اخر الاخبار

ذكر الباحث زول موسى في مقالٍ له على موقع PublishingState  أن عدد البحوث العلمية المنشورة خلال العام الماضي في العالم كله بلغ 5.14 ملايين دراسة، محطِّمًا الرقم القياسي السابق المسجَّل في سنوات ما قبل جائحة كورونا. وإذ يقف وراء هذا الارتفاع تطوّر بيئة النشر التي أصبحت أكثر تنافسيةً وصار الوصول إليها أيسر، فإن متغيّراتٍ كبيرةً أخرى ساعدت على ذلك، مثل حدوث تحوّلاتٍ جذرية في كيفية إجراء البحث ونشره واستهلاكه، وتوسّع التأليف المدعوم بالذكاء الاصطناعي، وتقلّص هيمنة عددٍ قليلٍ من البلدان لصالح ظهور مؤلفين غزيري الإنتاج في شتى أنحاء العالم، مما يضعف التصوّر السابق عن انتهاء دور المجلات العلمية ويفتح آفاقًا أكثر حيويةً ومتعةً لمزيدٍ من إنتاج المعرفة.

ووفقًا للمعطيات، فإن هذا الرقم يأتي في ظلّ الارتفاع المطّرد، بزيادةٍ تراكميةٍ بلغت 22.78  في المائة على مدى السنوات الخمس الماضية، ليس فقط على صعيد التخصّصات التقليدية التي تُغذّي النمو، بل أيضًا في تخصّصاتٍ أخرى مثل علم المناخ، والذكاء الاصطناعي، والمعلوماتية الحيوية.

وتحتلّ الصين الموقع الأول في هذا الإنتاج المعرفي، إذ نُشر فيها 900,124  بحثًا، أي بنسبة 18  في المائة من أبحاث العالم، تليها الولايات المتحدة بنشر743884 مقالة، بنسبة 15 أي المائة. وتستمرّ الصين، على وجه الخصوص، في التقدّم، مدعومةً بسياساتٍ حكوميةٍ تُكافئ الإنتاجية العلمية والظهور الدولي.

أما الولايات المتحدة، فلا تزال قوية، مدعومةً بشبكاتٍ واسعةٍ من مؤسسات البحث والتطوير في الشركات والتعاون الأكاديمي الصناعي.

وقد لوحِظ أن الهند تمكّنت من توسيع بنيتها التحتية البحثية بسرعة، فيما راحت دولٌ جديدة تحتلّ مواقع مرموقة في سُلَّم الإنتاج المعرفي مثل إيران وتركيا وإندونيسيا ومصر والبرازيل، مع بقاء دول الاتحاد الأوروبي في الصدارة، إذ دأبت على تحقيق إنجازاتٍ كبيرة في مجالاتٍ مثل العلوم البيئية والصحة العامة.

ولعل من المفيد الإشارة إلى أن هذا الإنتاج المذهل يستند إلى ثقافةٍ بحثيةٍ عالميةٍ مدفوعةٍ بحوافز ماليةٍ واجتماعيةٍ مهمّة، منها تعرّض الجامعات لضغوطٍ لتحسين الأداء، وتحفيز الباحثين على النشر أو الخروج من الحلبة، حتى باتت الدول تتنافس على الإنتاج العلمي كما لو كانت في دورة الألعاب الأولمبية. ومن الأمثلة على ذلك قيام الهيئة الملكية للبحوث العلمية في السويد بانتقاد جامعات البلاد على ضعف الزيادة النوعية المعتادة في عدد الأبحاث العلمية المنشورة في مجلاتٍ مُحكَّمة. وذكرت الهيئة أن هذه الجامعات أجازت ما يقرب من 39,000  مقالة علمية في عام 2024، وهو ما يمثّل زيادةً بنسبةٍ تقارب 2 في المائة مقارنةً بعام 2023. وأشارت الهيئة إلى أن عامي 2023 و 2024 قد شهدا انخفاضًا في إجمالي عدد المنشورات البحثية في مجالات العلوم الإنسانية والفنون والتكنولوجيا والطب والعلوم الصحية، في حين ارتفع عدد البحوث في مجالي العلوم الاجتماعية والعلوم الطبيعية، بنسبةٍ بلغت 3  في المائة عمّا كانت عليه في السنة المنصرمة.

أما في العراق، الذي يضمّ 107  جامعات منها 35  حكومية و72  أهلية، فلم يتجاوز عدد البحوث والدراسات المنشورة 6,000  بحثٍ سنويًا، وهي في الغالب ذات جودةٍ متدنّية، إذ لم يُنشر أكثر من 15  في المائة منها في المجلات ذات التأثير العالي عالميًا ( Q1 وQ2 ).

كما أن تصنيف الجامعات العراقية في جودة البحث وفق تصنيف Scimago Institutions Ranking لعام 2024 يشير إلى أن جامعات بغداد والمستنصرية والتكنولوجية جاءت ضمن أعلى 5,000  جامعة عالميًا من حيث تأثير البحوث. ورغم أن البلاد تتبوأ المرتبة 47 عالميًا في كمية الإنتاج البحثي، فإنها تحتلّ مراكز منخفضة من حيث عدد الاقتباسات لكل بحث مقارنةً بدول المنطقة مثل إيران وتركيا. وأخيرًا، تم تصنيف سبع جامعات عراقية في القائمة الحمراء بسبب مخاطر تتعلق بسلامة البحث العلمي، وفق مؤشر RI2  لعام 2025، ويأتي هذا التصنيف على أساس ما تم رصده من انتهاكاتٍ منهجيةٍ علمية، واعتداءاتٍ على حقوق الملكية الفكرية، أو غياب معايير الجودة والنشر.