الهوسة جنس من اجناس الشعر الشعبي..ارتبطت بالانتفاضات الشعبية وامتدت للمناسبات(الاعراس

والفواتح)..بدأت ببيت متفرد(ياموت اطحن وآنه الهيلك)وهذا النوع من الهوسه يطلق عليه (الهوسه

 المطلقة) ..وهناك الهوسه المقيدة بمقدمات كما في قول احدهم:

تحد بينه المنايا او ما عرفنه الخوف

ولجل عزة وطنه صرنه كلنه سيوف

اهل نخوه او شهامه ونعرف المعروف

مشينه اويه المعالي اصفوف تتله صفوف

الهمة العدنه تخبرك احنه رجال الكلفه ابزود

ـ الهوسة نوع من الشعر التحريضي..بانشاد شعبي كان ظهورها الاول منطقة الفرات الاوسط .. تتشكل بتوسط المهوال الجمع الدائري الذي تتخلله ابيات شعرية يقوم بارتجالها احد الافراد يطلق عليه(المهوال) لاثارة الهمم والتفاخر وتبدأ بـ (ها خوتي ها) للتنبيه والاهتمام.. وشاهدنا قول الشاعر :

دله احنه او مضيف يفوح طيبه وهيل

نجر يدوي او يجيب التايهين بليل

عراقيين اسمنه بعلو نجم سهيل

لو صار الطك نلعب جوله

ـ الهوسه تنتمي عروضيا الى البحر المتدارك او الخبب الذي يتشكل من اربع نتفعيلات (فعلن فعلن فعلن فعلن)..

ـ البناء الفني للهوسة قريب من الابوذية وجناساتها الا ان الفارق هو القفل  ..اذ تنظم الابوذية من ثلاثة اشطر بجناس تام فالقفل الذي ينتهي بـ (يه)  كما في قول الشاعر عبد حلو حيدر الفريجي:

عجب طولك السافر بعد مايه

نهرك سلسبيل وعذب مليه

يا طيب..ولك طيبات مايه

نضالك والشعر مصباح اليه

اما الهوسة فقفلتها مطلقة واشطرها مقفاة كما في قول الشاعر عبدالساده الكصاد الذي شكل ذاكرة زاخرة بالاهازيج والهوسات حتى انه حمل كل الموروث المعرفي والتاريخي الشعبي لثورة العشرين لانه كان احد مقاتليها وشعرائها  فكانت هوساته صورة حية عكست الوجود الاجتماعي بوحدته الثائرة والمتفاعلة مع الهوسة المنطلقة من لسانه ضد المحتل الاجنبي ...  

مطره البيت واهل البيت وحكها من تصاوغ بيه

اشجم مره تجي للبيت مطره وخالي اهو تلكيه

من عشرين لثلاثين للخمسين مطره تبوك وتضم بيه

الرايد يحفظ هذا البيت يطلك مطره وهذا الحايف ما يدناه

فالشاعر يوظف الرمز(مطره) للمحتل مع اختزاله الحياة بمهارة فنية وخيال خصب في التراكيب البنائية القائمة على ثنائية درامية نامية تكشف عن شاعر واع لما ينسج من القول المتميز بعمق رؤياه الشاعرة..