداد ـ طريق الشعب

في مناسبة  حملة الـ 16 يوما العالمية لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، التي تنطلق  كل عام يوم 25 تشرين الثاني تزامنا مع اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد النساء. قالت الرفيقة بشرى أبو العيس عضو اللجنة المركزية للحزب، ان من الضروري توحيد جهود كافة الاطراف ذات العلاقة لمنع العنف ضد النساء والفتيات، وذلك ضمن خارطة طريق تحقق الهدف على المستوى التشريعي خصوصا، بإقرار قانون تجريم العنف الاسري وصون كرامة افراد العائلة، والعمل على تمكين المرأة وتفعيل دورها في مراكز اتخاذ القرار، وضمان مشاركتها الفاعلة ضمن مختلف الاطر الحكومية و الحزبية والمنظمات المدنية.

ص12

************

 

الصفحة الثانية

 

فضيحة فساد في العراق تسبب بانتقادات للقضاء البريطاني

 

بغداد ـ طريق الشعب

تعرضت أكبر وكالة بريطانية لمكافحة الاحتيال، مؤخرا، إلى انتقادات شديدة بعد أن ألغى القضاة إدانة مسؤول تنفيذي كبير بدفع رشاوى لتأمين مشاريع نفطية مربحة في العراق.

وبحسب تقرير صحيفة “the national” فقد “ألغت محكمة استئناف في لندن، إدانة زياد عقيل البريطاني اللبناني، مدير شركة أونا أويل والذي حكم عليه سابقاً بالسجن لمدة خمس سنوات في عام 2020 بسبب ملفات فساد لتأمين صفقة نفط بقيمة 55 مليون دولار بعد عام 2003”، مضيفا أنه “تم انتقاد مكتب مكافحة الاحتيال بسبب علاقاته مع وكيل امريكي يعمل لصالح شقيقين ايضاً في قلب الفضيحة ولعدم الكشف عن الوثائق الأساسية لفريق أكلي القانوني”.

وتابع التقرير “قال قضاة لندن إن رفض تقديم الوثائق الأساسية في القضية كان إخفاقا خطرا من قبل مكتب مكافحة الإرهاب في الامتثال لواجبهم وهذا الفشل مؤسف نظرا لأن بعض الوثائق كان لها احتمال واضح لإحراج مكتب مكافحة الإرهاب في ملاحقتهم لهذه القضية”.

 

****************

اضاءة.. حتى يتحقق النصر الكامل

محمد عبد الرحمن

 

مرت الجمعة الماضية ١٠ كانون الاول الجاري الذكرى الرابعة للانتصار العسكري الكبير على عصابات داعش، وسقوط الدولة التي اعلن التنظيم الإرهابي تأسيسها بعد اجتياحه محافظة الموصل وسيطرته عليها وعلى محافظات اخرى.

ففي كانون الأول عام ٢٠١٧ تمكنت   القوات  المسلحة  بمختلف  صنوفها وتشكيلاتها من دحر داعش عسكريا،  وتم الاعلان عن تحرير أراضي العراق  من دنس التنظيم الارهابي. ولم يتحقق هذا المنجز الوطني الكبير من دون تضحيات جسام، وخسائر بشرية كبيرة، وشجاعة واقدام من طرف المقاتلين في صنوف التشكيلات، فضلا عن الاذى والضرر اللذين لحقا بالمدنيين وبالبنى التحتية والدور السكنية والمنشآت العامة في المدن المحررة من قبضة الارهاب، الى جانب نزوح وتهجير ملايين المواطنيين العراقيين، ومعاناتهم الجمة في مخيمات البؤس والنزوح والتشرد.   .

وتُظهر مجريات المعركة المتواصلة ضد الإرهاب، ان هزيمة داعش عسكريا لا تعني باية حال هزيمته الكاملة، وان تحقيق النصر في هذه المعركة الكبيرة يتطلب  حزمة متكاملة من الإجراءات  السياسية والعسكرية - الأمنية  والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامية. فهي معركة شاملة لدحر النهج والفكر المتطرفين، وكل فكر وممارسات مشابه لهما.

  وفي مناسبة هذه الذكرى من  المهم  العودة الى تفحص  ما حصل في 10 حزيران 2014، والتمعن في الانتكاسة  السياسية – الامنية التي حدثت آنذاك وقادت بلدنا كله الى وضع خطير،  كي يمكن استخلاص الدروس والعبر منها، وفهم اسباب وتداعيات الكارثة المتمثلة في هزيمة جيش جرار امام عشرات من المتطرفين، وما نجم عنها من خسائر باهضة بشرية ومادية وسياسية، الى جانب مراجعة مواقف المسؤولين عما حصل كي لا يفلتوا  من العقاب العادل حسب القانون، بغض النظر عن مواقعهم ومسؤولياتهم في مؤسسات الدولة، المدنية منها والعسكرية ، وضرورة الضغط الشعبي المتواصل للحيلولة دون اسقاط هذه المسؤولية مع تقادم الزمن، وعلى وفق طريقة “عفا الله عما سلف”  .

 ومع اعلان داعش عن مسؤوليته عن عدد من الاعمال الاجرامية التي وقعت مؤخرا، تبرز الحاجة الى الحذر من مشاريعه وخططه الخبيثة، خاصة وان هناك من يسعى الى استغلال الأمر في اجواء التدافع الحالي على تشكيل الحكومة، ومحاولات إعادة تفعيل الورقة الطائفية خدمة لأغراض ضيقة، خاصة وانانية .

وفيما تقول تقديرات مصادر مختلفة بصعوبة نجاح التنظيم في السيطرة على مدن ومحافظات بكاملها،  فان المصادر ذاتها تحذر من الاستهانة بقوة التنظيم وقدرته على تحريك خلاياه النائمة، وعدم وجود ما يمنعه من ارتكاب أخس الجرائم وأبشعها. الامر الذي يفرض عدم الخدر، وعدم الاستهانة بتلك القدرات، خصوصا وان هناك تذمرا شعبيا  متعدد الاسباب، وله صلة بالسياسات الفاشلة وبالمنهج المحاصصاتي المأزوم والمفرّق، وبممارسات قوى مسلحة منفلتة تحاول الاستحواذ على مهام الدولة ومؤسساتها العسكرية والأمنية، وهي المعروفة باجنداتها المثيرة للقلق على السلم الأهلي، والمهددة للوحدة الوطنية، والمهيّجة للنعرات والتشكيكات المتقابلة .

ويبقى الشيء المثير لأشد الاستغراب والسخط، وهو حقيقة ان المحافظات والمدن التي عانت من استباحات داعش وموبقاته، لم تلتئم جراحها بعد. فملفات  الاعمار والبناء، وقضايا التعويضات واغلاق مخيمات النازحين، والكشف عن مصير المغيبين والمخطوفين، ما زالت مفتوحة والعديد من جوانبها ينتظر المعالجة .

 

***************

 

 

«الواسطة».. متنفذون وفاسدون مسؤولون عن استمراراها

 

بغداد ـ طريق الشعب

يعاني العراق من انعدام فرص العمل وتفشي البطالة بين صفوف الشباب، ما دفع اغلب المواطنين لاستخدام كافة الوسائل المشروعة وغير المشروعة من اجل الحصول على فرصة عمل او وظيفة في مؤسسات الدولة، التي سيطر مشهد “الواسطة” على التعيينات فيها منذ سنوات طويلة.

 

بانتظار الواسطة

وسواء كانت هذه الوظيفة مدنية ام عسكرية فإن الواسطة تتم عبر روابط عائلية وصداقات ومحسوبيات سياسية، ودعم أحزاب سياسية، وهي مفتاح لتأمين المستقبل. وباتت هذه القناعة راسخة بين الشباب الذين يعاني 40 في المائة منهم من البطالة.

ويقول أبو زينب، وهو متقاعد ستيني: “كل أولادي، بينهم ثلاث بنات، أكملوا دراستهم الجامعية، لكن من دون فائدة، احدهم توظف بينما الباقون يحاولون دون فائدة”.

ويضيف الرجل الذي شاب شعره بالكامل تقريبا، ويضع نظرات طبية ان “الطريقة الوحيدة التي ساعدت ابني على العمل هي واسطة قام بها أحد أقاربنا”، فوُظّف في مؤسسة حكومية.

ويضيف الأب بحسرة “لا أدري أين ستصل بنا الأمور. الفقر يدفع الناس للواسطة، والجماعة (السياسيون) يعيشون في عالم آخر”.

 

لا عمل بدونها

وأفاد استطلاع للرأي أعده البنك الدولي ونشر في العام 2019، أن ما لا يقل عن 95 في المائة من العراقيين على قناعة بأن الوظيفة تتطلب “غالباً أو أحياناً” العثور على واسطة.

ومقابل الواسطة، يضمن من يقوم بها إما ولاء سياسيا وإما مقابلا ماليا أو خدماتيا.

وتسببت هذه الظاهرة بخلق تفاوت اجتماعي وشعور باليأس لدى كثيرين، خصوصا بين الشباب، من صعوبة تحقيق مستقبل أفضل.

وتشكل الأحداث التي شهدتها الحدود بين بيلاروس وبولندا شاهداً على المعاناة التي أرغمت آلاف العراقيين أغلبهم شباب، لدفع أموال وتحمل المشقات والسفر بشكل غير قانوني، على أمل الوصول الى دولة أوروبية تكون فيها ظروف الحياة أفضل. لكن معظمهم إما علق على الحدود في ظروف مناخية قاسية جدا، وإما اضطر الى العودة.

 

تشجع على الهجرة

ويقول الباحث والكاتب ثامر الهيمص ان “المجتمع كله يتفق بأنه بدون واسطة لا يمكن أن تصل الى ما تريد”، مشيرا الى أن “الظاهرة قديمة لكنها تطورت في الآونة الأخيرة”.

ويضيف أن “ضعف القانون هو سبب وجود الواسطة”، معتقدا ان انتشار الواسطة “يعرقل التطور”، و”يلعب دوراً في الهجرة”.

ووفقا لمنظمة الشفافية الدولية، يأتي العراق في المرتبة 160 بين 180 دولة تعاني من الفساد في العالم، فيما تؤكد الأمم المتحدة، ان ثلث العراقيين يعيشون تحت خط الفقر، رغم الموارد النفطية الكبيرة لبلادهم. وكشفت الاحتجاجات الشعبية غير المسبوقة نهاية عام 2019، ضد نقص الخدمات العامة والبطالة ورفضا للفساد المستشري في البلاد، مدى معاناة الشباب الذين افترشوا ساحات التظاهر بينها ساحة التحرير وسط بغداد.

 

دعم من الفاسدين

ويروي عمران (32 عاما) الحاصل على شهادة جامعية في علم الاجتماع، “حاولت أكثر من عشرين مرة أن أعمل في أي مؤسسة بلا فائدة”، مضيفا “عندما التحقت بحزب إسلامي، دعمني الحزب واشتغلت في (سلك) الشرطة”.

وحدث الأمر ذاته مع مهندس الاتصالات جاسم (30 عاما) الذي حصل على فرصة للعمل بعد يومين فقط من صدفة ذهبية جمعته مع نائب في البرلمان.

وأشار تقرير للبنك الدولي نشر عام 2017 الى أن العراقيين يقفون طوابير من أجل وظائف في القطاع الحكومي، سعيا وراء الأمن الوظيفي والأجور العالية، بالإضافة الى نظام التقاعد، وهو بين أسخى الأنظمة في العالم.

ولفت البنك الدولي الى أن “الزيادة الهائلة في التوظيف الذي قامت به الاحزاب منذ عام 2003، كانت بين عوامل التضخم في وظائف القطاع الحكومي”.

 

حسرة وألم

وكان أحمد قاسم، من بين الذين ابتسم لهم الحظ، وعثروا على واسطة فتحت لهم الطريق لوظيفة تؤمن موردا للعيش، بعد سنوات طوال من البحث دون جدوى.

يقول الشاب، وهو أب لطفلين وحاصل على شهادة جامعية في الإدارة والاقتصاد: إن واسطته كانت “حارسا شخصيا لمسؤول (حكومي)، لأعمل كموظف في دائرة التربية، (لكن) مقابل مليون دينار”، اقترضها أحمد.

ويضيف الشاب الذي يعيش وعائلته في منزل مستأجر “أشعر بحسرة لأنني دفعت رشوة حتى أعمل، لكني كنت مضطرا”، مؤكدا “لا عمل بدون واسطة”.

 

***************

 

 

رائد فهمي.. يستقبل وفدا من الصابئة المندائيين

 

بغداد - طريق الشعب

استقبل الرفيق رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، وفدا يمثل مختصة الصابئة المندائيين في الحزب.

قدم الرفاق في المختصة التهاني للحزب وقيادته على نجاح اعمال المؤتمر، عادين ذلك نجاحا لكل الشيوعيين، وخطوة أخرى على طريق تعزيز دور ومكانة الحزب.

وعبر الرفيق رائد فهمي عن تقديره وشكره للرفاق، مشيدا بجهودهم ، والرفاق الاخرين ، في الارتقاء بدور الحزب ، سياسيا ومجتمعيا . وتحدث عن التجديد في الحزب مؤكدا على أهمية وضرورة شموله كافة مفاصل العمل الحزبي.

وتبادل الحضور الأفكار والاراء بشان هموم ومعاناة الطائفة المندائيين، وضرورة التحرك على مختلف الصعد لرفع أي غبن او تمييز ضدهم، مؤكدين على الحاجة الماسة الى التعامل مع العراقيين ، أيا كانت قومياتهم واديانهم وطوائفهم، من دون تمييز او تفرقة وان تتاح الفرص المتكافئة للجميع .

هذا وحضر اللقاء الى جانب الرفيق رائد فهمي، الرفيق صبحي الجميلي، عضو المكتب السياسي للحزب.

 

*************

 

الشيوعي المصري: معكم لتحقيق  التغيير الشامل

 

الرفيق / رائد فهمي – سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي

الرفاق أعضاء المؤتمر الوطني الحادي عشر لحزبكم الموقر

 

تحية رفاقية

يتقدم المكتب السياسي للحزب الشيوعي المصري اليكم بخالص التهاني والتبريكات لنجاح انعقاد المؤتمر الوطني الحادي عشر لحزبكم الموقر وانتخاب أعضاء اللجنة المركزية والمكتب السياسي واختيار الرفيق رائد فهمي سكرتيراً للجنة المركزية، والرفيق بسام محي نائبا له

مع تمنيات حزبنا لكم بتحقيق ما تسعون من اجله لشعب العراق وحزبكم وتحقيق شعار مؤتمركم الموقر:

“التغيير الشامل: دولة مدنية ديمقراطية وعدالة اجتماعية”

 

المكتب السياسي للحزب الشيوعي المصري

الامين العام للحزب الرفيق / صلاح عدلي

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشيوعي النمساوي:ندعم مساعيكم من اجل السلام والحرية والديمقراطية

 

الرفيقات والرفاق الاعزاء

باسم الحزب الشيوعي النمساوي نبعث بتحياتنا التضامنية للمؤتمر ال ١١ للحزب الشيوعي العراقي الشقيق .

نتمنى لكم كل النجاح والتوفيق في مداولاتكم وقراراتكم في المؤتمر،وقبل كل شيء نتمنى لكم الموفقية في مساعيكم من اجل السلام والحرية والديمقراطية والعدالة والمواساة في العراق .

الحزب الشيوعي النمساوي يؤكد دعمه لكم في النضال من اجل تحقيق الاشتراكية والتضامن الاممي.

مع تحياتنا التضامنية

 

كونتر هوفكارتن

رئيس الحزب الشيوعي النمساوي

 

***************

الصقحة الثالثة

 

الخريجون يستنفرون جهودهم.. غضب احتجاجي ينذر بالتصعيد

بغداد ـ طريق الشعب

واصل المحتجون المطالبون بتوفير فرص العمل احتجاجاتهم الغاضبة في مختلف محافظات البلاد، مهددين بالتصعيد في احتجاجاتهم اذا ما استمرت اللامبالاة وعدم الاستجابة لمطالبهم المشروعة.

 

إغلاق للدوائر

وفي محافظة ذي قار، اغلق عدد من خريجي كليات التربية بوابة تربية المحافظة للمطالبة بتوفير فرص العمل.

وقال مراسل “طريق الشعب”، ان “عددا كبيرا من الخريجين اغلقوا مبنى مديرية التربية بسبب تجاهل مطالبهم، وغض النظر عن معاناتهم وعدم التفاعل مع ملفهم الانساني وتوفير فرص عمل لهم”.

في الاثناء، قطع العشرات من ذوي ضحايا حريق مركز النقاء في مستشفى الحسين بمدينة الناصرية، الطريق العام احتجاجا على عدم الكشف عن نتائج التحقيقات ومحاسبة المتورطين بالحادثة.

وطالب المحتجون بتحقيق العدالة والكشف عن نتائج اللجان التحقيقية وتقديم المقصرين الى القضاء.

 

تظاهرات واسعة في ميسان

من جانبهم، جدد خريجو كليات التربية تظاهرتهم امام مبنى تربية ميسان، للمطالبة بتعيينهم  ضمن درجات الحذف والاستحداث.

وذكر مراسل “طريق الشعب”، ان “المتظاهرين طالبوا بالكشف عن عدد الدرجات الوظيفية الناتجة عن حركة الملاك في تربية المحافظة”، مشيرا الى ان “الخريجين اكدوا انهم الاحق بالحصول على التعيين”.

ونظم عدد من المزارعين في منطقة الوادية جنوب محافظة ميسان وقفة احتجاجية، للمطالبة بتوفير المياه بعد ان شهدت مناطقهم شحة وصفوها بالشديدة.

وامهل المحتجون الحكومة المحلية يومين لتوفير المياه، وبخلاف ذلك سيقومون بقطع الطريق العام بين البصرة وميسان. ونظم عدد من أصحاب الأكشاك في ناحية علي الشرقي شمال ميسان وقفة على طريق عمارة – كوت، للمطالبة برفض قرار إخلاء الأكشاك وبيع اراضي السوق البلدي الى مستثمر.

وتظاهر العشرات من طلبة السادس الاعدادي امام مبنى تربية ميسان، للمطالبة بالسماح لهم بأداء امتحانات الدور الثالث.

 

تظاهرات لذوي العقود والمزارعين

من جهتهم، أغلق عدد من اصحاب العقود في وزارة الكهرباء ضمن قرار 315، مقر الشركة العامة لتوزيع كهرباء الجنوب - مقرها البصرة -، مهددين باستمرار اغلاقها في حال عدم  تنفيذ مطالبهم المتعلقة بمستحقاتهم المالية المتمثلة بصرف رواتبهم المتأخرة منذ 75 يوما، وكذلك صرف الفروقات المالية لعام 2020 وإلغاء سلم الرواتب الجديد الذي خفض رواتبهم من 480 ألف دينار إلى 350 ألف دينار.

ونظم عدد من اصحاب الاراضي الزراعية في منطقة الزريجي التابعة لقضاء شط العرب شرق البصرة، وقفة احتجاجية للمطالبة بإلغاء قرار وزارة النفط الاخير الذي ينص على ايقاف لجان التعويض الرضائي لأصحاب تلك الاراضي.

 

تظاهرات لخريجي التربية

في غضون ذلك، نظم عدد من خريجي كليات التربية في محافظة المثنى، وقفة احتجاجية أمام مبنى التربية، للمطالبة بتوفير فرص عمل لهم.

واقدم المحتجون على نصب خيم للاعتصام امام مبنى المديرية، للضغط على الجهات المعنية في الاستجابة لمطالبهم.

وتظاهر عدد من اصحاب العقود في دائرة صحة المثنى، أمام مقر الدائرة، للمطالبة بتثبيتهم على الملاك الدائم، وتطبيق الفقرة 61 من قانون الموازنة العامة، والتي تنص على تثبيت ممن لديهم خدمة تعاقدية تتجاوز خمس سنوات.

وفي وقت سابق، طالب ممرضون في دائرة صحة المثنى، بشمولهم في توزيع قطع الأراضي من قبل الحكومة المحلية، أسوة بباقي موظفي الدائرة والدوائر الأخرى، وذلك خلال وقفة احتجاجية نظموها أمام مستشفى الحسين في السماوة.

وفي السياق، اغلق عدد من خريجي كليات التربية مبنى مديرية التربية في واسط، للمطالبة بتوفير درجات وظيفية لهم من خلال تعويض درجات الحذف والاستحداث.

وفي محافظة كربلاء، تظاهر خريجو كليات التربية، امام مبنى محافظة كربلاء، للمطالبة بتوفير فرص العمل.

مطالبات بإقالة المحافظ

الى ذلك، شهدت محافظة النجف احتجاجات غاضبة للمطالبة بإقالة المحافظ لؤي الياسري.

وقال مراسل “طريق الشعب”، ان “العشرات من المحتجين تظاهروا في ساحة الصدرين للمطالبة بإقالة محافظ النجف”. وذكر المراسل ان مناوشات حدث عصر امس بين المحتجين وقوات الامن

من جانب اخر، تظاهر العشرات من الخريجين في المحافظة امام مبنى تربية النجف، للمطالبة بتوفير فرص العمل.

وبيّن مراسل “طريق الشعب”، ان “المحتجين طالبوا بشمولهم في العقود اسوة بالمحاضرين المجانيين واطلاق درجات الحذف والاستحداث”، مشيرا الى حصول اعتداء من قبل القوات الامنية على المتظاهرين الخريجين، ما دفعهم لقطع شارع الكوفة _ النجف.

وتظاهر عدد من اهالي محافظة بابل، امام احد الهياكل الحديدية المتجاوزة على اكتاف ومحرمات نهر اليهودية في حي الجمعية، وسط الحلة، لغرض ايقاف العمل وفرض سلطة القانون.

 

ديالى وبغداد

في المقابل، تظاهر العشرات من خريجي الكليات والمعاهد الفنية في ديالى، امام مبنى المحافظة وسط بعقوبة، للمطالبة بتوفير فرص العمل.

وطالب المحتجون بالإسراع في إجراءات الحذف والاستحداث لدى الدوائر واجراء المقاطعة للمحاضرين من اجل توفير فرص عمل لما تبقى من خريجي الكليات والمعاهد الفنية، مهددين بتنظيم اعتصام في حال تجاهل مطالبهم.

وفي العاصمة بغداد، اقدم المئات من اصحاب العقود في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على اغلاق شارع النضال وسط العاصمة بغداد، للمطالبة بتطبيق قرار مجلس الوزراء رقم 315.

 

ناشطون: الاحتجاجات لن تكف

بغداد ـ سيف زهير

 

خلافا لكل التوقعات المناوئة للحركة الاحتجاجية، التي انطلقت بأوسع أشكالها في العام 2019، يقول ناشطون: إن التظاهرات بدأت تتوسع أكثر بأشكال مختلفة، لأن أسباب الأزمة لم تنته.

