اخر الاخبار

لم تكن صدفة أن تحتضن ساحة التحرير فتية وشيبا، شابات وعجائز، مثقفا ومتعلما أو أميا قسى عليه الدهر وجاء لينتقم، كلهم كما يقول ماركس توحدهم ظروف الانتاج، ولكن ظروف إنتاج ساحة التحرير جاءت من غياب الانتاج، والتحقت بالساحة ساحات، وبالمئة مئات وغابت الصفات، وصارت الانتفاضة تحلق فوق المانشيتات عابرة للعناوين وعندها ارتعبت السلطات، وهي لم تكن الأولى منذ العام 2008. ولكن كانت ثمرة كل الانتفاضات لأنها من متبنيات كل العراقيين الباحثين عن الخبز لأنهم جياع، وعن الكرامة لان ماء الوجه ضاع وعن سيادة وطن لان الوطن لا يباع، وتعقدت الأوضاع، خيم، هتافات، واعتصامات هزت عرش المتصدين للسلطة والاتباع.

أن تشرين لم تكن الأولى، فقد كان للعراق تشرين في عام 1952 قاده مناضلون تزعموا الإضرابات الطلابية والعمالية ونادوا بالاستقلال من التبعية البريطانية، وإعلان العراق دولة جمهورية، واليوم ونحن نجول بالذاكرة بين ثورات شعبنا نجد أن انطلاقة تشرين عام 2019 هي صفحة في تاريخ عريق نادى المتظاهرون فيها بضرورة استقلال القرار وتمكين السيادة لأهل الدار، وتوفير فرصة العمل ووضع حد لمنتجات دول الجوار، هذه مطالب تشرين باختصار، كانت مطالب بدايتها مطلبية (حاجات شباب) للأسف تم فهمها على أنها سياسية، وظلت تلك المطالب تتكرر بالتظاهرات اليومية، وانها ماضية ما دامت الحلول ترقيعية.