اخر الاخبار

ما عمق اتصالك بالارض..الارض التي كبرت بروحك الى الوطن..البلاد..العراق من شماله الى جنوبه..هذا الانتماء لم يعد خاطرة عابرة او قصيدة شعر الهمت الملحنيين ومنحتهم القدرة على التجسيد..وانما تحولت الى وجود لشاعر ..وفلسفة حياته ..باتجاه هذه الرموز ..

(مدللين يلوگ لحبابي الدلال  وشوگهم نسمة جنوب وسيرت لهل الشمال.والوطن ود وحنين )

لقد شكلت مفردات الوطن والحب كما كتبت عنها سابقا شكلتا الهاجس الشعري لزامل..وراح يصوغ من شذاهما قلائد من الورد الياسمين..ويتنقل بين حدائق الازهار..لو تاملنا هذا الشطر او العبارة الشعرية نجد صورها تتدفق..ومدلولاتها مجسدة في حياة الشاعر

(واتمرجحت نسمات غضه وعالخلق عنبر فحت

مرجاحه..نسمه.. غضه.. الناس ..العنبر.. الضوع)

هذا المشهد  الشعري وصياغته بماءالذهب.

(وطشت وفاحت محملة بعطر اسمه زامل سعيد فتاح)

انه مصور بارع لمفردات الطبيعه ..مولع بالالوان الزاهيه التي تمنح روحه الجمال..مفتون بالعطر والعشق والمراة ...والحياة

(برعم چنت واتنطرك وامتاني واحسب كل وكت..ياخوخ لجلك عاشرت كل الطيور وصادقت ،خافن جنح عصفور يهدل غصنك ويمك نمت..)

اي بستاني هذا..هذا الفلاح من رياض  الجنة الة رياض الحلم ..الفلاح الأسطوري الذي لا يغمض له جفن ..راعي الورد..وشاتله..ومخمره ومحوله الى سحابة..غيمة من مشاعره تمطرنا  قصائد نذوب عند سماعها..مطرزة بالحان هي عصير ارواحنا..وعشقنا ورائحة الارض..

(باريتك بگيض وشته لما كبرت وتخمرت وتحمرت..حتى الفراشه لو تلامس وردتك بيها صحت..)

وهنا نتريث قليلا لنتامل هذا الشاعر الرومانسي الحالم على ضفاف الغراف..في الشطرة ماخوذا بعوالم الماء..وتعاليم الانهار..ينام على سطح داره في اب اللهاب..ويمنحنا ثلجا ورديا من الازهار والورود..كانه في بستان يعيش وينثر الورد..والود..ويتوأم المفاهيم ويذوب. تحت  مرارة الشوق والوجد والتخيل..

لقد كبر مفهوم الانتماء ..ونضج مفهوم الارض بل ازهر الى امتداد روحي يحرك الاحاسيس والمشاعر ويؤرخ الحب..هذا الاشتعال الغريزي.. للمفردات التي تحمل صدى لموسيقاها ودلالالتها العاطفية..تبهر الاسماع وترتجف القلوب..

(عرفتك وردة القداح برد الصبح جفلها

ومن حبك هويت الگاع والماي اليغازلها..

شفت بعيونك ابلادي .)

هكذا يتشكل الوطن ..بحدوده الامنه التي تحتضن الماء والحب والغناء..

(ومن حبك غناي انه تعلمته وهذاك انت)

هو العشق..العشق  الذي صار حلما بالنسبة لزامل..حبا افتراضيا عاش على ذكراه..من اول لحظة حملت عتابا وخصاما مع الريل وصوته الذي يدوي بالروح معلنا الفراق والغياب والحسرة

عندما غادر الريل  الناصرية الى البصرة  وهو يحمل حبيبته الشاعر ..لتفنح هذه الاغنية وملحنها لكمال السيد نافذة جديدة للغناء العراقي ..هذه اولى الملاحم الغنائية يقودها بل ينزفها زامل.. بصرخة هي كل اوجاعه..

(ولك ياريل لاتصرخ خذت ولفي واريدنه...

واعد محاط للبصرة.

غفه ونام وهدل شعره..

وتاتي الصرخة ممزوجة بصوت القطار ..

(ما هذا الوجع المستديم)

وارد للناصرية اردود

مخنوگ بالف عبرة

وتستمر القصائ د التي نتلمس دفء نزيفها وحرارة خيباتها..ممزوجة باشتياق للام للارض للوطن للحبيبة..

(عيونكم تبرالي نجمة تدور بيه اشما تريد..طافت بروحي حنان وكربت مني البعيد..

الدنيه خلو الناس حلوه والوطن سالم سعيد..الوطن زامل سعيد)

وعلى مدار السنوات الستينات والسبعينات خلاصة عمر الشباب لزامل سعيد فتاح وهجرته الى بغداد تاركا الناصرية والسجون والسياسه..ودهاليز الاعتقالات ،ليتامل شمس الحب الحب الذي يشرق دائما في قلبه..كالوطن. والناس

(هواك انت يذكرني بفرات ودجله يوميه..

ومثل گلبي ومثل گلبك تلاگن صافيه النيه...)

اي تجربة حياتيه رغم قساوتها تمنح شاعرنا هذه الشفافية وهذه الاحاسيس البحث في عالم القصيدة عوالم الحلم..عن حبيبة يجسدها باجواء بيئته..

(شفت موجاته ياموجاته مثل امعاضدچ فضه

تتهادى وي جاري الماي هلهولة فرح غضه..)

شفت دجله وفي مثلك يفيض بغير منيه..

هكذا جبلنا. على هذا الغناء الذي يحمل لغة الشعر الفذه المجسدة للمشاعر الوطنية والعاطفية..هكذا امتلات مسامعنا ايام الشباب ..برموز  ودلالات ومعاني شفافة ثقافية حضارية ..وعاطفية ارتقت بمستوى تذوق الشارع العراقي. نحو. الرقي..