 

واقع لم يتغير

يقول الناشط المدني والمشارك في احتجاجات انتفاضة تشرين، محمد مازن: أنه “بالمقارنة بين العامين 2019 و2021، نلاحظ أن شيئا لم يتغير. كل الامور على حالها. فلم يتحقق أي مطلب رفعته انتفاضة تشرين”.

ويضيف مازن لـ”طريق الشعب”، أن “الشباب الذين شاركوا في الاحتجاجات يدركون جيدا عدم استعداد القوى المتنفذة إلى القيام بالتغيير برغم ان ذلك أصبح أمرا ملحا في ظل المخاطر التي تحيط بالعراق. ورغم أن التظاهرات الان لم تعد في ساحة التحرير أو الساحات الرئيسة في المحافظات، لكنها تتشعب في أشكال قطاعية وتتواصل معبرة عن الهموم الكثيرة للشرائح المظلومة”.

ويتابع مازن “رغم مقاطعتنا للانتخابات، ما زلنا نعلق أملنا على البعض ممن وصلوا إلى البرلمان، لأننا نؤمن بالتغيير السلمي، وحتى مقاطعتنا جاءت كموقف سلمي واع. يجب على الفائزين أن ينظرون في مطالب المنتفضين والعمل على تشريع قوانين مهمة”.

أما الناشط حمزة مدلول، فيرى أن أي شيء لن يتحقق ما دام ملف قتلة المتظاهرين مغلقا، ولا يمكن للحكومة تحريكه نتيجة للضغوط السياسية.

ويقول مدلول لـ”طريق الشعب”: إن “حوالي 800 مواطن استشهدوا ما عدا الحالات الأخرى للضحايا. ولا يمكن لنا الآن أن نتصالح مع القوى السياسية التي تفرجت على ما جرى”. أما بخصوص استمرار التظاهرات، فيعلق مدلول قائلا: “ليس بغريب أن تتواصل التظاهرات؛ فالفقراء يئنون نتيجة لغياب العدالة الاجتماعية واستئثار اقلية فاسدة بمقدرات البلد، وهذا ما لا يمكن لأي إنسان ان يسكت عنه”.

ويتابع الناشط “ نرى في الجنوب والوسط وحتى قبل فترة وجيزة في الاقليم مطالب واسعة، بينما الحوارات تجري الان بين قوى السلطة حول كيفية تشكيل الحكومة وتوزيع المناصب وارضاء الفرقاء والخاسرين”.

سيناريو احتجاجي متوقع

من جانبه، يؤكد الباحث في الشأن السياسي، أحمد جميل، أن “المواطن يئس تماما من أن تضمن السلطات حقوقه وتحميها. بل على العكس، فإن المواطن يرى أن كل حقوقه تنتهك يوميا من أجهزة الدولة والجهات المسلحة”.

ويوضح جميل لـ”طريق الشعب”، أن “الناس محرومون من أيسر حقوقهم، بما فيها إمدادات المياه النظيفة، والرعاية الصحية، والحق في الغذاء، وفي التعليم، بل إن حقهم في الحياة ينتهك يوميا. ويعود ذلك إلى السياسات التي ينتجها نظام المحاصصة الطائفية القائم منذ عام 2003، والتي أشاعت الفساد في كل مفاصل الدولة وسمحت للانتهاكات أن تتواصل وتتعاظم”.

ويضيف: أن “الحكومة تخلت عن وعودها بالكشف عن القتلة ومحاسبة الفاسدين. ولم تقدم أي مجرم إلى العدالة للأسف الشديد. وأن رئيس الوزراء أعلن بعد توليه المنصب، تشكيل لحنة للكشف عن قتلة المتظاهرين، إلا أن لجنته لم تظهر أية نتيجة مهمة، انما زاد القتل وتمادى حملة السلاح المنفلت، بشكل أكبر من دون أي رادع حكومي”، لافتا إلى أن “المشكلة باتت تنحصر بشكل النظام السياسي نفسه وليس بكيفية محاولات الترقيع؛ فالتجربة اثبتت ان المحاصصة غير قادرة على بناء البلد والان أصبحنا بسببها على شفا الهاوية، وهذا ما صار يدركه الجميع، ويدفع الناس الى التظاهر باستمرار حتى صارت التظاهرات القطاعية اوسع بكثير من السابق، لكن الضوء لا يسلط عليها، لانها تخرج في أوقات متفاوتة، وتعمل الكثير من الجهات الإعلامية على تجاهلها لأسباب معروفة جدا”.

 

 

وعود خانت الأصابع البنفسجية.. حملات الخدمات توقفت بعد انتهاء الانتخابات

بغداد ـ محمد التميمي

 

يعاني ملف الخدمات من التسويف والإهمال خصوصا في المناطق والاحياء الشعبية والاقضية والمناطق النائية. وتظهر الرغبة والاهتمام بتقديم الخدمات مع اقتراب موعد اجراء أية انتخابات تشريعية أم محلية.

ويعمد المرشحون في تلك المواسم التي تقديم خدمات أساسية للمواطنين، وهي من واجب جهات تنفيذية مسؤولة مثل تبليط الشوارع او ترصيفها او نصب محولات وتوفير الكهرباء او انشاء ملاعب رياضية بسيطة او تنظيف المناطق. وفي أغلب الأحيان يتم استغلال المال العام في مثل هكذا حملات بشكل يخالف القانون دون أية عقوبات لردع المخالفين، ما يفتح الباب امام تساؤلات أكبر حول: هل هذا الإهمال متعمد؟ وما هو دور دوائر البلديات ووزارة الكهرباء؟

في هذا الصدد، أجرت “طريق الشعب” حوارات مع مواطنين من مناطق مختلفة في العاصمة. تحدثوا لمراسلها عمّا تلقوه من وعود أثناء الدعاية الانتخابية، وكيف انتهى بها المطاف الى اللا شيء، بعد اعلان نتائج الاقتراع.

 

تبليط مقابل الصوت

ويتحدث المواطن علي حسن، وهو من سكنة حي العامل لـ”طريق الشعب”، “شاهدت العديد من المرشحين للانتخابات يقومون بتبليط الشوارع وينصبون المحولات الكهربائية او يقومون بتشجير منطقتنا او يقومون بتسليك المجاري، بهدف الترويج لأنفسهم وكسب ثقة الناس، لكنهم لم يقدموا برنامجا او مشروعا يخدم الصالح العام”.

وبالعادة يستهدف هكذا نوع من الدعايات تلك الاحياء الفقيرة، التي تفتقر لأبسط الخدمات.

 

تقصير متعمد؟

وعلى صعيد ذي صلة، يقول الشاب محمد جبار من منطقة الثورة، ان الخدمات في منطقته “سيئة ومتردية جدا، ولا يظهر الاهتمام بها الا في وقت اقتراب الانتخابات، حيث ينشط هذا الملف ويتم استغلاله سياسياً من اجل كسب رضا الناخبين”.

ويلفت في حديثه لـ “طريق الشعب”، الى ان “الشارع العام في المنطقة تملأه المطبات والحفر التي تؤثر على حركة السير وتتسبب بالحوادث”، مضيفا أن مناشداتهم الكثيرة لم تلق آذانا صاغية، انما بقي الحال على ما هو عليه.

ويتابع قائلا: “عند انطلاق الدعاية الانتخابية لاحظنا تهافت أكثر من مرشح لتبليط هذا الشارع وترميمه والتقاط الصور. فيما كان يعاني من الإهمال مسبقاً. وكأن البلدية لا تتحرك الا بوجود مرشحين. وهنا نتساءل: هل هذا التقصير في أداء الواجب والفساد هو عن عمد ام انه نفوذ لبعض المرشحين؟”.

 

جهود شخصية

ولا يختلف الحال كثيرا بالنسبة للشاب علي احمد من سكنة منطقة الأمين الثانية/ الحي الزراعي (سكينة ورقية)، إذ يقول لـ”طريق الشعب”: ان “الحملات لم تقتصر على منطقتي فحسب، بل طالت مناطق البياع وجسر ديالى والزعفرانية والكمالية والمشتل وغيرها”.

ويشير الى ان أحد المرشحين كان نصب محولة كهربائية في منطقته، لكنه قام برفعها بسبب عدم فوزه وصعوده الى البرلمان.

ويلفت احمد في حديثه الى ان وضع منطقته متردٍ الى درجة كبيرة، وان بناها التحتية سيئة “هناك شوارع رئيسية تعاني الإهمال، وبحسب اعتقادي هذا شيء متعمد. كما ان النفايات منتشرة بشكل عشوائي، والجهات المعنية لا تؤدي دورها بشكل صحيح، ودائما ما يقوم الأهالي بجهود شخصية بتنظيف مناطقهم والتخلص من الازبال”.

 

ليست وظيفة المرشح

وعن استغلال الملف الخدمي، يروي الشاب علي احمد لـ “طريق الشعب” قصة أخرى حيث يقول ان “أحد المرشحين وعد بتقديم الخدمات لنا، وأقدم على قشط الشارع بهدف تبليطه، لكنه تركه على حاله، بعد فترة ذهب الأهالي الى البلدية من اجل إيجاد حل كون الشارع أصبح غير صالح للاستخدام، فتبرأت الجهات المعنية من الامر وتملصت، بينما الشارع بقي على حاله”.

ويعد احمد ان “تبليط الشارع او توفير الكهرباء ليس وظيفة المرشحين، بل هو عمل من صلب واجبات البلدية. وكان الاجدر تقديم برنامج انتخابي وطني يقنع المواطنين، وليس استغلال المال العام في دعايات سياسية”.

وشدد على ضرورة أن يكون هناك قانون ورقابة على دعايات المرشحين؛ إذ لم نشاهد استبعاد من خالف القانون من سباق الترشيح. بينما هناك مرشحون وضعهم المادي ضعيف، لذلك لا يستطيعون عمل دعاية انتخابية حتى”.

 

 

الصفحة الرابعة

 

في اليوم العالمي لحقوق الإنسان.. مليون طفل عراقي في سوق العمل و5 ملايين يتيم

بغداد ـ عبد الله لطيف

 

يحتفل العالم سنويا في العاشر من كانون الأول باليوم العالمي لحقوق الإنسان، في الوقت الذي تتواصل فيه انتهاكات حقوق الانسان على المستوى المحلي.

وحمّل عدد من ناشطي حقوق الانسان القوى السياسية الحاكمة مسؤولية تدهور هذا الملف، نتيجة لعدم التزام العراق بالاتفاقيات الدولية، واستمرار الافلات من العقاب.

 

تقرير مفزع

وأظهرت مؤشرات نشرتها مفوضية حقوق الإنسان المستقلة في العراق، بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الانسان، ارقاما واحصائيات مرعبة لأوضاع العراقيين، خاصة في مجال الحريات والحقوق.

ولفت مؤشر مفوضية الحقوق إلى وجود 5 ملايين يتيم يمثلون نحو 5 في المائة من أجمالي الايتام في العالم، الأمر الذي يعكس حجم الخسائر البشرية والمآسي الإنسانية التي خلفتها أعمال العنف والحرب ضد الإرهاب على سكان البلاد وخاصة الأطفال منهم.

 

مليون طفل في سوق العمل

ولم تتوقف الإحصائية الحقوقية عند حدود فقدان الأطفال لآبائهم، بل كشفت أيضاً عن انخراط مليون طفل في سوق العمل، بالنظر لحالة العوز التي تعاني منها العوائل الفقيرة، إلى جانب وجود 45 ألف طفل بلا أوراق ثبوتية رسمية، نتيجة لانتماء آبائهم لتنظيم (داعش).

كما أشارت إلى وجود 4 ملايين ونصف مليون طفل ترزح عوائلهم تحت خط الفقر. وهناك 5000 شكوى مقدمة على خلفية العنف الأسري.

 

البطالة والفقر

وبحسب إحصاءات المفوضية المتعلقة بحياة المواطنين وأمنهم وحرياتهم، فإن مؤشراتها سجلت نسبة فقر 25 في المائة من مجموع السكان، بضمنهم إقليم كردستان، ونسبة بطالة تقارب الـ14 في المائة.

وسجلت مقتل 596 مواطناً بسبب أعمال العنف، فيما بلغ عدد المواطنين المفقودين 8 الاف مفقود منذ عام 2014، وأشارت المفوضية إلى أن السلطات العراقية لم تقم بواجبها حيال هؤلاء المفقودين واسرهم، لجهة إجراء التحقيقات اللازمة لمعرفة مصيرهم، أو تعويض عوائلهم ماليا. ومعظم حالات الفقد والتغييب هي في المحافظات التي احتلالها «داعش» بعد عام 2014.

وأشار مؤشر المفوضية إلى اعتقال 10 ناشطين وصحافيين.

 

حالات تعذيب

وأكدت المفوضية تلقيها 900 شكوى تتعلق بحالات التعذيب وسوء المعاملة في السجون من دون أن تقوم السلطات بالتحقيق.

أما في مجالي التعليم والصحة، فقد كشفت المؤشرات عن واقع مرير يعانيه الطلاب في المدارس من خلال حاجة البلاد إلى 8000 مدرسة، وكشفت عن ان نسبة التسرب وترك الدراسة بلغت 73 في المائة من اجمالي المراحل الدراسية وضمنها الكليات والجامعات (الابتدائية: 91%، المتوسطة: 36%، الثانوية: 18%، الجامعات 14%).

وذكر إحصائية المفوضية عن وجود 1000 مدرسية طينية (مبنية من مادة اللبن).

 

الصحة والسكن

وفي المجال الصحي، كشفت عن مقتل 175 وإصابة 150 في احتراق مستشفى ابن الخطيب في بغداد، ومستشفى الحسين في الناصرية المخصصين لعزل المصابين بفيروس كورونا.

وذات المؤشرات القاتمة امتدت لتشمل مجال السكن والعشوائيات، حين أكدت المؤشرات حاجة البلاد إلى 3 ملايين ونصف المليون وحدة سكنية للتغلب على أزمة السكن الخانقة، وتحدث أيضا عن 4000 مجمع عشوائي يسكنها نحو نصف مليون أسرة، تتركز معظمها في العاصمة بغداد بواقع 1022 مجمعا، و700 مجمع في محافظة البصرة الجنوبية الغنية في النفط، علما ان اجمالي مداخيل النفط العراقي الذي يصدر معظمه من هذه المحافظة بلغ نحو 8 مليارات دولار أمريكي في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، طبقا لإحصاءات شركة «سومو» النفطية.

وفي مجال النقل، ونظرا لسوء حالة معظم الطرق الخارجية وعدم فاعلية الرقابة المرورية، سجل مؤشر المفوضية وقوع 8286 حادثا مروريا، تسبب بوفاة 2152 مواطنا.

يشار إلى أن إحصاءات ومؤشرات مفوضية حقوق الإنسان، جاءت بعد أيام من عودة أعضاء مجلسها إلى ممارسة مهامهم بعد أن أقدم البرلمان العراقي قبل انتهاء دورته في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إلى إيقافه من «دون سند قانوني». لكنها استأنفت عملها مجدداً منذ أيام، بعد أشهر عدة على إيقافها إثر انتهاء ولاية أعضائها البالغة أربع سنوات.

 

لا أولوية لحقوق الانسان

ويقول علي البياتي عضو مفوضية حقوق الانسان لـ“طريق الشعب”، ان «هناك تصنيفا للحقوق السياسية والمدنية ويوجد تصنيف للحقوق الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وكل هذه الحقوق في تراجع، ولا نستطيع القول ان من اولويات المؤسسات في العراق حماية هذه الحقوق».

ويضيف ان «الدستور العراقي كفل المساواة بين العراقيين بالحقوق والحريات ولا تمييز بينهم، بينما نرى انه مع بداية تأسيس السلطة منذ 2003 وحتى الان ان الدولة تعتمد على آليات تمييزية حيث ان السلطات في البلاد موزعة بين المكونات، وهذا مخالف لنظرية مناهضة التمييز التي اقرها الدستور».

ويؤكد البياتي، ان «المؤسسات العراقية ما تزال منذ عام 2003 تعمل بآليات تقييدية وبيروقراطية تجعلها غير قابلة للاستجابة للاتفاقيات الدولية ومبادئ الدستور العراقي، بالتالي فإن حقوق الانسان ليست من أولويات المؤسسات الحكومية، كل هذا  نتيجة لنهج المحاصصة الطائفي وسوء الإدارة الذي يهيمن على الدولة».

وتابع ان «الاقتصاد هو المحرك لكل العملية السياسية والذي يكفل توفير حقوق المواطنين، لكنه في الواقع لم يقدم ما مطلوب منه على اعتبار انه يعتمد على الريع النفطي الذي يوفر فقط التوظيف الحكومي ويهمل توفير العمل في باقي القطاعات التي هي جزء من الحقوق الاقتصادية للمواطنين»، منوها الى «عدم توفر حقوق اخرى مثل الصحة والتعليم والنقل والسكن».

 

العراق في الصدارة

بدورها، تشير الناشطة في مجال حقوق الانسان بشرى العبيدي الى ان «العراق يتصدر قوائم الدول الأشد انتهاكاً لحقوق الانسان، ودائماً ما تؤشر التقارير الدولية لحقوق الانسان الصادرة عن الأمم المتحدة، عدم التزام العراق بالاتفاقيات التي صادق عليها»، مبينة ان «توصيات الامم المتحدة بشأن حقوق الانسان تضعها الحكومات ضمن الاهتمامات الثانوية، وهذا ما تؤكده البرامج الحكومية».

وتكشف العبيدي في حديثها لـ“طريق الشعب” عن «عدم اشارة المنهاج الحكومي للحكومة الحالية الى موضوع حقوق الانسان مطلقا»، مبينة ان «العراق فقد منصب نائب رئيس مجلس حقوق الانسان العالمي، بسبب القمع الذي تعرض له المحتجون في تشرين».

وتؤكد الناشطة ان «العراق بلد متخم بالتشريعات، لكن تطبيقها يواجه خللاً كبيراً، نتيجة لسيطرة الأحزاب المتنفذة على مقاليد الحكم ومؤسسات الدولة، واستخدام نهج المحاصصة في تعيين مدراء المؤسسات، ما جعل تلك المؤسسات غير قادرة على الالتزام بالاتفاقيات التي صادق عليها العراق»، مشيرة الى ان «السلطة القضائية تحاول ان تطبق المتاح من القوانين النافذة للتصدي لهذه الانتهاكات، لكن هناك انتهاكات غير مغطاة بقوانين مثل الاختفاء القسري او الانتهاكات ضد المرأة والطفل».

 

الافلات من العقاب

من جهتها، تقول النائبة السابقة والمدافعة عن حقوق الانسان ندى الجبوري، ان «حقوق الانسان هي سلوك مجتمعي يجب ان تعمل عليه مؤسسات التعليم في العراق»، معربة عن أملها في أن تكون حقوق الانسان «ضمن الأولويات السياسية، من أجل تحقيق الرفاهية الإنسانية».

وتعتقد الجبوري ان «تعطيل مفوضية حقوق الانسان في البلاد هو نتيجة لكون هذه الحقوق ليست ضمن أولويات العمل السياسي»، مؤكدة ان «الإفلات من العقاب احد أسباب استمرار انتهاكات حقوق الانسان في البلاد».

 

سلوك مترسخ

الى ذلك، يقول رئيس مؤسسة الحق لحقوق الانسان، عمر فاضل: ان «انتهاكات حقوق الانسان في العراق هي ضمن سلوكيات الافراد، وهو شيء مترسخ منذ زمن؛ فالتعذيب على سبيل المثل هو جزء من عمليات التحقيق في العراق»، مشيرا الى ان «بعض الانتهاكات لها حاضنة اجتماعية، فضلاً عن غياب الجدية من القبل الجهات المعنية في مواجهة هذه الانتهاكات».

ويضيف لـ“طريق الشعب” ان «الاختفاء القسري احدى المشكلات الكبيرة التي تواجه العراق، فضلاً عن ارتفاع عدد قرارات الإعدام، وهذا القرارات في بعض الأحيان هي في محل شك لعدم نزاهة التحقيق احياناً. وعدا ذلك ما تزال ازمة النازحين تراوح في مكانها».

يُذكر ان العراق سبق ان وقع على عدد من الاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الانسان وابرزها: العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والعهد المدني الخاص بالحقوق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، اضافة الى الاتفاقية الدولية للقضاء على كافة اشكال التمييز العنصري، واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو)، واتفاقية حقوق الطفل، واتفاقية القضاء على كافة اشكال التعذيب، والاتفاقية الدولية للحد من الاختفاء القسري، واتفاقية حقوق ذوي الإعاقة.

 

 

تعددت الأسباب والنتيجة واحدة!.. 4 سنوات على دحر داعش.. وملف النازحين لم يحسم!

بغداد – طريق الشعب

تزامنا مع ذكرى مرور أربع سنوات على إعلان تحرير العراق من تنظيم “داعش” الارهابي، لا يزال ملف النازحين عصيا على الحل؛ إذ أن عشرات المخيمات في كردستان العراق وغربه، لم ترفع للآن، بينما ملّ قاطنوها العيش بهذه الطريقة.

وتبرر الجهات المعنية بقاء تلك الخيام واقفة على أعمدتها، لأسباب عديدة منها: الاوضاع الامنية غير المستقرة في مناطقهم الاصلية، أو عدم وجود أموال كافية لاعادتهم، أو تأهيل منازلهم والبنى التحتية في مدنهم، فضلا عن أزمة “الثارات العشائرية” التي بقي بعضها بلا تسوية حتى الان.

واضطر ملايين العراقيين للنزوح وترك منازلهم في محافظات نينوى وكركوك وصلاح الدين والأنبار وديالى وأطراف بغداد وأجزاء من محافظة بابل، بعد منتصف عام 2014 عقب توسع سيطرة ارهابيي تنظيم داعش، على مناطق واسعة ومختلفة من البلاد.

وتقول الأمم المتحدة: إن ما لا يقل عن 5.5 مليون عراقي اضطروا للنزوح إثر المعارك مع تنظيم داعش، لجأ بعضهم إلى دول الجوار مثل تركيا أو دول الاتحاد الأوروبي. وبحسب منظمة الـ un فان عدد النازحين في إقليم كردستان 210 ألف نازح.

 

اغلاق 50 مخيماً

وكان وكيل وزارة الهجرة والمهجرين كريم النوري أكد في تصريح صحفي، مؤخرا، اغلاق أكثر من 50 مخيماً، إضافة الى توفير الوقود لـ 26 مخيماً في إقليم كردستان ومخيم في الموصل، وآخر في الفلوجة خلال فصل الشتاء.

