اخر الاخبار

الشعر فن اللغة وفلسفة الكلام..

الشعر موقف ازاء حركة العالم بكل موجوداته المؤثثة لزواياه..

الشعر الفضاء الذي تتاكد فيه ارادة الانسان من اجل التغيير الاسمى لعالم مفروض وخلق عالم حالم يحقق انساتية الانسان..

الشعر  وسيلة تعبيرية ذات وظيفة جمالية ودلالة اجتماعية..

الشعر فكرة عميقة تحتاج تفكير اعمق..

والشاعر مظفر النواب في نصه (ابليله من ذيج الليالي)  يحاول ان يجسد كل ما يراه ويحسه بمنتهى الصدق الفني مع استيعاب لتفاصيل الصورة وجزئياتها الدقيقة لغرض اثارة المستهلك (المتلقي) عبر تماسه بها ..اذ التناغم بين الفكرة والاحساس الذي شكل اهم الخصائص الاسلوبية للشاعر مع نصاعة الالفاظ الموحية.. ذات الدلالات النفسية والشعورية التي تستمد نبضها الحياتي من وجودها في سياقها وتفاعلها.. كون الشاعر يعي ان الشعر لا يراد به مجرد نقل الواقع بل غايته التأثير ونقل التجربة ..

بالغلط دگیت بابه

بلیله من ذيچ‌ اللیالي

طلع لابس ثوب ململ على جلده

و بيده شدة رازقي

و قنديل نهده زغير او محلا يلالي

مدلي إيده ..

انطاني من ضحكاته خرده

شگد وجعني من الزغر للشيب گلبي

إلماله أول ماله تالي

فالشاعر يغوص عميقا بين ثنايا النص فيكشف عن رؤية تخترق المألوف ضمن افق اكثر رحابة واتساعا لدراما الوجود المتواصل..اذ يعكس تجليات الذات المنتجة للكشف عن صيرورتها عبرالفاظ بسيطة واضحة بعيدة عن الضبابية فيسجل منتجها اللحظة الحدثية بواقعية  تعانق اللهجة العامية التي تبوح بما يعتمل في النفس..فيخلق مستويات تتناغم مع مستوى الشخصية الفكري والاجتماعي  بتوظيف عدساته البصرية من اجل توثيق المشهد التراجيدي بدرامية بريئة بتتبع خطوات الشخصية ووصف حركاتها وافعالها وحواراتها التي لا تبتعد عن هواجسها وهي تتفاعل مع الحدث واللغة اليومية الوثيقة الصلة مع الواقع..فتكشف عن سحريته..كون الشاعر يلجأ الى سرد احداث مغرقة بالغرابة في ثنايا احداث مغرقة في واقعيتها فتبدو وكأنها جزء من واقع الشخصية اسلوبا وبناء في بعض المشاهد المستفزة لذهنية المستهلك(المتلقي) مع توتر درامي منبثق من الفعل الحركي للشخصية..اضافة الى توظيفه.. المثل الشعبيوتحويله الى مكون عضوي من مكونات النص الشعري كي يسهم في اتساع فضاءاته نتيجة تعدد زوايا الرؤيا الشعرية..(الماله اول ماله تالي)

گتله وآنه اعتذر

غَلطَتْني بابك

الله يسترلك شبابك

ضحك ...سد الباب

شحچیلك ...

صدگ سواني خرده

بليله من ذيچ اللیالي

فالمنتج (الشاعر) يستند في نصه على كلامية تلقائية وآليات تواصل ذهنية (التأمل/الحب/الحلم..)فيبني نصا شعريا قوامه الفكر الوجداني..اذ الحوار بين الذات الواعية والذات المتخفية وراء قناعها اللفظي..فيشكل نصا شعريا من التداعيات التي تكشف عن علاقة الشاعر بالمكان فتشكل بعدا وجوديا يشغل حيزه فيضع الذات في ذروة المتخيل الممتد الابعاد والمفتوح على آفاق غير محدودة..

وبذلك يقدم المنتج (الشاعر) نصا يعكس ما فيه من حكمة ووجع..فضلا عن تماهيه والمحيط البيئي من جهة والشخصية وسرد الاحداث من جهة اخرى..