كشف تحقيق استقصائي عن نشاط متزايد لشبكات تهريب تعمل على استدراج شباب عراقيين، بعضهم من خريجي المرحلة المتوسطة، إلى الأراضي الروسية عبر “دعوات دراسية” وهمية، قبل أن يتم تجنيدهم لاحقًا في صفوف القوات الروسية مقابل إغراءات مالية ووعد بالجنسية.
وبحسب التحقيق الذي نشرته شبكة “نيريج” للصحافة الاستقصائية، فقد تم توثيق حالات لعراقيين سافروا إلى روسيا عبر دعوات دراسية، ليفاجأوا لاحقا بعروض للانخراط في القتال، مقابل إغراءات مالية ووعد بالحصول على الجنسية الروسية بعد عام من الخدمة.
وأشار التحقيق إلى أن “العملية تتم عبر مكاتب وساطة داخل العراق وخارجه، تتعاون مع جامعات روسية وتستخدمها كغطاء للحصول على تأشيرات الدخول، ثم ينقل الشباب إلى معسكرات التدريب العسكري بعد توقيعهم على عقود انخراط في الجيش الروسي”.
ووفقا لشهادات عوائل وردت في التقرير، فإن الاتصال انقطع مع أبنائهم بعد دخولهم الأراضي الروسية، فيما أكدت مصادر من الجالية العراقية في موسكو وجود عشرات من حالات الفقدان، إضافة إلى متطوعين يخدمون حاليًا في جبهات القتال.
ويأتي هذا التطور بعد إصدار مرسوم روسي في تموز 2023 يسمح بمنح الجنسية للأجانب الذين يخدمون في صفوف القوات المسلحة الروسية بعد عام واحد من التجنيد، وهو ما فتح الباب أمام موجة جديدة من عمليات التجنيد الأجنبية.
من جانبهم، دعا مختصون الحكومة العراقية إلى متابعة هذا الملف على المستويين الدبلوماسي والأمني، وتكثيف الجهود لمنع استغلال الشباب العراقي من قبل شبكات التهريب والتجنيد، خاصة مع تزايد المخاوف من تحول العراق إلى ساحة نشاط لتلك الشبكات العابرة للحدود.