واضاف النوري انه “تنفيذاً للبرنامج الحكومي بعودة النازحين إلى ديارهم طوعاً، أغلقنا أكثر من 50 مخيماً خلال فترة حكومة الكاظمي، ولم يبق إلا 26 مخيماً في إقليم كردستان ومخيمان أحدهما في الموصل والآخر في الفلوجة”.

وعن الخطط التي أعدتها وزارة الهجرة والمهجرين لدعم النازحين خلال فصل الشتاء، أكد النوري أن وزارته “خاطبت وزارة النفط لتزويدهم بالوقود، لذلك سنوفر الوقود، وأيضاً الأغطية لكن العودة هي الحل الوحيد لإنهاء المعاناة”.

 

دور وزاري ضعيف

وفي الحديث معاناة النازحين في مخيمات إقليم كردستان، يوضح الإعلامي والنازح ذياب غانم، الذي يسكن في مخيم (بيرسفي2) في اقصى شمال العراق، ان مخيمات النازحين تتوزع على محافظات الإقليم في دهوك واربيل وسليمانية، مشيرا الى ان دهوك تضم 16 مخيم.

ويقول غانم في حديث لـ”طريق الشعب”، أنه “بطبيعة الحال هذا ليس اول شتاء يمر على النازحين في الإقليم. فمنذ 7 سنوات يتكرر هذا الحال”.

ويردف كلامه “وردتنا انباء تقول ان هناك 20 لترا من الكاز الأبيض تم تخصيصها لكل عائلة في المخيم”، متسائلا: “هل تكفي ذلك؟!”.

ويلفت في حديثه الى ان “وزيرة الهجرة والمهجرين صرحت سابقا، بان الوزارة انفقت 6 مليارات دينار لتوفير الثلج في فصل الصيف”، مجددا التساؤل: “لماذا لا نرى هذه الأموال الطائلة تصرف على أمور ومستلزمات ضرورية”.

ويزيد غانم “لقد اعتدنا على سماع تصريحات المسؤولين دون تطبيق على ارض الواقع. لأن وزارة الهجرة والمهجرين دائما ما تقرر لكن لا تنفذ”.

 

معرقلات العودة

وعن المعرقلات التي تحول دون عودة النازحين من أهل سنجار الى مناطقهم، يوضح ذياب غانم بأنه “في سنجار لا يوجد قانون، ولا تعليم، ولا امن، ولا خدمات صحية، انما الصراع السياسي والعسكري والمكوناتي قائم على قدم وساق”. مبيناً ان “ انعدام الاستقرار في المنطقة وعدم قدرة الحكومة على فرض سيطرتها جميع هذه الأسباب تحول دون العودة”.

ويذكّر الناشط بالاتفاق بين بغداد وأربيل الذي نص على “تعيين 2500 شرطي من أهالي سنجار لحماية مناطقهم. لم يتحقق شيء حتى الان”.

 

“يحتاجون لكل شيء”

وعمّا يحتاجه النازحون، يؤكد غانم انهم “انهم بحاجة الى كل شيء. ما يقدم لهم من مساعدات تنفعهم كثيرا خصوصا وان الشتاء بدأ يقرس أجسامهم النحيلة”.

ويخلص الإعلامي النازح في حديثه الى: “انا نازح وأتمنى ان اعود الى بيتي. لدي أقارب شهداء في المقابر الجماعية. من حقي ان ادفنهم بشكل لائق احتراما واجلالا لهم. أطالب الحكومة المركزية بوضع حد لمأساتنا. نحن بحاجة الى الكثير من العمل. اعتقد ان الحكومة مجبرة على تقرير مصير سنجار. الطرف الوحيد الذي يعمل هو المنظمات. نحن نعتمد عليهم”.

 

مخيمات ام عشوائيات!

وبالنسبة للنازحين في المحافظات الغربية، فانها لا يختلف كثيرا عن وضع أقرانهم في مناطق الاقليم، فهم يقاسون المعاناة ذاتها، ويحلمون في العودة.

وفي هذا الصدد، توضح الناشطة المجتمعية كوثر المحمدي، رئيسة مؤسسة سقيا، في حديث لـ”طريق الشعب” قائلة: ان “النازحين موجودون في الانبار بصورة عشوائية؛ حيث ان هذه المخيمات أغلقت رسميا، لكن الى اليوم هي تؤوي بعض النازحين، الذين لا يستطيعون العودة الى مناطقهم، مثل جرف الصخر والعويسات”، مشيرة الى انهم “يسكنون بمنطقة بزيبز، وهو مخيم جدا كبير، واغلق منذ سنتين وتحول الى عشوائية”.

ومفردة “عشوائية” بحسب الناشطة، “تطلق على المخيمات التي اغلقتها الحكومة رسميا، لكن لا يزال هناك نازحون يسكنون فيها. وهذه مصنفة ضمن البرامج الخدمية لمنظمات المجتمع المدني.

 

خدمات معدومة

وتكمل المحمدي أن مخيمي العامرية والسياحية، مغلقان لكنهما يؤويان 75 اسرة، وعدد نازحيهما يصل من 200 الى 300 فرد.

وتشير الى وجود مدرسة ومركز صحي بالقرب من هؤلاء النازحين، لكنهما بلا خدمات، واصفة حديث الوزارة عن إعادة النازحين مجرد “دعاية اعلامية”، معتبرة أن “كل ما فعلته الحكومة هو اغلاق المخيمات، لكن مصير النازحين يبقى مجهولا”.

وتبين المحمدي ان “أهالي الانبار أعطوا للنازحين أراضي في مناطق صحراوية يسكنون فيها مؤقتا حتى يتحسن الوضع”، مخمنة ان عدد النازحين الموجودين في الانبار يصل تقريبا الى 2500 نازح.

وتختتم المحمدي حديثها بأن “الامراض تواصل الانتشار في المخيمات، بينما مناعة النازحين أصبحت ضعيفة جدا. هناك مصابون بالسرطان وبأمراض عديدة وفطريات لدى النساء والاطفال”.

********************************

الصفحة الخامسة

 

الحزب الشيوعي العراقي في لقاء عالمي:معاً من اجل حياة افضل لشعوب العالم

 

عقدت الاحزاب الشيوعية والعمالية لقاءً عالمياً 12-10 كانون الاول 2021 حول موضوع “التطورات العالمية الاقتصادية والسياسية والعسكرية. الخبرة المكتسبة من نضال الاحزاب الشيوعية والعمالية. متضامنون مع كوبا والشعب الفلسطيني وكل الشعوب التي تناضل ضد العقوبات والمخططات العدوانية الامبريالية”.

عُقد اللقاء بمشاركة 70 حزباً من ارجاء العالم بعد تأجيل عقد الاجتماع السنوي الدوري (الحضوري) الى نهاية العام المقبل بسبب جائحة كورونا.

وفي اللقاء القى الرفيق فاروق فياض، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي مداخلة الحزب، نصها في الاتي:

الرفاق الأعزاء

اسمحوا لي أن انقل اليكم أحر التحيات من رفاقكم في الحزب الشيوعي العراقي وتمنياتهم لهذا اللقاء العالمي الاستثنائي للأحزاب الشيوعية والعمالية بالنجاح ليكون خطوة أخرى على طريق تعزيز حركتنا الشيوعية العالمية، عبر تبادل الخبرات الغنية التي تمتلكها، وتمكينها من الارتقاء الى مستوى التحديات الجسيمة التي تواجهها شعوب العالم، وتطوير التضامن الأممي بين احزابنا في النضال المشترك، من اجل السلام والحرية والديمقراطية والتقدم الاجتماعي والاشتراكية.

كما نثمّن مبادرة “مجموعة العمل” بالدعوة الى هذا اللقاء الاستثنائي (المنعقد عن بعد) بعد قرارها تأجيل الاجتماع العالمي للأحزاب الشيوعية والعمالية الى اواخر السنة المقبلة 2022 بسبب تطورات جائحة كوفيد-19.

 

الرفاق الأعزاء

اتسم الوضع على الصعيد العالمي في السنوات الاخيرة باستمرار مساعي الولايات المتحدة مع حلفائها لتكريس هيمنتها الإمبريالية وإعادة العالم إلى أجواء الحرب الباردة وسباق التسلح، وممارسة سياسة القوة والتدخلات العسكرية المباشرة، واستخدام العقوبات الاقتصادية والسياسية على نطاق واسع، وتصدير السلاح، خصوصاً إلى المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة، ومواصلة توتير الأجواء مع بلدان عدة من أبرزها الصين وروسيا. وهيأ هذا الوضع ارضية خصبة لنمو الحركات اليمينية المتطرفة والفاشية والإرهابية والشعبوية التي تهدد السلم والأمن العالميين. كما غذى النزاعات والحروب في مناطق كثيرة في العالم، خصوصاً الشرق الاوسط.

في المقابل، تزايد النزوع العام إلى تحقيق انفراج دولي حقيقي وإطفاء بؤر التوتر، وتركيز الجهود على مجابهة التحديات الكبيرة التي تواجه البشرية في تأمين الموارد الغذائية والبيئة الصالحة، ومعالجة شح المياه ومواجهة التغيرات المناخية الكونية والأمراض الوبائية وانتشار التطرف والإرهاب والنزعات القومية العنصرية المتطرفة. واثبت ذلك مجدداً أن الإمبريالية ليست مطلقة اليد في فرض أهدافها وهيمنتها، اذ يلقى هجومها ومخططاتها مقاومة من الشعوب وقوى اليسار، وبضمنها الأحزاب الشيوعية والحركات الاجتماعية، التي يمهد نضالها الطريق لبناء نظام دولي جديد يقوم على السلام والحرية والديمقراطية والتقدم الاجتماعي.

 

الرفاق الأعزاء

لقد شهد العالم على نحو غير مسبوق أسوأ أزمة صحية عالمية منذ عقود، بعد انتشار فيروس كورونا المستجد “كوفيد -19” في نهاية عام 2019 وتحوله إلى وباء يهدد حياة الملايين من البشر في أرجاء المعمورة، وراح ضحيته حتى الآن أكثر من 5 ملايين شخص. ولم تعد جائحة كورونا مجرد أزمة صحية بل تحولت إلى أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية وبيئية على الصعيد العالمي، وتتضح على نحو متزايد آثارها الكارثية.

وكما هو الحال دائماً في أزمات الرأسمالية، سعت احتكاراتها والحكومات والقوى السياسية التي تمثل مصالحها، إلى تحميل الشغيلة والشعوب أعباء الأزمة وحلها على حسابها، دون اكتراث لمصائر الشعوب وأرواح البشر. وأسفرت الرأسمالية واحتكاراتها بذلك، ومن جديد، عن الجوهر الاستغلالي لنظامها.

وإزاء التحديات الجسيمة التي أثارتها على نحو غير مسبوق هذه الأزمة الصحية العالمية وتداعياتها، نضم صوتنا الى اصوات قوى اليسار والأحزاب الشيوعية والعمالية للمطالبة بخطوات عاجلة لتعزيز نظم الصحة العامة وقدراتها بتمويل من الدول، وتوفير وسائط الحماية والوقاية الضرورية، وحماية مداخيل وحقوق الشغيلة والفئات الشعبية المسحوقة، والتصدي لمحاولات التضييق على الحريات والحقوق الديمقراطية للشعوب تحت ستار مكافحة الوباء، وإنهاء العقوبات والحصار الاقتصادي الذي يعمق معاناة شعوب البلدان التي يُفرض عليها، ومنع كل ما يهدد صحتها وحياتها.

 

الرفاق الأعزاء

مع استمرار وتعمق أزمة النظام الرأسمالي تتزايد المخاطر الناجمة عن مساعي القوى اليمينية المتطرفة لاستثمار الظروف الناجمة عن هذه الأزمة لتعزيز مواقعها في السلطة السياسية.

ولا ينفصل النضال ضد الفاشية والعسكرة والحرب، ومن أجل نزع السلاح والسلام، عن النضال الأوسع ضد الاستغلال الرأسمالي، ومن أجل التقدم الاجتماعي. فهو جزء لا يتجزأ من نضال الشغيلة من أجل مصالحهم الطبقية والنضال في جبهة اجتماعية واسعة تُبنى بتعبئة الطبقة العاملة وغيرها من الطبقات والفئات المناهضة للاحتكارات. ويمثل تعزيز هذه الجبهة مهمة أساسية.

إن حزبنا الشيوعي العراقي يجدد تضامنه مع نضال الشعوب وقواها الوطنية والديمقراطية واليسارية والشيوعية في العالم، من أجل حقها في تقرير مصير بلدانها بإرادتها الحرة، وفي سبيل انتصار قيم الديمقراطية والعدالة وبناء علاقات متكافئة وتوطيد السلم والأمن الدوليين.

الرفاق الأعزاء

في هذا السياق، نشير الى ان المؤتمر الوطني الـ11 لحزبنا الشيوعي، الذي أنهى اعماله في بغداد قبل أسبوعين، تبنى قراراً بالتضامن مع كوبا وشعبها والحزب الشيوعي الكوبي في الدفاع عن الثورة ومكاسبها وحماية البلاد ونظامها الاشتراكي في مواجهة الاستفزازات العدوانية للولايات المتحدة ومحاولاتها الشرسة للإطاحة به. كما أدان مؤتمر حزبنا بشدة العقوبات والحصار الاقتصادي والتجاري المالي الجائر الذي تفرضه الولايات المتحدة على كوبا منذ 60 عاماً في انتهاك صارخ لحق الشعب الكوبي في الحياة والتنمية، ويطالب برفعها فوراً.

 

الرفاق الأعزاء

لقد شهدت منطقة الشرق الاوسط خلال السنوات الاخيرة الكثير من الأحداث المترابطة والمتداخلة مع مثيلتها على الصعيد الدولي، لتؤكد ان هذه المنطقة بما تتمتع به من مزايا وثروات هائلة تبقى موضع صراع وتقاطع مصالح دول عدة. واقترن تصعيد التوترات فيها بتزايد عنجهية إسرائيل، واستمرار التدخلات الخارجية في شؤون العديد من بلدانها بالضد من مصالح شعوبها، وتزايد الحروب العدوانية والنزاعات المسلحة ونشاط التنظيمات الإرهابية.

وكانت هذه التطورات على صلة وثيقة بسياسة الامبريالية الامريكية وتنفيذ مخططاتها بالتنسيق مع حلفائها والرجعيات المحلية، كما تجلت على نحو صارخ في فترة إدارة ترامب، لإدامة الهيمنة على المنطقة والتحكم بثرواتها وتأجيج النزاعات على أسس طائفية واثنية ومناطقية، وحفز التفكك الداخلي لمجتمعاتها. وتقود هذه السياسات إلى زعزعة الاستقرار وضياع فرص التنمية والتقدم وتحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية لشعوب الشرق الاوسط، وإلى تهيئة أرضية خصبة لنمو حركات يمينية متطرفة وفاشية وإرهابية، مما يهدد أيضا السلم العالمي.

 

الرفاق الأعزاء

لقد أقر مؤتمر حزبنا الوطني الـ11 الذي عقد مؤخرا، تقريرا سياسياً واسعاً تضمن تحليلا معمقا للأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، ومن ضمنها البلدان العربية، ونضالات شعوبها ضد تدخلات الامبريالية وحلفائها الرجعيين والاحتلال الإسرائيلي.

وتبنى المؤتمر قرارا بإدانة المؤامرات والدسائس التي تهدف الى تصفية قضية الشعب الفلسطيني واقتلاعه من أرضه وانكار حقه في اقامة دولته الوطنية، والتي كانت اتفاقات التطبيع المذلة التي أبرمتها أنظمة عربية مع اسرائيل برعاية أمريكية تتويجا لها. كما شجب المؤتمر بقوة جرائم القوات الاسرائيلية وعصابات المستوطنين في القدس وعمليات التوسع والضم والاحتلال والعدوان المتواصل على غزة. وجدد التضامن الثابت للشيوعيين العراقيين مع نضال الشعب الفلسطيني لانهاء الاحتلال الاسرائيلي واقامة دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس.

واعلن مؤتمر حزبنا أيضا تضامنه الحار مع النضال المدني السلمي للشعب السوداني وقواه الديمقراطية، وفي مقدمتها الحزب الشيوعي السوداني، لاستكمال مهام “ثورة ديسمبر” (2018) وتحقيق مطالب الشعب العادلة وإقامة الدولة المدنية الديمقراطية.

 

الرفاق الأعزاء

لقد عقد مؤتمر حزبنا الوطني الـ11 في بغداد في الفترة 24 الى 27 (تشرين الثاني) نوفمبر 2021، تحت شعار “التغيير الشامل: دولة مدنية ديمقراطية وعدالة اجتماعية”.

وافتتح المؤتمر بجلسة علنية في 24 نوفمبر، وسط حضور رسمي وشعبي حاشد. وتلقى العديد من رسائل التحية من الأحزاب والشخصيات ومنظمات المجتمع المدني في البلاد، كذلك من الأحزاب الشيوعية واليسارية في البلدان العربية والعالم.

وجاء هذا الحدث المميز وبلدُنا يعاني من أزمة عامة شاملة، تتجلى في حالة الاستعصاء والانسداد السياسيين، التي تعمقت بعد الانتخابات الأخيرة في 10 أكتوبر الماضي التي قرر حزبنا مقاطعتها. ووجه الملايين من أبناء شعبنا رسالة بليغة في الانتخابات الى القوى المتنفذة الحاكمة من خلال المقاطعة الواسعة التي شملت فئات اجتماعية مختلفة، وكانت عابرة للانقسامات الطائفية والاثنية.

ورغم الأوضاع الصعبة في البلاد جراء تعمق الأزمة العامة الشاملة، والتي تفاقمت جراء جائحة كورونا، فقد انجز مؤتمر حزبنا اعماله بنجاح، وبمشاركة اكثر من 200 مندوب يمثلون منظمات الحزب في الوطن وخارجه. وأقر المؤتمر وثائقه البرنامجية والتنظيمية والسياسية، بعد نقاشات غنية ومعمقة في اجواء ديمقراطية، اتسمت بالجدية والصراحة والروح النقدية والمسؤولية العالية.

وسعت وثائق المؤتمر الى تقديم قراءة وتحليل دقيقين وموضوعيين لواقع لبلاد، وتحديد أبعاد ومسببات ازمته الشاملة العميقة وسبل مواجهتها. وأكدت مداولاته وحصيلته أن نهج المحاصصة الطائفية والأثنية ومنظومتها الحاكمة، تشكل اساس البلاء ومصدر انتاج الأزمات، وأن قطاعات متسعة من الشعب باتت تعي ذلك.

وكانت انتفاضة تشرين الشعبية الباسلة (في أكتوبر 2019) كشفت عن القدرات الجبارة التي يمتلكها شعبنا للتغيير. وأعلن حزبنا انحيازَه التام إلى الانتفاضة السلمية ومطالبها العادلة. وشارك الشيوعيون وأنصارهم بفاعلية في اعتصامات سوح الاحتجاج، وفي الفعاليات الاحتجاجية والمطلبية، واستشهد عدد من الرفاق والاصدقاء، ضمن أكثر من 700 شهيد من الشباب المنتفضين العزل، فضلا عن أكثر من 30 ألفا من المصابين.

وانصب اهتمام المؤتمر على مهمة إخراج بلادنا من أزماتها الخانقة، وخلص إلى اعتماد وثيقة سياسية عنوانها “قدُما نحو التغيير الشامل” تتضمن خارطة طريق لمواجهة التحديات المحيقة بالبلاد. وهذه الوثيقة يطرحها الحزب على البلد وعلى الشعب وقواه السياسية، وعلى أساسها سيحدد موقفه من أية حكومة قادمة.

ويرى حزبنا ان تحقيق اكبر قدر ممكن من العدالة الاجتماعية محور اساسي لمشروع التغيير. وتأتي في مقدمة الأهداف الواجب تحقيقها، معالجة اوضاع الشباب، عبر الاعتماد الواسع لبرامج مكافحة البطالة في صفوفهم، وخلقِ فرص عمل حقيقية، وتأمين مقومات العيش الكريم لهم.

لكن التغيير المطلوب يكمن قبل كل شيء، في دحر منظومة المحاصصة والفساد، وفتح الآفاق لتغييرات عميقة، تفضي الى بديل وطني ديمقراطي، وإقامة دولة المواطنة والقانون والمؤسسات والعدالة الاجتماعية؛ أي الدولة المدنية الديمقراطية، الخالية من العنف والتطرف والإرهاب ومنظماته، والتي تُحترم فيها حقوق الانسان، وتعزيز الوحدة الوطنية، واستكمال السيادة والاستقلال الوطنيين.

ويدعو حزبنا قوى التغيير الى العمل المتضافر والضغط لتحقيق مطالبها المشروعة في الخلاص من منظومة المحاصصة والطائفية السياسية، ومن الفساد والسلاح المنفلت.

وفي هذا النضال الصعب والمتواصل، نتطلع الى المزيد من الدعم والتضامن الأممي مع نضال شعبنا العراقي وقواه الوطنية والمدنية الديمقراطية وحزبنا الشيوعي لتحقيق التغيير المنشود.

 

الرفاق الأعزاء

ختاماً، نغتنم هذه الفرصة وانعقاد هذا اللقاء العالمي الاستثنائي للتعبير عن عميق التقدير والامتنان للأحزاب الشيوعية والعمالية التي حيّت المؤتمر الـ11 لحزبنا، وتمنت لأعماله النجاح. وهو ما ترك في نفوس المندوبين ورفاق الحزب وانصاره أثرا عميقا.

ونؤكد مجددا عزم الشيوعيين العراقيين على تعزيز علاقات الرفقة الكفاحية والصداقة والتضامن مع كل الأحزاب الشقيقة في النضال المشترك من اجل عالم افضل تنعم فيه كل الشعوب بالسلام والحرية والديمقراطية والتقدم الاجتماعي والاشتراكية.

عاش التضامن الأممي

*************

 

الصفحة السادسة

 

تحذيرات من تلوث بيئي خطير يهدد العراق

 

بغداد – وكالات

حذّرت وزارة الصحة والبيئة من ارتفاع ملحوظ في مؤشرات التلوث البيئي في العراق، مُلوّحة بعقوبات قانونية بحق مخالفي التعليمات البيئية من مؤسسات الدولة.

وكيل الوزارة جاسم الفلاحي أكدّ أن “مؤشرات التلوث عالية ونحن لدينا منظومات إنذار ورصد، قسم كبير منها يعمل عن بُعد، ويُعطي مؤشرات يومية عن واقع التغيّرات التي تحصل في نوعية الهواء والمياه والتلوث في التربة”. وبيّن في تصريح صحفي أنّ “هناك التزاماً ضعيفاً بالتعليمات البيئية من قبل مؤسسات القطاع الخاص والوزارات، باعتبارها المُسبب الأكبر للتلوث”.

