تجري أطراف الوساطة، اليوم الأحد، مباحثات في قطر بشأن نشر قوة "حفظ سلام" دولية في غزة وفق تصريحات أدلى بها وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو السبت. ورغم استمرار خروقات الاحتلال الإسرائيلي، إلا أنّ اتفاق وقف إطلاق النار لا يزال صامداً في القطاع المحاصر، وسط جهود دولية لمنع انهياره، والمضي إلى المراحل التالية من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي قال، مساء أمس السبت، إنّ جهود إرساء الاستقرار في غزة تحرز تقدماً، وإن قوة دولية ستُنشر بالقطاع قريباً، وذلك عقب اجتماعه مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال توقف للتزود بالوقود في الدوحة.
وفي وقت سابق السبت، قال روبيو إنّ واشنطن تتلقى مقترحات بشأن استصدار قرار محتمل من الأمم المتحدة أو اتفاقية دولية لمنح تفويض لقوة متعددة الجنسيات في غزة، مشيراً إلى أن هذه المسألة ستناقش في قطر اليوم الأحد. في الأثناء، تواصل حركة حماس جهود العثور على جثث الأسرى الإسرائيليين المتبقين لديها، في عملية صعبة انضمت إليها مصر عبر إرسال فريق متخصص مع معدات ثقيلة للبحث عن جثث الجنود الذين أسرتهم حماس في عملية "طوفان الأقصى" وقتلتهم إسرائيل لاحقاً خلال حرب الإبادة.
والسبت، قال ترامب، في تدوينة على منصته "تروث سوشال"، إنّ ما وصفه بـ"السلام القوي في الشرق الأوسط" يمتلك فرصة ليكون "أبدياً"، لكنه ربط ذلك بضرورة أن تبدأ حركة حماس في إعادة جثامين الأسرى القتلى، ومن بينهم جثتان لمواطنين أميركيين، "بشكل سريع". وحذر ترامب من أنه "يجب على حماس أن تبدأ بإعادة الجثامين بسرعة، وإلا فإن الدول الأخرى المشاركة في هذا السلام العظيم ستتخذ إجراءات". وأقرّ بأنّ بعض الجثامين "يصعب الوصول إليها"، لكن "بعضها تمكن إعادته الآن، ولسبب ما لم يتم ذلك". وتابع الرئيس الأميركي: "ربما يتعلق الأمر بعملية نزع سلاحهم"، مذكّراً بتصريحه السابق بأن "كلا الجانبين سيُعاملان بإنصاف"، لكنه أوضح أن هذا الأمر مرهون بـ"الالتزام بالواجبات". وقال ترامب إنه يراقب التطورات "عن كثب"، مضيفًا: "لنرَ ما سيفعلونه خلال الـ48 ساعة المقبلة".
ونقل موقع أكسيوس عن مسؤول أميركي رفيع المستوى قوله عن تدوينة ترامب إنّها "رسالةٌ إلى حماس بالتأكيد، لكنها ليست إنذاراً نهائياً". وعلى الصعيد الميداني، يعيش سكان القطاع الآثار الكارثية والعميقة للإبادة الجماعية التي خلفتها إسرائيل خلال عامين كاملين، وتجلت بدمار شامل في البنية المدنية، من السكن إلى الطرقات والتعليم والصحة والمستشفيات، ما جعل تعافي البقعة المنكوبة معقداً خصوصاً في ظل تواصل الحصار الإسرائيلي وعدم فتح المعابر وإلإدخال الشحيح للمساعدات بخلاف بنود خطة ترامب.