وأضاف وكيل الوزارة قائلا أنّ “الوزارة جادّة في تطبيق القانون ولن نتساهل في هذا الجانب، ولدينا مئات القضايا المرفوعة أمام القضاء. حيث نبدأ بالإنذار ثم الغرامة فاللجوء إلى القضاء لمحاسبة المخالفين لقوانين الحفاظ على البيئة”، موضحا أنّ ذلك يتمّ “بدعم من السلطة القضائية. حيث تم تكليف عدد من القضاة بالنظر في القضايا البيئية. كما أن هناك دعما من الشرطة البيئية التي تم استحداثها أخيرا، لكي تكون أداة مهمة جداً ترافق المراقب البيئي في أداء عمله”.

وأشار الفلاحي إلى “حاجة الوزارة الى جهود أكبر لمواجهة التلوث. وأن هذا يتطلب من الجهات المُلوِثة أن تبذل جهوداً جدّية من أجل مواجهته، خصوصاً تلوث المصادر المائية، لأننا نعاني شحا مائيا، والحفاظ على نوعية المياه مهم جداً للصحة العامة وأولوية للأمن الوطني”.

من جهته، أكد مسؤول في وزارة العلوم والتكنولوجيا التي تعمل بالتعاون مع وزارة الصحة البيئة في ملف الملوثات، أن “الفساد وعدم وجود تخصيصات مالية، سببان رئيسان لتصاعد مؤشرات التلوث في البلاد”.

وقال المسؤول في حديث لـجريدة “العربي الجديد” الصادرة في لندن، أنه “في السنوات السابقة كانت هناك تخصيصات مالية لعمل الفرق المكلفة بمتابعة الملوثات البيئية، غير ان الفساد حال دون إنجاز تلك الفرق مهامها”.

وأشار إلى أن “الأزمة المالية التي يعانيها البلد تسببت خلال السنتين الأخيرتين في إهمال ملف التلوث وعدم متابعته بالشكل الصحيح، ما ادى الى تزايد مؤشرات التلوث” مؤكدا في الختام أن “الملف يعدّ من الملفات الخطيرة التي تتطلب اهتماماً حكومياً خاصّاً”.

 

************

 

 

شباب عنه..  إلى الاقليم هربا من الفقر

 

عنه – وكالات

 تزايدت خلال الآونة الأخيرة هجرة الشباب من قضاء عنه غربي الأنبار، نحو إقليم كردستان وبقية مدن البلاد، وذلك بحثا عن فرص عمل تنجيهم وعائلاتهم من أزمة الفقر.

وقال قائم مقام القضاء، سعد الفياض، أنه “بالرغم من عودة معظم النازحين إلى القضاء، إلا اننا اليوم نواجه هجرة عكسية باتجاه إقليم كردستان وبقية مدن البلاد، بحثا عن فرص عمل”، مشيرا في حديث صحفي، إلى أن غالبية المهاجرين من فئة الشباب والخريجين العاطلين عن العمل.

وتابع قوله أن “عدد الخريجين العاطلين في عانه، وصل إلى أكثر من 3 آلاف شخص”، مؤكدا أن “عدداً كبيراً من سكان القضاء، خاصة في القرى والارياف، وتحديدا في ناحية الريحانة، يعتمد على الزراعة وصيد الأسماك، وهاتان المهنتان تأثرتا كثيرا بسبب انعدام الدعم من قبل وزارة الزراعة، بالإضافة الى سوء تجهيز الطاقة الكهربائية، وعدم تنظيم مسألة الاستيراد والتصدير بالنسبة للمحاصيل الزراعية”.

وأشار الفياض إلى أن “مناطق القضاء تشتهر بزراعة البطاطا، وفي هذا العام باع المزارعون محصولهم بقيمة لا تزيد على 150 دينارا للكيلوغرام الواحد، وهذا السعر لا يتلاءم مع تكاليف الزراعة وحجم الأتعاب”، مطالبا بـ “ضرورة توفير الدعم من قبل وزارة الزراعة وبقية الوزارات، خصوصاً مع ارتفاع نسبة البطالة واعداد المهاجرين”.

 

**********

مواساة

 

*تنعى منظمة الحزب الشيوعي العراقي في منطقة القبلة/ البصرة، صديق الحزب سعدون فرحان، الذي توفي اثر مرض عضال.

وكان الفقيد من الرفاق الناشطين في الحزب ابان فترة السبعينيات. كما كان ناشطا في اتحاد الطلبة العام. له الذكر الطيب ولذويه الصبر والسلوان.

*تعزي هيئة الشهيد فاضل البياتي في الحزب الشيوعي العراقي الرفيق نوح الربيعي (ابو سلام) بوفاة عقيلته (نادرة مصطفى مقصود) اخت المناضل حامد مقصود وام كل من سلام وثامر ومصطفى ونورة.

لروح الفقيدة السلام والصبر الجميل والسلوان لرفيقنا العزيز ابو سلام وكل افراد العائلة الكريمة.

 

***********

 

الصفحة السابعة

 

وقفة اقتصادية.. الأمن الغذائي على حافات الخطر

 

ابراهيم المشهداني

 

يتعرض العراق كغيره من العديد من الدول التي تتشارك معه في مواجهة المشاكل ذاتها من حيث تفاقم المخاطر المحدقة بالأمن الغذائي لأسباب مختلفة، ابرزها النزاعات بين الدول والتحول المناخي؛ اذ ينذر بمرحلة صعبة من الجفاف، غير ان نوع وحدة هذه الاسباب يختلف من بلد الى اخر، برغم وجود عوامل مشتركة واهمها الخصوصيات في كل بلد، التي تتعلق بالسياسات الاقتصادية والاروائية وادارة الموارد البشرية والمالية.

  فحسب منظمة الغذاء والزراعة (فاو) ان العراق ضمن قائمة الدول التي تتعرض للجفاف وعددها 44 دولة تعاني من حالة تستدعي تقديم المساعدات الخارجية؛ ففي تقريرها بهذا الشأن تبين ان النزاعات والجفاف أديا الى تفاقم ظروف انعدام الامن الغذائي.

ويشير الخبراء في شأن ذلك الى عدم الاستغلال الامثل للموارد البشرية والمالية، واستشراء الفساد، وغياب الخطط التنموية العلمية غير الشكلية، وخاصة في قطاع الزراعة، ما يؤدي الى هدر المياه التي تأتي بالأصل شحيحة او لا تأتي احيانا بسبب سياسات دول المنبع التي تتغاضى عن حاجة العراق.

ومن المناسب التذكير هنا بطبيعة الانتاج الزراعي في العراق؛ حيث تتوافر فيه كل مقومات الانتاج الزراعي الناجح، الا ان بدائية اساليب الانتاج في الاعمال الزراعية وتخلفها عما يطبق في دول العالم، وتحول واضح في المهنة من الزراعة التي تدخل في التغذية الجيدة وتؤمن الغذاء الصحيح للمواطن الى مهن اخرى بسبب تقليص الانفاق على تطوير قطاع الزراعة، حيث لم تزد التخصيصات المالية في موازنة 2021 على 300 مليار دينار. وكل ذلك قد ادى الى ان اللحوم الحمراء والبيضاء وبيض المائدة والاسماك المنتجة محليا والمستوردة لا تستجيب لحاجة السوق، بالإضافة الى ارتفاع اسعارها. لهذا فان التقديرات البحثية تشير الى ان ما يربو على اكثر من عشرة ملايين من السكان الذين يقعون تحت خط الفقر يعانون من سوء التغذية؛ فقد ازدادت نسبتهم قياسا بمجموع السكان، الى اكثر من 31 في المائة، حسب تقديرات وزارة التخطيط.

    ومن المناسب  التنويه  الى الاسباب الاكثر تأثيرا على ازمة الزراعة في العراق وانعكاساتها على الامن الغذائي هي المواقف غير المسؤولة من دول الجوار التي تتبع سياسات اروائية مع العراق، تتعارض كليا مع لوائح الامم المتحدة ذات الصلة  والاكثر من ذلك تقوم بتصدير منتجاتها الزراعية الى السوق العراقية. وعلى سبيل المثال فان ايران الدولة الجارة ـ وتقيم علاقات متعددة المستويات مع العراق ـ عملت مع سبق الاصرار على تحويل الروافد التي تصب في الارض العراقية الى اراضيها، مما ادت بهذه السياسة الى تصفير حجم الموارد المائية. وعلى الرغم من كل ذلك يصرح رئيس غرفة التجارة الايرانية العراقية بان حجم التبادل التجاري مع العراق للعام 2021 وصل الى 20 مليار دولار. وبالمثل تتصرف تركيا التي تسمح فقط بمرور كميات قليلة من المياه، لا تكفي لحاجة العراق لاستغلال قطاعها الزراعي، بسبب قيامها بإنشاء العديد من السدود على نهري دجلة والفرات بدون التشاور مع العراق.

هذا الواقع المرير يستدعي من  الحكومة العراقية الحالية او اللاحقة، مواجهة مخاطر الامن الغذائي عبر منظومة من الإجراءات ومن بينها:

  1. ايلاء اهتمام اكبر بأزمة المياه باتخاذ الاجراءات العاجلة من اجل معالجتها مع دول الجوار عبر خطة تفاوضية على اعلى المستويات وليس الاقتصار على الوزارات المعنية والاستعانة بخبراء على درجة عالية من التخصص في الخبرة والقدرة التفاوضية، ضمن الوفود المفاوضة انطلاقا من حجم قيم التبادل التجاري مع الدول المذكورة.
  2. التأكيد على توافر المخزون الاستراتيجي السلعي من المواد الغذائية من المنتج المحلي والمستورد، مقرونا بحماية المنتج الوطني وحماية المستهلك.
  3. قيام الاجهزة الرقابية بمراقبة البضائع المنتجة والمستوردة بما يؤمن جودة النوعية ومطابقتها مع الشروط الصحية.
  4. تحسين مواد السلة الغذائية التي تتحدث عنها وزارة التجارة، بما تتضمن المواد الغذائية الرئيسية التي تحتاجها العائلة العراقية وخاصة العوائل الفقيرة.

 

**************

الأمم المتحدة تصدر تقريرا مفصلا عن العراق مخاطر جسيمة تهدد العراق

 

بغداد ـ طريق الشعب

كشفت الأمم المتحدة، مؤخرا، في تقرير مفصل عن مخاطر جسيمة تهدد العراق، نتيجة للتغير المناخي والتحديات التي بات يفرضها على الأرض والإنسان، مبينة تقديراتها لمدى خطورة الوضع والاقتراحات التي يفترض أن يتم الأخذ بها للحد من الإضرار بمعيشة الناس والبيئة.

وتحدث مختصون ومهتمون بالشأن البيئي عن أن السنوات القادمة ستكون كارثية في ظل الوضع الحالي وعدم الاهتمام بهذا الملف، مؤكدين أن تداعيات الأمر أكثر خطورة من بقية الملفات، لكن المسؤولين عن صناعة القرار غير مهتمين، ويفعلون خلافا لما يقولنه أو يلتزمون فيه أثناء التوقيع على المعاهدات البيئية.

 

مؤشرات خطرة مستمرة

المعنيون بملف البيئة في العراق، والذي يواجه إهمالا كبيرا جدا، يؤكدون أن مؤشرات التغير المناخي، باتت واضحة، وهناك مخاطر تهدد الحياة بشكل عام.

فمن وجهة نظرهم، يشكل ارتفاع درجات الحرارة وقلة تساقط الأمطار وازدياد وتيرة هبوب العواصف الترابية ونقصان المساحات الخضراء، مؤشرات تهدد الأمن الغذائي في البداية، لأنه نتيجة لتراجع الموارد المائية وتقليص الإنتاج الزراعي وتدهور الغطاء النباتي وفقدان التنوع البيولوجي، باتت عوامل تهدد هذا الجانب، وجوانب أخرى مثل الاستثمارات الاقتصادية الحيوية، فضلا عن التداعيات الاجتماعية والاقتصادية والصحية وانتشار الأمراض وتفاقم الأوبئة.

وذكر موقع “اوتشا” الإخباري التابع للأمم المتحدة في تقرير مفصل، أنّ “العراق المعروف بالوفرة والخصوبة، يشهد بشكل متزايد أحداثا مناخية حادة ومتطرفة مما يضاعف من الهشاشة البيئية، حيث أن حوض النهر، شهد ثاني أدنى معدل هطول للإمطار منذ 40 عاما، مع آثار ملموسة في جميع أنحاء المنطقة. كما وفي ظل بناء السدود في البلدان المجاورة، انخفض معدل تدفق المياه في نهري دجلة والفرات في العراق بنسبة 29 و73 في المائة على التوالي”.

ويحذر التقرير الذي طالعته “طريق الشعب”، من أن “التأثير القاسي لتغير المناخ يهدد الأمن الغذائي وسبل كسب العيش، ويحد من التقدم في مجال المساواة بين الجنسين، وهو يشكل تهديدا للتمتع الكامل بحقوق الإنسان، خاصة بالنسبة للجماعات والأشخاص الاكثر هشاشة”، موضحا أن تأثير تغير المناخ “يساهم في الاضطرار إلى النزوح الداخلي والى الهجرة غير المستقرة”. وتعليقا على ذلك، يقول الباحث والمهتم بالشأن البيئي، عبد الله حسين: إن العراق يفتقر إلى مقومات مواجهة تداعيات التغير المناخي، ويتمثل هذا الأمر بعوامل ذاتية وموضوعية.

ويضيف حسين لـ”طريق الشعب”، أن “العوامل الذاتية هي الفشل الهائل بإدارة هذا الملف منذ 18 عاما، اذا تجاوزنا ما فعله النظام السابق في البيئة، كما أن العوامل الموضوعية تتعلق بما تقوم به دول الجوار وتأثيرها على العراق الذي يحتل مراتب متقدمة في بين الدول الأكثر تأثرا بالتغير المناخي، وما يزيد من خطورة الأمر أن المعالجات حتى وإنْ حصلت فتحتاج إلى وقت، والمستقبل بات مجهولا”.

وبحسب برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة فإن الآثار الاقتصادية والبيئية والصحية الناجمة عن تحولات المناخ تمثل التهديدات الأشد فتكا التي يواجهها العراق. وتتجلى ظاهرة التغير المناخي في العراق بحسب خبراء في الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة، ويترافق ذلك مع تصحر وتقلص للأراضي الخصبة الصالحة للزراعة، فضلا عن العواصف الترابية والغبارية التي باتت أكثر شدة مما سبق.

ويتابع حسين أن “هناك أرقاما رسمية تفيد بأن التصحر يشغل قرابة 40 في المائة من عموم الأراضي العراقية، بينما تهدد الملوحة نسبة 54 في المائة من الأراضي الزراعية، وهذا مرتبط أيضا بالتعامل المجحف من الناحية المائية بحق العراق من قبل دول الجوار التي بنت السدود، وغيرت منابع الكثير من الروافد حيث عملت هذه السياسات على تقليص تدفق المياه للعراق، ما أدى لحدوث شح كبير في كميات المياه المخصصة للري”.

 

تأثيرات كثيرة جدا

وبالعودة إلى تقرير الأمم المتحدة، فإن “العراق يتخذ خطوات للتحول نحو اقتصاد أكثر خضرة، منها تعزيز الاستثمار في الغاز الطبيعي، وتخصيص 12 جيجا واط من الطاقة المتجددة. وأن حكومة العراق، ومن خلال دعم من برنامج الأمم المتحدة الانمائي، قامت بانهاء تقرير المساهمات المحددة وطنيا (NDC) الذي يتناول ويعالج التخفيف من تأثيرات تغير المناخ وسبل التكيف معها”، وذلك بعد انعقاد مؤتمر الاطراف السادس والعشرين (COP26 K) وتعزيز العراق لالتزامه بالحد من انبعاث غازات الاحتباس الحراري. كما يمكن اعتبار هذه الخطوات ايجابية لكن الدعم العالمي ما زال مطلوبا مع التحذير من أن موسم المحاصيل القادم لعام 2021 - 2022 سيواجه جفافا في معظم انحاء المنطقة وأكثر من السابق”.

وحذر التقرير من أن “الفتك بالأسر وبسبل كسب العيش وخسارة الماشية والمحاصيل بسبب ندرة المياه، أصبح حقيقة واقعة لتلك المجتمعات المحلية الأكثر تضررا من تغير المناخ، وانخفاض معدل هطول الأمطار، مما يؤثر أيضا على مربي الماشية بسبب انخفاض مناطق الرعي ومحاصيل العلف”.

وقدم التقرير نموذجين عن الأزمة هما محافظتا نينوى وصلاح الدين الشماليتان، وهما “من المناطق الأكثر تضررا من نقص معدل الأمطار، وأن تحليل برنامج الأغذية العالمي يحدد بان معدلات الاستهلاك الغذائي غير كافية واستخدام استراتيجيات تكيف سلبية بين الأسر مثل اقتراض المال أو تناول كمية طعام أقل، تقارب ضعف متوسط المعدل الوطني. علما أن المحافظتين تضمان 2.5  مليون شخص عادوا إلى ديارهم بعد سنوات من النزوح، ويشكلون أكثر من نصف إجمالي عدد العائدين في العراق، فيما تواصل المدن الجنوبية معاناتنا مع الأمن الاقتصادي والحوكمة وقد لا تستوعب أعداد المهاجرين من المزارعين وأهالي الأرياف صوبها”.

أما بخصوص تأثير التغير المناخي على الجانب الاجتماعي، فيؤكد التقرير أن “فقدان سبل كسب العيش يؤدي إلى زيادة زواج الأطفال وحمل المراهقات، ونزاعات بين المجتمعات المحلية، ووفقا لمؤشر المخاطر المناخية على الأطفال لمنظمة اليونيسيف، فان الأطفال والشباب معرضون لمخاطر مناخية من متوسطة إلى عالية في العراق، مع وجود فئات تعاني الهشاشة ومناطق معينة من البلد معرضة لمخاطر أكبر”، مضيفا أن “الوقت قد حان ليقوم المجتمع الدولي بدعم العراق في تسخير إمكاناته للنمو المستدام، ودفع التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومعالجة أزمة المناخ”.

 

كيفية الحلول

من جانبه، يقول حمزة رمضان، مدير مركز استراتيجيات المياه والطاقة: إن الوفرة المائية هي أول خطوة في مشاريع مكافحة التصحر والجفاف وتداعيات تغيرات المناخ، في حين أن العراق يعاني من شح حاد في المياه، بلغ مستويات خطرة.

ويرى رمضان أنه “من دون ضمان حصص مائية عادلة للعراق من مياه نهري دجلة والفرات، فلا يمكنه مكافحة التغير المناخي، كما أن العراق نتيجة لسياسات تركيا وإيران التي أدت إلى شح المياه، اضطر إلى تقليص المساحات الزراعية للنصف”، مضيفا “نرى أن وزارتي الموارد المائية والزراعة تتفقان على تقليص الرقعة الزراعية للنصف وإخراج كامل محافظة ديالى من الخطة الزراعية الشتوية، وهذا ما يواكب ادعاءات إيران مثلا بأن العراق لا يحتاج للمياه لري أراضيه”.

وبحسب قول الخبير، فإن “الوضع المائي كارثي؛ إذ تواجه البلاد عجزا مائيا يصل إلى نحو 11 مليار متر مكعب من المياه سنويا، وذلك بسبب تراجع مناسيب نهري دجلة والفرات”.

ومع الزيادة الديموغرافية حيث يتوقع أن يصل عدد سكان العراق إلى 80 مليونا بحلول عام 2050 يقول رمضان: “لا نرى اي خطط تنموية مستدامة تواكب وتستبق هذه الزيادة السكانية الهائلة. ومع التقدم التكنولوجي الذي لا يتوقف حول العالم، سيتم طبعا إيجاد بدائل كثيرة للنفط ما يقلل الطلب العالمي عليه، وهو الذي تعتمد عليه ميزانية العراق بشكل شبه كلي فهي ميزانية ريعية، تعتمد على النفط دون أي اعتبار للزراعة والصناعة وغيرهما من مضامير الانتاج الحيوية والمتجددة، مردفا أن “التصحر يجتاح نصف العراق تقريبا حيث يغطي حاليا نحو 40 في المائة من مساحة البلاد ورقعة التصحر تتسع سنويا بسبب قلة الأمطار وشح مياه الري ما يسبب تدهور الترب الزراعية وزيادة الملوحة فيها، ولهذا فالواقع على الأرض كارثي تماما، ومعالجة وتدارك هذه الأزمة أو بالأحرى الكارثة مهمة صعبة للغاية”.

ووفقا لرأي الخبراء، فإن ظاهرة التغير المناخي هي أحد أهم التحديات الرئيسية التي تواجه العالم بأسره وليس العراق فقط، وتتبين من خلال تبدلات طويلة الأمد وغير مسبوقة في درجات الحرارة والطقس على الأرض، مما يتطلب أخذ الموضوع ببالغ الجدية والاهتمام.

ويؤكد العديد منهم أن أبرز تداعيات التغير المناخي تشمل قلة التساقط المطري الذي له تأثير مباشر على ارتفاع وتيرة الجفاف وظاهرة التصحر التي غزت مناطق واسعة على مستوى العراق ومنطقة الشرق الأوسط عموما، والتي بلا شك لها تأثير بالغ السلبية والخطر على معيشة وصحة الإنسان عبر ما يترتب عليها من قلة في الموارد وهدرها، وبالتالي تفاقم المجاعة ونقص إمدادات الغذاء والمياه. لذلك، ما يتطلب من العراق ومن مختلف البلدان خاصة المتضررة أكثر من غيرها بظواهر تبدل المناخ النظر بجدية للأزمة الوجودية هذه، وتشكيل فرق متخصصة لدراسة الواقع وبيان آليات وسبل المعالجة والتصدي التي من الممكن اعتمادها، والتي من المفترض أن تكون مواكبة لأحدث التقنيات العالمية وخاصة بدائل الطاقة النظيفة والمتجددة.

 

 

***************

 

 

ندوة في جمعية المهندسين العراقية.. عون ذياب: تحويل مسارات الانهر مخالفة للقانون الدولي

 

بغداد ـ طريق الشعب

تواصل دول الجوار تنفيذ مشاريعها المائية والاروائية على حوضي دجلة والفرات؛ فتركيا نفذت اكثر من 120 سدا، بعضها كان على الانهر الفرعية المغذية لنهري دجلة والفرات. في حين تواصل ايران تحويل مسارات الانهر التي تغذي نهر ديالى.

وفي ضوء ذلك، هناك خيار وحيد أمام الحكومة العراقية وهو التفاوض مع دول الجوار، لضمان الحصص المائية للبلاد.

جاء ذلك في ندوة نظمتها جمعية المهندسين العراقية، يوم أمس الاول،  حاضر فيها مستشار وزارة الموارد المائية عون ذياب وحضرتها “طريق الشعب”.

وقال مستشار وزارة الموارد المائية، عون ذياب، ان “حوض نهر الفرات في تركيا يشكل 90 في المائة، بينما يشكل حوض النهر في سوريا 8 في المائة، وهذا ما يؤكد اننا دولة مصب”.

وعن حوض نهر دجلة، بيّن ذياب أن مياهه “تتكون في منطقة ديار بكر، وتغذيه مياه من العراق خاصة نهري الزاب الأعلى والزاب الاسفل، بالإضافة الى كمية أخرى ترفده من ايران ورغم أنها ليست كبيرة لكنها مؤثرة جداً، لان نهر ديالى يعتمد اساساً على ما يأتي من خارج الحدود”.

وأوضح إن “هناك مشروعا مائيا كبيرا جداً في تركيا يدعى (الكاب)، نفذ في هذا المشروع اكثر من 120 سدا، بعض منها كان على الانهر الفرعية التي تغذي دجلة والفرات”.

وأكد المستشار، أن “مجموع المساحات الاروائية المستهدفة في تركيا تصل الى حوالي مليون و193 الف هكتار على نهر الفرات، وحوالي 600 الف هكتار على نهر دجلة”، مبيناً أن “هذه المشاريع تستهلك كميات كبيرة من المياه، وبالتالي فإن كميات المياه الموجودة في النهرين لا تكفي الدول المتشاطئة على الانهر”.

وأشار إلى أن “الحكومة العراقية تتوجه نحو الضغط على تركيا بان لا تكمل كل مشاريعها الاروائية، فضلاً عن انها تسعى إلى تفعيل مبدأ تقاسم الضرر مع بلدان الجوار”.

وبخصوص المشاريع في ايران، ذكر ذياب أن “المشاريع الاكثر ضرراً تكون على محافظة ديالى، حيث انشأت ايران نهرا كبيرا يبدأ من نهر سيروان ويتجه جنوباً ليقطع كافة الروافد التي تصب في نهر ديالى، لتتحول المياه فيما بعد الى خزان داخل الاراضي الايرانية”. 

واعتبر المستشار، أن “هذه مخالفة دولية وفقاً للقانون الدولي، ووفقاً للمفهوم الدولي فإن حوض النهر يتقاسمه كافة الشركاء الواقعين على الحوض، كون ان هناك مجتمعات قامت على هذا الحوض، بالإضافة الى انه لا توجد حدود دولية او سياسية للنهر”.

وتابع بقوله ان “خطورة الموقف تكمن في تكرار سنوات الجفاف”، مبيناً أنه “في السابق كانت سنوات الجفاف متباعدة”.

وأكد ذياب، “نحن نسعى بقدر الإمكان الى تقليص مشاريع الارواء في بلدان الجوار، لكن الإرادات السياسية لدول الجوار تعرقل مساعينا”.

وعن مهام العراق في هذه التحديات قال المستشار: إن “الأمر يتطلب الآن إصلاحات تكمن في إعادة تنظيم المشاريع الإورائية في العراق، وكانت هناك مساعي أن تبدأ خطط الوزارة بإعادة التأهيل والإصلاح للمشاريع في عام 2015، ولكن الأحداث المعلومة لدى الجميع منعت ذلك”.

ولفت إلى إن “واحدة من التحديات التي تواجهنا هو زيادة السكان على حوضين دجلة والفرات، وفي ظل زيادة السكان الحالية وشحة الموارد سيصبح من الصعب توفير المياه”.

وعلى مستوى آخر، بيّن المستشار أن “التغيرات المناخية تحدث في بعض الأحيان عاصفة مطريّة محدودة في منطقة معنية، وقد تحدث فيضاناً في وقت تنحبس فيه الامطار عن مناطق اخرى، ما يسبب ذلك جفافا كبيرا”، مشيراً إلى أن “التغيرات المناخية تفرض درجات حرارة مرتفعة، ما يعني ان نسبة التبخر في العراق تبلغ 8 مليارات متر مكعب سنوياً، وهذا رقم مرتفع جداً، وسوف نستعيد 45 في المائة من هذه الكمية بحدود عام 2035، وهذا يحصل بعد تقليص مساحات الخزن”.

وأشار إلى أن “بحيرة الرزازة خرجت عن الخدمة بسبب عدم استطاعتنا تغذيتها، وبقيت منخفضا بسيطا توجه له مبازل كربلاء. ونتوقع ان تخرج بحيرتا الثرثار والحبانية عن منظومة العمل التشغيلي، وتبقى مجرد منخفضات تعمل في وقت الفيضانات. وهذه ضمن الحلول التي تعمل على اعادة تأهيل البنى التحتية”.

 

**************

 

الصفحة الثامنة

 

أصدره 351 حزبا سياسيا ومنظمة اجتماعية ومركزا للأبحاث.. بيان مشترك: الديمقراطية لجميع شعوب العالم

طريق الشعب ـ خاص

أصدر 351 حزباً سياسياً ومنظمة اجتماعية ومركزاً للبحوث من 140 دولة ومنظمة بياناً مشتركاً، حول استكشاف طريق الديمقراطية بشكل مستقل والعمل يداً بيد على تعزيز التنمية المشتركة.

وذكر البيان ان الديمقراطية تعد ثماراً هامة لتطور الحضارات السياسية للبشرية، وتعتبر التنمية تطلّعا أكيدا يسعى إليه المجتمع البشري. وبعد الاستكشافات المستمرة، خلقت شعوب مختلف الدول والمناطق أنماط الديمقراطية المتميزة وطرق التنمية المتنوعة، والتي تكمّل بعضها البعض وتشكّل صورة جميلة للحضارات البشرية المتنوعة.

 

واكد البيان على:

أولا، أن العالم متنوع ومتعدد الألوان، ويولد التنوع روعة الحضارة البشرية ويعتبر مصدرا للحيوية وقوة دافعة للتنمية العالمية. هناك طرق متنوعة لتحقيق الديمقراطية، فلا يوجد نظام ديمقراطي ونمط تنموي ينطبقان على جميع الدول نظرا لاختلاف دولة أو منطقة عن أخرى من حيث التاريخ والثقافة والنظام السياسي والمرحلة التنموية. إن قياس الأنظمة السياسية المتنوعة في العالم بمقياس واحد والنظر إلى الحضارات السياسية المتنوعة للبشرية بنظرة واحدة هو بحدّ ذاته غير ديمقراطي، ولا يفيد التنمية.

ثانيا، أن المقياس الأساسي لتقييم ما إذا كان النظام السياسي لدولة ديمقراطيا وفعالا أم لا، يكمن في ما إذا كانت سلطة الدولة تتداول بشكل منتظم وفقا للقانون، وما إذا كان كافة أبناء الشعب يديرون الشؤون الوطنية والاجتماعية والقضايا الاقتصادية والثقافية وفقا للقانون، وما إذا كان أبناء الشعب يعبّرون عن مطالبهم للمصالح عبر طرق مفتوحة، وما إذا كانت أطياف المجتمع تشارك في الحياة السياسية للدولة بشكل فعال، وما إذا كانت عملية صنع القرار للدولة علمية وديمقراطية، وما إذا كان الأكفاء من كافة المجالات يدخلون إلى منظومات القيادة والإدارة للدولة عبر منافسة شريفة، وما إذا كان الحزب الحاكم يقود الشؤون الوطنية وفقا لما ورد في الدستور والقوانين، وما إذا كانت السلطة تخضع للقيود والرقابة بشكل فعال.

ثالثا، أن المقياس الأساسي لتقييم ما إذا كانت دولة ديمقراطية أم لا، يكمن في ما إذا كان الشعب سيدا حقيقيا لدولته. من المهم أن يكون لدى الشعب حق الاقتراع، لكن الشيء الأهم هو ما إذا كان الشعب له حق المشاركة الواسعة النطاق؛ من المهم أن يحصل الشعب على الوعود الشفوية خلال العملية الانتخابية، لكن الشيء الأهم هو مدى الوفاء بهذه الوعود بعد الانتخابات؛ من المهم أن تكون هناك إجراءات وقواعد سياسية تنص عليها الأنظمة والقوانين، لكن الشيء الأهم هو ما إذا كانت هذه الأنظمة والقوانين تطبق بشكل فعلي؛ من المهم  أن تكون القواعد والإجراءات لممارسة السلطة ديمقراطية، لكن الشيء الأهم هو ما إذا كانت السلطة تخضع للرقابة والقيود من قبل الشعب بشكل فعلي.

رابعا، أن الديمقراطية حق لجميع شعوب العالم، وليست حكرا على عدد قليل من الدول. يجب على الشعب أن يحكم ما إذا كانت دولته ديمقراطية أم لا. نرفض التدخّل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى بحجّة الديمقراطية.

خامسا، ضرورة اعتبار تعزيز رفاهية الشعب وتحقيق التنمية الشاملة للإنسان كنقطة الانطلاق وموطئ القدم في عملية تنمية المجتمع البشري. يجب التركيز على تحقيق تطلّعات الشعب إلى الحياة الأفضل وتعزيز شعوره بالكسب والسعادة والأمن باستمرار في عملية البناء الديمقراطي. وفي الوقت الحالي، يجب على دول العالم تفعيل التعاون في مجالات الحد من الفقر والأمن الغذائي ومكافحة الجائحة واللقاحات والتمويل التنموي وتغير المناخ والتنمية الخضراء والتحول الصناعي والاقتصاد الرقمي والترابط والتواصل، بالإضافة إلى الإسراع في تنفيذ أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة والتركيز على حل المشاكل الواقعية التي تهمّ مصالح الشعب مباشرة. وتمتلك جميع الدول والأمم في العالم الفرص والحقوق في التنمية على قدم المساواة، فيجب بذل الجهود لتحقيق التنمية القائمة على الشمول والمنفعة للجميع بدون ترك أي دولة خلفنا.

سادسا، أن دمقرطة العلاقات الدولية تيار عصري لا يقاوم، وتطبيق تعددية الأطراف الحقيقية طريق وحيد يؤدّي إليها. تواجه البشرية الآن التحديات والقضايا الكونية المختلفة، والتي لا يمكن التعاطي معها بشكل فعال إلا من خلال اعتماد حوكمة عالمية أكثر شمولا وآليات متعددة الأطراف أكثر كفاءة وتعاون إقليمي أكثر فعالية. كلما طُبّقَت التعددية بشكل أفضل، كلما حُلّت الإشكاليات المشتركة التي تواجه البشرية بشكل أفضل.

سابعا، نؤكد أن دفع بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية هو الاتجاه الصحيح لتطور الحضارة البشرية وتقدّمها. وعلينا أن نسترشد بالقيم المشتركة للبشرية المتمثلة في السلام والتنمية والإنصاف والعدالة والديمقراطية والحرية لنسعى إلى دفع بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية انطلاقا من المسؤولية العالية تجاه مستقبل البشرية ومصيرها، بما يحقّق تقاسم المصالح والحقوق والمسؤوليات في الشؤون الدولية بين دول العالم بغض النظر عن الاختلاف فيما بينها من حيث الأنظمة الاجتماعية والايديولوجيات والتاريخ والثقافات والمستويات التنموية، لتضافر الجهود لبناء عالم أفضل.

ندرك تماما أهمية الرسالة المشتركة التي تقع على عاتقنا في دفع الديمقراطية وتحسين معيشة الشعب، ونحرص على بذل الجهود المتضافرة لتجاوز الخلافات وتعزيز التبادل والاستفادة المتبادلة وزيادة التفاهم وحشد التوافق بين الأطراف المختلفة، لنقدّم إسهامات مطلوبة في زيادة رفاهية الشعوب وتعزيز تنمية الدول وحماية السلام العالمي ودفع التقدم البشري.

 

 

حزب الشعب الفلسطيني يدعو لاستلهام دروس الانتفاضة

 

القدس ـ طريق الشعب

اصدر حزب الشعب الفلسطيني، مؤخرا، بيانا لمناسبة الذكرى الرابعة والثلاثين لاندلاع الانتفاضة الشعبية الفلسطينية الكبرى، فيما دعا إلى استلهام الدروس والإسراع في تشكيل جبهة موحدة للمقاومة الشعبية.

وقال الحزب في بيان حصلت «طريق الشعب» على نسخة منه: إن «هذه الذكرى تأتي في ظل تزايد المخاطر التي تستهدف شعبنا ووجوده على أرضه، والساعية لتصفية قضيته الوطنية عبر عديد المؤامرات»، داعيا القيادة الرسمية الفلسطينية وكل قوى وفصائل ومكونات الشعب، إلى «استلهام دروس الكفاح الوطني الشعبي ضد الاحتلال الصهيوني ووحدته الميدانية؛ ووضوح الرؤية السياسية التي جسدتها وكرستها انتفاضته الباسلة، باعتبارها الضمانة الوحيدة في مواجهة الحرب المفتوحة التي يشنها الاحتلال وحلفائه على الفلسطينيين».

وجدد الحزب دعوته إلى «تعزيز وحدة الشعب واستنهاض طاقاته الكفاحية واستعادة مكانة ودور منظمة التحرير الفلسطينية بوصفها ممثله الشرعي والوحيد وقائدة نضاله لتحقيق أهدافه في التحرر الوطني والاستقلال والعودة، وهو الأمر الذي يتطلب سرعة إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية وتطبيق قرارات المجلسين الوطني والمركزي والقيادة الفلسطينية فيما يتعلق بالعلاقة مع الاحتلال، وما تلاها من قرارات اجماع وطني».

وأكد «أهمية سرعة اعتماد استراتيجية وطنية متكاملة لمواجهة كافة المخاطر والتحديات الماثلة ومواصلة وتعزيز النضال من أجل الحقوق الوطنية غير القابلة للتصرف وفقاَ للشرعية الدولية».

 

 

ليبيا.. مفوضية الانتخابات تؤجل نشر قائمة المرشحين

طرابلس ـ وكالات

أجلت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا، أمس الاول، نشر القائمة النهائية لمرشحي الرئاسة إلى موعد غير محدد، فيما اقترح المجلس الأعلى للدولة إرجاء الانتخابات الرئاسية إلى شباط العام القادم  بسبب “التوتر وانعدام الثقة بين الأطراف والتدخلات الخارجية”.وأعلنت المفوضية الوطنية  العليا للانتخابات في ليبيا “تأجيل نشر القائمة النهائية لمرشحي الرئاسة”، قبل أسبوعين من موعد الاستحقاق الحاسم في البلد الذي يعيش منذ عقد حالة من الفوضى. ولم تحدد المفوضية موعدا جديدا لنشر القائمة، وهي الخطوة الأخيرة قبل انطلاق الحملة الانتخابية. ووفق اللوائح المتعلقة بالانتخابات الرئاسية الأولى بالاقتراع العام في تاريخ ليبيا والمقرر إجراؤها في 24 كانون الأول، كان يفترض نشر القائمة النهائية بعد أسبوعين من انتهاء الطعون واستئناف قرارات المحاكم المتعلقة بالمرشحين.

وقالت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في بيانها الذي نشر على موقعها: إنه “لا يزال يتعين عليها أن تتبنى بعض الإجراءات القضائية والقانونية قبل المضي قدما في الإعلان عن القائمة النهائية للمرشحين، والانتقال إلى الإعلان عن بدء مرحلة الدعاية الانتخابية”. وأضافت أنه “نظرا لحساسية هذه المرحلة”، فإن المفوضية “سوف تحرص على استنفاد جميع طرق التقاضي للتأكد من تطابق قراراتها مع الأحكام الصادرة فيها”. ولم ينتظر مرشحون عديدون قرارا رسميا من مفوضية الانتخابات لبدء حملتهم على شبكات التواصل الاجتماعي.

وشابت العديد من الحوادث العملية الانتخابية في الأسابيع الأخيرة في خضم تفاقم الخلافات بين شخصيات سياسية في البلاد، ما يلقي بظلال من الشك على موعد إجراء الانتخابات الحاسمة لمستقبل ليبيا واستقرارها.

واقترح المجلس الأعلى للدولة، وهو هيئة تؤدي دور غرفة ثانية للبرلمان، الأربعاء إرجاء الانتخابات الرئاسية إلى شباط 2022 بسبب التوتر وانعدام الثقة بين الأطراف والتدخلات الخارجية.

كما اقترح المجلس الذي يتخذ مقرا في طرابلس تنظيم الانتخابات الرئاسية بشكل “متزامن مع الانتخابات النيابية”.

 

 

القضاء البريطاني يقرر تسليم مؤسس ويكيليكس  إلى الولايات المتحدة

لندن ـ وكالات

أقرت محكمة لندن العليا الطعن الذي تقدمت به واشنطن ضد قرار عدم تسليم مؤسس “ويكيليكس” جوليان أسانج، المتهم بالتجسس، من بريطانيا لمحاكمته في الولايات المتحدة الأمريكية. 

وفازت الحكومة الأمريكية باستئنافها في محكمة لندن العليا لتسليم جوليان أسانج إلى الولايات المتحدة، حيث ألغى القاضي قراراً أصدرته محكمة دنيا بمنع التسليم.

وكان قد حكم قاض بريطاني، في كانون الثاني من بداية هذا العام، بعدم تسليم مؤسس ويكيليكس الاسترالي جوليان أسانج إلى الولايات المتحدة بسبب الخطر الكبير الذي قد يؤدي إليه بالانتحار في السجن هناك. ويواجه الأسترالي، البالغ من العمر 50 عاما، عقوبة بالسجن مدى الحياة، إذ أدين في محكمة أمريكية بـ”تهمة التجسس”، بسبب عمله الصحفي الريادي الذي فضح جرائم الحرب الأمريكية ووثائق أخرى حول العالم. ويلاحق القضاء الأمريكي أسانج لنشره اعتبارا من 2010 أكثر من 700 ألف وثيقة سرية للخارجية والجيش الأمريكيين، تتناول انتهاكات حرب خصوصا في العراق وأفغانستان.

وأوقفته الشرطة البريطانية في نيسان 2019 بعد سبعة أعوام من العيش في سفارة الإكوادور في لندن التي لجأ إليها إثر الإفراج عنه بكفالة. ويدفع محامو أسانج بوجود خطر إقدام موكلهم على الانتحار في حال ترحيله، ويطالبون محكمة الاستئناف بتأكيد رفض تسليمه لواشنطن.  وقد حذر محامو الدفاع عن مؤسس موقع “ويكيليكس”، جوليان أسانج، من أنه “قد يُنهي حياته في حال سُلِّم إلى الولايات المتحدة”. وفي اليوم الثاني من التحقيق أمام محكمة لندن العليا في الاستئناف الأميركي، اعتبر محامو أسانج أن “العناصر الجديدة المقدَّمة لا تبرّر، في أيّ حال، إعادةَ النظر في رفض تسليمه”.

وفي محاولة لإقناع كبار القضاة في لندن، نفت الولايات المتحدة، يوم الأربعاء الماضي، فرضيةَ انتحار أسانج من خلال إصرار واشنطن على أن جوليان أسانج لن يُسجَن في سجن “أيه دي أكس فلورنس” الشهير في كولورادو، والملقّب بـ”ألكاتراز أوف ذي روكيز”، حيث سجناء من تنظيم “القاعدة”، في عزل شبه كامل.

 

 

القمة الأمريكية الروسية.. اقتراب من صراع مفتوح ومخاوف من الانزلاق إلى الحرب

رشيد غويلب

 

بعد أسابيع من محادثات رسمية وشبه رسمية بين وزارتي الخارجية الأمريكية والروسية، عُقدت في السابع من الشهر الحالي، عبر دائرة مغلقة قمة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي جو بايدن.

وكانت حدة الخطاب بين الجانبين قد تصاعدت من يوم لآخر. وتراجعت العلاقات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي، في الأشهر الأخيرة، إلى مستوى متدنٍ جديد، منذ الإعلان الرسمي عن نهاية عقود الحرب الباردة. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن العلاقات بين روسيا والكتلة الغربية لا يمكن حتى وصفها بأنها “كارثية”، لأنه “لكي تكون كارثية، يجب أن تكون هناك [علاقات] أولا”.

 

لا تقارب بشأن ملف أوكرانيا

هيمنت قضية أوكرانيا على المحادثة التي استمرت ساعتين، ولكنها تناولت أيضًا قضايا مهمة أخرى في العلاقة بين البلدين، مثل الأمن السيبراني، وكذلك الأزمة المستمرة في العلاقات الدبلوماسية بينهما. ولم يكن تناول الاستقرار الاستراتيجي، والحوار حول الحد من مخاطر الحرب النووية ثانويا في أعمال القمة، وهذا يؤكد أن الولايات المتحدة، وبعيدا عن الدعاية الروسية، لا تزال كما كانت في عقود الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي، تمتلك قدرة نووية عظمى لا تمتلكها أي دولة أخرى، وخطرا قائما يجب عدم اهماله.

ولم تغب مناقشة الاتفاق النووي مع إيران، عن أجواء القمة. وبدا واضحا بأن الولايات المتحدة والغرب لا يستطيعان اهمال الدور والموقف الروسيين، عندما يتعلق الأمر بالأزمات الإقليمية.

 

بايدن و”الغزو” الروسي لأوكرانيا

وأعرب بايدن عن قلق الولايات المتحدة بشأن الخطة الروسية المزعومة “لغزو أوكرانيا” في كانون الثاني المقبل، وهو اتهام امريكي، وصفته موسكو بـ “الأخبار الكاذبة”. وقال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي لبايدن بعد ذلك إن الرئيس الأمريكي هدد بوتين مرة أخرى بـ “إجراءات اقتصادية قوية” من قبل الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين في حالة الغزو الروسي لأوكرانيا. وأعلن بايدن أيضًا أنه سيعمل على تسليح أوكرانيا بشكل أكبر وتقوية الناتو على الجانب الشرقي.

وبعد  القمة ، قال سوليفان  إن الولايات المتحدة لا تعتقد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتخذ قرارًا “بغزو” أوكرانيا.

وفي حديثه للصحفيين في البيت الأبيض يوم الأربعاء، شدد الرئيس بايدن على أن الولايات المتحدة لن تستخدم القوة من جانب واحد ضد روسيا. وأشار إلى أن واشنطن لا تفكر في إرسال قوات. وفي حديثه إلى الرئيس الروسي، قال بايدن إنه ابلغ بوتين، في حالة “الغزو الروسي لأوكرانيا ستكون هناك عواقب اقتصادية خطيرة”، مضيفا أنه “واثق تمامًا” من أن نظيره قد فهم الرسالة.

ويعد مشروع خط أنابيب نورد ستريم 2 ، الذي من المقرر أن ينقل الغاز الطبيعي الروسي عبر بولندا وأوكرانيا إلى ألمانيا، جزءا من تهديد الولايات المتحدة، وهي لعبة محفوفة بالمخاطر بالنسبة للدول الأوربية الأعضاء في الناتو، التي تواجه بالفعل أزمة طاقة خطرة، والتي تتعرض مصالحها الاقتصادية والاستراتيجية للخطر.

 

بوتين يطالب الناتو بضمانات

وردّ بوتين قائلاً: إن الناتو هو الذي يتخذ خطوات عدوانية ضد روسيا، بما في ذلك في أوكرانيا. وترى روسيا نفسها مهددة بفعل توسع الناتو. وان روسيا لا تمثل التهديد الحقيقي للاستقرار، بل “محاولات الناتو الخطرة للسيطرة على الأراضي الأوكرانية”. وهذا “خط أحمر” بالنسبة لروسيا.

وقال بوتين إن موسكو مهتمة بالحصول على ضمانات قانونية صارمة بأن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لن يتوسع شرقًا أو يستخدم أنظمة أسلحة هجومية في البلدان المتاخمة لروسيا، بما في ذلك أوكرانيا، كما ندد بالسياسات “المدمرة” التي تنتهجها كييف بهدف تفكيك اتفاقيات السلام في شرق أوكرانيا.

اجتماع مرتقب

بعد يوم واحد من حديثه مع بوتين، أعلن بايدن أنه سيحدد موعدًا لعقد اجتماع بين ممثلي روسيا والدول الأعضاء في الناتو لمناقشة مخاوف موسكو، بما في ذلك توسيع حلف الناتو شرقاً، و”ينبغي أن يشارك في الاجتماع أربعة على الأقل من أهم حلفائنا في الناتو وروسيا”.

ويبدو أن حكومة الولايات المتحدة مستعدة للدخول في محادثات على الرغم من تكرارها لضرورة قدرة كييف على الانضمام إلى التحالفات كما تشاء. لقد أعلن سوليفان أن الغرب مستعد لمناقشة “مخاوف موسكو الاستراتيجية”. وبهذا تجاوزت الولايات المتحدة موقفها القائل بأن روسيا لا تمتلك “فيتو” أو “رأي”، وتعترف الولايات المتحدة بالمصالح الأمنية المشروعة لروسيا، وأنها تشكل شرطًا أساسيًا مهمًا لحل هذه الأزمة أو على الأقل احتوائها.  وان الوقت قد حان للعودة إلى المفاوضات والدبلوماسية، باعتبارها الطريقة الوحيدة لحل النزاع.

أوضحت الدكتورة أنجيليكا كلاوسن رئيسة منظمة أطباء من اجل السلام الالمانية: “لقد حان الوقت لبدء نقلة نوعية في السياسة الأمنية مع روسيا. وينبغي على ألمانيا ودول الناتو الأخرى الاعضاء في الاتحاد الأوروبي أن تنضم إلى التحالف لتبني مفهوم رئيس وزراء السويد الاسبق أولوف بالما للأمن المشترك”. وتحقيقا لهذه الغاية، ينبغي اجراء حوار مع روسيا حول كيفية تجديد هذا المفهوم في أوقات تعمق أزمة المناخ. وفي هذا السياق، تدعو المنظمة إلى مبادرة عالمية جديدة لنزع السلاح من اجل للمناخ.

 

****************************

الصفحة التاسعة

 

السلام أمل الشعوب  تغتاله الاحتلالات الأمريكية

خليل ابراهيم العبيدي

 

كما جاء في ديباجة ميثاقها، إن الغرض من إنشاء الامم المتحدة هو منع نشوب النزاعات الدولية وحلها بالوسائل السلمية والمساعدة في إرساء ثقافة السلام، وأن السلام والديمقراطية تجمعهما روابط عضوية، وقد تبنى الاتحاد السوفيتي السابق قضية السلام بعد الحرب العالمية الثانية جراء امتلاك الولايات المتحدة للأسلحة النووية واستعمالها ضد شعب اليابان في هيروشيما ونكازاكي، قبيل انتهاء تلك الحرب الكونية،  وقد امتلك السوفييت السلاح النووي ردا على تهديدات الولايات المتحدة للسلم العالمي، على وفق قاعدة الذرة من أجل السلام، وقد أسس الحزب الشيوعي السوفيتي قبل الأمم المتحدة بعقود مجلس للسلم العالمي من أجل الترويج للسلام و بأهميته في العلاقات الدولية، وقد انضمت إلى المجلس الكثير من المنظمات الدولية ذات العلاقة، وفي العام 1981تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يعترف بأهمية السلام، وفي عام 2001 صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع على القرار رقم 8282/55 الذي تم فيه تعيين يوم 21 أيلول من كل عام يوما للامتناع عن العنف والعمل على وقف إطلاق النار وبهذه المناسبة دعت الأمم المتحدة كافة الأمم والشعوب إلى الالتزام بوقف الأعمال العدائية فيه، ليكون بمثابة يوم للسلم العالمي.

إن السلام صار أمل وشعار شعوب ومنظمات الدول الأوربية بعدما لحق بها من دمار جراء الحرب العالمية الثانية، وقد تبنت بالمقابل الأحزاب الشيوعية في كافة بلدان العالم مسألة السلام وجعلت منها قضية مركزية في برامجها السياسية، وعملت على تعميمها في كافة أنحاء العالم من خلال تواجد هذه الأحزاب في كل الدول ذات العضوية في الأمم المتحدة، غير أن هذا السلام غاب عن أجندات الدول الرأسمالية بعد أن صارت دول إمبريالية بفعل تنامي الرأسمال المالي وبفعل تفجر الإنتاج الصناعي وزيادته عن حاجة السوق الداخلية، وفي المقدمة الولايات المتحدة، فقد شنت بريطانيا وفرنسا وإسرائيل في عام 1956 أول حرب مهددة للسلام بعد الحرب العالمية الثانية على مصر فيما سمي بالعدوان الثلاثي وشنت الولايات المتحدة حربها العدوانية عام 1965 على الشعب الفيتنامي خلافا للفقرة الثانية من البند الرابع لميثاق الأمم المتحدة القاضية بعدم استعمال القوة أو التهديد بها في حل النزاعات الدولية ، وقامت بأعمال عدوانية كثيرة منها غزو خليج الخنازير عام 1960 تمهيدا لاحتلال كوبا الاشتراكية، وفي العام 2001 غزت افغانستان، وفي العام 2003 قامت بغزو العراق دون تخويل دولي وخلافا لميثاق الأمم المتحدة.

إن مسألة السلام وأهميته في العلاقات الدولية هي مطلب دولي تعاملت بموجبه الحركة الشيوعية العالمية قبل غيرها بموجب برامج أحزابها السياسية ومنذ عقود ومنها الحزب الشيوعي العراقي الذي آمن بالسلام العادل وثقف أنصاره ومؤيديه بضرورة الدعوى المستمرة إليه ولأهميته في بناء الامم والحفاظ على سيادتها، وقد جاء بالفقرة 20 من برنامجه السياسي الذي سيتقدم به إلى مؤتمره الوطني الحادي عشر المزمع عقده قبل نهاية العام الحالي (حيث جاء فيها):

 “يناضل الحزب الشيوعي العراقي من أجل سلم وطيد في العالم عبر إقامة نظام للأمن العالمي الشامل ونظام للأمن الاقليمي لمنطقة الشرق الاوسط يجعلها منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل بما يضمن درء خطر الحروب وتصفية الاسلحة النووية والكيمياوية والجرثومية ونزع السلاح”.

لقد بات السلام مطلبا أمميا بعد أن شهد العالم مطلع القرن الحالي ما قامت به الولايات المتحدة من حروب مدمرة في افغانستان والعراق، وصار لزاما على الأمم المتحدة أن تغير نظامها الداخلي بما يضمن المساواة بين الدول الأعضاء خاصة في مجلس الامن، لأن الحروب لم تعد بعد التقدم التكنولوجي الهائل حروبا محدودة ونتائجها فعلا تهدد السلم الدولي، ولنتذكر دوما أنشودة، نحن أنصار السلام نحن أعداء الحروب...

 

 

شهد وحسين.. عن واقعنا التعليمي مقارنة بالخارج

باسم محمد حسين

 

شهد حفيدتي بعمر 6 سنوات وحسين سبطي بذات العمر، وكلاهما في الصف الأول الابتدائي ولكن في دولتين غير متجاورتين. شهد تعيش في الدانمارك - كوبنهاغن بينما حسين في العراق – البصرة.

بالتأكيد النظامين التعليميين يختلفان عن بعضهما. الدانمارك حالها كحال الدول الأوربية والمتقدمة الاخرى تعمل بنظام مدروس ومجرب لسنوات طويلة ويُحدَّث بين فترة واخرى وفقاً للظروف ومتطلبات المرحلة، بينما في عراقنا المبتلى فلا نظام تعليمي يستند الى أسس رصينة أو على الأقل مدروسة وتتماشى مع الواقع وتنتقل للمستقبل المنظور بشكل لائق.

الحقيقة أن الذي دفعني لكتابة هذه المادة هو ثقل وزن حقيبة حسين المدرسية حيث لا يقوى على حملها من باب البيت الى الباص المستأجر الذي يقله وزملاءه من والى المدرسة وهي أمتار قليلة، فكيف به في المدرسة حيث يمشي عشرات الأمتار؟! وهل الكتب والدفاتر المرصوفة في الحقيبة ستوصله الى مستوى علمي أفضل من مستوى شهد؟. كتُب الصف الأول كبيرة الحجم وثقيلة الوزن يضاف لها الدفاتر التي يطلبها المعلمون من الحجم الكبير ولكل مادة دفتران الأول للواجبات والثاني للملاحظات وهذه بدعة جديدة لم نكن نعرفها في الماضي، ناهيك عن مستلزمات التربية الفنية من الاقلام الملونة الى دفتر الرسم الكبير وهناك دفاتر اخرى فيها رسومات ملونة والاخرى فارغة يتم تلوينها من قبل التلاميذ. وبسبب الجائحة أصبح هناك تواصل بين المدرسة وأولياء الأمور عبر وسائل التواصل الاجتماعي (وبرأيي المتواضع هذه حالة ممتازة) لو أحسن استعمالها من قبل الطرفين، ولكن لا أن تُبَلِّغ المعلمة أولياء الأمور عن واجب بيتي في الساعة التاسعة والربع من مساء اليوم السابق!. هذه بعض الأمور اليومية للمعاناة، وهناك أمر آخر ربما أكثر أهمية وهو تغيير المناهج المستمر فكل وزارة تأتي وتستلم المسؤولية تغير جزءاً من المناهج ليس بهدف التطوير (وهو الهدف المعلن) بل لطباعة كتب جديدة بأسعار خرافية كي تحصل على العمولات، ناهيك عن عدم تطوير مهارات المعلمين والمدرسين وكوادر الاشراف التربوي وغيرهم من الادارات الوسطى والعليا.

بينما حفيدتي شهد فهي لا تمتلك حقيبة مدرسية لأن منهاجهم الدراسي غير معني بالواجبات البيتية بل ينجز التلاميذ جميع دروسهم داخل الحرم المدرسي وهي مناهج بسيطة ومركزة ومفهومة من تلك الفئات العمرية وهي تركز على بناء شخصية الطفل لا أن تملأ رأسه بكمية من المعلومات والتي قد لا يستوعبها، ومن المفيد ذكره بأن لا رسوب في الصفوف الأولى ولا امتحانات تقليدية تثير مخاوف الطلاب بل هناك تقييمات على سلوك الطالب وذكائه ومثابرته وميوله، وأيضاً حلول لما قد يعاني من مشكلات، وهناك سفرات علمية وترفيهية تركز على تعليم الطفل ما يحتاجه في هذه المرحلة من العمر وما يفيده في البحث بغية التطوير. وهناك تبادل زيارات للبعض في بيوتهم لتعزيز العلائق الانسانية بينهم وبين الآخرين.

الحقيقة المرة ان العراق يحتاج الى ثورة قوية لتصحيح مسار التعليم في جميع مراحله، أولها أن نعلم أولادنا الاحترام قبل التعليم، وليس آخرها أن نمنح المعلم حصانة الدبلوماسي وراتب الوزير وصلاحية القاضي كما فعلت اليابان بُعَيد خسارتها في الحرب العالمية الثانية، لتصل الى ما وصلت له الآن.

 ***************************************

بلاد ما بين النهرين أزلية الوجود

 

حامد خيري الحيدر

 

بلاد ما بين النهرين، أرض فسيحة امتدت حتى حدود الزمن وأفق الحضارة، اختزلت بين مفارقات انبثاقها وتناقضات تاريخها الموغل في القدم، أسطورة الأنسان وملحمة النضال المُعفرة بعَبق الأصالة وعبير الصمود، لترسم عَبر ذلك الحَيّز الممتد لآلاف السنين بين عُسر ولادتها وحاضر أيامها، خطاً بيانياً مُتعرجاً احتير بتناقضاته وصُعوبة تفسيره، من صُعود نحو قمة الرفاه والازدهار، الى هبوط مُنحدر يَهوي الى قاع الخراب والدمار.

 لكن الغريب في كِلتي هاتين الحالتين المتضادتين، هو وصول أبن هذه البلاد الى نتيجة واحدة وغاية متماثلة، تتلخص بفكرة مُبهمة كان هو نفسه قد نبَذها عن عقيدة وجوده وناموس ثقافته، رغم استحقاقه المُطلق لها، ربما خوفاً منها أو كُرهاً لها، لكنها الصقت به مع تتابع الدهور وتعاقب الأزمان، رغم إرادته وما قدّرته حتميات الوجود ومَذهبيات بديهية التطور، ألا وهي جدلية الخلود، في حالة لم تعرفها أدبيات المجتمعات الأخرى في قديم هذا العالم وحديثه، لا لشيء إلا لكونه قد أمسك قبل غيره من سائر البشَر بطرف خيط الحياة الواهي، ففهم امتداده الواصل بين النشوء والفناء.

 ولم يأتي ذلك الإدراك المُطلق من فراغ وهمي أو فكر سَطحي، بل أثر مَسيرة شاقة موحشة، حُبلى بصراعات بعيدة المَدى، تباينت نتائجها وتوزعت أضدادها، بين مقارعة غضب البيئة القاسية التي أختارها مَسرحاً لطموحاته، وبين صِدام المَصالح والأهواء الانسانية التي شَكلّت ديكوراً متأرجحاً لحَلبة صراعاته، من قهرٍ وظلم وقمع لإرادة الجماهير، وما نتجَ عنها من مُعاناة التمايز الطبقي والاجتماعي بين تنوع أبنائه، لتُكمل ذلك أطماع وأحقاد قوى من أحاطوا بأرضه، وأحلامهم الساعية دوماً لقتل بذرة الحضارة التي ولدت بين أحضان التوأمين الخالدين دجلة والفرات.

 لذلك ورغم حتميه هذا القدر المُحزن الذي رَسَمه شعب النهرين في مُخيلته، تراه قد وَهَب حياته لواقعه الآني، وأدام سَعيه الدؤوب لرُقيه وتألقه، لكنه بذات الوقت ظل مُكبّلاً بهاجس المُعاناة وصورة الحُزن التي طبّعت شخصيته، مُقيدة تفكيره الحالم بجمال الحياة وفرَحها، بعد أن عَرَف الخاتمة الحَتمية لسَوداوية مُستقبله، فلا شباب يتَجدد، ولا فرح يدوم، ولا بيت يَبقى، ولا أرض خصبة تظل، ولا مُلكٌ يبقى مُمسكاً برقاب الناس، ليتخذ من زمانٍ ولى أدباره مَحطة لاستراحة مخيلته، وحُلماً لعصرٍ ذهبي يتغنى بزهو ذكرياته.

 وربما كان هذا نوعاً من الحَدس الغريزي الذي لا يَمتلكه سوى من فَهَم لغز الوجود، فتلاعبَ بحيثياته، بعد أن عرف مُسبقاً كيف ستكون خاتمة الاشياء وتناقضات أقدارها، ونتيجة لعبة الحياة وسَماجة لهوها المُمل مع بني الانسان، مؤكداً مع تبدل والأدوار وتعاقب حِقب التاريخ، أن الحياة هي نفسها في كل دهرٍ وحين، وما يتغيّر فيها فقط الوجوه والأدوات.

ليَغدو هذا التصور الغريب بلوحته السريالية المُبهمة الألوان والغامضة الأركان، أشبه بأحجية مُتشابكة الخيوط مُستعصية الجلاء، لا يستطيع أي أنسان حلّ شفرتها أو فكّ طلاسمها، إلا بعد أن يَمّد جسوراً بين صَدى ماضٍ زائل لم يبق منه سوى أنقاضه، وضجيج حاضر مُر أكره أبناء أرض النهرين على استنشاق غبار معاناته، عندها فقط سيدرك ذلك الحائر المُبتلى بتفسير هذه الحقيقة، أن هذه البلاد رغم هول مأساتها ونزيف جراحتها وحكم التصَحّر الذي اصدره الطغيان بحقها، ستظل تعانق أهداب الربيع وتستنشق أنفاس الخلود.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

دعوة وتذكير وامل

 

ناصر حسين

 

المعروف ان السيد رئيس الوزراء قد اطلق مبادرة في سبيل مساعدة من يريد امتلاك دار ممن ليس لهم دور او لديهم بناء لم يكتمل بعد ويريدون تكملته وقد صدر بهذا الخصوص قرار من مجلس الوزراء بفتح باب التسليف لهذه الفئات وان يكون التسليف بدون آية فوائد .

وعلى ضوء هذا القرار, قرر البنك المركزي تخصيص ترليون وثمانمائة مليار دينار عراقي توضع تحت تصرف صندوق الاسكان والمصرف العقاري وخصص لكل منها استقطاع 2% من المبلغ المسلف ولمرة واحدة كخدمات ادارية .

وقد نشرت تلك القرارات في الصحافة المحلية .

وفي الصفحة الثانية من عدد جريدة المشرق الرقم 4949 الصادر في 5 تشرين الاول 2021 تصريحا للسيد مدير المصرف العقاري اوضح فيه الية التقديم على هذا القرض حيث اكد في خاتمة التصريح على ان يقدم المقترض اذا كان غير موظف كفيلا واقتران الكفالة بحجز العقار كضمانه على المال العام. 

ومعلوم ان الاصل هو القانون وما التعليمات الا تسهيلا لتنفيذ القانون.

وهنا اذكر بما نص عليه القانون رقم (2) الخاص بحقوق شهداء النظام السابق الذي حل محل القانون رقم(3) الصادر عام 2006  وكذلك القانون رقم (4) الخاص بقانون السجناء السياسيين ايام النظام السابق او ورثتهم ان كانوا قد فارقوا الحياة الصادر عام 2006 وهو ان السلف التي يستلمها المشمولون بالقانونين المذكورين تستلم خارج ضوابط عمل صندوق الاسكان والمصرف العقاري أي لا ينتظر احدهم الدور(( السرة)) عندما يستلف وان لا يقدم كفيلا ولا يحجز عقاره لان القانونين قد نصا على ان مؤسسة الشهداء ومؤسسة السجناء السياسيين مسؤولتان عن اطفاء القروض التي تؤخذ – ولمرة واحدة- من صندوق الاسكان او من المصرف العقاري وعليه فحقوق الصندوق والمصرف مكفولة قانوناً والجهة التي تسدد القرض معلومة ايضا وهي المؤسسات المشار اليها.

وعليه أتوجه بالدعوة الى السيد مدير المصرف العقاري مع املي بان يصدر منه تصريحا جديدا الحاقا بالتصريح المشار اليه او تعليمات تحريرية الى فروع المصرف العقاري لمراعاة ما نص عليه قانون شهداء النظام السابق المرقم 2 وقانون السجناء السياسيين المرقم 4 حول الاقتراض لاستكمال بناء دورهم بعد استلام العرصة والمنحة العقارية التي تدفعها المؤسسة وامل كذلك ان يراعي صندوق الاسكان نصوص القانونين ايضا: فلا دور بانتظار التسليف ولا كفيل ضامن ولهم الاولوية في الاستلام.

 *************************************

 

الصفحة العاشرة

 

الاعتراف بالاختلاف.. أم الحق في المساواة وإعادة التوزيع الاجتماعي؟ النموذج الهوياتي.. استبعاد إعادة التوزيع

نانسي فريزر*

خلال السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين، بدت النضالات من أجل «الاعتراف بالاختلاف» مشحونة بوعد تحرري. كثيرون من الذين التقوا تحت رايات الجنسانية والجندر والإثنية و«العِرق» لم يطمحوا فقط إلى توكيد هويات لا تزال تعاني من الإهمال، وإنما أيضا إلى إضافة بعد جانبي أكثر ثراء لمعارك إعادة توزيع الثروة والسلطة. عشية القرن الجديد، زادت مركزية مواضيع الاعتراف والهوية لكن العديد منها بات محملاً بمحمول مختلف: من راوندا إلى البلقان كانت مسائلُ الهوية تغذّي حملات التطهير العرقي إن لم نقل حملات إبادة أجناس، التي حفزت بدورها حركات مناوئة لها.

لم يتغير طابع النضالات فقط، تغير مستواها أيضا. فمطالب الاعتراف بالاختلاف تحرك الآن العديد من النزاعات الاجتماعية عبر العالم: الحملات من أجل السيادة الوطنية والحكم الذاتي للجماعات ما دون وطنية، ومعارك التعددية الثقافية، والحركات التي زخمت حديثا من أجل حقوق الإنسان على النطاق الدولي، وهي الساعية إلى الترويج للاحترام الكوني للإنسانية المشتركة والتمايز الثقافي في آن معا. وقد غلبت حركات الاعتراف تلك داخل الحركات الاجتماعية مثل الحركات النسوية التي كانت سابقا في صدارة إعادة توزيع الموارد. بالتأكيد، فإن هذه النضالات تغطي مروحة واسعة من التطلعات، من التطلعات التحررية الصرفة إلى تلك التي تستدعي الإدانة الحاسمة (ولعل معظمها يقع في منزلة بين المنزلتين). ورغم ذلك، فإن اللجوء إلى لغة مشتركة يستحق النظر فيه. لماذا اليوم- بعد انهيار الشيوعية من النمط السوفييتي وتسارع وتيرة العولمة- يتخذ مثل هذا العدد الكبير من النزاعات هذا الشكل؟ لماذا تغلف العديد من الحركات أهدافها بمصطلح «الاعتراف»؟

إنّ طرح هذا السؤال يعني أيضا ملاحظة التراجع في المطالبات بإعادة التوزيع ذات الطابع المساواتي. إن لغة التوزيع أقل بروزا في أيامنا هذه بعدما كانت اللغةَ المهيمنة على الاحتجاج السياسي في وقت مضى. المؤكد أن الحركات التي تجرأت على المطالبة سابقا بحصة من الموارد والثروة، لم تختف كليا. لكن تقلص دورها كثيرا تحت وطأة الهجوم النيوليبرالي الحثيث والمتكلّف ضد نزعة المساواة، وغياب أي نموذج ناجع لـ«اشتراكية قابلة للتحقيق» ووسط الشكوك واسعة الانتشار في جدوى كينزية الدولة التي تعتمدها الاشتراكية الديموقراطية في وجه العولمة.

إننا نواجه إذن كائنات جديدة في لغة التعبير عن المطالب السياسية وهي مثيرة للقلق لاعتبارين اثنين. الأول، هو أن النقلة من إعادة التوزيع إلى الاعتراف تتم بالرغم من تسارع العولمة الاقتصادية، أو أنها تتم بسببها، في وقت تفاقم فيه رأسمالية عدوانية توسعية الفوارق الاقتصادية على نحو جذري. في هذا الصدد، فإن مسائل الاعتراف لا تخدم في تدعيم وتعقيد وإثراء نضالات إعادة التوزيع قدر ما تخدم في تهميشها وحجبها وانزياحها. سوف أسمي هذه المشكلة «مشكلة الانزياح». الاعتبار الثاني: تجري نضالات الاعتراف في لحظة من التنامي العظيم للتفاعل والتواصل العابر للثقافات، حيث الهجرات المتسارعة ووسائل الإعلام الكونية قد ضاعفت عدد الأشكال الثقافية وزادت في تهجينها. على أن السبل التي تسلكها تلك النضالات لا تخدم الترويج للتفاعل اللائق بين أطر ثقافية تتكاثر عددا، وإنما تخدم في التبسيط المروّع للهويات الجماعية وفي تشييئها. فتسعى إلى تشجيع الانفصال والتزمت والشوفينية والبطريركية والتسلط. وسأسمي هذه المشكلة «مشكلة التشييء».

تتساوى مشكلتا الإزاحة والتشييء في خطورتهما البالغة، فبالقدر الذي تتولى فيه سياسات الاعتراف إزاحة سياسات إعادة التوزيع، فإنها قابلة لأن تفاقم بذلك من اللامساواة الاقتصادية. وبالقدر الذي تتشيّأ فيه الهويات الجمعية، فإنها تهدد بخطر تكريس التعدّيات على حقوق الإنسان وتجميد التناقضات ذاتها التي تزعم أنها تتوسط بينها. فلا عجب إذن أن يغسل العديد أيديهم من «سياسات الهوية» أو أن يقترحوا التخلص من النضالات الثقافية بالجملة. قد يعني ذلك لبعضهم إعادة الاعتبار للطبقة على حساب الجندر والجنس و«العرق» والإثنية. وقد يعني لبعض آخر إحياء النزعة الاقتصادوية. وقد يدفع ذلك آخرين إلى رفض كل المطالب «الأقلويّة» بالجملة والإصرار على الاندماج حسب القواعد التي تفرضها الأكثرية باسم العلمانية والكونية والمبادئ الجمهورية.

يمكننا أن نتفهّم ردود الأفعال تلك. ولكنها في خطل عظيم أيضا. ليست كل سياسات الاعتراف مضرّة، فبعضها يمثل ردود أفعال تحررية حقة على مظالم خطيرة لا يمكن معالجتها بواسطة إعادة التوزيع وحدها. ثم إن الثقافة ميدان شرعي، بل ضروري، للنضال، إنها ميدان مظالم بذاتها ولكنها تتداخل بالعمق مع اللامساواة الاقتصادية. إذا ما أدركنا نضالات الاعتراف بطريقة سليمة، يمكنها أن تساعد على إعادة توزيع السلطة والثروة وعلى تشجيع التفاعل والتعاون في ما يتجاوز نواقص الاختلاف.

كل شيء يتوقف على كيفية مقاربة الاعتراف. أريد المحاججة هنا بأننا في حاجة إلى طريقة لإعادة التفكير في سياسة الاعتراف بطريقة تسمح بحل مشكلات الانزياح والتشييء أو بالتخفيف منها على الأقل. هذا يعني البلورة النظرية للنضالات من أجل الاعتراف بحيث يمكن دمجها في النضالات من أجل إعادة التوزيع، بدلاً من إزاحتها وتخريبها. وهذا يعني أيضا تنمية رصيد للاعتراف يتسع لكل تعقيد الهويات المجتمعية، بدلا من رصيد يروّج للتشييء والنزعة الانفصالية. وإني أقترح في ما يلي طريقة في إعادة التفكير بالاعتراف.

 

النموذج الهويّاتي

تبدأ المقاربة المألوفة لسياسة الاعتراف- التي سأسميها «النموذج الهوياتي»- من الفكرة الهيغلية التي تقول بأن الهوية تُبنى بالحوار من خلال عملية اعتراف متبادل. يعيّن الاعتراف عند هيغل علاقة تبادل مثالية بين فاعلين، يرى كل واحد إلى الآخر على أنه مساوٍ له ومنفصل عنه في آن معا. وهذه العلاقة عنصر مكوّن للذاتية: يصير المرء ذاتا فردية فقط بفضل الاعتراف، وبفضل أن تعترف به ذات أخرى. من هنا إن اعتراف الآخرين جوهري لتنمية الإحساس بالأنويّة. أن تُحرَم من الاعتراف- أو أن «يساء الاعتراف بك»- يعني أن تعاني من تشويه في علاقتك بذاتك وأن تصاب بجرح في هويتك.

ينقل دعاة النموذج الهوياتي صيغة الاعتراف الهيغلية إلى الميدان الثقافي والسياسي. يزعمون أن الانتماء إلى جماعة تبخِس الثقافة المسيطرة من قيمتها يعني إساءة الاعتراف بها، ومعاناتها من تشوّه في علاقتها بذاتها. ونتيجة تكرار المجابهات مع النظرة التعييرية الصادرة عن الآخر المسيطِر ثقافيا، يستبطن أفراد الجماعة المعيّرة صورا ذاتية سلبية عن ذواتهم ويحرمون من تنمية هوية ثقافية صحية بجهودهم الذاتية. وفق هذا المنظار، تهدف سياسات الاعتراف إلى إصلاح هذا الانزياح الذاتي بأن تضع موضع تساؤل صورة الجماعة كما تظهر في عين الثقافة السائدة. وتقترح على أعضاء الجماعات مبخوسة القيمة أن ترفض تلك الصورة لصالح تصورات ذاتية جديدة من صنعها هي، فتنبذ الهويات المستبطنة والسلبية وتتكتل جماعيا لإنتاج ثقافة خاصة بها تفرض نفسها بنفسها لكسب الاحترام والتقدير من المجتمع ككل وقد تجهزت بتلك الثقافة. والحصيلة، عندما تكون ناجحة، هي «الاعتراف»، أي العلاقة غير المشوّهة بالذات.

ما من شك في أن نموذج الهوية هذا يحتوي على بعض النظرات النافذة إلى الآثار النفسانية للعنصرية والتمييز الجندري والاستعمار والإمبريالية الثقافية. غير أنه نموذج إشكالي نظريا وسياسيا، فهو إذ يساوي بين سياسات الاعتراف وسياسات الهوية، يشجع على تشييء الهويات الجماعية وعلى إزاحة إعادة التوزيع.

 

استبعاد إعادة التوزيع

لننظر أولاً في الطرائق التي تتجه بها سياسات الهوية إلى أن تحل محل النضالات من أجل إعادة التوزيع. بسبب التزامه الصمت المطبق إلى حد كبير على موضوع اللامساواة الاقتصادية، يعالج نموذج الهوية عدمَ الاعتراف على أنه أذى ثقافي قائم بذاته: يتجاهل العديد من دعاته الظلم في التوزيع ببساطة وبالجملة، ويركزون حصرا على الجهود المبذولة لتغيير الثقافة. فيما يدرك آخرون، في المقابل، جدّية سوء التوزيع ويرغبون بصدق في تصحيحه، ومع ذلك فالتياران ينتهيان باستبعاد مطالب إعادة التوزيع.

يتهم التيار الأول عدم الاعتراف بأنه مشكلة تبخيس ثقافي. فجذور الظلم موجودة في التصورات التحقيرية، لكن هذه لا يُنظر إليها على أنها ذات أرضية اجتماعية. فأصل المشكلة في نظر هذا التيار هو الخطابات الطائشة وليس الدلالات والقواعد الممأسسة. وإذ يجسد الطرفان الثقافة، يجردان عدم الاعتراف من أرضيته المؤسساتية وينشران الغموض على تقاطعه مع الظلم التوزيعي. فقد يتغافلون مثلا عن الروابط (الممأسسة في أسواق العمل) بين مقاييسَ ذكورية تبخّس من النشاطات المسماة «أنثوية» من جهة وبين الأجور المنخفضة للنساء العاملات من جهة أخرى. وهم يتغافلون بالمثل عن الروابط الممأسسة داخل أنظمة الرعاية الاجتماعية بين المقاييس التي تجرّم المِثلية من جهة وبين إنكار موارد وميزات المثليين والمثليات. وإذ يخلطون تلك الروابط، يجردون عدم الاعتراف من جذوره المجتمعية البنيوية ويساوون بينه وبين الهوية المشوّهة. وإذ تُختزل سياسات الاعتراف إلى سياسات هوية، تجري إزاحة سياسات إعادة التوزيع.

أما التيار الثاني من تيارات سياسات الهوية فلا يكتفي بمجرد تجاهل سوء التوزيع بهذه الطريقة. إنه يعترف بأن المظالم الثقافية غالبا ما تكون مرتبطة بالمظالم الاقتصادية، لكنه يسيء فهم طبيعة تلك الروابط. ونظرا لالتزام دعاة هذه النظرة الصارم بالنظرية «الثقافوية» للمجتمع المعاصر، يفترضون أن سوء التوزيع إن هو إلا أثر ثانوي من آثار عدم الاعتراف. يرون إلى الفوارق الاقتصادية على أنها مجرد تعبير عن تراتبات ثقافية، وهكذا يصير الاضطهاد الطبقي أثرا فوقيا لتبخيس قيمة الهوية الثقافية للبروليتاريا (أو لـ«الطبقية»، كما يقال في الولايات المتحدة). فينتج من هذه النظرة أنه يمكن معالجة كل سوء إعادة توزيع بطريقة غير مباشرة من خلال سياسة اعتراف: أي أن إعادة الاعتبار للهويات المحرومة ظلما تعني في الآن ذاته التصدي للموارد العميقة للامساواة، فلا حاجة بالتالي لسياسات إعادة توزيع معلنة.

بهذه الطريقة يكرّر دعاة سياسات الهوية الثقافويون ادعاءات شكل سابق من أشكال الاقتصادوية الماركسية المبتذلة، فيسمحون لسياسات الاعتراف بأن تزيح سياسات سوء التوزيع، مثلما سمحت الماركسية المبتذلة ذات مرة لسياسات إعادة التوزيع بأن تزيح سياسات الاعتراف. والواقع أن الثقافوية المبتذلة ليست أكثر ملاءمة لفهم المجتمع المعاصر ممّا كانته الاقتصادوية المبتذلة.

الأكيد، قد يكون للثقافوية معنى إذا كان المرء يعيش في مجتمع لا توجد فيه أسواق تتمتع باستقلال ذاتي نسبي، ولا تدار ترسيمات القيمة الثقافية وفق علاقات الاعتراف وحدها وإنما بناء على علاقات إعادة التوزيع أيضا. في ذاك المجتمع، تنصهر اللامساواة الاقتصادية مع التراتب الثقافي بلا أي نتوءات، فيترجم تبخيس الهوية ترجمة كاملة ومباشرة إلى الظلم الاقتصادي، ويقود عدم الاعتراف مباشرةً إلى سوء التوزيع الاجتماعي. ويمكن بالتالي معالجة شكلَي الظلم بضربة واحدة، فإذا نجحت سياسة الاعتراف في معالجة عدم الاعتراف تكون قد تصدت لسوء التوزيع في الآن ذاته. إن فكرة مجتمع «ثقافي» صاف لا علاقات اقتصادية فيه قد تكون فكرة ساحرة بالنسبة لأجيال من الانثروبولوجيين، لكنها بعيدة كل البعد عن الواقع الراهن، ذلك أن الاقتصاديات السوقية قد اخترقت كل المجتمعات، بهذه الدرجة أو تلك، الأمر الذي أدى على الأقل إلى فصل ولو كان جزئيا لآليّات التوزيع الاجتماعي عن أنساق القيمة والهَيبة الثقافيتين. والأسواق المستقلة نسبيا عن تلك الأنساق، تتبع منطقها الخاص، فلا هي مقيدة كليا بالثقافة ولا خاضعة لها؛ والحصيلة أنها تنتج مظالم اقتصادية ليست مجرد تعبيرات عن مراتب الهوية. في مثل تلك الظروف، الفكرة القائلة إنه يمكن للمرء أن يصحح كل أنواع سوء التوزيع من خلال سياسة اعتراف فكرةٌ واهمة كليا، لن تكون نتيجتها الصافية غير إزاحة النضالات من أجل العدالة الاقتصادية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* فيلسوفة وناقدة ونسوية أميركية، معروفة بنقدها لسياسات الهوية وللحركات النسوية الليبرالية المتخلية عن العدالة الاجتماعية

مجلة “بدايات” الفصلية – العدد 32 – 2021

************

فلاسفة ومفكرون.. غوته، يوهان (1749 - 1832)

 

اعداد: د. صالح ياسر

 

شاعر وعالم طبيعي ومفكر الماني، وقد أثرت آراؤه الفلسفية تأثيرا بالغا في تطور الفكر النظري الاوربي. وقد أعلى غوته من شأن الفكرة القائلة بأن النظرية والتجربة شيء واحد. “في البدء كانت العلة”، هذا هو المبدأ الرئيسي في نظريته للعالم والمعرفة. ولقد اقتنع بموضوعية قوانين الطبيعة، ومحرك التطور الذي هو حبيس داخل هذا التطور. وكان غوته شغوفا بالحاق فكرة التطور بافكار سبينوزا التي كان يفسرها من وحدة الوجود. وقد نادى غوته بأن تفاعل الايجابي والسلبي (“التصاعد” و”الاستقطاب”) مشاهد في كل ظاهرة، وهذا التفاعل يتسبب في ظهور الصفات الجديدة. وقد اعتبر غوته الحركة هي الشكل الاساسي لوجود المادة.

ومهما يكن الامر فإنه توصل، وهو عاجز عن تفسير تكثّر أشكال الحركة، الى مذهب حيوية المادة، الى الاقرار بوجود قوة حيوية الى الابد هي قوة الكمال الاول. وبرغم عدم اتساق آراء غوته وتناقضاتها في الاغلب الا انه يمكن وصفها بأنها قريبة من ان تكون مادية. ولقد كان لفلسفة الجمال الواقعية عند غوته وأعماله الدرامية واشعاره تأثير قوي على النظرية والممارسة في عالم الفن.

************

 

الصفحة الحادية عشر

 

عبد الرزاق الربيعي.. منه وعنه

 

عن الشاعر العراقي المقيم في مسقط عبد الرزاق الربيعي؛ صدر حديثاً ديوانه “طيور سبايكر” عن دار كنور- عمان. ويضم 35 نصاً شعرياً.

وعن شعره، صدرت دراسة معمقة للأستاذ محمود يونس محمد بعنوان “ تمثلات العقد في شعر عبد الرزاق الربيعي” عن دار ومكتبة سامراء- العراق.

يقول الباحث: “تميزت تجربة الربيعي بالحزن والألم وامتلاكه الاحاسيس المعبرة بصدق عن عاطفة جياشة متقدة بعيدة عن التكلف والتصنع.. صدق ناشئ عن مرارة الفقد وقسوته”.

***********

هكذا ضاعَ البلد.. الى روح الشهيد علي ريسان قاسم سعد جاسم* - كندا/ خاص

 

ها نحنُ نستحضرُكَ

يا (بَعْدَ روحي ياعلي)

وها نحنُ ندعوكَ

برغم غيابِكَ مغدوراً

برصاصِ الكراهيةِ والدمِ

والخياناتِ السود

وها نحنُ اخوتكَ وأَحبَّتكَ

وحتى أعدقاءَك الخُلَّب ،

ها نحنُ نُقيمُ لكَ حفلَ غيابٍ

 وليسَ مأتماً تأبينياً 

وها نحنُ نُنادي عليكْ

وها قلوبنا التي تَعزُّكَ

وها أَكفُّنا البيض ا ءُ

وها أَرواحُنا توميءُ اليكْ

وها نصيحُ مفجوعينَ ؛

على ضفايرِ ابنتيكْ

وعلى عيونِ طفلتيكْ

 وضحكاتِهنَّ وبراءتهنَّ

وطفولتِهنَّ وأَحلامِهنَّ

في وجودِكَ الدافىءِ

والهانىءِ والحنونْ

وها نحنُ ياعلي

برغمِ هذا الفتكِ

وهَوْلِ هذا الرعبِ

وهذا الخراب الرهيبْ

 فاننا نصيحُ مشدوهين

ومرعوبينَ ومقهورين:

يااااااااااااعلي

قُمُ ياعلي

هَبْ ياعلي

تعالَ ياعلي

إِياكَ أَنْ تنكسرْ

وإِياكَ أَنْ تَنقهرْ

فالناسُ والبلادُ بانتظارِكْ

والحبُّ والصغارُ بانتظارِكْ

بغدادُ والزوجة ُبانتظارِكْ

وأُمُّكَ الوحيدةْ

والوردُ والقصيدةُ

وفتيانُ {ساحةِ التحرير

والمطعم التركي

وساحة الطيرانْ

وشارع الخلّاني

 وساحة الحمزة

وساحة الحبوبي

 وأمِّ البروم

وساحة سعد}*

والرفقةُ الثوّارْ

ونحنُ بانتظارِكْ

فهَلْ تَجيءُ ياعليْ ؟

ماذا نقولُ ياعليْ :

خمسٌ عجافْ

وطنٌ يخافْ

شعبٌ تَيبَّسَ

بالنزيفِ

والنحيبِ

والرُعافْ

وحياتُنا السوداءُ

موتٌ يُدافْ

بالطينِ

والضيمِ

والملحِ

والقهرِ

والسُّمِ الزُعافْ

فهلْ تعودُ ياعلي؟

متى تجيءُ ياعلي ؟

من أجلِ حُلْمِكَ

والخلاصِ والربيعْ

ولأَجلِ أُمِّكَ

والبناتِ والحبيبةِ

والعراقِ الجميلْ

ولأَجلنا نحنُ أصحابُك

وأَحبابُكَ وخلّانُكَ

الذينَ نسكنُ روحَكَ

وضميرَك الحيَّ النبيلْ

أَلا تُفكِّرُ ياعَلينا

 أَنْ تجيءَ

قمراً عراقياً

ومطراً عراقياً

وفتىً عراقياً

قَدْ غُيّبَ عَمْداً

في غيابةِ السَفِلَةْ

أَو في غابةِ القتلةْ

لافرقَ ياحبيبنا عليْ

فالقاتلُ واحدٌ

والخائنٌ واحدٌ

والساقطُ واحدٌ

و” الواوي “ واحدٌ

أَيضاً ياعليْ

ونحنُ في غابتِهم

أَصبحْنا لا أحدْ

وهكذا ضاعَ دمُكْ

وهكذا ضاعَ البلدْ

ــــــــــــــــــــــــــــــ

*شاعر عراقي يقيم في كندا

*ساحات وشوارع في بغداد والناصرية والبصرة

وكانت هذه الساحات أَمكنة لإعتصامات وتظاهرات شابات وشبان وصبايا وفتيان انتفاضة تشرين الخالدة.

*************

حشرجة الأغاني

بلا عيد

 

 

علي لفتة سعيد

 

 

لأني لا أملك نهرًا

تركت دمعي قافية الماء

لأني لا أملك بستانًا

تركت نخلةً وحيدةً

كنت أقرأ عند جذعها

تسقط تمرها كلما جعت

لأني لا أملك غيمةً

نفخت في النار

كي يلتهب الوجع كثيرًا

لأني لا أملك قصبة

صنعت من الحزن نايًا

كي لا أنسى

ما أمتلكه

حزنًا يحتاح لحنًا

تركت الشجن لكلمات

لم أقلها بعد

لأني لا أملك ناقةً

تركت عصاي في التيه

حتى لا أدلّ خطاي على السجود

لأني لا أملك ليلًا

تركت الأحلام

تشاركني الملاجئ

تحتمي بيقظتي

كلما هزّت القذائف سحنتها

لأني بلا أسوار

فتحت ذراعي

كي تنجب الآفاق مدى

يستريح عنده العابرون

يراقصون ظلّهم

كلما سطعت شمس النهارات

وقال النشيد

ما لم تقله المعارك

لأني لا أملك بستانًا

تركت المياه جاريةً

لتسقي الطيور

كلّما نادى العطش

لأني لا أملك التراب

تركت الطين

يصيّرني رقيمات

كي لا ينسى الأثر

وتندثر العظام المنخورة

بالرصاص

لأني أحببت الغناء

رحت أدور في الأحلام

اوزّع سبيل الورد

ليبقى العطر

منسابًا من سيدوري

كي لا يصاب جلجامش

مرّة أخرى بالغرور

لأني محاطٌ بالشتاء

لا أملك غير جذوع الحزن

كي أتدفأ كثيرًا

في حضن القصيدة

******************************

 

سلطة كلكامش.. ديكتاتور لم يتقاسم السلطة الا مع من يشابهه

صباح الأنباري

 

بدءاً لماذا يلجأ الشاعر الى مناداة الماضي البعيد وشخوصه بوصفه إرثاً حضارياً؟ هل بسبب عجز الحاضر عن تحقيق الحلم؟ أم بسبب قوة الماضي السحرية وقدرته على التغيير؟ وهل الماضي أكثر قدرة على التحوّل من حال الى حال؟ أم أن الشاعر يدرك أن للماضي من التأثير ما يفوق الحاضر وتأثيره في مسار حياتنا المعاصرة؟ الشاعر وعد الله إيليا يستجير بالماضي وارثه الملحمي بلا تردد إذ ينادي:

(تعال يا (كلكامش)، لا تتأخَّر) ...!!!

ثلاث كلمات تمثلت فيها دعوة المنادى (تعال) واسم المنادى (كلكامش) والطلب العاجل (لا تتأخر) ثلاث كلمات وثلاث علامات تعجب وثلاث نقاط لبقية ما يراد من النداء الذي سكت الشاعر عنه، وباحت به القصيدة.

هنا تنجلي فكرة اجتراح القوة المراد حضورها أو استقدامها لهذا الزمان لأن لها من الفاعلية ما تعجز عنه القوى المعاصرة بعد أن بلغت الظروف حدّاً من القسوة ما لم يعد بالمستطاع تحمل تأجيلها لوقت آخر وهذا هو ما أوجب أن تكون العودة سريعة من دون تأخير. ولماذا يتأخر كلكامش في تلبية دعوة وعد الله؟ لأنه وبحسب الملحمة فقد صديقه، وظلّ في نواح دائم عليه كما ظلّ إيليا مثله (مثلنا) وحيداً، وما من مؤنس لوحدته في عصر ثكله بأقرب الناس إليه مغيّباً الأحباب والأصحاب ولفيفاً من الأحبة والمقربين. لقد ظلّ كلكامش يندب حظه ويبكي صديقة الحميم حتى اعتكف الناسَ، والسلطةَ، واهلَ أوروك، وصار شاغله الوحيد هو الموت، الذي أخذ منه أعز ناسه (أنكيدو)، وظن أن عليه اكتشاف سرّه الذي يفضي الى ضدّه، ويكحّل عيون البشر بما تحتاج إليه من النوم على جفون الحقيقة. لقد بدا لي هذا النداء جزءًا حيوياً من القصيدة مع كونه عنوانها غير المنفصل عنها والمتصل معها في آن واحد، كما هو حال قصيدة العمود فبيتها الأول عنوانها ولم يعد الشعر الحديث يحفل بهذه الحال، فالعنونة عنده جزء مستقل بذاته، فهو مفتاح القصيدة، ونافذتها، وعتبة بوابتها، وبسملتها، وطريق النفود إليها. وعد الله أراد من هذا العنوان أن يكون إطلالة متفردة على الماضي البعيد وأمجاده الغابرة. بعد أن بلغ به اليأس من الحاضر حدّ اجتراح الماضي. أراد من القارئ أن يدخل مباشرة الى عالم القصيدة بلا تسويف، وبلا تردد أو توقف على عتبتها.

العنونة إذن انطوت على دعوة الحاضر للماضي (تعال) وتحديد هوية المنادى (كلكامش) وأمنية بالاستجابة المبكرة (لا تتأخر) وكل هذه مبنية على أمر أصدره الشاعر لتنفذه سلطة كلكامش التي لا حدود لها، ولا قيود عليها فهو ديكتاتور أوروك الوحيد الذي لم يتقاسم السلطة إلا مع من يشابهه في القوة والبأس، والذي تحول معه بفعل الصراع الشديد الى أخ حميم. فرقه أنه خلّد نفسه بمنجزات ظلّت الشاهد المادي الكبير على ملحمية أمجاده العظيمة. وهنا يطرح السؤال نفسه: ترى لماذا استنجد الشاعر بكلكامش وهو العارف بشخصيته التي استباحت المحرمات، وانتهكت النواميس، وأهانت الآلهة؟ الشاعر حاول استخلاص روحية المنقذ المنتظر من شخصية كلكامش ليقيم العدل ويرجع لأوروك الحديثة مجدها وجمالها الذي أفل، بعد أن داهمتها الحرائق وبكى عليها الفرات، هكذا أوّلنا القضية مع أن للشاعر تأويله الذي يقول فيه:

 

هبني روحكَ وثماركَ وقوّتكَ يا كلكامش

كي أنحتَ اسمكَ في أعماق قلبي

وأبحث عن الحياة التي لم تجدها

 

لقد سعى الشاعر للحصول على هذه الهبة من الشخصية القوية المتجبرة، الخارقة كي يواصل البحث نيابة عنها عن السر الذي أرّقها ولم يستطع الوصول إليه أو الى روحه إلا عبر المنجز المادي الذي خلفه لأوروك.

وعد الله إيليا لم يكتف بدعوة كلكامش وهو العارف أن محنته الكبرى أكبر من أن تحلّها قوة بطله الملحمي لذا وجه دعوته الخاصة الى الملك الآشوري سنحاريب ليشهده على الخراب الذي حلّ بنينوى وعلى جرافات الظلام التي اغتالت تاريخ نينوى وحاضرها، وما فعله الإرهاب فيها من المظالم والدمار والقتل واستباحة المحارم وفرض تابو القهر والظلام.

ويضيف الشاعر دعوة أخرى وهذه المرة يخص بها الثور المجنح (لاماسو) حارس المدن وبواباتها كي يرتل على الناس حروف الشاعر، ويسمعهم الحان غربته داخل الوطن، ويتعرف على سعادته المفقودة التي طفت على أمواج دجلة كما طفت عليها كتب العراق بعد احتلال المغول. وهذا ما فعله بالضبط المغوليون الجدد الذين استباحوا كل شيء تحت مظلة الدين والمقدس. الشاعر هنا يستجير بكل ما من شأنه أن يحدث تغييراً في بنى المدينة أي مدينة طالها الخراب والدمار على أيدي القوى الظلامية الغاشمة، والثور المجنح في رأيه ليس حجراً أصماً لا يحرك ساكناً بل روحاً حيوية فعالة من أرواح الجن، وهذا ما اعتقد به الآشوريون ميثولوجياً. ويظل السؤال هنا عالقاً: ماذا بمستطاع لاماسو فعله للشاعر ومدنه التي تركت بلا حرس أو حراسة فانتهكت حرماتها، ودمرت بناها التحتية، وبدت عاجزة أمام الغزو المغولي الجديد؟

وتتجدد الدعوة وتتسع لتشمل (انكيدو) صديق كلكامش ورفيقه في المغامرات والطيش البطولي ليفعل مع الشاعر ما عجز عن فعله السابقون واللاحقون ولينهضا معاً في بناء الجنائن المعلقة الجديدة التي تتيح لهما ملامسة السماء فيتمكنا من هدم ناطحات الزيف والكذب بعد أن شاعا في زمانه وتكدست مزابلهما حتى ناطحت السحب وقارعت سمت السماء، وأبدى الإنسان عجزه عن تنظيف مخلفاتهما الطائلة. فهل يستطيعان (الشاعر وأنكيدو) أن يخلصا حاضرنا من هذه المخلفات المتراكمة؟

الشاعر يشك في قدرتهما على بلوغ هذا الهدف النبيل ولهذا يقوم بدعوة مردوخ كبير الآلهة البابلية وحكيمها وناصر المظلومين الذين بحكمته انتصروا على قوى الظلم والظلام.

في هذه الدعوة ثمة فرق واضح فالشاعر لن يستجير بهذا الإله كي يحارب به من أفسدوا في بلاده بل ليكفكف دموع عذارى الرافدين ويعيد لهن الفرحة والضحكة وما سلبوه منهن في هجمة بربرية خاطفة، ولينقذ الشاعر من خوفه على قلعة (باشطابيا) الموصلية وليحدثه بما يعرف عن مصير (كهرمانة والأربعين حرامي) بعد أن تناسل السراق وتفوقوا على كل حرامية التاريخ. أولئك الذين سرقوا وسادة الشاعر بعد أن سرقوا قميصه الأبيض، وليحدثه أيضاً عمن سرق كنوز المتحف الوطني أولئك

 

(الذين سرقوا قوافل الضوء من عيون الورد،وقتلوا أبناء الشمس وفقأوا بؤبؤ الأُفُقْ)

 

ولم يبق من رجاء أمام الشاعر إلا أن يدعو الإله السومري المكتمل القوة والنفوذ والجبروت (أنليل) لتكتمل دعواته الميمونة لكل ما مِنْ شأنه تغيير الحال وإنارة الدرب أمام الأجيال الجديدة لتحقق حلمها وأملها في بناء عالم جديد يستحق أن يعاش. في هذه الدعوة رغبة عالية بالانتقام من الفاسدين والطغاة الذين قتلوا النهار وحاولوا التعتيم على شمس سومر وأكد والذين يصفهم الشاعر بالحمقى وفي الوقت نفسه يطلب منه أن يترجى شقيقته إنانا كي ترأف وتشع بجمالها وعدلها، وان تأخذ بيد تموز (ديموزي) الحبيب المحتجز في ظلمات العالم السفلي ليعيد الهيبة لبلاد الرافدين.

عند هذه الدعوة تبلغ القصيدة نهايتها وغايتها الكبرى التي سعى إليها الشاعر وهو يأمل من الماضي أن يكون له عوناً في قضيته المشروعة فما نفع الماضي إن لم يكن القاعدة التي يستند عليها الحاضر في زحزحة قوى الظلام ونظامهم المتهالك؟

ختاما جاءت القصيدة بخمسة مقاطع تشابهت من حيث الدعوات التي انصبت على الماضي والإرث التاريخي والحضاري لبلاد ما بين النهرين موجهة نداءها الى كلكامش ولاماسو وانكيدو ومردوخ وأخيرا أنليل، وهم جميعا من الآلهة أو أنصاف الآلهة أو الشخصيات الخارقة في دلالة واضحة على القوة والجبروت والقدرة على التغيير بعد إن انعدمت وسائل التغيير ولم يبق أمام الشاعر إلا أن يستجير بهم كمخلصين ومنقذين بوصفهم جذور وطنه، ونسغه العريق.

***********

 

الصفحة الثانية عشر

 

إصدار

 

كارل ماركس وولادة المجتمع الحديث

 

عن “دار المدى للطباعة والنشر” في بغداد، صدر حديثا كتاب بعنوان “كارل ماركس وولادة المجتمع الحديث (حياة ماركس وتطور أعماله – المجلد الأول: 1818 – 1841)”. وهو من تأليف ميخائيل هاينريخ وترجمة ثامر الصفار.

كتاب ثمين جدير بالقراءة، يقدم الكثير عن ماركس ونتاجاته الفكرية والعملية خلال عقود حياته الخصبة الحافلة.

 

*************

ليس مجرد كلام.. رعاية بلا تخصيصات مالية !

 

عبد السادة البصري

 

وُجِدَت الرعاية الاجتماعية في كل دول العالم، من أجل حماية ورفع الحيف وانتشال المعوزين والأرامل والمطلّقات والعاطلين والمعوّقين من دوّامة الفاقة والحاجة، لهذا تجدها في أعلى سُلَّم الأولوية والاهتمام عند الحكومات التي تجعل مصلحة وإسعاد شعوبها فوق كل اعتبار مهما كان شكله وحجمه!

لكن في بلادنا تجري الأمور بعكس منطقها القانوني والعقلاني تماماً، حيث أن الأرامل والمطلّقات والمرضى والمحتاجين ومعهم فئة المتقاعدين الذين أفنوا زهرة شبابهم في خدمة الوطن يقفون في آخر الطابور الذي لن ينتهي أبداً، لأنه لم يتحرك من بدايته، يعانون الأمرّين في إدارة شؤونهم الحياتية وكذلك يعانون أكثر حينما يراجعون الدوائر المعنية بهم دائماً!

إن الرعاية الاجتماعية ومنذ أكثر من سنتين لم تحرّك ساكناً لمن تم إكمال معاملته، إذ أنهم وفي كل مرة يجيبون السائل عن أسباب تأخر صرف المعونة لأصحابها المستحقّين الذين مضى أكثر من عام على إتمام معاملاتهم بلا يوجد صرف مالي، لأن التخصيصات المالية متوقفة!

يا للتساؤل الأجدى والطامة الكبرى ويا للعجب، التخصيصات المالية للبرلمانيين وسواهم ولهذا وذاك من الصرف غير المعقول متحركة وعلى مدار الساعة، فقط تخصيصات الرعاية الاجتماعية للأرامل والمطلّقات اللواتي يزداد عددهن كل يوم متوقفة، أيعقل هذا ؟!

أيّ وطن هذا الذي لا يعير أهمية لأبنائه المحتاجين ؟!

وأيّ وطن هذا الذي يترك نساءه الأرامل والمطلّقات على قارعة الطريق يتسولن لقمة العيش وقد تكون باهظة الثمن أحياناً ؟!

وأيّ وطن هذا الذي لا يراعي حرمة بنيه الذين خدموه طيلة سنوات شبابهم حتى عبروا الستين من العمر؟!

وأيّ وطن هذا الذي تعطيه كل شيء ولا يعطيك غير الألم والفاقة والعوز والقهر والتشرّد والنوم على الأرصفة ؟!

يا للوطن المنهوب من قبل مَنْ لا رغبة لهم سوى السيطرة على مقدّرات الناس ونهب خيرات البلاد كيفما كانت من خلال زرع الفتنة والطائفية والمحاصصة المقيتة وعدم التفكير إلاّ بما تتطلبه مصلحتهم الخاصة ؟!

ويا للوطن الغارق في فساد لم نقرأ مثيلا له في كل كتب التاريخ!

يا سادة يا كرام، وانتم تتشدقون بمحبة الوطن وخدمة أبنائه، ارحموا الناس من ما هم فيه وانتشلوا البلاد والعباد من هذا الخراب المستفحل، واعلموا أن الشعارات والخطب النارية لن تصنع بلداً، بل العمل الجاد والمخلص والنزيه هو الذي يرتقي بالبلاد ويجعلها في أعلى مراتب التقدم والازدهار والعمران، والأهم من كل شيء هو احترام الناس والعمل على إسعادهم لأن الإنسان هو أعلى رأس مال في الوجود، وكلّنا نعرف أن خير الناس منْ نفع الناس، لا مَنْ خدعهم وسرقهم!

الرعاية الاجتماعية مهمة جداً وبلدنا يعجُّ بأعداد هائلة من الأرامل والمطلّقات واليتامى والعاطلين، التفتوا إليهم وقوموا سريعا بحلِّ مشكلتهم لا تتركوها تتفاقم وتطوحهم الريح يمينا وشمالا، ولتنطلق التخصيصات المالية كي تفتح لهم بعضا من أبواب السعادة في الأقل !!

 

**************

 

رائد فهمي يرفع الستار عن لوحة الشهيد كامل شياع

 

بغداد – طريق الشعب

حيّا الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، امس الاول السبت، ذكرى الشهيد كامل شياع، وقال انها تبقى حاضرة في قلوب واذهان الشيوعيين والديمقراطيين وعامة المثقفين.

وقال وهو يتحدث بعد ازاحته الستار عن لوحة (بورتريه) للشهيد، رسمها الفنان زياد جسام ورُفعت في مكان بارز بصدارة قاعة منتدى “بيتنا الثقافي” في ساحة الاندلس ببغداد، ان “كامل شياع اصبح رمزا للثقافة والفكر النيّر والانفتاح، ورمزا للثقافة العراقية”.

وأشاد فهمي الذي كان محاطا بحشد من المثقفين والمواطنين الآخرين، يتقدمهم شقيق الشهيد رابح وشقيقته ايمان، ممن حضروا الجلسة التي اقامتها محلية المثقفين التابعة للحزب خصيصا لهذه المناسبة، أشاد من جانب آخر بالجهد الذي بذله الفنان جسام في انجاز اللوحة، وقال عن اللوحة ذاتها انها “تحمل الكثير من المعاني والدلالات التي نعتز بها”.

وبعد الافتتاح شاهد الحاضرون شريط فيديو قصيراعن عمل الفنان جسام وهو يرسم اللوحة، ثم قدمه مدير الجلسة الفنان والاعلامي فلاح حسن الخطاط، ليتحدث بنفسه امامهم عن اللوحة والظروف التي احاطت بقراره رسمها، وعن مشاعره تجاه الشهيد الراحل ومكانته في نفسه. 

وتابع الحضور بعد ذلك رسالة بالفيديو من شقيق الشهيد الكاتب فيصل عبدالله المقيم في لندن، حيّا فيها الحفل والمشاركين فيه، كما حيا الحزب الشيوعي العراقي وهنأه بنجاح مؤتمره الوطني الحادي عشر. وعبر كذلك عن سروره باللوحة، وقال عن الفنان زياد جسام انه “فنان مثابرومجتهد”.

واستمع الحضور من ثم الى الناقد الدكتور جواد الزيدي الذي تحدث عن اللوحة وعن مسيرة وانجاز مبدعها الفنان جسام، ونوّه بالاعمال الفنية “التركيبية” التي نفذها في السنوات الاخيرة، ومنها بالذات العمل المعنون “سيولد السلام ذات يوم” الذي انجزه ليوضع في مدخل “بيت العود” في بغداد، وقبله العمل المسمى “الحياة كتاب” الذي عرض في معرض بغداد الدولي للكتاب المقام شهر        حزيران الماضي.

وقد عُرض العملان في الجلسة وصفق الحاضرون لهما كما للوحة كامل شياع، وصفقوا قبل ذلك للفنان زياد جسام وانجازه الجميل والمتنوع، واخيرا صفقوا لولديه وتلميذيه الصاعدين ديار وبشار، اللذين ساهما بالموسيقى والتصوير في انجاز الاشرطة الفيديوية المعروضة في الجلسة الاحتفالية.

واختتم الحفل بتقديم الرفيق رائد فهمي باقة زهور نضرة الى الفنان زياد جسام وشكره على اللوحة وكل ما قدمه في الجلسة، وتمنى له النجاح الدائم في جهده الابداعي.

 

************ 

استذكار شهداء “ساحة الخلاني” و”كراج السنك”

 

بغداد – طريق الشعب

نظم شباب لجنة المثقفين المحلية للحزب الشيوعي العراقي ومعهم عدد من أصدقائهم من المساهمين في انتفاضة تشرين، مساء يوم 7 كانون الأول الجاري، وقفة استذكار لشهداء مجزرة "ساحة الخلاني" و"كراج جسر السنك".

ففي مثل هذا التوقيت من العام 2019، ابان انتفاضة تشرين، اقتحمت سيارات مدنية تقل جماعات مسلحة "ساحة الخلاني" و"كراج جسر السنك"، فهجمت بالرصاص الحي على المنتفضين والمعتصمين الذين كانوا يبيتون هناك، حتى سقط العشرات منهم بين شهيد وجريح.

وتجمع المستذكرون في "ساحة الخلاني" التي شهدت المجزرة، وأشعلوا الشموع في ذكرى الشهداء، مطالبين بفتح ملف تحقيقي للكشف عن القتلة ومحاسبتهم.

 

***************

الشيوعي العراقي: لا للعنف والتمييز ضد النساء

 

جدد الحزب الشيوعي العراقي في مناسبة  حملة الـ 16 يوما العالمية لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، التي تنطلق  كل عام يوم 25 تشرين الثاني تزامنا مع اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد النساء،  وتستمر حتى 10 كانون الأول -  اليوم العالمي لحقوق الانسان،  جدد  مساندته  ومشاركته  في كافة الجهود المبذولة على  مختلف الصعد الحكومية والأهلية ومن طرف منظمات المجتمع المدني، لتعزيز التصدي لجميع اشكال العنف والتمييز القائمة على النوع الاجتماعي .

وصرحت الرفيقة بشرى أبو العيس عضو اللجنة المركزية للحزب، ان من الضروري توحيد جهود كافة الاطراف ذات العلاقة لمنع العنف ضد النساء والفتيات، وذلك ضمن خارطة طريق تحقق الهدف على المستوى التشريعي خصوصا، بإقرار قانون تجريم العنف الاسري وصون كرامة افراد العائلة، والعمل على تمكين المرأة وتفعيل دورها في مراكز اتخاذ القرار، وضمان مشاركتها الفاعلة ضمن مختلف الاطر الحكومية و الحزبية والمنظمات المدنية.

واستطردت الرفيقة ابو العيس تقول ان مواجهة المفاهيم والاعراف التي رسخت ظاهرة ممارسة العنف وتقييد حرية النساء، تتطلب اليوم فعلا جماعيا من جانب كل المساندين لحقوق التنوع الاجتماعي في مجتمعنا، بغية الخلاص من هذه الظاهرة المرفوضة. علما ان بعض النجاحات تحقق في هذا المجال، لكنه ليس في مستوى الطموح.

وقالت عضو اللجنة المركزية مضيفة انه بالنظر الى أهمية وضرورة  التغيير لضمان حقوق الشباب والنساء،  فقد عمل الحزب الشيوعي العراقي دائما على تمكين هاتين الشريحتين من القيام بدورهما الفاعل في مراكز القرار وعلى مختلف مستويات العمل في حزبنا،  وبذل جهودا كبيرة  لتأهيل منتسبيهما للعمل في مواقعه القيادية.

واختتمت عضو اللجنة المركزية بشرى ابو العيس تصريحها بالاشارة الى ان الحزب الشيوعي العراقي جدد في مؤتمره الأخير دعمه ومشاركته  في المبادرات و الأنشطة والجهود كافة،  الرامية الى تمكين المرأة العراقية من احتلال موقعها  الصحيح في الحياة السياسية والاجتماعية والعلمية والثقافية العراقية، وان تتضافر سائر الجهود لأجل بناء دولة  مدنية ديمقراطية تضمن  حقوق الجميع، وبالاخص النساء والفتيات كونهن يشكلن احدى اهم ركائز المجتمع .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عن “صعود الامبراطوريات وسقوطها”

بغداد – طريق الشعب

يضيّف “ملتقى روّاد شارع المتنبي” الثقافي، الجمعة المقبلة، د. فاتن محيي، لتقدم محاضرة بعنوان “صعود الامبراطوريات وسقوطها.. الإمبراطورية الاسبانية أنموذجا”.

تبدأ المحاضرة في الساعة الحادية عشرة ضحى، على “قاعة جواد سليم” في المركز الثقافي البغدادي بشارع المتنبي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ندوة في النجف حول “مناهضة العنف”

النجف - ملاذ الخطيب

عقدت رابطة المرأة العراقية في محافظة النجف بالتعاون مع مكتب “جمعية الأمل” العراقية في المحافظة، الأربعاء الماضي، ندوة حول “مناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي وأهمية قانون مناهضة العنف الأسري”.

الندوة التي جاءت تزامنا مع حملة الـ 16 يوما الدولية لمناهضة العنف ضد المرأة، تحدث فيها كل من التدريسية في جامعة الكوفة د. بتول فاروق، ومستشار كرسي اليونسكو في الجامعة ورئيس المركز العراقي – الأوربي للتعاون والحوار د. محمد القريشي. فيما حضر الندوة ناشطون ومحامون وتربويون من كلا الجنسين.

وتناولت د. بتول في حديثها، موضوعة العنف من ناحية دينية فقهية. بينما غطى د. القريشي هذا الموضوع، من الناحيتين الثقافية والمجتمعية.

وفي سياق الندوة، طرح الحاضرون آراء واقترحوا حلولا لمعالجة أسباب العنف، والحد منه. كما اتفقوا على أهمية إقرار قانون مناهضة العنف الأسري من أجل حماية جميع أفراد الأسرة.